الأحد، 6 نوفمبر 2016

رتق وانفتق .. ديوان أوبعد الذي كان

القصيدة رقم 24
رتقٌ وانفتق ..

منَ الصّعبِ أن أُودعهُ
من الصّعبِ أن أحملَهُ معي
من الصّعب أن أرقّعهُ
جرحٌ
إنفتقتَ كُلُّ أوردتهُ
ما عاد في الطّبِّ داوءٌ لهُ
أصابَ شراينهُ النّزيف
وكُنتَ السّياطُ .. وكُنتَ العريف !
نزفٌ بشراينهِ لن تستطيعَ أن تمنعَهُ
و لا من جذورِه أن تخلَعهُ
ستبؤ كلُّ محاولاتكَ بالفشل
فكلُّ موقفٍ منكَ أفجعني                                             ُ
غدرُك .. خيانُتكَ
كيف جُرحي لا يجرحك !!
كيف إهانتي لا تجرحك !
إهمالكَ .. كلّهُ أوجعني
لا أستطيع أن أكرهَك
لا أستطيعُ أن أُسامحَك
ولن أستطعَ ثانيةً أن أُحبّك
أقسى أنواع الحقيقة أن تجرحَ من يُحبُّك
أن تتخذَ عدوَه حبيبكَ صديقًا لك !
لا .. لا .. كُلُّ كلماتكَ لن تقنعَني
قد جعلتني أعيشُ وهمًا
وأكتبُ للمستقبلِ إسمًا
وأبني لي بين النّجومِ بيتًا
تساقطتٔ جدرانُهُ مع أولى حبّات المطر !
وأنتَ أيضًا ترسمُ للمستقبل
يا لك من مخادعٍ ما أبدعَهُ
سأرحلُ عنكَ رحيلَ الموتِ
لقبرٍ لن تعرفَ موضعهُ
سأقطعُ قدميَّ عن المسير إليك
وأمنعُ قلبي من الحنين إليك
وستنسى شفتايّ للأبد شفتيك
وسأحضرُ جنازةَ حُبّكَ ومصرعه
سأقتلعُ كُلَّ شُجيراتِ هواكَ
من معتركِ جهاتي الأربعه
يكفي أنّكَ أهنتها .. جرحتها .. همّشتها
قلْ لي لأجل من بعتها ؟!!!
أسفي على حبّي
كيف كان لعبةً بيد  القدر !
كم كانَ في الحبّ ِ ما أروعَه
أسفي عليهِ وأنا أرى مصرعَه
وأسفي على حُبّكَ
الّذي في الخيانةِ قد ترعرعَ