الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

زائرة غريبة .. القصيدة 27 ديوان مرافئ قلبي

القصيدة رقم 27 / ديوان مرافئ قلبي

* زائرة غريبة  *

في فضاك كنتُ غريبة الأفاقِ
عند رواقك مررتُ زائرةً
أحملُ  وردًا  بيديَّ
قد لففتُهُ بحنايا أوراقي
وجعلت قافيتي .. مفتاحي
والحبر ريقي ومن آماقي
         
ووضعتُهُ فوق الصّليبِ ليُصلب
أفتدي به دمَ العُشاقِ
ولقد كنتُ من جملة المقتولين
ومن جملة المصلوبينَ
فوقَ منصّة اعدام العشاقِ

وبصدري وضعتُ وردة ً
ثُمَّ غرّدت للودّ أغنية
بلساني الأبكم
أوتسمع بكمي ؟
أوتعرفُ بوحَ  أعماقي ؟
وصرختُ ..صرختُ ملبّية ً
قبل الموتِ
قبل صرعةِ الإختناق ِ
        
وتهاوتْ صرختي في الأفاقِ
في وسط الرّواقِ
باتتْ حبيسة أشواقي
وسجينة بسمة التّلاقي
        
لم يبق إلا الصّدى سرًا
في سرّ خُطاكَ
في مكنون بوحك وهواك  !
و منَ السّر امتياحي
فحملتهُ بين جفنيَّ
وبين أضلاعي
وفي أحداقي        
    
وأغمضتُ عينيَّ
ولتنعكس الصورُ في مرآتي !
وأرآها نقية ً في ذاتي
وهناك بين تلك الصور
.أراك بريقا آتي
في صمتي وفي إطّراقي
يبرقُ كل الإبراقِ
كالطّارقِ بين النّجومِ الثّاقباتِ
        
حتّى و إن نسيتَ يومًا اسمي
ونسيتَ صورتي ورسمي
ونسيت . . نسيت رقمي
فستبقى الصّورُ لديَّ
وسيبقى اسمكَ بشفتيَّ
وستبقى الذّكرياتُ ترياقي
         
ولئن  قتلتَ المودّةَ في الحنايا
وصلبتَ كلَّ  البقايا
والوصال صار
.من جملة الضّحايا
فوق تابوت النّسيانِ
. . و في أرباع  الزّوايا
حتى وإن لم تبق منها باقي
وقلى الوصلُ منكَ
واحترقَ معَ رمادِ الاحتراقِ
وكتبتَ في صكّ ِ المحبّة طلاقي
  
أهكذا أنت ؟!!
قد بصمتُ أصابعي عشرا
فوق  كلّ أوراقي
وحذفتُ الفواصلَ
والسكناتِ
والحركات ِ
من جميع أشداقي
        
وأمحيتُ كلّ الظّنون
بإصبعي و ممحاتي
وأبقيتُ واحدًا                                                
أنّ الصّمتَ في الشّعورِ
قصيدة ٌ بلا استنطاقِ
و تلاقي في اللا تلاقي