الأحد، 6 نوفمبر 2016

خمر أم جمر

القصيدة  9

خمر ٌ أم  جمر . .

مشيتُ طريقّا أحرُّ منَ الجمرِ
وشربتُ كأسًا أمَرُّ
من المرّ ِ
   
سكرتُ حتّى إذا ما اخَمَرَّتَ عروقيَ
تناسيتُ اسمي ونسيتُ
معهُ عُمري

بهِ عرفتُ أنّهُ لا خليل يدومُ
ولا أضيقَ ولا أوسعَ
منَ الصّدرِ

فيا أيّها الدّربُ قل لي
أينَ أقصاكَ
ويا أيّها القابع هناكَ
يُضني المسير إليكَ عُمري                                           َ

فليسَ هنالك سوى بعض
أصداءٍ منكَ
فكم قد احتارَ بها أمري !!

غريقٌ أنا وهل ينجو الغريقُ
وقاربي مخروقٌ
فهل يُبحرُ بي مخروقٌ في سفري

وحتّى
النّوارس فرّت خوف الغرقِ
فطوفانُ الحُبِّ كم قد زادَ
في الذّعرِ

وماليَ سوى قَشّةٍ في حُبّكَ
أمتطيها
    فسفنُ نجاتي
لا تمتثلُ أمري

غرقتُ حتّى لم أعدْ أرى لنفسيَ أثرا
فكيفَ ستبصرني ؟
وكيف ستعرف  سرّي

هنالك حقولُ المرجان تجرحني
ستأخذني
ستُبعدني .. وستُخفيني
وأصدافُ اللؤلؤ أحجارٌ ولا أدري

أشعةُ الشّمسِ تعتذر عن الولوجِ
فظلمةُ الذّهولِ ذهولُ
وفي تيهي صلّيتُ العصرَ في الفجرِ
وبحثتُ كالأعمى عن محرابٍ
أوي إليهِ
وبين أحجارِ المحارِ
فما عُذري !

وحوليَ بقايا السّفن الغارقة مثلي
وفيها أقمتُ صلاة الليل
في الظّهر !ِ

هنالكَ صدى أذانِ الحيتانِ
يردّدهُ الحوتُ الأزرقُ
هيّا إلى بحري

وحُوتٌ أبيضٌ هنالك ينادي
ويشيرُ إليَّ
بعيني أنت فهيّا إليَّ وإلى صدري
والحيتان السّوداء بأعينها الحمراء
تحاولُ اختراقَ كلّ الزّوايا

فلعنةُ الغضبِ قدأصابتْ تصوّفي
ولعناتُ هواهمُ تلاحقني
وأفرّ أفرّ
ومن مثلي
أنّى لهُ بالفّرّ وبالكرّ ِ

تواعدني الوفاء
فكيف إيّاهُ تُخلفني ؟!
فلن ألومكَ فما
عرفتَ ألمي  وشعري

وزئيرٌ من جفوك قد أصابني
   ..ونسيتَ .. نسيتَ
بأنّ أجملَ ما بيَ هو طُهري

خريطةُ حُبّي
  أنهارها  فراتٌ
فكيفَ يُبدّلُ الفراتُ
بماءِ البحرِ

فمكشوفُ الحلوى
  تأكلُهُ الذّبابُ
وللنّحل صافي رحيقُ الزّهرِ

و مِيتةُ البرّ ِ لقمةُ الضّبع ِ
   وأكلةُ النّسرِ
وحِلُّ الصّيدِ فريسةُ
    النّمر ِ و الصّقر  ِ