شعر/ أ.د. أحلام الحسن
المستهل :
" إنَّ الصّلاةَ على الحبيبِ مفازةٌ
صلّوا عليهِ وآلهِ كي نَهتدي"
١- ألغَادِيَاتُ الرّائِحَاتُ تَجسّدِي
في مَقدِمِ المَأمُولِ هَيّا واسجُدِي
٢- صَلِّي عَليهِ وسَلّمي بِتَحيّةٍ
فيها المُرادُ وبالوَفاءِ تزوّدِي
٣- هَل مِثلُ أحمَدَ بالغٌ في مَجدِهِ
فَمُباركٌ ومُبارَكٌ بالمَولِدِ
٤- هٰذا الرّبيعُ لقد أتى في بَهجَةٍ
فَمُحَمّدٌ شَبَهٌ لهُ لم يُوجَدِ
٥- فَتَبَدّدَت سُحبُ السّماءِ وأشرَقَت
شَمسُ النّبوّةِ بالبَهَاءِ السّرمَدِي
٦- عَكَسَت على وجهِ السّمَاءِ سِمَاتُهُ
كُلَّ المَرَايا بالجَمَالِ الأنضَدِ
٧- وكَأنّهُ حُلُمٌ تَحَقّقَ فَجْأَةً
حتّى بَدَت تِلكَ المَجَرّةُ باليَدِ
٨- مِن سَاجِدٍ ولسَاجِدٍ صُلبٌ لهُ
في السّاجِدينَ تَقَلّبًا والأَمهُدِ
٩- مِن ربّهِ وحيٌ ظَلِيلٌ وقعُهُ
جِبرِيلُهُ قد شَدّ أزرَ المُجهَدِ
١٠- ولِخَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامِ كَرَامَةً
يَا مَكّةَ اﻷخيَارِ قُومِي وانشُدِي
١١- مَا أوسَمَ الوَجهَ المَليحَ لأحمَدٍ
كَالبَدرِ كَانَ كَمَالُهُ المُتَوَرّدِ
١٢- مَا أعظَمَ الإلهَامَ في قَسَمَاتِهِ
مِن نُورِهِ جَمَعَ الصّفَاءَ العَسجَدي
١٣- خَرَّ الوَلِيدُ بسَجدَةٍ ثُمّ استوَى
سُبحَانُهُ من مُكرِمٍ للسُّجّدِ
ا *** ا
١٤- يَا نَفسُ إن شِئتِ الوَجَاهَةَ لاحِقًا
عَهدًا إلى ربّ ِ السّماءِ فَجدّدِي
١٥- بِكِتَابِهِ قَامَ النّبيُّ مُجاهِدًا
مِسكُ الخِتَامِ نِزَولُهُ كَي نَقتَدِي
١٦- ذَاكَ الّذي ضَاءَ الوُجُودَ بَيَانُهُ
نَهجًا مِنَ الدّينِ القَوِيمِ لِنَهتَدَي
١٧- يُملِي على تِلكَ القُلوبِ هِدَايَةً
قُرآنُهُ فِيهِ الهُدَى والسُّؤدَدِ
١٨- طَاهَ الّذي جَحَفَ الجَهُولُ مَقَامَهُ
لا تَستَقِيمُ هِدَايةُ المُتَرَدّدِ
١٩- قُرآنُهُ بِبَلاغةٍ وفَصَاحَةٍ
إعجَازُهُ فيهِ هَوَانُ المُلحِدِ
٢٠- مَولايَ هَب لنبيّنا الأجرَ الّذي
واعَدتَهُ ومِنَ العَطَاءِ الأزوَدِ
٢١- فَهُوَ البَشِيرُ ومَن سُوَاهُ مُبَشّرٌ
وهُوَ النّذِيرُ بِعَزمِهِ المُتَوَقّدِ
٢٢- فَتَبَارَكَ الفُرقَانُ فِي تَنزِيلِهِ
آيَاتُهُ فِي قَلبِهِ كالأَوتُدِ
٢٣- يَا أيّها المُزّمّلُ الهَادِي الّذي
لِلعَالمِينَ بِهِ نَجَاةُ المُهتَدِي
٢٤- أُهدِيتَ مِن فَوقِ السّمَاءِ مَفَازَةً
ورِسَالَةً لِلعَالَمِ المُتَشَرّدِ
٢٥- أدّبتَ تِلكَ النّفسَ دُونَ فَظَاظَةٍ
فِي مَعشَرِ المَعبُودِ والمُستَعبَدِ
٢٦- فِي هَيبَةِ الوَحيِ الّذي بِنِزُولِهِ
عَهدُ البداوَةِ فِيهُمو أضحَى نَدِي
٢٧- بِتَدَثّرٍ وتَزَمّلٍ وتَصَبّرٍ
كَانت خَدِيجَةُ كالمِهَادِ الأوسَدِ
٢٨- كَم أسفَرَت عن حُبّها كم أظهَرَت
نِعمَ النّسَاءِ لِقَلبِهِ المُتَجَرّدِ
٢٩- فِي طُورِهِ فِي رِقّهِ لَهِدَايَةٌ
شَفَتِ العَليلَ منَ الضّلالِ الأرمَدِ
٣٠-يَقتَاتُ من نَفَسِ النّبوّةِ عَزمَهَا
فِي كُلّ نَازلةٍ تَحُومُ وتَعتَدِي
٣١- -لا تَستَطِيبُ عبادةٌ في أرضِهِا
صَنَمٌ عَقِيمٌ واقِفٌ بالمَسجِدِ
٣٢- حَلّت بِأَرضِ النّاسِكَينِ رِحَالُهُ
وكَأنّهُ عَودُ الخَلِيلِ الأوطَدِ
٣٣- لِيُوَطّدَ الأركَانَ بَعدَ خُمُولِها
ويُكسّرَ الأصنَامَ كَسرَ الأَوبَدِ
٣٤- فَالذّارِيَاتُ الحَامِلاتُ تَوَهّجَت
والجَارِيَاتُ فَقَد غَدَت كالمَرصَدِ
٣٥- مَا إن تَلَوتَ لِسُورَةٍ فِيها الهُدَى
حَتّى تَعُودَ لِمِثلِهَا كَي تَبتَدِي
٣٦- تِلكَ الفَضِيلَةُ جُلّهَا قد خَصّصَت
عِبءَ الرّسَالَةِ لِلمَقَامِ اﻷمجَدِ
ا***ا
٣٧- سُبحَانَ من أُسرَى بِهِ فِي لَيلَةٍ
وبِرِفقَةِ الرّوحِ الأمِينِ الأَجوَدِ
٣٨- حتّى دَنَا مِعرَاجُهُ مُتَدَلّيًا
بَل قَابَ قوسَينِ استَوَى بتهجّدِ
٣٩-صَلّى عليكَ اللٰهُ في مَلَكُوتِهِ
مَن لم يُطعكَ تَكبّرًا لم يَهتَدِ
٤٠- يا عَاتِقًا هٰذي الرّقَابَ شَفَاعَةً
ألمُذنِبُونَ تَرَاهُمُ بالمَوعِدِ
٤١- تِلكَ الشّفَاعَةُ بالمَعَادِ مَقَامُهَا
أنتَ الّذي لِلمُذنِبِ المُستَنجِدِ
٤٢- أنتَ الشّفيعُ إذا تَزَلزَلَ مَوقِفٌ
ولِتُدرِكَ العَاصِي ومَن بالمَوقِدِ
٤٣- وَتَوَالَتِ الأصوَاتُ أينَ المُصطَفَى
فِي أمرِهِ نَيلُ المُنى والمَقَصَدِ
٤٤- مَا عَادَ مِثلِيَ أن يَلُوذَ بِغَيرِهِ
مَن لِلعَتِيقِ المُذنِبِ المُتَوَجّدِ
٤٥- فَتَبَارَكَ الرّحمَانُ جَادَ عَطَاؤهُ
لِلعَالَمِينَ ولِلجُفَاةِ العُنّدِ
٤٦- يَا رُوحُ جُودِي بالسّكِينَةِ واخضَعِي
ودَعِي الوَسَاوِسَ كُلّهَا واستَنجِدِي
٤٧- بِمُحَمّدٍ وبآلِهِ خَيرُ الوَرَى
بَعدَ الإلٰهِ الوَاحِدِ المُتَوَحّدِ
٤٨- من لي سُوَى سُفُنِ النّجاةِ عَزِيمَةً
يَنَجُو مَصِيرُ الخَاسِرِ المُتَكَبّدِ
٤٩- فَالنّفسُ لم تَرغَب بِغَيرِ هُوَاهُمُ
وَالقَلبُ لا يَسلُو ودَونَ تَرَدّدِ
٥٠- يَا سَاكِنًا رُوحِي ومَرفَأَ مُهجَتِي
هَب لي دُعاءَكَ سيّدِي هٰذِي يدِي
٥١- يَا نَفسُ أوفِي بَيعَةً لِلمُصطَفَى
فِيها الوَفاءُ وبِالوَلاءِ تَقَيّدِي
٥٢- لا تَغفَلي عن وصلِهِ لو سَاعَةً
لا تَبهَضِي حَقًّا لَهُ لا تَعمَدِي
٥٣- وتَقَاسَمِي حُلوَ الحَيَاةِ ومُرّهَا
في حُبّهِ ولِآلِهِ فَتَوَافَدِي
٥٤- ألخَاشِعُونَ الثّابِتُونَ بِصَبرِهِم
والصّادقُونَ بعَزمِهِم بالمَوعِدِ
٥٥- كَاللُؤلُؤِ المَرصُوصِ في بُنيَانِهِ
هُم هٰكذا قد آمنوا بالأَرشَدِ
٥٦- ألرّاحِلُونَ إليهِ لا لم يَخسَرُوا
رَبِحُوا وقد نَالوا ثَبَاتَ المَورِدِ
٥٧- وبِأَحمَدَ المَحمُودِ في أوصَافِهِ
خُلقٌ عَظِيمٌ أُسوَةَ المُتَهجّدِ
٥٨- يَا أُمّةَ التّوحِيدِ قومي وابصُمِي
عَشرًا عَلَى عَهدِ البَقَاءِ وجدّدِي
٥٩- لمُحمّدٍ ومَقَامِهِ ذاكَ الهُدَى
بالبَاقِياتِ الصّالحَاتِ تَزَوّدِي
٦٠- طَبعُ الكَرِيمِ إذا تَظَاهرَ عَيبُهُ
أن يَستَفِيقَ منَ السُّباتِ المُفسِدِ
٦١- شَغَفُ الفُؤادِ مِنَ الهَوَى لا يَنتَهِي
فَلتَلجُمِي ثَغرًا لَهُ باﻷَصفُدِ
٦٢- بِشَكِيمَةِ التّهذِيبِ هَيّا عَاجِلي
فِي دَفتَرٍ هٰذي الخَطَايَا قَيّدِي
٦٣- واستغفِرِي ألفًا وألفًا فَوقَهَا
لِمَكَارمِ الأخلاقِ هِبّي واصعَدِي
٦٤- صُحفٌ إذا نُشِرَت تَبَعثَرَ أهلُها
وكَمَا السُّكَارَى بَعدَ نَومِ الرُّقّدِ
٦٥- ثَوبُ الخَلاعَةِ والدّنَاءَةِ فاهجُرِي
أبَدًا لهُ لا تَقرَبي لا تَرتَدِي
٦٦- هٰذِي الحَقِيقَةُ كُلّها فَتَفَهّمِي
لا لا تَكُوني لُعبَةَ المُتَمَرّدِ
٦٧- بِتَصَاعُدٍ وتَمَزّقٍ وتَفَرّقٍ
كم فِرقَةٍ صَارَت بَنِارِ المَوقِدِ
٦٨- لا تَجرَحِي قَلبَ النَّبيّ ِ بِغَفلَةٍ
لا تُخجِلِي وجَهًا لَهُ فِي المَورِدِ
٦٩- جَمَعَ الهُمَومَ بَيَانُهُ ومِعَادُهُ
مُنذُ البِدَايَةِ للنّهَايَةِ والغَدِ
٧٠- أهدَاهُ رَبُّ العَالَمِينَ مَكَانةً
ويَعِيشُ زُهدَ عِبَادَةِ المُتَعَبّدِ
٧١- فَالوَحيُ فِيهِ مُلَازِمٌ شَعّ الهُدَى
مِن مُرشِدٍ للرّاشِدِ المُستَرشِدِ
٧٢- لا يَستَرِيحُ إلى الرُّقَادِ وَكُلّما
جَاءَ المَسَاءُ فَصَحوَةُ المُتَعَبّدِ
٧٣- فِي لَيلِهِ ونَهَارِهِ فِي سَعيِهِ
نَحوَ الرّسالَةِ لِلرّجَاءِ الأَبعَدِ
٧٤- وَالفَضلُ وَالأخلَاقُ وَالذّكرُ الّذِي
مَنَحَ الحَيَاةَ لِقَلبِهِ المُتَهَجّدِ
٧٥- لا يَنثَنِي عَن أمرِ خَالقِهِ إذا
هَاجَت نُفُوسٌ بالغَبَاءِ المُلحِدِ
٧٦- يَتلُوهُ شَاهِدُهُ ومَن أَولَى بِهِ
بَينَ الجُفُونِ مَكَانُهُ كَالأَثمَدِ
٧٧- خَسِأَ الّذي مَن قَالَ عَنهُ أبتَرًا
ذَاكَ الحَقُودُ بِغَيّهِ المُتَعَربِدِ
٧٨- أيَكُونُ ظَمآنًا يُكبّلُهُ الأسَى
ولَهُ يَنَابِيعُ الفُرَاتِ الأرفَدِ
٧٩- أعطَاهُ ربُّ العَرشِ خَيرَ عِبَادِهِ
مِن أَطيَبِ النّسلِ البهِيّ ِالأَخلَدِ
٨٠- لم تُنجِبِ الأصلَابُ بِنتًا كَوثَرًا
فإذا رضَت رَضِيَ الإلٰهُ بِسُؤدَدِ
٨١- وإذا مَشَت ضَاءَ الدُّجَى بضِيَائِهَا
وكَأنّهَا بدرٌ مضى بالفَرقَدِ
٨٢- فِي كُلّ ِ أُفقٍ نَجمُهَا مُتَشَعشِعٌ
مِن مَشرِقٍ ولِمَغرِبٍ بالأَبجَدِ
٨٣- أَسبَاطُهُ بَينَ الشّبَابِ سَادَةٌ
وسَطَ الجِنَانِ وبِالمَكَانِ الأوتَدِ
٨٤- نَرجُو الوُصُولَ إلَيهُمُ بِشَفَاعَةٍ
في المَحشَرِ المُتَلَاطِمِ المُتَلَبّدِ
٨٥- ولِزَينَبَ الكُبرَى عَظِيمُ مَكَانَةٍ
يَمّمتُ نَحوَ جَبِينِهَا في مَقصَدِي
٨٦- حتّى أَفُوزَ بنَظرَةٍ فِيها المُنَى
تَشفِي الفُؤادَ وبالسّلامَةِ أَهتَدِي
٨٧- لِلمُصطَفَى أهدِي الوِدَادَ كُلّهُ
يَالَيتَ نَفسِي في هَوَاهُم تَفتَدِي
٨٨- عُمرِي وجِسمِيَ فِي المُرَادِ لكَم بُلِي
لا خُنتُ يَومًا عَهدِيَ المُتَعَهّدِ
٨٩- لَو كَانَ حَالِيَ في جِوَارِ دِيارِكُم
لَلَزَمتُكم دُونَ الفِرَاقِ المُجهِدِ
٩٠- يَا زَائِرًا قَبرَ النَّبيّ ِ المُصطَفَى
قُم وارتَجِل نَحوَ البَقِيعِ المُبعَدِ
٩١- إِقرَأ على طَاهَ السّلَامَ وقُل لَهُ
شَغَفِي إِليهِم لَم يَزَل هَوَ مُجهِدِي
٩٢- يَا دَوحَةَ الأَقمَارِ قُومِي وانعَمِي
بِمُحَمّدٍ وبِآلِهِ فَتَجَدّدَي
٩٣- لَولَاهُ لَم نَعرِف سَبِيلًا لِلهُدَى
لَولَاهُ كُنّا كَالطُّفَيلِ الأَبلَدِ
٩٤- أَكرِم بِهِ مُستغفِرًا لِذِنُوبِنَا
طَمَعَي إلى طِيبِ الدّعَاءِ الأَحمَدِي
٩٥- يمّمتُ نَحوَكَ طُلبتي يَا سيّدي
عَتَبُ الفُؤادِ يَلُومُنِي وتَوَجُّدِي
٩٧- من لي سوَاكََ لربَهِ متوَجّها
لشفاءِ مُعضلةٍ سَعَت لِتَصيّدي
٩٨- لم تتركِ الجسمَ العليلَ لشأنِهِ
أضنَت مقامَ نَوَافلي وتَعَبّدي
٩٩- ذِكرُ الصّلاة عليكَ حينَ تمامها
نورٌ يَشعُّ ضياؤهُ كالفرقدِ
١٠٠ - فتسابقَت أفوَاهُنا ونفُوسُنا
ترجو نَجاةَ البعثِ والمُتَمَدّدِ
١٠١- فتزوّدوا بِذكرِها وتودّدوا
صلّوا عليهِ وسلّموا للموردِ
ا__________________________
٢٥ - في مَعشَرِ المَعبُودِ والمُستَعبَدِ : زمنَ الجاهلية والرّقّ ِ والعبودية .
٣٢- النّاسِكَينِ : إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما سلام الله .
٥٥- الأرشَد : رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله الطاهرين.
٧١- مِن مُرشِدٍ للرّاشِدِ المُستَرشِدِ :
من مُرشِدٍ : المعني بها جبريل عليه السلام .
للرّاشِدِ المُسترشِدِ : المعني بها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله الأطهار.
٨٢- بالأبجَدِ : حروف الهجاء وفي ذلك إشارة لنسل فاطمة الزهراء عليها السلام المتكاثر والمتعدد اﻷسماء .
٨٣- إليهمُ : إشباع إليهمو .
ا====================