الأحد، 6 نوفمبر 2016

أحضان بدفاتري

القصيدة رقم  14

أحضانٌ بدفاتري / أحلام الحسن

أُداري وأنا
الجريحُ في أحزاني
وأضحكُ للنّاس
والسّهمُ بالقلبِ قد رماني

  إليك أعتذرُ وكأنني
  المُجرمُ الجاني
وأهديكَ وردًا
يا قاطعَ  وصلي وشرياني

فكم سقيتكَ شهدًا
من كأس الوفاءِ
فسقيتني حنظلًا
حتى يبستْ شفتاي
وجفَّ  ريقي 
فهل الشّهدُ كما الحنظل سيّانِ

رسائلي لديكَ
هيّا  فتّشْ عنها وسلها
هيّا بعثرْ أوراقها
كيف كان طوفاني !

وقلْ لقلبكَ
إن كان يصدقكَ القول                                                                ُ
ألمْ يك لي خنجرًا دامي
فهل الوفيُ في عهدهِ
كمثلِ الخائنِ الجاني !

فكمْ راقصَ طيفي
أطرافَ وسائدك
وكم عانقَ السّهادَ خيالك
حتّى إطراقِ الفجرِ
نسياني ..كيف قد هان عندك ؟!
وكيف صار بالإمكانِ

فلا تفتري
الوصلَ ووقعَ أقدامه
ففي كُلّها
كانَ الهجرُ منشاركَ
الذي قد أرداني
وباتَ يتقاطرُ مبتهجًا
من  جرحِ وجداني

كمْ كانتْ أحاسيسكَ كاذبة
ووعودكَ  كاذبة
ومشاعركَ  كاذبة
   ونسيتَ شمائلي
وكلّ ما قُلتَهُ كانَ وهمًا
كسرابِ العطشانِ

فهلْ ظننتَ
أنَّ العهدَ بضاعةٌ لديك !
وبعتني حروفًا
جوفاء .. صماء .. المعاني
واستحللتَ بعدها نسياني

كمْ صبرتُ
على غدرِك .. على ظلمك
فجازيتني جفاءً
وصدودًا  لقلبيَ الحاني

سأخلعَ الآن ثوبَ الذّلِ عنّي
وألبسُ ثوبَ كبريائي
سأدعُ حُبّكَ يتصدّع
وذكراكَ تتصدّع
وكلماتكَ الزّائفة تتصدّع
سأزهو بأجمل مافي ألواني

على نفسيَ وقعَ العتبُ
وعليها يقعُ اللوم
كيفَ غرّدتْ .. كيفَ حلّقتْ
دونما شجرٍ .. دونما ماءٍ
ودنما شيءٍ من الأمان !

كأنّي  لقمةٌ
في فكّ ِ ثعبانٍ
قد  ترونقَ  لمعةً
ظننتُهُ حريرًا يلفّني ..يرعاني
وبدفء جلدهِ الأملس
عصرًا أعياني

فكمٍ قُبلةٍ  منك
  قد شربتُ سمومها
وكمٍ  وعودٍ قد نسفْتَها
أوهذا صادقُ الحُبّ ِ
أوهكذا  عشقُ  الإنسان !

سترجعُ  يومًا تُقبّلُ الأيادي
وتطلبُ دفء ودادي
وتكتب الرّسائل من جديد
وهل تُجدي القُبلُ والطّلبُ
ميّتًا في الأكفانِ !!!