الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

الكف الأحمر .. القصيدة 17 ديوان مرافئ قلبي

القصيدة رقم 17 / ديوان مرافئ قلبي

الكفُّ الأحمر

أتوهُ بين الأوراقِ والكلمات
أبحثُ عن نوعٍ مختلفٍ من الحبر
لا يكتبُ الأكاذيبَ
لا يعرفُ الأكاذيبَ
يبحثُ عن الحقيقة
عند المساكينِ
وفي أفواهِ المساكينِ
وعن لغةٍ لم تصغها العبارات
لم تُوصف في مصحّات الحبّ المزور
ولا في الأدوية الموهومة
ولا عند قلوبٍ تملُّ وتتغير
ولا في المشاعرِ المعدومة
التي تترددُ وتتحير
وتموت فيها الحياة على أولى العتبات

عندما صارتْ للمشاعرِ أسواقٌ وسمسرة
عندما صارتْ المآثرُ مجرّد مغامرة
وصارتْ العهودُ والوعودْ
شيئًا من الثرثرة
وباتتْ الكلماتُ في النّفوس
تائهةً فوق الرؤوس كأنّها طائرة
وضاعتْ من الحقيقة الذات والصّفات
زيفًا تحاولُ صناعتها من جديد
لكي تخضرَ من جديد !

لا تسترجع الكلمات
لا .. لا .. لا تُعيد
ماعادتْ شمائلي هي شمائلي
بسكينِ الغدرِ قطعتْ بي
كلّ شريانٍ ووريد 
ماتَ حبّك
وانتحرتْ كلُّ رسائلي
على قارعة الطّرقات

لم يبقَ منّي إلاّ كفٌّ أحمر 
يبرقُ هناك من بعيد وخلف المطر
خلفَ شطآن البحر 
ولربما عندما تقترب تكتشفُ وهجه
كان من الجمر أسعر
هو ذاكَ قلبي !

ٍ