الأحد، 6 نوفمبر 2016

وتلك الأيام .. ديوان أوبعد الذي كان

القصيدةُ رقم 37

وتلك الأيام . .

سلْ باقياتِ العمرِ عن صويحبي
كم قاستْ النّائباتُ من نوائبي

كلّما سلتْ عن فادحٍ  بصبابةٍ
أقبلتْ همومٌ عليها  كالشّهبِ
ٌ
كُلّما قلتُ ذهبَ المرُّ  بصلابةٍ
أبتْ سُهدُ عيوني  ٱلاّ تقلّبي

داهمَ كابوسُ العواذلِ محاربًا
صارتْ سُودُ السّابتاتِ مصائبي

مرَّ ربيعُ العمرِ خريفًا أصفرًا
أيبسَ بي حُمر الخدودِ التّرائبِ

كمْ  قطّعتْ أنيابهُ  ضفائري
يعدوُ كعدوِ الشّرسِ المُحاربِ

قد أبدلني حُمر الخدودِ أزرقًا
بعد الجوريُّ يالهُ من ناصبي

أطفئ لي تلكَ العيون النّضرة
وابتساماتي صارتْ كما الخشبِ

ألسنُ العدا كم رمتني بجمرةٍ
لا دواءَ ينفعُ من سُمِّ  الرُّقّبِ

جرمُ الضّغينةِ من القريبِ أعنفُ
لن  أنساهُ  إلى يومِ  المُنقلبِ

يصطادُ سهو الغفلةِ ويُداهنُ
عضّ النّواجذَ لمدحةِ الصّاحبِ

يتلوّنُ كما الأفاعي بجلودِها
تحتَ الرّمالِ يندفنُ كالعقربِ

قد أرداني صرعًا من سمومهِ
وما أرتوى غليلهُ من مصائبي

يرسمُ الخُطّةَ تتلوها الخُطّةُ
ماكانَ ذنبي سوى أنّي في جانبي

إنّي لأرجو عدلَ  الإلهِ  فيهمُ
لقطعِ  رُحمٍ  يُشترى  بالذّهبِ

أمسى حالي للشّامتينَ سُخريةً
وأغرقتْ مرضى النّفوس مراكبي

خَصمي  مهلًا  فللأيامِ   كَرّةٌ
مُداولةً  بينَ  النّاس ِ بالكَربِ