الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

يا أمّي اقبليني القصيدة 19 ديوان مرافئ قلبي

القصيدة رقم 19 / ديوان مرافئ قلبي

يا أمّي اقبليني ..
أماه
في عيدك ِ كل الهدايا أحجار ُ
خذي قلبي إن كنت ِ تقبليني
و إن عدّ في الهدايا حقيرا
هاك فؤادي نبضاً بجنحيك ِ
عليه تعزف الأوتار ُ
أغنية أدغدغ بها أذنيك ِ
في كل وتيرة ٍ و وتيرة
أحس أني ما زلت عندك ِ صغيرا
خذنيني لصدركِ بين ذراعيك ِ
و احتويني . . احتويني
أتعبتني الحياة و أتعبتني السّمارُ
و اسمعيني من أغانيك ِ
أحلى التراتيل فما زال ريشي شكيرا
لملمي أحزاني
هوني متاعبي الخطيرة
لأني ما زلت أحتاجك ِ
ما زلت طفلاً صغيرا
هدهديني واسمعيني
تمتمات ٍ من شفتيك ِ
هجرتك حتى أغرقتني السيول
و زحلقتني الأمطار ُ
و تعثرت حفيرة ً تلو حفيرة
و حاطت بي الأخطارُ
و عدتُ . . عدتُ إليك ِ
فهل يا أمي تقبليني
نادما من عقوقي
  أُصحصحُ فيّ الضميرا
أحتاجكِ رغم عمري و سنيني
رغم ما لفتْ بيّ الأقدار ُ
علميني .  .  و أرشديني
و اصنعي بي ما شئت ِ
فقد قلّ َ الإصطبار
و من حنانكٍ أغمريني
و ضعيني ّ بجفنيك ِ
و بجوارك ِ اسكنيني
فقد صرتُ للعذابات
أسيرا كم أحنّ ُ . . و أحنّ ُ إليك ِ
و اشتاق إلى تقبيلي بشفتيك ِ
عندما تطبعيها على خدّيّ
و تمسحي على كتفي
ّ بكلتا يديك ِ
و أنتِ تُلبسيني سترتي
أشعر أن ليس مثلي نظيرا
فهل يا أمي تقبليني
أن أعود تائبا من جرمي حقيرا
مقبّلاً كلتا يديك ِ
مخرّاً على قدميك ِ
طفلا ً بعينيك ِ
فهل يا أمي تقبليني
ثانية ً أن أكون طفلاً لديك ِ