الاثنين، 27 فبراير 2017

كيف أعد نفسي لكتابة الشعر الحلقة الأولى

بقلم : د. أحلام الحسن كيف أعدّ نفسي لكتابة الشّعر .. (( لحلقة الأولى )) الأدبُ بكافة أصنافه وتعدداته فنٌ من الفنون العالمية بل أرقى فن ، فلا تقوم كافة الفنون الأخرى إلّا على النّصوص الأدبية ، ولا يُطلق على أيّ نصٍ مسمى أدب ، إلاّ إذا استوفى أركانه الأساسية بجدارة . فمتى يكون النّصُ أدبيًّا ؟ النّصوص الأدبية متفاوتة ، فلكل كاتبٍ وشاعرٍ أسلوبه ورؤاه . أركانُ النّص الأدبي : ١-المضمون ، والتّراكيب اللغوية الجذابة : لنجاح صيغة التّراكيب اللغوية لابدَّ من الإتقان النّحوي واللغوي ، فضلًا عن جمال العبارات وتناسقها مما يشدُّ القارئ للمتابعة . ٢- الفكرة المحورية : وهي عمود الخيمة كما يقولون لأي نصّ ٍ أدبيٍ ، والذي لابدّ أن يتمحورَ النّص فيها ، فلا يشتت ذهن القارئ بأمور وكلمات لا دخل لها بمحور النّص الأدبي ، وإلاّ فقد كينونة النّص كنصّ أدبي وخرج عن جودته . ٣- الأفكارالجانبية : وهي من ضروريات جمالية النّص الأدبي فهي ألوان هذا النّص الجذابة .. وعليه يترتب انتقاء المناسب منها مع الفكرة المحورية ، لكن ليس بصورةٍ مباشرة ٍ بل بأسلوب التّورية والتّأويل ، ليزداد في جمالية النّص ، شيءٌ من الغموض يدفع القارئ لاستكشاف ما وراء هذا الغموض ، وهذه الطّريقة ليست بالسّهلة البسيطة كما نتصورها ، بل هي ريشة هذا الكاتب وهذا الشاعر ، ليرسم بها لوحته الأدبية بإتقانٍ ودقّة . ٤- الهدفُ من وراء النّص : إنّ لكلّ نصّ ٍ أدبيٍ بعض الأهداف يسعى لتحقيقها الكاتب ، وقد يكون أحادي الهدف ، والأهداف متنوعة حسب فكرة النّص المحورية . ٥- الخيال الواسع ( ولنا تعليقٌ عليه خاص ) : وهنا نقطة الخلاف بين المدرستين ، المدرسة الأدبية الخيالية ، والمدرسة الأدبية الواقعية ، لو تتبعنا الأدب العربي أثناء فترة الاستعمار الفرنسي والبريطاني لوجدنا أنه يقوم على مدرسة الأدب الخيالي في أغلب الأحيان إلاّ ما ندر ، فقد قامت كتابة القصص والشعر على الخيال والخيال المفرط ! والتّأملات في جمال الطبيعة وما حوته من أشجارٍ وطيورٍ وسماءٍ وغيرها ، فكتبوا فيها إلى حدّ الإسهاب ، وتنافسوا على جمال التعبير ، فعاشوا دائرة الخيال ، ولم يخرجوا منها !! فجاءت النّصوص الخيالية تحمل أجمل وأروع جمل التّعبير والإنشاء .. وتحمل معها أهزل وأضعف الواقع ! فكان النّص مجرّد لوحةٍ فنّيةٍ طبيعيةٍ .. فتقوقعت في قوقعة الخيال ، وابتعدت عن الواقع المرير الذي تعيشه الشعوب ومن رحم هذا الواقع تمخضت المدرسةُ الأدبية الواقعية ، والأدب الواقعي الذي يعاصر الحدث، ويتفاعلُ مع الحدث .. فكتبَ في معأنأة الشّعوب بدلًا من الطّيور . . وفي الوطن السّليب بدلًا من الأشجار والأنهار .. كتب في جراح الوطن كتب في جراح المرأة والرجل كتب في الطفولة الضائعة كتب في انتهاك حقوق الإنسان كتب الأدبُ الواقعي كل ذلك ، ليستفيق النّاس من سبات أفيون الأدب الخيالي ، نلاحظ أن شعراء العصر الجاهلي وما بعده ، والتي أشعارهم إلى يومنا هذا مضرب الأمثال في الجودة ، والجمال ،والعاطفة، وكلها كانت بعيدة كلّ البعد عن الأدب الخيالي . . الأدب الخيالي لا أقول برفضه .. لكن بمحدوديته ، واقتصاره على القصص والشعر العاطفي بصورة نسبية فقط ، فكرة النصوص الخيالية ، في جمال الطبيعة يجب أن لا تتعدى مرحلة الطفولة .. إلاّ إذا كان بها تمجيد ٌ إلهي هنا تخرج عن كونها نصًا إنشائيا خياليا . ٦- العاطفةُ و الإحساس : يأتي في الدرجة الثانية من الأهمية لنجاح النّص الأدبي ، مما له من أهميةٍ كبرى في التّأثير والمُتأثر به .  ٧- العنوان : يتصدر العنوان أي نصّ ٍ أدبيٍ ، ويُولدُ احساسا لدى القارئ بمحتوى الكتاب أو النّص ، فهو ركنٌ أساسيٌ لا يُستغنى عنه ، ويعتمد العنوان على طريقتين : أولًا : اختيار العنوان البارز والموحي بمحتوى الكتاب أو النّص . ثانيً : عنوانًا يحمل التّأويل والتّورية .. يُحرّكُ عند القارئ حبَّ الاستطلاع والبحث والتّغلغل في النّص أو الكتاب للتوصل إلى سرّ تأويل أو تورية هذا العنوان .  ٨ - الفئةُ المُستهدفةُ من النّص الأدبي : ليس هناك من كاتب ٍ يكتبُ عبثًا ، لابدّ من فئةٍ مستهدفة ٍ، أو فردٍ مُستهدف .. وكلما اتسعت دائرة الإستهداف كلما كان النّص أقوى و أطول عمرا ، للأجيال القادمة .. أما مجرد الكتابة الخالية من الرؤى المستقبلية ، والهدفية ، تكون كتابة لا جدوى فيها . ٩-للأسف مانراه في بعض المواقع الإلكترونية وليس كلها من إضاعة مسمى الأدب بحجة التشجيع .. فكلّ شخبطة ٍاسموها شعرا !! الشّعر ذاك العلم الذي ليس بالسهل ادراكه ، إلاّ من سهر وتعب لاكتسابه سنواتٍ عديدة ،ٍ فضلا عن تمتّع طالبه بجودة النّحو والصرف ، فكلاهما مكمّلٌ للآخر ، ولا يمكن لأحدهما فقط إقامة شعرٍ موزونٍ عليه أبدا فهو كأيّ علمٍ من العلوم يحتاج لدراسةٍ ودراية .  ١٠ - على الجهات المعنية بالأدب ونشره وإقامة المسابقات الأدبية بأنواعها توخّي الحذر في الآتي :  أ - أن يكون النّص المنشور أو المشارك في المسابقة الأدبية من قلم المشارك نفسه . ب- كثرت في الأونة الأخيرة السّرقات الأدبية وعليه يجب توخي الحذر عند مشاركة أيّ نصٍّ في المسابقات الأدبية ، مما سيعرض الجهة المقيمة للمسابقة للمُسألةِ خصوصا في حالة إصدار شهادةٍ للفائز ( وبنصّ ٍ مسروق ) . ج - الفصل بين النثر والشّعر فلا يُطلق على النّثر شعرًا بل نثرًا وكاتبه يسمى ناثرا .. كما كاتب الشّعر الموزون يسمى شاعرًا ..فهناك قصيدة الشّعر وهناك قصيدة النّثرومتى ما أتقنهما الكاتبان كان إبداعًا وقِطعًا أدبيةً رائعة .. كذلك القاص للقصص الصغيرة والومضة والقصيرة .. والروائي المختص بكتابة الروايات الأكثر اتساعا ، وكاتب المقال وصحفي الخبر ..لكلّ ٍ منها قيمتها الأدبية التي يُقدّرها المجتمع الراقي فكرًا وأدبًا .. بشرط الجودة والمُكنة الأدبية وسلامة النّص من جميع جوانبه .

الخميس، 23 فبراير 2017

فن الإدارة واجبات الإتصالات الإدارية

فنُّ الإدارة .. بقلم / د.أحلام الحسن استشارية وخبيرة إدارة موارد بشرية وإدارة أعمال واجباتُ الإتصالاتُ الإدارية .. مما لا شكّ فيه ما للإتصالات والتواصل من أهميةٍ عظمى في نجاح المؤسسة أو الوزارة أو بقية الأعمال المندرجة تحت نظام العمل الإداري .. ويُبنى نظام الإتصالات على قاعدتين أساسيتين هما : القاعدة الأولى : الإتصالات داخل الكتلة الواحدة أو المجموعة الواحدة والتى يجب عليها تحقيق التطور والنمو لصالح الوزارة أو المؤسسة التعليمية أو التجارية أو السياسية وغيرها .. ولها أساسياتٍ في قوام تماسكها لصالح المؤسسة نذكر منها : أ- التشاور والأخذ بالأراء ودراستها وتحليلها وعدم احتكار الموظف معلومات تفيد المؤسسة بغية إبراز نفسه فقط ! غير مراعٍ لمصلحة المؤسسة بأنّ نجاح جميع من فيها يعني نجاح المؤسسة . ب- استخدام المصطلحات اللغوية المناسبة لذات العمل نفسه قبل إرسال أيّة رسالةٍ للطرف المراد التعامل معه .. فهناك مصطلحات عالمية تختص فقط بنوع عملٍ ما دون غيره .. إضافةً إلى جمال ورونق كلمات المقدمة للرسالة قبل البدء بالمطلوب من الطرف الآخر . ت- إهمال الفقرة "أ "والفقرة " ب " سيؤدي إلى مضيعة الوقت وتضايق الطرف المقابل وتأخير إنجاز الأعمال وعرقلة الأمور وفقد الثقة العملية في الإدارة المُرسلة من حيث الدراسة والتأهيل للمنصب الذي هي فيه . القاعدة الثانية : الإتصالات مع خارج المؤسسة : أ : وتكون عبر التواصل المباشر أو من خلال مندوبٍ يمثل المؤسسة وعليه يجب توفر بعض الضروريات في هذا المندوب وفي نوعية الرسالة المحملة هل هي مكتوبة أو شفوية ويراعى في المكتوبة بما جاء في الفقرة (ب) أعلاه . ب: إختيار الطريقة المناسبة والملائمة لإرسال الرسالة وفق أهميتها .. فإذا كانت الطريقة من خلال التسليم اليدوي والتفاوض مع مستلمي الرسالة فلابدّ حينها من إرسال من يمتلك المكنةفي العلاقات العامة ومكنة التفاوض والخبرة في ذات الأعمال المطلوب إنجازها .. ولابدّ من تمتع هذا المفاوض بالإخلاص و اللباقة والخلق والذكاء وبعد النظر وجمال ونظافة المنظر وقدرة التأثير وجودة الحوار مع الطرف الآخر . ت : توفر المكان الملائم للتفاوض فلا يكون في مكانٍ يعجّ بالفوضى أو بأصوات الآلآت حيث سيؤدي مثل هذا لضياع الأفكار بين الطرفين المُرسل والمتلقّي ولصعوبة الفهم وإرسال الفكرة . نلتقي الخميس القادم المصدر : مؤلف فنّ الإدارة لكاتبة المقال

الثلاثاء، 21 فبراير 2017

الأدبُ في سطور بقلم : د. أحلام الحسن النقد الأدبي بين الفن والطّعن .. بالرجوع لعصر الجاهلية وما بعده من ظهور الإسلام وما تبعه فترة الدولة الأموية والعباسية والفاطمية لم تكن ظاهرة النقد الأدبي موجودة والأدب الأكثر شيوعًا ومازال هو الشّعر العروضي .. وقد ظهر في عصرنا الحالي النقد والتحليل وهو فنٌ من الفنون التابعة للأدب فلولا الأدب لما ظهر .. وقد أثبتت الدراسات النقدية جدارتها في إصلاح الضعف الأدبي لدى الأديب .. إلاّ أنّ هناك من النّقاد من يهدم كيان الأديب بكثرة تشريح النّص الأدبي والمبالغة في غربلته والتصغير من شأن صاحب النّص ( الأديب ) . وللنقد أسسٌ وقواعد وشروط يجب توفرها في الناقد والمحلل وأهمها : 1- الدراسة والموهبة الأكاديمية في مجال النقد . 2- الموهبة في ذات النّصوص المطروحة للنقد كالشعر العروضي والقصة بأنواعها والرواية والخاطرة والنثر .. وعلى الناقد بأن يكون مُلمًا بقواعد اللون الأدبي المراد نقده وبروائع الأدب العربي المعاصر ومدارسه . 3- الإلمام التام بالنحو والصرف . 4- أن تكون لديه المُكنة والخبرة في مجال النّص المراد نقده وإن لم يكن من أكاديمي النقد . 5- النزاهة والإنصاف التام وعدم التحيز والمحسوبية وفتل العضلات مع مراعاة عدم صناعة الإحباط لدي الكاتب . 6- إمتلاك الثقافة الإجتماعية والدينية ولباقة الحديث والطرح ليتمكن من إصلاح الفاسد في النّص وبصورةٍ لبقة . 7- القدرة على تحليل النّص واكتشاف خفاياه كالتورية وإيجابياته وسلبياته والتأني في قراءة النّص ولأكثر من مرةٍ قبل المبادرة بالتحليل والنقد . 8- إختيار الوقت الهادئ والمناسب للتحليل والنقد .. ولايغفل الناقد عن حالته النفسية أيضا بحيث يكون في حالته الطبيعية وليس في حالة الإنفعال . 9- عدم إضافة أيّة كلمةٍ على النّص والإلتزام بمفردات النّص ، والبحث عن جماليات النّص دون الإقتصار على عيوبه وتشكيك الكاتب في قدرته الأدبية وتثبيطه فلا يكون الناقد معولًا للهدم من خلال نقدٍ سقيمٍ يضرّ ولا ينفع . 10- البحث في النّص عن جمال اللغة كالبديعيات والمحسنات والإيقاع وإحداث الصّدمة لدى الكاتب من خلال نصّه .

الاثنين، 20 فبراير 2017

الحواس والتأثير النفسي للنّص

المحسوسات هي التي تخضع للحواس الخمسة لدى الإنسان المتمتع بها فكلّ ما تدركه الحواس البشرية بالعين والرؤية ، أو بالسمع ، أو بالشم ، أو باللمس ، أو بالتذوق . كلها من المحسوسات التي ترسم صورا في عقل وذهن الإنسان عن تلك الرؤية أو ذاك الإستماع وما إلى ذلك . كما أنّ للحسّ والشعور والإدارك احساسا داخليا قد يبرز طابعه على الإنسان بصورٍ متفاوتة .. وهناك من يبديه كاملا أو بعضه وهناك من يحاول كتمانه لكن تبقى صورة شيءٍ ما عليه وإن حاول كتمانه كالحزن الشديد أو الإنفعال أو الفرح أو العشق وغيرها . التأثير النفسي للنّص الشعري : 1- تعرف القاعدة التي تقول لكل فعلٍ ردّة فعل وعلى إثر ذلك تكون الإستجابة .. فالتأثير النفسي ينقسم إلى شعبتين مُؤثّرٌ ومتأثّرٌ بمؤثّرٍ . ولأجل إنطلاق النّص من الشاعر أو الكاتب لأبد من مُؤثّرٍ وهو العامل الذي يحرّك وجدانه وعاطفته وقلمه .. فينطلق بكتابة النّص الواقعي والذي يعدّ من أفضل النصوص وقد يضفي عليه بعض لمسات الخيال والصور البديعية وقد يقتصر على الواقعية مع الصور البدعية لغةً وجمالا .. 2- ويأتي بعد دور النّص كمُؤثّرٍ على المُتلقّي أي المُتأثّر بما ورد في النّص .. وللتأثّر دورٌ أدبيً يتذوقه الأدباء والمتلقّون كإعجابٍ ويتوقف عند ذلك .. وله دورٌ عاطفيٌ ونفسيٌ ينطلق عن مدى ما ورد في النّص من مؤثراتٍ عاطفيةٍ ونفسية رسمت طابعها في نفس المتأثّر ( المُتلقّي ) . تحيتي واحترامي ماورد في هذا التعليق يختص بقلمي المتواضع .

الاثنين، 13 فبراير 2017

قضايا

http://sadamisr.com/articles_show.php?show=146404

شهادة تكريم ذي المجاز

أللهمّ لك الحمد والمنة .. الحمد للّه الذي علّمنا مالم نعلم بعدد ما أحصاه علمه وعدّه كتابه ..
وافر شكري وامتناني لصحيفة ذي المجاز على إثرائها الأدب العربي ببرامجها القديرة والشّيقة والمثيرة لقريحة الأدباء ..
شكري الخاص وتقديري للأديب السامق محمد طكو ولمقدم البرنامج الشاعر المخضرم أبو أنور علوش ولكافة العاملين في هذا الصّرح المشرّف فوق سطح الخارطة العربية بأسرها ..
دمتم ودامت أيامكم غيثًا للأدب وقافلته .

قضايا

قضايا .. الطّفولةُ المبتورة .. بقلم / د . أحلام الحسن الطفولة ذلك العنوان العريض الذي طالما سمعناه يتردد هنا وهناك ويحمل معه معانٍ للطّفولة نرسمها في واقعنا أو أذهاننا عن الأطفال .. فهم زهور حياتنا التي تفوح بشذاها حولنا .. وهم البسمة على شفاهنا والتي تنسينا متاعب الحياة .. وأحلامنا التي يسعى بعضنا لتحقيقها إيجابًا أو سلبًا .. الطّفلُ ذلك المخلوق البريء والعجينة اللينة التي يسهلُ تشكيلها .. والقلب النقي الخالي من الشوائب والذي يمكن حشوه بما يرغب به المشرفُ على تربية ذلك الطّفل .. تكلّم الكثيرون من الكتاب عن جمال مرحلة الطّفولة وما تطفي على المجتمع من بسمات شفاهم الصغيرة .. لكنّ للأسف كلّ تلك الأحلام والبسمات قد تبخرت أحرقتها عوامل غايات وغابات البشر ! في زمنِ الأنا الذاتية ، أو الأنا الطّائفية ، أو الأنا العنصرية ، أو الأنا السّياسية تغيّرت نظرة الكثير من البشر للطّفولة وخاصةً في المجتمع الثالث ( الدّول النّامية ) على خريطتنا العربية وبعض الدول الأسيوية .. وقد إمتهنَ الكثيرون في تلك الدّول صناعة الطّفل من جديد .. صناعة الطّفل : المنحرف سلوكًا وأخلاقا .. المنحرفُ فكرًا وعقيدة !!! إنّ العالمَ المتحضر في الدّول المتقدمة ترى بأنّ ثروتها البشرية تفوق قيمتها ثروتها المادية بدءًا من الطفولة وحتى الشباب والرجولة .. فكلا النقيضين الأول في الدول النامية والثاني في الدول المتقدمة يرى بأنّ الطفولة كنزٌ لابدّ من استثماره .. ولكن اختلفت النوايا مابين السّيئة التي تتاجر بالطفولة في الدول النامية وبين الذي النّوايا الطيبة في الدول المتقدمة التي ترعى الطفولة وتنشئ فيها روح الحبّ والألفة والتعاون كما في اليابان ولا تزرع في نفوسهم الحقد والغلّ وتسلبهم تلك المرحلة الوديعة من حياتهم .. وهنا تكون النتيجة متعاكسةً وتصنيع الإنسانَ الجيد والفعّال إيجابا لمجتمعه وللآخرين .. أو تصنيعَ المجرم الحاقد أو الإنسان الفاسد في مجتمعه ومجتمعات العالم .. وتصنيع الطّفل الضّائع الناقم على مجتمعه ! هناك مئات بل آلآف الجرائم المنتهكة في حقّ دول أطفال العالم الثالث وبما يسمى بالدول النامية .. فهناك ضحايا الجنس والمتاجرة بهم بناتًا أو صبيانًا دونما أدنى ضميرٍ أو خوفٍ من اللّه .. والبعض يمارس هذا تحت ظلّ مظلّة مسمياتٍ لجمعيةٍ ما ..أو مأوى بذريعة إيواء الأطفال المشردين .. وتتمّ عملية مسخ شخصياتهم تماما ! وهناك ضحايا حروب الشرق الأوسط فحدث ولا حرج تحتاج مئات المقالات لسرد جزءٍ ضئيلٍ منها على أيدي مجرمي العالم .. سواءً بالزّج بهم في الحروب وتدريبهم على ذلك .. أو مما يقع من دمارٍ على قرآهم وبلدانهم . وهناك حالات الإهمال الكثيرة والتي غالبا ما تكون تحت سن الثانية عشرة والعجب بأنّ أولى عتبات سلّم جرائم الإهمال بقصدٍ أو دون قصدٍ تأتي من المنزل وعلى يد الوالدين أو من يقوم مقامهما في تربية الطفل .. للأسف نرى الكثير من الأطفال يتعرضون لحالات الحريق أو السقوط أو الإختناق أو المرض بسبب إهمال الأسرة .. والعجب أنّ في دولنا النامية لا يعاقب القانون الأسرة على ذلك الإهمال الذي لحق بالطفل ويترك الجناة دونما عقاب !!! بينما نرى في الدول المتقدمة أحكامًا تختص بعقاب جرائم الإهمال وإن كانت عفوية .. فمتى يُطبق هذا القانون في بلداننا ؟! حوادث سيرٍ ووفاة أطفالٍ صغارٍ تحت إطارات السيارات ..تُركت أبواب المنازل مفتوحةً لهم ودون مراعاةٍ لهم ولسنهم الصغير الذي لا يدرك مخاطر الشوراع .. من المسئول في الدرجة الأولى وقبل السائق أليس الأهل وإهمالهم لطفلهم !!! وحالات أخرى كجرائم الخدم المتعددة والتي كثيرًا ما تفلتُ الخادمة من العقاب لعدم اكتشاف أمرها .. فهناك عملية حرق الأطفال وعملية قتلهم بطرقٍ مختلفةٍ وعمليه اغتصابهم أيضا .. وهناك من جرائم الخدم مالا تقع عليه إلاّ صدفةً من تغذية الطفل بمواد سامة وبصورةٍ تدريجية دون أن تكتشف الأمُ أو الأسرة ذلك .. وهناك جريمة غريبة وقعت وهي تربية الدود الناتج من اللحم النّيء وادخاله في أنف الطفل !! أمّا جرائم سوء التّربية الخاطئة واضطهاد الطفل وتعنيفه من قِبل أهله الجهلة فكثيرةٌ جدًا جدًا في الدول النامية في العالم الثالث وبحجة حسنِ تربيتهِ !!!!!!! وهذا النوع من التربية الخاطئة هو العامل الأول في هروب الأطفال وتشرّدهم ليكونوا لقمةً سائغةً في أفواه الأصناف التي تمّ ذكرها في بداية المقام .. أو سببًا لترك دراستهم والعمل الزهيد ولقمة العيش الزهيدة .. أو اختطافهم والمتاجرة بأعضاء أبدانهم لدى سماسرة الأعضاء البشرية . وسؤالٌ هنا أين حقوق الطفل على تلك الأسرة العنيفة ؟!! ومن سيقوم بتوجيهها فكريًا واخلاقيًا ودينيًا وإنسانيًا .. أوليست مسئولية المجتمع دولةً وفردًا مثقفًا واعيًا ! وما هو القانون الذي يعاقب هذه الأسرة إذا ما أصرت بعد التوجيهات والنصّح على مثل هذه الجرائم التربوية ؟! فما أكثر ضحايا الطّفولة المبتورة في عالمنا الثالث .. وما أقلّ طرق علاجها .

الخميس، 2 فبراير 2017

فن الإدارة نظرية X نظرية Y

فنُّ الإدارة .. د . أحلام الحسن خبيرة واستشارية إدارة أعمال وإدارة موارد بشرية مفهموم نظرية X ونظرية Y .. تكلمنا في حلقة الإسبوع الفائت عن أساسيات فنّ الإدارة المطلوبة في المدير العام أو المدير الثانوي لإحدى الأقسام بالمؤسسة حكوميةً كانت أم من مؤسسات القطاع الخاص .. ونواصل حلقة هذا الإسبوع عن نوعين تميّزا وظهرا في جميع المؤسسات ودون استثناء ومشى كلاهما على إحدى النظريتين في تطبيق سلطته ونفوذه بالمؤسسة باستخدام نظريةX وتطبيقها بحذافيرها أو استخدام نظرية Y وتطبيقها بحذافيرها ولكلّ من الإدارتين وجهة نظر قد تنفع وقد تضر .. تعريف نظرية X ونظرية Y  : ظهرت هذه النظريتان في الستينات مع ظهور علم التنمية البشرية بصورة أكثر وضوحا بخصوص ما يحتويه فكر الموظف ونفسيته ومستوى إدائه الوظيفي .. وتمّ تطويرهما مع تطور علم التنمية البشرية وعلم إدارة الموارد البشرية على يد الدكتور ماكغريغور دوغلاس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مدرسة سلون للإدارة ومن هناك إنطلقت هذه النظريتان واستخدمتا في التعليم الإداري لإدارة الموارد البشرية والسلوك التنظيمي ولمعرفة جدوى الإتصال التنظيمي وأهميته في تنمية الموارد البشريةوالرّقي بالعالم الإقتصادي لأعلى مستوى له في كميةالإنتاج وجودة الإداء الوظيفي والتي تتحكم بالإنتاج ومستواه إذا ما تُركت دون رقابةٍ ودون تنظيم .. ويرى د . ماكغريغور بأن لا مفر للمؤسسات من إحدى النظريتن .. ويعتمد نجاح إحداهما في المؤسسة على كيفية تطبيقها من قِبل المدير العام أو مدير القسم أو المسئول المُوكل لهُ بالمهمة .. نظرية X : 1_ تفترض هذه النظرية افتراضًا عجيبًا على الإنسان .. وتنظر إليه على أنّه مخلوقٌ كسولٌ لا يحبّ العمل بطبيعته ويتهرّب من إداء عمله ووظيفته إذا ما أُتيحت له الفرصة . 2- يلتزم المدير الممارس لهذه النظرية بضوابط صارمة على الموظفين وبمضاعفة الإشراف التام على إداء أعمالهم عن كثبٍ من خلال مشرفين يحملون ذات الإعتقاد ويعملون بذات النظرية ( X ) وله وجهة نظره في هذا وهي الحرص الشديد على حسن إداء الموظف . 3- التحفيز والتّشجيع والحوافز آخر ما تفكّر به نظرية X وتستبدله بالصّرامة الشديدة على الموظفين .. وإن أقبلت هذه الإدارة يوما ما على منح الموظف الحوافز التشجيعة فسيكون شحيحا جدا . 4- نظرية الفاهم الأوحد عادةً ما ترافق شخصية المدير X .. حيث يرى نفسه بأنّه الأخلص والأكفأ .. فلذلك نراه يصرّ على وجهة نظره الوحيدة ولا يعتمد على التّشاور مع بقية مدراء الأقسام .. بل يصدر قراره في إجتماع الإدارة ويكون أمره أمرًا مُلزمًا على الجميع وعليهم الإنصياع له .. دون الإعتبار بوجهات النظر .. وهناك فئةٌ أخرى في شخصية المدير X تقوم على التشاور مع مجلس الإدارة إلاّ أنّها تمارس نظرية X بكلّ سلطتها على الموظف .. نظرية Y : هذه النظرية تمامًا عكس نظرية X من خلال افتراضاتها التالية : 1- تفترض إدارة نظرية Y بأنّ الإنسان بطبيعته باحث عن رزقه .. وطموحٌ .. ومحبٌّ لعمله . 2- تتحلى إدارة Y بالذكاء والتّأني وضبط النفس .. وتقوم على الإحترام المتبادل بين الموظف والإدارة . 3- تعتقد إدارة Y بنظرية أنّ الموظف يتمتع بالذكاء والفطنة ولديه القدرة على الإبتكار والإبداع في الأعمال الذهنية أو اليدوية لذلك سينتج بصورةٍ أفضل إذا ما روعيت إنسانيته في مكان عمله . 4- ترى نظرية Y ضرورة إعطاء الموظف الفرصة المناسبة لإبراز موهبته الوظيفية . نتيجة كلا النظريتين : تقوم إدارة نظرية X على الصّرامة كم ذكر أعلاه وعادة ما ينتج من تلك المعاملة الصّارمة تثبيط طموح ومواهب الموظف المتميز والمنافس لتولى منصب الإدارة نفسها .. ونتيجة ذلك حرص الإدارة على البقاء في منصبها فإنه لا يستبعد منها محاولة إقصاء هذا الموظف المتميّز .. أو توجيه تهم التقاعس في الإداء الوظيفي من أجل الإساءة لملفه الوظيفي والحيلولة دون إرتقائه . بينما نرى إدارة Y وكما ذكر أعلاه تقوم على الإحترام المتبادل وتشجيع الموظف الموهوب والمتميز وإن كان ممن ينافس الإدارة يوما ما في تولّى مكانها ..فإدارة Y تتمتع بالإيثار لصالح المؤسسة . المصادر : مؤلف فنّ الإدارة لكاتبة المقال .