الأربعاء، 20 يوليو 2022

Poetry/ D.ahlam al hassan "Unconditionally" Don't be shy, don't be shy if you like one day to leave Without restrictions or difficult condition You invade my thoughts with a question And honestly say My heart seems like steel the tears of my eyes It will not fall like rain The rivers have dried up Do you know?
Your eyes always follow me The movie of denial And in a hurry to steal the colors Stretch out a hand and be careful In every room is sitting And staring at me and around me you didn't forget! come on tell me Did your eyes not steal sandalwood bottles? And the rest of the oud perfume answer And a robe was on the spindle. ! Your eyes are deadly arrows Don't exclude a part of me And for me it was the murder Oh if I could I closed the door with the entrance To comb my hair without a sergeant looking at me To wear my dress as I please don't ask From my senses, why did the thunderbolt lightning disappear? About him and in the silence of a hot summer night
There was no wind in it, nor did it dwell Don't be shy, don't be shy And to know that your imagination is not far from me And if you finish it, he won't stubbornness that does not go away As if he had another heart! You have carved my name on stone Without talking or throwing it away About you and without an answer that reminds me You may forget that I am a woman You can't do it again, write me in the memory of oblivion I am of hard rock Love in my heart is a saint an immutable law More colors A decision that was not in a hurry This has been approved No matter what you write, no matter how much you lie If you want to leave, leave The church of my heart is filled with a door sealed with red wax You don't hear any bells there Except the bells of the Greatest Lord's Prayer
Don't knock on a door you don't know I am not looking for language It's about a heart that is mine alone, that I reside in He blames him and he blames me And gather my papers in order And to collect it from scattered or let him go The doors of my heart are closed No man with a squint shall enter it

الخميس، 7 يوليو 2022

هجران

"   هجران   "

تقولين إنّ الحبَّ بالرّوحِ يُسفرُ 
وحظّي من الهجرانِ قد كان أكبرُ

سلي عن فؤادٍ لي أضعتِ رشادَهُ
إذا لم يُعنّي اللهُ كيف سأصبرُ 

لبستُ سُهادَ الليلِ والقلب حائرٌ 
بوجهٍ شحوبٍ لونُهُ بات يَصفرُ 

فلا تبرحي عن ناظري لا تُغادري
فكُلّي حنينٌ  كاللهيبِ  يُسيطرُ 

عديني بوصلٍ عن قريبٍ وأَقبلي 
أغيثي قتيلًا  في هواكِ  يُعفّرُ 

فقلبي إذا  يَسلو عليلٌ مُرادهُ 
وشملي إذا يلهو فللحبّ يحظرُ 

جنوني  فلا لومٌ عليهِ حبيبتي 
فقولي فهل حانَ اللقاءُ فأظفرُ

يداكِ إلى صدري لماذا تعثّرت
أعيدي لهُ ماقد كسرتِ يُجبّرُ

فلستُ على قطعِ الهوى لي بقادرٍ
وليس سواكِ القلب بالحبّ يعمرُ 

أيامن حللتِ الرّوحَ ذبحًا فعلّلي 
ومن فيهِ نارٌ كيف يمضي ويفترُ

فأنتِ التي باعت هوايَ بلحظةٍ 
أسيرُ الهوى حالي فكيف سأنكرُ 

فمثلي شحيحٌ  بالغرامِ  وجودهُ 
فلا تطلبي خلّاً سوَايَ  يُمرمِرُ 

أجيبي  أيا كلّي وعُمري بنظرةٍ 
وعنكِ فلا أقوَى البعادَ  فأنفرُ

فإنّي ومن دون الوصالِ بلوعةٍ 
إذا ما الليالي داهمتني  أُخيّرُ 

فيختارُ قلبي سُهدَ عيني لعلّهُ 
يراكِ كمثلِ الحورِ تأتي وتعبرُ 

رضيتُ خيالًا منكِ إن مرّ طيفُهُ
 يحطُّ على صدري وإن غابَ أضجرُ 

ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء
بحرُ الطويل
من الديوان الخامس " دمعةٌ على وجه القمر "

السبت، 2 يوليو 2022

حكاية جرح

"  حكايةُ جُرح  " 

لا تفتحِ الجُرحَ إنّ الجُرحَ منفصمُ 
شطرٌ بهِ  لهبٌ  شطرٌ  غزاهُ  دمُ 

من أدمنَ الهجرَ لا تطلب مودّتَهُ 
شَحتُ المودّةِ فيهِ الذّلُّ والنّدمُ

لا تشتكِ الحالَ من ضعفٍ ولا حَزَنٍ 
كم شامتٍ فيكَ حالًا سوفَ يغتنمُ

فالصّبرُ  مكسبةٌ والبوحُ  مَنقصةٌ 
إنّ اللبيبَ  الذي  بالعقلِ  يَفتهِمُ 

دارِ الفؤادَ الذي في نبضِهِ وجعٌ 
لا تسكبِ الزّيتَ فوقَ النّارِ تَحتَطمُ

مثلَ اللهيبِ الذي في البحرِ مُشتعلٌ 
لا البحرُ  يُطفؤهُ  والغيثَ  يَلتهمُ 

لا يحرقُ  الجمرُ إلّا جسمَ حاضِنِهِ
لا يصرخُ  الآهَ  إلّا من  بهِ  ألمُ 

لا تظلمِ الجُرحَ إن هبّت مواجعُهُ
شكوى الكريمِ هوانٌ كُلّها ضرمُ

إدفن جروحكَ إنّ الجُرحَ مُرتهنٌ 
إن لم تبح  صُنتَهُ كالسّرّ ِ يُكتَتَمُ 

لا البوحُ يُشفيكَ من همّ ٍ ولا وجعٍ 
هوّن  مَصابًا  إذا ما ماتتِ  القِيَمُ 

هذا  الزّمانُ  الذي  أيّامُهُ  نكدٌ.
وحلٌ دوائرُهُ  إن دارتِ  التُّهمُ 

لا تَنكسر إن رماكَ الحاسدون دمًا 
كم ناجحٍ قد رماهُ  الحاقدُ العدمُ

لو أطبقَ  الفاهَ  لم تَسكُن  مآربُهُ
 غدرًا يسيرُ  كما الثّعبانِ  يَلتَهمُ 

حَصّن ضلوعَكَ عن عبءٍ يُباغتُها 
لو خابَ ظنٌّ بمن للوِدّ ِقد هدموا

إن حاكموا  مُهجةً لاذوا بِتَصفِيةٍ 
طعنًا ومن قسوةٍ جاروا وقد ظَلَموا 

يا قلبُ لا تبتئس من حاقدٍ بَرَقَت
أسنانُهُ   كِذبَةً  بالماءِ  تَصطَدِمُ 

فالصّبرُ لا صبرُ إن هُزّت مداركُهُ.
قولٌ وفعلٌ إذًا في وصفِهِ عَلَمُ

فالنّارُ   آكلةٌ   قلبًا   لشاعِلِها 
نحوَ  الإلهِ  فسر تَنجو  وتغتنمُ 

خيرُ اﻷمورِ التي من كان صاحبها 
في عِرضِهِ سالمٌ في فعلِهِ الشّيمُ 

لا شّرَّ  يدنو لهُ لا  حقدَ  يَقرَبُهُ
يخشى الإلهَ وإن قد نالهُ اللممُ 

يُحصي الذّنوبَ التي قد أورثت ندمًا
فالموتُ  مُدركُهُ  والرّوحُ  تُستلمُ

 تلكَ الضمائرُ لا رسمٌ  يُصوّرُها
 فاحذر ضميرًا إذا بالظّلمِ ينتقمُ

 إلّا الذي  همّهُ  مرضاةَ  خالقِهِ 
 أبشر  بهِ  رفقةً  بالرّوحِ ترتسمُ 

صافي الضّميرِ إذا حاكاكَ تعشقُهُ
ذاكَ الحليمُ الذي للغيظِ  يكتظمُ

أ.د. أحلام الحسن 
________________ 
ديوان ليالي الحُلم

الأحد، 9 يناير 2022

تغابيت



شعر/أ.د.أحلام الحسن 

"  تغابيتُ " 

أيا من ملكتَ القلبَ كيف مَلَكتَهُ 
بسهمٍ ومن عينيكَ هاقد أصَبتَهُ 

ويارُبَّ عينٍ لم تُجرني منَ الهوَى 
لعلّ  الهوَى  ذنبٌ  فهلّا  صَدَدتَهُ 

تغابيتُ عن حُبّي بصمتٍ وغَفلةٍ 
فذا الجهرُ لا يُجدي خليلًا مَنَعتَهُ

وما من غباءٍ بي ولا تلك رغبتي 
أداري كلامي خوفَ أمرٍ عَرَفتَهُ

تصفّحتُ دقّاتَ الفؤادِ وما حوَت
وجدتُ  عليها كلّ ما قد كَتَبتَهُ 

فما كان لي ذاكَ الفؤادُ وما بهِ
فمنّي  بلا أجرٍ فكيف اشتريتَهُ !!

فأحسن إلى قلبٍ هوَاكَ  تقرّبًا
عَصَتني خياراتي أيا من أضَعتَهُ 

ويهفو إليك الحالُ شوقًا ويَرتَجي
وصالًا  وكُلّي والوصالَ أسَرتَهُ 

أيا قاسيَ الطّبعِ الذي فيهِ لوعتي
كأنّكَ  لا تدري  وقيدي  غَزَلتَهُ !!

ودادًا  فلا تكتم  فتلكَ  هضيمةٌ
ويبقى عليكَ الحقُّ يا من بَهَضتَهُ 

إذا ماتَ بي شوقي فهذي رسائلي 
حَفَظتُ  وضَيّعتَ  الودادَ وخنتَهُ 

بليلي ومن غدرٍ  أباتُ ومُهجتي 
تحاكي شعورًا بي لماذا خَذَلتَهُ !!

أسرُّ أحاسيسي  وبالسّرّ ِ مِحنَتي 
وبالجهرِ لا أقوَى وصَمتي جَهَلتَهُ

ترى السّهدَ في عيني جليسَ وسادتي 
وعيناكَ  في نومٍ  ومنّي سَلَبتَهُ !!!

إلى اللٰهِ أشكو في هوَاكَ  ظُلامتي 
تطوفُ خيالًا بي وهَجري حَلَلتَهُ 

فلا كُنتُ يومًا أشتَري من أضاعني 
ولا كُنتُ ظَرفًا فوقَ  رفّ ٍ نَسَيتَهُ

فمن يزرعِ الأشوَاكَ وخزًا  يُصِيبُهُ 
فلا عادتِ اﻷيّامُ زهرًا  تَشُمّهُ

فهاقد عَرفتُ الحبَّ عندي غباوةً 
وكبوًا لقلبٍ بي حُطامًا جَعَلتَهُ 

إذا لم أشدّ العزمَ في أمرِ خائنٍ 
فلستُ إذن ممّن شَراكَ  وبعتَه 
ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء
بحر الطويل 
9-يناير 2022

الجمعة، 7 يناير 2022

السيرة الذاتية الشاعرة أحلام الحسن


السيرة العلمية والأدبية ل : 
  أ.د. أحلام عبدالله حسن علي " أحلام الحسن "
   مملكة البحرين

*.المسار الوظيفي :

1- أستاذةٌ أكاديميةٌ سابقة  بدرجة Assistant Lacturer " معهد البحرين للتدريب " قسم تصميم الأزياء " التخصص الأول.
 مدربة في مجال إدارة الأعمال وإدارة الموارد البشرية.

 2 - الرتبة الأكاديمية : ( Associate Professor)‏ 
 في إدارة االأعمال وإدارة الموارد البشرية " .

المؤهل والمسمى العلمي :  Associate Professor .

1-PhD in human resource management
 دكتوراة في إدارة الموارد بشرية جامعة international college ( 2016/ 2017 .. موثق بسفارة مملكة البحرين بانجلترا .

 2 -Master of Business Administration Cambridge University
 ماجستير إدارة أعمال جامعة كمبردج بريطانيا تمّ توثيقه بجامعة الدول العربية في جمهورية مصر العربية .

3 - الدبلوما العليا في تصميم الأزياء " التخصص الأول "  مملكة البحرين .

4 - حاصلةٌ على العديد من الدورات المتنوّعة .
ا================================

*. الإنجازات العلمية الموثّقة رسميا : 

1- صاحبة إبتكار  الوزن الشعري الجديد " بحر الحلم " والمعترف به من قبل أساتذة علم اللغة والعروض بجامعة قناة السويس وغيرها، والحاصل على شهادة الإبداع ، والموثّق لدى المجلة الدولية المحكمة " مجلة التراث والحضارة الجزء الثاني 14" بعد اجتيازه لجنة التحكيم بالهيئة التحريرية والاستشارية للمجلة حفظهم الله، والمكونة من 28 استاذًا في الأدب والنقد، والنحو والصرف، وعلم العروض واللسانيات ، ولقد قامت بتوثيقه لدى دار الكتب والوثائق القومية بجمهورية مصر العربية من خلال كتاب المؤتمر الخامس تحت رقم إيداع 18901/2014 ، كما قامت بطباعته في كتابٍ خاصٍ به وإيداعه بمكتبة الجامعة كمصدرٍ لوزن بحر الحلم لطلاب العلم .
كما حصل إبتكار وزن بحر الحلم العروضيّ على توثيقٍ له بالمجلة العلمية المحكّمة الدولية " الإستواء " للبحوث والدراسات العلمية والموثقة بدار الكتب والوثائق بجمهورية مصر العربية وإعفاء مبتكرته من رسوم النشر هديةً وتقديرًا لهذا الإنجاز الأدبي في علم العروض.

2- مستحدثة "بحر المنسرح المحدث " بتركيبة تفعيلاتٍ جديدةٍ له أكثر سهولة من المنسرح المعروف حيث تخلصت من عقدته في الوقوف على حرفٍ متحركٍ وشرطية الطّيّ في تفعيلة القافية وأبدلتها بتركيبةٍ جديدةٍ تقوم على هذه التفعيلات : 
مستفعلن فاعلن مفاعلتن .. منسرحٌ فيه يُضربُ المثلُ 
وقد تمّ اعتماد توثيقه رسميًا بعد اجتيازه للجنة هيئة التحكيم الأجلاء بالمجلة العلمية الدولية المحكمة " مجلة الاستواء العدد 22 " والمكونة من 45 استاذًا حفظهم الله في الآداب واللغة، والنحو والصرف، والنقد وعلم العروض، وقد تمّ توثيقه من خلال المجلة بدار الكتب والوثائق القومية بجمهورية مصر العربية تحت رقم إيداع 279700/2 تحت الترقيم الدولي ( ISBN ) 988/6080/01/9، الاستواء ( Print) ( ISSN2356-9808)
مجلة الاستواء المحكمة على المنظومة الدولي الالكتروني
www dar almandumsh.com.
مجلة الاستواء على موقع المنهل الدولي
Almanhal platform.com. 
 كما تمّ نشره بقاعدة بيانات Scopus للبحوث والدراسات الأكاديمية الدقيقة وحفظ الملكية الفكرية لها في هذا الاستحداث العروضي والذي يخضع بحر المقتضب له أيضًا لإلتقائهما في تغيير تفعيلة " مفعولاتُ " والواقفة على حرفٍ متحرك.

3-مرشحة لعضوية هيئة تحرير مجلة " نبينا ص" المحكمة العلمية الدولية والصادرة عن" دار الرسول اﻷعظم ص" مركز العميد للبحوث والدراسات العلمية بالجمهورية العراقية.

4- حاصلة على لقب أفضل الشخصيات لعام 2021 المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام جريدة المساء العربي جمهورية مصر العربية.

ا==========================

*.الأعمال الثانوية الأخرى : 

 1- مستشارةٌ إعلامية بالمعهد الأفرو آسيوي جامعة قناة السويس.
2 - كاتبةٌ إعلامية بجريدة الزمان المصري ورئيس القسم الثقافي ولها العديد من الكتابات المتفرقة، عمود " ثقافاتٌ ورؤى" وفنّ الأدارة " منذ بداية عام 2018.
3- كاتبة بجريدة النهار العراقية الورقية منذ اكتوبر 2021 عمود أدبيات .
4 - نُشر عنها ولها العديد من الأعمدة والمقالات والقصائد في بعض الجرائد العربية  مثل جريدة صدى مصر ، الزمان العراقية،  الطريق البديل، صوتنا نيوز ، و الزمان المصري ،النهار العراقية ، مجلة مرايا الأدبية الورقية ، الشمال، جريدة العربي اليوم ، بوابة شموس نيوز، صحيفة المثقف، مجلة شهربان الإلكترونية، 
موقع ثقافات، مجلة شعراء العرب ، والعديد من المنتديات الأدبية والملتقيات وغيرها.
ا==========================

*. الإمتيازات والمراكز الأدبية :

1- حاصلة على لقب نجمة 2014 في الشعر العمودي لدى المؤسسة العربية الدّولية للآداب والفنون والثقافة - مصر .
2 - حاصلة على المركز الثاني في المسابقة التي أقامتها المؤسسة العربية الدّولية بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة .
3 -  حاصلة على لقب أمير الشّعر العربي 2016 على المجموعة الشعرية المقدمة للمسابقة والتي أقامتها جريدة صدى مصر وبتحكيمٍ دولي من مصر وسوريا والعراق واليمن وتونس والجزائر .
4 - حاصلة على لقب الشّاعر الماسي في مهرجان الشّاعر الماسي 2016 والذي كان بنظام الجولات الأربع وقد استطاعت الشّاعرة بأن تحصل على المركز الأول في الجولات الأربع كلها .
كما حصلت على العديد من الجوائز والمراكز الأولى الأخرى .
5- حاصلة على المركز الأول للشعر العمودي لثلاث مسابقاتٍ على مستوى الدّول العربية .

6- محكمةٌ عروضيةٌ وأدبية للعديد من المسابقات.

ا=================================

*. اﻷنشطة العلمية واﻷدبية :

1-مقدّمة لكتاب " قواطر ومحطات "  للمستشار والأديب المصري شحات خلف اللّه .
2- مقدّمة لكتاب " الزرازير " لكاتبه المستشار والأديب العراقي الدكتور مجيد الكربلائي .
3- مقدمة لديوان " دررُ الأنام في تأريخ الإسلام " للمؤلف الشاعر السيد الديداموني، ومقدمة لمجموعته الكاملة.
4- مقدمة لديوان الفارس المفتون للشاعر يوسف الحملة.
5- مقدمة لديوان "دياجر الغياب" للأديبة الجزائرية صورية حمدوش.
6- مقدمة للمجموعة القصصية " يا فكيك" للأديبة منى الغريب.
7- محكّمةٌ عروضيّةٌ للعديد من المسابقات الشعرية. 
8- عضوة لجنة التّوصيات لمؤتمر القصّة الشاعر المقام بالعاصمة الأردنية في أغسطس 2017 .
9- عضوة لجنة التوصيات بالمؤتمر الدولي الخامس إبداع وحضارة والذي أقامته جامعة قناة السويس . 
10- صاحبة أوّل بحثٍ يناقش ويقارن بين العروض الخليلية وبين  " العروض الرقمي "  حيث قامت بدراسة ما يقارب من عشرة كتبٍ في العروض تمّت مناقشة البحث بالمؤتمر السادس مؤخرًا 12-13 مارس 2019 بجامعة قناة السويس وأشرفت على المناقشة اللجنة المختصة بالبحوث والمكونة من كبار أساتذة اللغة العربية، والنحو والصرف، والنقد والعروض الخليلية، وتم توثيقه بدار الكتب والوثائق القومية من خلال توثيق المجلة الدولية المحكمة مجلة التراث والحضارة.
11- رئيس مساند المحور الإعلامي في المؤتمر الدولي الأول وعضو مقرّري مؤتمر ( الصلات الحضارية بين آسيا وأفريقيا ) لمعهد الأفرو آسيوي جامعة قناة السويس المقام في 3-4- من ديسمبر 2019 .
 12- عضوة اللجنة الاستشارية للمؤتمر السابع ( التراث الإسلامي وأثره في الحاضر والمستقبل ) والذي سيقيمه مركز التراث والحضارة بجامعة قناة السويس قريبا .
13- مقدمة كتاب (الميثولوجيا ورحلة العقل نحو اللاهوت ) للكاتب العراقي أحمد الركابي.
14- مقدمة لرواية يورو فيجن للروائي والشاعر سيد فاروق " جمهورية مصر العربية .
15- رئيس الجلسة الثالثة بمؤتمر ( آليات تطبيق النقد المعاصر على النصوص الأدبية إبريل 2021 - جامعة حسيبة بن أبوعلي- الجزائر - جامعة قناة السويس 
16- مقدّمة كتاب " اﻷطفال مرآة المستقبل " للكاتب محمود محمد زيتون .
17- بحثٌ مقدّمٌ للمؤتمر الدولي الإفتراضي " آلياتُ تطبيق النُقد المعاصر " .
18- دراسةٌ في رواية " وكان أمرًا مقضيا " للكاتب أ.د. فوزي الطائي " جمهورية العراق .
19- بحثٌ مقدّمٌ لمؤتمر " السيرةُ النبويّةُ في ضوءِ القرآنِ الكريمِ وما صَحَّ من المرويّات " والذي أقامته دار االرسول اﻷعظم " مركز العميد" للبحوث والدراسات العلمية بجمهورية العراق ، والمنعقد في 21-22 اكتوبر بدار الرسول اﻷعظم"ص" للبحوث والدراسات الأكاديمية بالجمهورية العراقية 
بعنوان « إدارة الموارد البشرية والتنمية في حياة الرسول اﻷعظم" ص"، 
والذي تمت ترجمته إلى اللغة الفرنسية والإنجليزية كما سيتم نشره بالمجلات العلمية اﻷكاديمية التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية .

20- *- بحثٌ بعنوان " الإدارة والقيادة التربوية لجودة التعليم " تمّ تقديمه ومناقشته في المؤتمر الدولي الأول لمعهد الدراسات الأفروآسيوية العليا بجامعة قناة السويس  بتاريخ 4-5 ديسمبر 2019 جمهورية مصر العربية، 
وقد تم نشره بمجلة الاستواء العلمية الدولية المحكمة وتوثيقه من خلال المجلة بدار الكتب والوثائق القومية بجمهورية مصر العربية. 

21- بحثٌ مقدّمٌ للمؤتمر الأدبي الدولي الثاني عشر " صورة المرأة في شعر عبد المجيد فرغلي " والمقام بتاريخ 1-1-2022 بمعهد الدراسات الأفروآسيوية العليا جامعة قناة السويس بجمهورية مصر العربية والمنشور بكتاب المؤتمر.

 22- عضوة اللجنة العلمية لمؤتمر صورة المرأة في شعر عبد المجيد فرغلي الدورة الثانية عشرة والمنعقد بتاريخ 1يناير 2022.
23- مقدمة ديوان " نبوءة " للشاعر الناقد سيد توفيق جمهورية مصر العربية .

ا===========================

*. المؤلفات الأدبية : 

1- ديوان "طوفان الحب " شعرٌ فصيحٌ عمودي تمت طباعته.
2- ديوان " أوبعد الذي كان " شعرٌ فصيحٌ عمودي تمت طباعته.
3- ديوان " مرافئ قلبي" نثر تمت طباعته .
4- ديوان ليالي الحُلم " شعرٌ عمودي " تمت طباعته .
5-  ديوان " دمعةٌ على وجه القمر " شعرٌ عمودي جاهزٌ للطبع"
6- كتاب السبيل لبحور الخليل " كيف أعدّ نفسي لكتابة الشعر"جاهزٌ للطبع "  ويحتوي على أوزان البحور الخليلة مدعومةً بالشرح والأمثلة ، بالإضافة لمجموعة محاضراتٍ تزيد عن 23 محاضرة " كيف أعدّ نفسي لكتابة الشعر" في البلاغة وأهم المصطلحات الأدبية وطرق الإستفادة منها في كتابة الشعر .
7- بحثٌ جديدٌ في علم العروض الخليلية حول بحر المنسرح وبحر المقتضب واستحداث تفعيلاتٍ جديدةٍ لهما من الدوائر الخليلية أكثر سهولة " منشورٌ في مجلة الاستواء المحكمة الدولية العدد 22 والموثقة بدار الكتب والوثائق بجمهورية مصر العربية، وبقاعدة بيانات Scopus للبحوث العلمية والأكاديمية المصدّقة والموثّقة رسميا. 

المؤلفات العلمية :

8- كتاب " فنُّ إدارة الأعمال "  في إدارة الموارد البشرية ، وإدارة الأعمال تمت طباعته، يشتمل على أكثر من 40 محاضرةٍ في أساسيات إدارة الموارد البشرية ومعالجة المشاكل والأزمات التي تتعرض لها المؤسسات التجارية وقد نُشرت حلقاته في عدّة مواقع وجرائد منها صدى مصر والزمان المصري وصوتنا نيوز والطريق البديل .
8- الطبعة الثانية من كتاب " فنّ إدارة الأعمال " بإضافاتٍ جديدةٍ في الرأسمالية البشرية " في طريقه للطبع بمشيئة الله .

 9 -  مؤلّفٌ في تصميم الأزياء، طباعةٌ مستقلة تعليمية خاصة للمستوى الأكاديمي تمّ التدريس فيه لعدة سنوات " The Eminent For Practical Pattern Cutting

10-   العديد من المحاضرات الثقافية، والتعليمية المشارك بها في الأنشطة الإجتماعية .

أ.د. أحلام عبد الله حسن علي  
إستشاري إدارة أعمال وإدارة موارد بشرية

الخميس، 6 يناير 2022

دواوين أحلام الحسن " ديوان طوفان الحب "

طوفان الحب

للشاعرة الدكتورة أحلام الحسن
*** *** 

*** *** *** *** *** ***

التقديم

بقلم / أ.د أيمن تعيلب
أستاذ النقد الأدبى المعاصر
عميد  كلية الآداب/جامعة السويس

تجليات الحب عند أحلام الحسن
للحب عطاياه،كما للحب خطاياه، هكذا يعلمنا الشعر فى هذا الديوان للشاعرة البحرينية الدكتورة أحلام الحسن،فالحب لديها يتخطّى مجاله الإنسانى الذاتى المحدود، ليكون مجلى كونيًا عظيمًا متراحبًا، تسبح فيه كائناتُ الكون وأشياؤه، وموجوداته،تسبح فى الصور والاستع
 الإنسانية الحميمة،يُحي الحبُّ موات الأشياء كما تحي الماء موات الأرض.
 لقد جعل الشعراء من الشعر كلّ شىءٍ حي، فالحبُّ فى هذا الدّيوان قادرٌ على التّحريك والإذابة، إذابة كلّ الفواصل والعوائق ودمج الرّوح بكائنات العالم،وهنا تبدو القيمة الجمالية والوجودية الكبرى لمعنى الحب، والتي تكمن في قهر وحدتنا، ووحشتنا، وعزلتنا، ومحدوديّة وعينا،إنّه يطلق فينا كلّ أشواقنا النّائمة،ويوقظ رغباتنا المنفصلة،فيذيب كلّ سدود الانفصال، ليفتح الكيان الإنساني كلّه مثل وردةٍ أرضية كونية،  تتماوج بالعبق والنشاط والنشوة والطلاقة،حتى ليبدو الوجود والنّاس والدّنيا قد اتّسعوا عن حدودهم المعهودة، حيث تتواصل الممنوعات،وتتلاقى الموحشات،وترتقي المخلوقات إلى وجودها الحق الأصيل،الحبُّ والشعر لدى الدكتورة أحلام الحسن هما الموازى الجمالى والوجودي للحياة، فكما استطاع الحبُّ أن يذيب الحدود والسدود ليطلق وجودنا بأجمعه، استطاعت الصورة الشعرية الجميلة لدى الشاعرة أن تذيب ما هو صلبٌ مغلق بطبيعته على ذاته،حتى لنرى الرّوح تذوب في الجسد،والجسد يذوب في الرّوح،بعد أن مسهما لهيب الحبّ المقدّس،ويتجلّى هذا الوصال بين الموجودات، والأشياء والأحياء، في ذروة الحبّ والشعر والصور،وانظر معي كيف تبني الشاعرة هذا الهرم الجمال للحبّ بداية من الحب الذاتى: 
أجيبيني

أيا  حبًّا  بأوداجي
                         جرحتِ القلبَ داويني

و كفّي ذاكَ ملهمتي
                          فهذا الشّوقُ يُضنيني

فأنياطي لعبتِ بها
                     ولم تبقي لتشفيني

فهل هذا جزاءٌ  لي !
                      على حبّي فتؤذيني

ألا تكفي مراراتي
                     فكم أدمت دوَاويني

فأينَ الحبَّ ملهمتي !
                         فكم وصلٍ تمنّيني

فقولي لي ولا تخفي
                         فأيّامي تعاديني

رسمتِ الحبَّ أقداحًا
                      تهاجمُ لي دكاكيني

 فهل سُكرًا سقيتِ لهُ 
                        ومن سحرٍ تجافيني

  فذا قلبي يؤرّقني
                       وذا شوقي يباغيني

فعن قصدٍ هداياهُ
                     لقد هامت شراييني

فجودي الوصلَ قاتلتي
                وهاتي الحبَّ يطوِيني

و ضمّي كلّ أنفاسي
                وقومي لي وواسيني

ولُمّي كلّ أجنحتي
                      فما عادت لتأوِيني

الحب هنا يحتضن الرّوح ويرأب صدوعها المفتوقة،ويؤنس وحشتها الطاغية اللاهثة،الأنياط المقدودة،والجراح الممزقة،والقلوب الهائمة تعيدها نشوة الحبّ سيرتها الأولى منتشيةً محلقةً رفافة حيث ينبت الحبّ أجنحةً جديدةً للكائن فيجعله أكثر خفةً وطلاقة، فيطلقهُ من قيوده وحدوده ليكون أكثر حريةً وإنسانيةً.
 هكذا يفعل الحبُّ والشعر والجمال فى هذا الديوان. 
ولعل الشاعرة تصور هذا فى قصيدة (لايعنينى): 

لا يعنيني

خليلٌ بليلٍ صداهُ دهاني
                 وما من خليلٍ كفاهُ الصّدى

وأبقى كأنّي غريقُ المنايا
                    ودونَ السّفينِ أتيهُ الهدى

بعمرٍ ضئيلٍ فلا أجتني
                    زهورَ الرّبيعِ وقطرَ النّدى

فقل ما تشاءُ فؤادي ضعيفٌ
                          تهاوت قواهُ بذاكَ الرّدى

دفينًا تراهُ حياةً وموتًا !
                      ويبقى صريعًا  لحلمٍ سدى

 فى غيبة الحبّ نحن أمواتٌ على قيد الحياة،نعانى صراعات وحشتنا القاسية الممرورة،تغولناالوحدة،ويتهددنا الغرق،ولاترسو سفائن حياتنا أبدًا على شاطىءٍ أمين.لكن الشعر البديع يخلق الحبّ خلقًا فى صورة الصّدى الهائم الباحث عن صوته التائه الشارد،الحبّ يلحم الصّوت بالصّدى، فيستعيد القلب الذى صوحت أوراقه جنته النضرة الأولى حيث يجتنى زهر ربيع الجسد،ويحتسي قطر ندى الرّوح.لكن الرّوح لاتبلغ مداها فى  الدّنيا، عالم القيود والحدود والسدود،فتظلّ تكدح فيما وراء العالم، حالمةً بهذا الصّدى الحالم البعيد،صدى الحبّ،حيث الشعر يخلق الحبّ بقدر مايخلق الحبّ الشّعر.
الحبّ فى هذا الديوان طوفانٌ حيٌّ متجدّدٌ على الدوام،وإن تمعّنا فى جماليات العنوان لنرصد آفاق هذا الطوفان الخلاق حيث يطلقنا الشعر على أجنحة الصور استحضرنا على الفور هذه المناوئة الخفية اللامنظورة بين طوفان الحبّ ومايناوىء هذا الطّوفان من عوائقَ غلاظٍ شدادٍ تسود عالمنا المعاصر على كافة المستويات.
ولعل قصيدة ( أنين الأمومة) تجسد هذا الأنين المكتوم للرّوح الإنسانية المعذّبة بالحبّ وضدّه معًا،فليس مثل الأمومة خالقا للحبّ والشّعر والرّقة والحنان،ولعلّ الشاعرة قد أحسنت إذ صوّرت عالم الأمومة المكظوظ بالحبّ والشّوق وسط عالمٍ مكظوظٍ بالقطيعة والنّكران.
ومن هنا يخلق الشعر توتراته العميقة بين عطاء الحبّ وعوائق العقوق، وانظر معي قارئى الكريم كيف جسّدت الشّاعرة هذا الصّراع الأليم الجميل فى قصيدة (أنين الأمومة)، فلا شىء يجعلنا عظماء غير الألم العظيم. 

وحملتُهُ وهنًا على وهنٍ وفي
                                           دقّاتِ قلبي رُكنُهُ المتعالي
ربّيتُهُ من بعدِ حَملٍ مضْنكٍ
                                          لَبَنًا لكم أسقيتُهُ بدلالـــــــــي
كم من ليالٍ من سهادٍ لم أنم
                                          أ مًّا يبيعُ  فلن يرى أمثالي
غَذّيتُهُ من نبع شرياني دمًا
                                        عجبًا لهُ كم يبتغي لزوالي !
كانت يداي لجسمِهِ أرجوحةً
                                       وعلى شفاهي بسمةُ الآمالِ
مَلِكًا لقلبي كان فيهِ بأمرِهِ
                                    والنّهدُ مرتعُ قَصرهِ المتعالى 
قُبلُ الشّفاهِ طبعتُها بجبينِهِ
                                     بأمومتي كانت جميعُ خِصالي
تجري الدّموع لدمعِهِ حينَ البكا
                                  فإذا اشتكى وهِنت لهُ أحوالي
ضحكاتُهُ  حركاتُهُ  أنفاسُهُ
                                           أبني عليها منتهى آمالي
لا ما شككْتُ بأنّني موهومةٌ
                                         خابتْ ظنوني مِثلها آمالي
فإذا صبا بشبابهِ سار الخطى
                                 يسعى عقوقَ الجاهلِ المتعالي

أرأيت القارىء الكريم كيف صوّرت الشاعرة طوفان الأمومة الباذخ؟! تأمّل معي هذه الصورة الدقيقة النافذة حيث حمل
*** *** *** *** *** ***

وللرّوحِ شعور

أضمم شعورًا ولا تجهر بهِ علنًا
لا تلتمس أضلعًا في شوقها خشبُ

كفكفْ دموعًا أيا قلبًا غدا مُقَلًا
حتى كلامي هنا أحبابهُ غضبوا

من شكّهم قسوةً ظنّوا وما رحموا
منْ جفوةٍ لم تزل في صدقها كذبُ

لاتعتقد عيشةً في الحُبّ ِ صافيةً
كم أسرعت غيرةٌ في قلبهِ عتبُ

أذعنْ لروحٍ غدتْ للوصلِ مُولعةً
فالضّعفُ يسْكنُها يسري بها رحبُ

هبّتْ عليها منَ الأيّامِ عاصفةٌ
لاترمها حجرًا قد صابها سغبُ

تاهتْ مشاعرُ في صمتٍ يؤَرّقني
بعضُ المشاعرِ يُدمي جوفَها الكذبُ

أمشي كأنّي بأهْوالِ الهوى خَمِرٌ
ماذا أقولُ وهل يصغي لها تَعِبُ !

هذا اعترافي فهل يُجدي لهُ قلمٌ !
في بوحِ حُبّ ٍ هوتْ من وجدهِ السُّحِبُ

لحنٌ بدا عاتيًا في مُهجتي وجعًا
مهلًا أيا رجلًا  في صمتهِ صخبُ

أشكو لحالي على قلبٍ عصى دَمَهُ
كُفَّ الهوى ولعًا ذاكَ الهوى لهَبُ

واحذر غرامًا لهُ في الحُبِّ معتركٌ
عشقًا إذا لم تطلْ أحضانَهُ شغَبُ

عشقي بدا وجدهُ جُرمًا فلا غفروا
ضنّوا عليّ بهِ حبًّا بهُ ذهبوا !

عشقٌ بروحي فلا يبغي سواكَ لهُ
ياليتَ لي من هواكم طيّبًا تهبُ

مكتوبةٌ قسوةُ الأقدارِ في قدري
لاتهدِ لي علقمًا  في كرْمكَ العنبُ

بحرُ البسيط

*** *** *** *** *** *** ***

مناضلٌ تحت الرّفات

في الموتِ بعثٌ  للعدوّ يقاومُ
صنمُ  البغاةِ مدادهُ  فسيُهزمُ

ما ماتَ مقتُولٌ شكت أوطانُهُ
من قبرِهِ حجرٌ سيأتي يَرجِمُ

وتُرابُ مرقدهِ رصاصٌ قاتلٌ
سيُصيبُ أنفًا شّامخًا و يُهدّمُ

ويُضعضعُ الأركانَ في بنيانِهِ
عِرقًا لهُ سيُبيدهُ  و يُغرّمُ

قَتْلُ  الرّجالِ فلن يصدَّ بطولةً
شرفُ الجهادِ لشعبهِ فسيغنمُ

يا أيّها الجورُ السّقيمُ  بفعلهِ
دبرًا تُولّي عن مصيرٍ  يُضرمُ

فغدًا ستُشرقُ شمسُهُ في قُدسهِ
فلهُ جذورٌ ها هنا لا  تَهرمُ

هتكوا دماءً من نياطِ قلوبِهم
بشكيمةِ الصّمتِ المريرِ تآمروا

مهما قسى الدّهرُ اللئيمُ سنرتجي
نصرًا منَ الباري بهِ  نُتنعّمُ

لن يخْلدَ الظّلمُ المرابي دولةً
وَسَطَ الرّمادِ جمارُ يومٍ يُفحَمُ

هذي عهودٌ عند شعبٍ مُخلصٍ
ولعزمهِ كم يستحيلُ المهْزَمُ

بيتٌ عتيقٌ قٓدسهُ ميمونةٌ
أرضُ الرّسالاتِ العلا لا تُحكمُ

شعبٌ لهُ عن عزمهِ لا ينثني
أطفالُهُ  أحجارهُ  تتكلّمُ

عاشت هنا أجيالهُ ورياضُهُ
وِلدُ البواسلِ ها هنا كم خيّموا

من باسقاتِ نخيلِهِ عِرقٌ بهِ
يحكي عنِ الأمجادِ فيهِ ويُبرمُ

شعبٌ عريقٌ أمجدٌ في أصلهِ
حسبُ اللبيبِ بلا كلامٍ  يَفهمُ

بحرُ الكامل

*** *** *** *** *** *** ***

سراب

شُكوكٌ بي تُحاصرني وترمي
تُداهمُني بلا حسّ ٍ وتُدمي

بأشواكٍ وترميني قتيلًا
تُعاتبني شقاءً دون علمي !

فما زالت ذنوبٌ من جراحٍ
تُمزّقني وتكويني بضيمي

أيا صدرًا سقاني منه هجرًا
بكأسٍ كم يقاضيني كخصمي !

فلا أدري جنونًا  قد رماهُ
كما أردى فؤادًا لي بسُقمي

فلا عتبٌ يعاتبني ويمضي
بذنبٍ من غباءٍ صار جرمي

شعورُ القلبِ لا يُبدى جهارًا
فلا يُبنى شعورٌ دون علمِ

فقل ماشئتَ من قولِ التّجَنّى
على روحٍ لكم ندمت لإثمي

زماني قد رماني منهُ سهمًا
وترميني بسهمٍ فيه سُمّي !!

وقد كانت تداويني جراحي !
فما عادت لتجبرَ كسرَ عظمي

فما بُنيَتْ قصورٌ من سرابٍ
وذاكَ الفأسُ كم يسعى لهدمي

بحرُ الوافر

*** *** *** *** *** *** ***

الخطايا

يا فؤادً جاهلًا معنى الهوى
إدّعيتَ الحُبَّ لغوًا ما هوى

كم ليالٍ من عناقٍ واختفت
كان وهمًا من سرابٍ ما روى

كان حُلمًا في خيالٍ قد مضى
كان زيفًا من كلامٍ  كم طوى

كان فنًّا من لحاظٍ  أتقنتْ
كيف تَرمي سهمَ حُبّ ٍ مااستوَى

كيف تُدمي ذلك  القلبَ الذي
كان صدقًا في هواهُ ما حوى

يا هوانًا  في غرامٍ  صابهُ
من شفاهٍ أمطرت فنَّ الجوَى

أبدعتْ في قولِ شعرٍ ريعُهُ
كان داءً  أصلهُ لا من دَوا

مثلُ شهدٍ طعمُهُ في قالبٍ
مثلُ سُمّ ٍ فعلهُ غدرًا  نوَى

كم شُعورٍ  زائفٍ  أوهمتَهُ
ويحَ قلبٍ غافلٍ منهُ اكتوَى

يا ملاذًا واهنًا  في حُضنهِ
ليس دفئًا حانيًا وقت اللوَى

يا ضميرًا خاويًا من صحوةٍ
ليس يبغي غير لهوٍ في الهوَى

دع هواكَ  اليومَ لا تكتبْ بهِ
في فؤادٍ لم يزل مضني الجوَى

صابهُ من طامعٍ كم غدرةٍ
منهكَ الحُبّ ِ ومهزوزَ  القُوَى

هالهُ أمرٌ  وريبٌ  في الذي
في هواهُ  فارغٌ  للمحتوَى

من وفاءٍ باتَ معدومًا وما
من وجودٍ غير كِذبٍ كم غوَى

بحرُ الرمل المحذوف

*** *** *** *** *** *** ***

لا تُشمتي

من مضجعي أيقظتِني . . داهمتِني دون الودادْ !!
ياحلوتي هلّا رحمْ .......  تِ فؤاديَ الجافي الوسادْ
آلمتِني وجفوتِني .......  وكأنّني لستُ  الفؤاد ْ !
كم غدرةٍ كم طعنةٍ .......  كلّ الجرائم  بانفراد !
قد بعتِني دون النّدا ....... مة دونَ أن تبكي البعاد

أفهل ولدتِ بغير قل ....... بٍ أمْ تعلّمتِ العناد ْ !!
لاتبتليني قسوةً ....... فيضيعُ من عندي الرّشاد
لا تُشمتي بي هاهنا .......   يامهجتي شرَّ العباد
أيهونُ ودّيَ والهوى.......  أن تعرضيهِ  وبالمزاد ْ !!
ياليتني حجرٌ ومنْ ...... دون الشّعورِ كما الجماد

لا تشعلي نارَ الجوى ....... لا تشمتي بي منْ أراد ْ
يانجمتي هذا الهوَى ....... يشري وصالكِ والوداد ْ
كُفّي اقتحامي بالرّسو ....... مِ جميلتي دون العباد
صورًا فلا ترمي بها .......  فهواكِ عندي في ازدياد
إن شئتِ هجرًا ظاميًا ....... لا ترجعي دون الوفاد

عجبًا فهل غيري أنا .......  قد نالَ وصلكِ والمراد ْ !
ياليتَ عيني ما رأت .......   حسنًا بهِ عقلَ الرّشاد
ولئن جريتُ مُولّيًا   .......    كمحاربٍ دونَ العتاد
أشتاقُ أسْرًا  حانيًا ......   فأعودُ طفلًا في المهاد
فلتفطمي  طفلًا بهِ   .....  أو أَطلقيهِ وفي البلاد ْ

قيسًا يهيمُ مُتيّمًا  .......  ويموتُ من قبلِ الحصاد ْ
قومي أزيلي عشقهُ  .......  بلغَ الجوى حدَّ الرّماد ْ

بحرُ الكامل المجزوء

*** *** *** *** *** *** ***

شبابُ الأمل

أُحَيّ احترامًا شبابَ الأملْ
بركبِ الحضاراتِ تزهو المِللْ

خُذوا من حياةِ الرّسولِ الخُلقْ
وخلّوا خمولًا ووزرَ الكسلْ

فإنّ النّشاطَ الذي نبتغي
رهانُ الشّبابِ بحُلوِ القُبلْ

وبئسَ الحصادِ الذي يُجتنى
إذا ضاع علمٌ وضاعت شُعلْ

فليس اللبيبُ الجهول الغوِي
وليس الذي في خطاهُ الزّللْ

إذا لم  يُزَنْ من علومٍ  تُرى
فذاك التّباهي سبيلُ الفشلْ

فدينُ الإلهِ  لخيرِ البشرْ
فلن ينفعَ المرءَ قولُ الخللْ

وبرٌّ  بأُمّ ٍ  ستَدعو  لهُ
كماءٍ فراتٍ وغيثٍ نزلْ

فتلكَ الأموماتُ فيضٌ لنا
فلولا الدّعاءُ دهانا الجللْ

وحاذر عقوقَ أبٍ كم سعى
لرزقٍ وعيشٍ لكم ما بخل

وأهلٌ فَصِلْهم ودادًا  لهم
لرحمٍ فكن مضربًا  للمَثَلْ

شبابًا أصيلًا فكم نرتجي
نجومُ العلومِ بهم تُستهلْ

وكونوا رجالًا لأَمنِ الوطنْ
مثال العُلا في تمامِ الظُّللْ

بدورًا شموسًا فلا تنجلي
فنونًا علومًا ودونَ الكللْ

فهذي الصّعابُ وتلك المحنْ
فمن هولها عاتياتُ الجللْ

بدونِ البطولاتِ يبقى الألمْ
وقلبُ الشّجاعِ علومًا عَقَلْ

فلا يصنعُ الجهلُ غير الضّنى
وصُنعُ  العلومِ  جميلُ الحللْ

بحرُ المتقارب المحذوف

*** *** *** *** *** *** ***

إحذري يا مصر

أيا مصْرُ  يا أُمّةَ  الأروعِ
أزيحي بلاكِ الضّنِي وارفعي

على صدرِ عزّ ٍ ضعي رايةً
وسيفُ الخلافاتِ هيّا اقْلعي

وعِجْلًا  خوَارًا  فلا تبتغي
ولا تخشعي لا ولا تركعي

فلا فتنةٌ فوقَ أرضٍ علت
ولا رأيُ جهْلِ المُضِلِّ الدّعي

ولا نهروانَ الأضاحي هنا
غريبٌ بدا مطلبُ الصُّيّعِ !

لقد فُزتِ يا مصرُ فيما مضى
فثوبُ  البُطولاتِ لا تخلعي

يحومُ  الغرابُ على نِيلنا
وتَعوي الذّئابُ وفي المخْدعِ

صنعتِ البطولاتِ  يا حُرّةً
فَصُولي وجُولي ولا تجزعي

عرفْنا الشّجاعةَ مجْدًا  هنا
فهاكِ  انتصارًا  ولا تخنعي

وقومي لشمسٍ لهم واكْسِفي
غزاةً  بُغاةً  فلن  تُخدعي

بصولاتِنا  كالأسودِ فتحنا
حصونًا بسيناءَ والمصرعِ

جحيمًا فحيلي نهارًا  لهم
تعاليتِ يامصرُ نصرًا  فعي

أيا أُسوةً  للجيوش التي
عقولًا  تسامت  مثالًا تعي .

بُطُولاتُ جُندٍ مضت قدوةً
فلن يمحوَ الدّهرُ ذا منبعي

ودَرسًا لمن سوّلَت نفسهُ
فمصرُ البطولاتِ في الأضلعِ

فيا مصرُ ذِكراكِ  أُسطورةٌ
وهل يجهلُ المرءُ عمّا يعي !

أيا مصر هذا عظيمُ  البلا
رعتكِ السّماواتُ في الأربعِ

بحرُ المتقارب المحذوف

*** *** *** *** *** *** ***

لا تعتذر

لا تعتذر يكفي الذي قد قلتَهُ
فجميع ما أخفيتَهُ قد بُحتَهُ

أُكذوبةً حمقاءَ قد أهديتني
وشعور حُبّ ٍ في الحشا أحرقتَهُ
قلبي بكى .. وجعًا بهِ ..لا يشتكي

نارُ اللظى في أضلعي أشعلتها
واعدتني ... أخلفتني ... وظلمتني
يا صدمتي .. ياويلتي .. بمصيبتي

أوكان ذنبي أنّني صدّقتكَ
ونسيتَ عهدكَ قبل بدء طريقهِ

كم بعتني وأهنتني في ضحكةٍ
أيهونُ عندكَ أن تهُدّ  كيانيَ

وكسرتَ قلبًا في هواكَ جرحتَهُ
ورميتَ شوقًا في  رُباكَ  تولّعَ

آلمتني .. ومشاعري .. أحرقتَها
ما جُنحتي .. بصبابتي ..
صبّتْ عيونٌ واشتكتْ

أظننتني  ألعوبةً  تلهو  بها
بمتاهةَ الأوهامِ كم أدخلتَها

أوهكذا الأخلاقُ كانت عندكَ
ما زلتَ تنكثُ لي جروحًا

طعنةً عن طعنةٍ
وبمعزلٍ .. شقَّ الجوى .. أوساطها

وتحجّرَ  الجسدُ  الأسير  بموتهِ
ما عادَ  ملهوفًا  إلى أحضانكَ
توّهتهُ .. جرّدتهُ ..
وحبستهُ زنزانةً من جهلكَ

أدخلتني
سردابَ أوهامٍ وبعتَ مشاعري
أيُّ احتضارٍ قد  أذقتَ لروحيَ
لا تعتذرْ  لا لا  فلستُ  سأعذرُ

بحرُ الكامل /  قصيدة تفعيلة

*** *** *** *** *** *** ***

وتصدّعَ فؤادها

سيري بقافلةِ الأنينِ وحلّقي
لُمّي جراحًا لم تزل في الأضلعِ

وقِفي على شطّ ِ الفراتِ عزيزةً
هاكِ الفؤادَ مُحمّلًا  بتوجّعي

خُطّي معالمَ من سوادٍ لم يزل
بعضَ الذي أندى الفؤادَ بمدمعي

وخُذي حصادَ بيادري من دمعةٍ
ما عادَ لي بالعمرِ زهوُ  المطلعِ

جَفّتْ مناهلُ عذبِ ماءٍ  هاهنا
حتّى الفراتُ غدا أُجاجَ المنبعِ

من بعدكمْ نهرًا سقيمًا  رفدهُ
كلّ الدّروبِ فسادُها في الموضعِ

كفرٌ  وإلحادٌ  وإمرةُ  فاجرٍ
وظُهورنا  محنيّةٌ  بالأضلعِ

هبّتْ أعاصيرُ الرّياحِ  تهجّدًا !!
وترجّلت خيلٌ لنا  بالمخدعِ

وتأجّجتْ حِممُ الحصادِ وما رعت
ألمًا بنا جرحًا لنا  بتلوّعِ

وتَفتّقَ الألمُ الجريحُ بروضنا
كُلُّ الطّفولةِ ها هنا والمبضعِ

من شرقنا  ولغربنا كم  قُتّلوا !
صرعى هنا صرعى هناك أما نعي

وكأنّ ما عادت بنا من رحمةٍ
حلَّ البلاءُ  مُشمّرًا  في الأربعِ

وكأنّ حرملةَ اللعينُ مُرادفًا
بنبالهِ  قتلًا  بها  للرّضّعِ

في كلّ ناحيةٍ عوِيلُ مراضعٍ
بأنينِ درّ ٍ فيضهُ في الأضرعِ

رُحماكَ ربّي مطلبي في غايتي
قلبٌ سما ونقاؤهُ في مهيعي

لا فِرقةً أدنو لها  لا مذهبًا
بل وحدةً أشدو بها هيَ مطمعي

بحرُ الكامل

*** *** *** *** *** *** ***

تحت الرّماد

يادمعُ كفّ الأسى ذاك الأسى ضَرَمُ
لا تبغهِ مغنمًا يا أيّها الحَكَمُ

من ليس في جوفهِ صبرٌ فلا سلمتْ
أضلاعُهُ وجعةً  لا يَرحمُ  الألمُ

لملم دموعًا بدت يا باكيًا جسدًا
وارحم فؤادًا ودع حُزنًا بهِ لممُ

من غير وعيٍ لقد أدمنْتَ صَرعتَهُ
ألموتُ عقدٌ وكلّ النّاسِ قد بصموا

ماكان مُمتنعًا ذاك القضاءُ ولم
يُستثنَ منهُ نبيٌّ  ذلك النُّظُمُ

قلبٌ فلا تُلقهِ سِجنًا  فتُهلكهُ
حقّت لهُ عيشةً في نبضهِ عَشَمُ

لا ترمهِ أسهمًا في الذّكرِ مُتّسعٌ
عن محنةٍ أُبرمت يأتي لهُ نغمُ

كالدّفءِ من قارسٍ نبغي مواضعَهُ
فافسح لهُ رحمةً من ربّهِ النّعمُ

فُكّ الزّمامَ الذي في قيدهِ هطلتْ
دُرٌّ وفي مُقلتي من دمعهِ  وَشَمُ

أدمى الخدودَ التي في وجدها عتبٌ
ما كان مُمتنعًا عن وجدها الألمُ

أنت الذي عاينتْ عيناكَ مرفأََها
في شطّهِ لم تزل تصبو وتَعتزمُ

قد سارعت نجمةٌ نحو الفضاءِ ولن
تبغي سواهُ فضًا في قربهِ الحُلمُ

ماذاكَ من غفلةٍ يبدو بها قلقي
ماعاد في مرتعي وهمٌ فيرتسمُ

ألكونُ يبدو وفي أبعادهِ عتمٌ
والشّمسُ والنّورُ في دوراتهِ عَلَمُ

مثلُ المثالِ الذي في علمهِ خبرٌ
ألقلبُ في وجدهِ والظّاهرُ العدمُ

بحرُ البسيط

*** *** *** *** *** *** ***

حسينُ الإباء

حُسينًا  أيا  صفوةً  تُودعُ
فدتكَ   النّحورُ كذا الأضلعُ

تحدَّيتَ بالصّبرِ ظُلمَ العدا 
و نُلتَ  الأماني وما  تَطمعُ

حُسينًا علوتَ  نضالًا جرى 
و كلُّ  الشّعوبِ  لكم تتبعُ

فِدتكم حُسينًا سيوفٌ أكفْ 
وهذي النّحورُ  لكم  شُرّعُ

برغم الحتوفِ فما أُوهنوا
زئيرٌ  بصوتٍ لهم  يُجزعُ

وحتّى المحاسنُ سقطًا هوت
فدتكم حُسينًا  كذا  الرّضّعُ

وكسرُ الضّلوعِ على كربلا
صداها بصوتٍ هنا  يُسمعُ

وتلكَ الرّؤوسُ الّتي زمجرت
فهزّت  عروشًا  و لا  تركعُ

وتلكَ الدّماءُ و إن أُهدرتْ
كشمسِ الغروبِ  لها مطلعُ

وتلكَ الصّدورُ الّتي هُشّمت
بصدرِ  المُحبّ ِ لها  مضجعُ 

وهذي العقولُ فدومًا سمت
لجورِ  الطّغاةِ فلم يخضعوا

وذبحُ الرّضيعِ بموتٍ غدت
نبالُ   المنايا   لهُ   تُرضعُ

نداءُ  الحسينِ بهذا الصّدى 
لعهدِ  الشّعوبِ  سيسترجعُ

وقطعُ السّيوفِ لتلكَ الأكفْ
فهذي  الأكفُّ  سعت  أذرعُ

ظلامًا تُبيدُ  وقد أرصدتْ
سيوفًا لجورِ العدا  تَصرعُ

بطولاتُ حقّ ٍ لكَم قد علت
بشِعرٍ  جهورٍ  لهُ  يُدمعُ 

وأقلامُ صدقٍ ضميرًا حكت 
يُحاكي القلوبَ  لهَا  يُولعُ

إليكم  ألوفٌ حفاةٌ  مشت 
دروبَ المُحبّ ِ وفًا تقطعُ

كشوقِ  اليتامى إلى مرتعٍ 
تجودُ النّفوسَ لكُم  تُسرعُ

وتلكَ الرّكابُ الّتي أُزلفتْ
فأجرُ  النّبيّ ِ لهُ  تَدفعُ

ودادًا شغوفًا بأمرٍ  قُضي
قضاهُ  الجليلُ لهُ  تَسمعُ 

بحورًا كأمطارِ سيلٍ غدت 
فهاهم حسينًا ولم  يَمنعوا  

فحنّت إليكم  قُلوبٌ سعت
عيونًا شجونًا لكُم  مَدمعُ

فكيفَ الطّفوفُ كرُحمٍ حوت                                         
ضيوفَ الحُسينِ ومن أُتبعوا

سلامٌ  عليكم  أيا  ناصرًا 
يُحيّ الوفودَ  و لا  يَهجعُ

برأسٍ ذبيحٍ  هُنا لم  يزل 
يجولُ الصّفوفَ لهم  يَسمعُ

بنحرٍ  نَزُوفٍ وتينًا  دمًا 
كأنَّ  الصّفوفَ  لهُ  مَنْبعُ

تَعجُّ  الصّفوفُ بأعلامها 
لدينِ النّبيّ جهارًا دعوا  " ص" 

فكلّا  وألفًا  فلا  مُبدعٍ
فلا  نبتغي  فتنةً  تُوجعُ

هِتافُ الجموعِ كصرحٍ غدا
شتاتَ الضّعيفِ لهم  يَجمعُ 

عُصوفُ الرّياحِ  كسدّ ٍ لهُ             
وجرحًا وجيعًا فلا  يُفجعُ           

وعُمرًا  سيَبني  لأجيالهِ
بمجدٍ  عصيّ ٍ فلا يَخنعُ

بحرّ المتقارب المحذوف

*** *** *** *** *** *** ***

غدرت بي

لوّعتني  شاغلتني  قد رمت 
نار شوقٍ كم كوتني أضرمتْ

بئس قولٍ  لا يبالي جاءني 
في قراري  هاجمتني وادّعت 

في جمالٍ  في خصالٍ  عشقُها 
أين كانت  لو رعتني  ما غدت 

من جفاءٍ   من بُعادٍ   مُهلكٍ 
كأسَ مُرّ ٍ قد سقتني  عتّقت ْ

داهمتني  ضدّ حُبّ ٍ  مُودعٍ 
في خيالٍ  مرمرتني ما رعت ْ

رَبَّ  عينٍ  قد هوتني  غفلةً 
في هواها خاصمتني مرمرَت ْ

غير  أنّي  لستُ أهوَى غيرها 
  مُولعًا لو  أنصفتني  أقدمت ْ

فوق صدري من حنانٍ  ممطرٍ
مرقدٌ  لو  بادلتني  أُسْعدت ْ

كيف تنسى  من هوتْهُ  عاشقًا
سوف تجني ما رمتني إن وعت 

كم عهودٍ   أنكرتْها  فجأةً 
لم تصنها  غادرتني  ودّعت ْ

يا غرامًا  لست أنسى  مُهجةً
ليتها ما  واعدتني  وارتأت ْ

كم حروفٍ  أرسلتْها  قُبلةً 
كم شرابٍ أسكرتني واختفت

في شعورٍ  أجهضتْهُ  كان بي 
كان غدرًا عاهدتني ما وفت ْ

في صدودٍ  من جفاءٍ عاصفٍ 
في تجنّ ٍ حاصرتْني  عارضت 

واصطبارٍ   قابلتْهُ  جفوةً 
في سلاحٍ  قاتلتني  حاربت 

 من هواها كم جراحٍ  لم تزل 
نابضاتٍ حطّمتني  ما رعت ْ

بحرُ الرّمل المحذوف
متعدد الرّوي

*** *** *** *** *** *** ***
أنينُ أُمومة

يا دهرُ قل لي أينَ هم أشبالي
أين الذي هَدهدتُهُ وهِلالي

وحملتُهُ وهنًا على وهنٍ وفي
دقّاتِ قلبي ركنهُ المتعالي 

ربّيتُهُ من بعدِ حملٍ مضْنكٍ
لَبَنًا لكم أسقيتُهُ بدلالي

كم من ليالٍ من سهادٍ لم أنم 
أُمًّا يبيعُ فلن  يرى  أمثالي

غَذّيتُهُ من نبعِ شرياني دمًا 
عجبًا لهُ كم يبتغي لزوالي ! 

كانت يدايَ لجسمهِ أُرجوحةً
وعلى شفاهي بسمةُ الآمالِ 

مَلِكًا لقلبي .كان فيهِ بأمرهِ
والنّهدُ مرتعُ قَصرهِ المُتعالي 

قُبلُ الشّفاهِ طبعتُها بجبينهِ
بأمومتي كانت جميعُ خِصالي

تجري الدّموعُ لدمعهِ حينَ البُكا
فإذا اشتكى وهِنت لهُ أحوالي

ضحكاتُهُ  حركاتُهُ  أنفاسُهُ
أبني عليها منتهى آمالي 

لا ما شككْتُ بأنّني موهومةٌ
خابتْ ظنوني مِثلها  آمالي 

صُدِمَت صروحُ أمومتي وكيانُها
قلبي ودرُّ الصّدرِ  يرثي حالي

منْ بعدِ  مولدهِ إلى ريعانهِ
كالوالداتِ ضممْتُهُ  بظلالي

فإذا صبا بشبابهِ سار الخُطى
يسعى عقوقَ الجاهلِ المتعالي 

يكفي الذي جرحَ الفؤادَ عقوقُهُ
ولهجرهِ  هاقد حملتُ رحالي 

دمعُ الأسى في وحدتي بتململٍ
يا خالقًا للكونِ أنتَ  منالي

يامالكًا هذا الوجود و لم تزلْ
هذا دعائي يا ملاذ  رحالي 

أشكو وليدًا كم قست أخلاقُهُ
نسيَ المهادَ كما السّهادَ ليالي

وأُمومةً قُصِمَت عُرى أوصالِها
في جُرحِها عانت منَ الإهمالِ

ما بعد موتي في الحياةِ حسابُهُ
طعمُ العقوقِ  بشربةِ  الإذلالِ 

يفنى الشّبابُ وعُمرُهُ في رحلةٍ 
أيّامُهُ في عهدةِ  التّرحالِ

مولايَ قد سامحتهُ فاشهد لهُ
عندي الأُمومَةَ مضربُ  الأمثال ِ

بحرُ الكامل

*** *** *** *** *** *** ***

إجمعْ متاعَك

قدرُ الزّمانِ على النّفوسِ لواقعٌ
ذُلُّ العزيزِ بموردٍ  يكوي الجوى 

عجبًا أيا دهرًا لكم  عاديتَنا
ظُلمًا ورمْيًا جاهرًا صوتًا دَوى 

جِلدُ الأفاعيَ  زُخْرفٌ ألوانُها 
قد أبهرت عينَ الغبيّ لها هوى 

عقلُ اللبيبِ بجانبٍ عن زهوِهَا
ولربّهِ  في ركنِهِ  ولهُ انزَوَى 

من غيرهِ نرجو  نجاةً  للمُنى
من غيرهِ  ربٌّ قديرٌ فاسْتوى

أيّامُنا العمرانُ  عنها  مُدبرٌ 
وسنحتَسي كأسَ المنونِ وما حوى

إجمع  متاعكَ  يالبيبُ  ولمّهُ
من طيّباتٍ فليكنْ  بالمُحتوى 

هذي الحياةُ تهيّأتْ في صحوةٍ 
من صرخةٍ بعد المماتِ وقد طُوى

ذاكَ  الجمالُ على التّرابِ مُمدّدًا 
بكتابهِ مولايَ  فالطف ما حوى

فاصفح إلهي في اعترافي توبةٌ
أنا مُذنبٌ في جُرمهِ وبهِ اكتوى 

بجلالِ وجهكَ خَالقي لا تُخزني
وارحم عُبيدًا يَستقي ماءَ الرّوى 

هذي الأكفُّ لكم بغت في جُرمها 
 رفعت إليكَ تضرّعت خجلَ النّوى 

نحوَ السّماءِ  ترادفًا  بندامةٍ
في مكّةَ  الزّلفى غدت أو في طُوى 

أو طيبةَ الأطهارِ في مُزنِ الهُدى 
  أو مقدسٍ في قدسِهِ أو نينوى 

أو حيث ما صارت بهِ  أقدارُها 
ربّي فلا تردد  قُليبًا  قد نوى

بحرُ الكامل 

*** *** *** *** *** *** ***

ليلُ شعب

أيا ليلُ شعبٍ فهيّا انجلِ 
بسودِ الليالي فلن نبتلي 

فشعبٌ أبيٌّ أصيلُ الخُطى
فلابدّ  للجورِ أن يصطلي

ولابدَّ  للبعثِ من بعدهِ
ولابدّ  للظّلْمِ منْ  مُثْكلِ

نَشِيدُ البطولاتِ في أرضهِ
فويلٌ  وويلٌ هوى الدُّجّلِ

فكلُّ اخْتناقٍ  لأنْفاسهِ
جنودُ اللواءِ وفي الجحْفلِ

وقلبُ الشّهيدِ  بهُ  أمّةٌ 
فلن يهزموا أمّةَ الأمْثُلِ !

بكاءُ  الرّضيعِ  بهِ صرخةٌ 
تُفيقُ الضّميرَ  فلا ينسلي 

وإن لاحَ سيفٌ منَ المُعتدي 
ستأتي الحياةُ منَ المقْتلِ

فهل يعلمُ الظّالمُ المفتري
بأنّ الحياةَ لفي محملي 

وفي وسطِ قبري لهُ حفرةٌ 
سيصلى جحيمًا ولا يعتلي

وماءٌ حميمٌ  سَمُومٌ  دمي 
وغسْلينُ زادُ السّبيلِ يلي

وكُلُّ النّفوسِ الّتي أُزْهقتْ 
 جنودُ الهياكلِ في المحفلِ

سيبلى البغاةُ وأشْياعُهمْ 
وتعلو حقوقٌ على الحيّلِ

 وهمّت وحُوشٌ على غفلةٍ 
بغولِ البراري ردى المنْزلِ 

فليست بجهلٍ ستعلو الأممْ 
فبعضُ  العقائدِ  كالسّلْسلِ

عزيزٌ كريمٌ  شهيدُ  الوطنْ 
إذا داهمَ  الموتُ من جُهّلِ

تلقّى المماتَ بكأسِ العدا 
تلقّي العروسِ إلى الخلخلِ 

بجهلِ الجهولِ مضتْ أزْمنهْ
ورينُ  القلوبِ فلن  ينْجلي

لأجلِ السّلامِ  نُحيّ  المُقلْ
ونهدي ورودًا مع  المشْتلِ 

بحر المتقارب المحذوف

*** *** *** *** *** *** ***

مسرى البراق

  عتّقتُ عِشقًا للهوى يُستودعُ 
 فالشّوقُ مرهونٌ كشمسٍ تلسعُ 

كشفُ الخفايا من ولاءٍ  عِشقهُ
فرضٌ  جليٌّ  واجبٌ  لا يُرفعُ 

تشتاقهُ  روحُ الفؤادِ  بلوعةٍ
شأنٌ لهُ  هديٌ  بهِ  لا يُنزعُ 

ذاكَ الولاءُ بعرقهِ مجرى دمي 
نجوى الرّسولِ بروضهِ كم أطمعُ 

سبحانَ من أسرى بهِ من بيتهِ
تُطوى لهُ سبعٌ  شدادٌ تَخشعُ 

قوسانِ قابًا قد دنا من مثلهِ !
يجثو ويدعو واحدًا لا يُرجُعُ 

وحيٌ فلا عن رأيِهِ في نطقهِ 
يا رحمةً  للعالمين  ستنفعُ 

طوعًا لأمرٍ واضحٍ  ومُنزّلٍ
ولربّهِ  قلبٌ لهُ كم  يصدعُ 

حاشا فما زاغت عيُونٌ للنّبيْ 
في عالمٍ من يرتقيهِ  يُشفّعُ 

جبريلُ حادٍ  للبراقِ وقد سرت
 وبأحمد الخلقِ الذي لا  يُمنعُ

سُبحانَ من في عبدهِ أسرارُهُ
عبدًا بربّ ِ الكونِ ليلًا  يُجمعُ 

يخطو صُبابًا  هيبةً من ربّهِ 
في وجههِ يعلو حياءٌ يَخضعُ 

من خالقٍ كم يَرتجي أملًا لهُ
أطيافُهُ  برسالةٍ  تُستودعُ

يا هاديًا مستبشرًا  وموحّدًا.
ربُّ  العبادِ  عطاؤهُ  لا يَمنعُ 

نشكو إليهِ ضياعَ حالٍ ارتضت
عِظمَ الذّنوبِ وأمرها مُتضَعضعُ 

*** *** *** *** *** *** ***

خوفٌ ورجاء

ياغافرًا عفوُهُ منْ باذخِ الكرمِ
رُحماكَ ربّي عُبيدًا تائب الجُرمِ 

يامن إليهِ هوت روحُ الخلودِ ولمْ
تَعبدْ سوَاهُ ولمْ تسْجدْ إلى صنمِ 

لن ينثني مُخْلصٌ يغدو بهِ  أملٌ
أقْررتُ بي توبةً أرجو بها سَلَمِي 

هذا خشوعي على بابٍ لهُ شرفٌ 
أطوي ليالٍ وفي طيّاتها هِممي

ياخجْلتاهُ غدًا منْ وقْفةٍ عَتبت ْ
عُذرًا إلهي لِما زلّتْ بهِ قدمي 

عيشٌ فكم خانني تقسو مرارتُهُ 
عمرٌ فلا غادرتْ  أيّامُهُ  ألمي 

هذا ذُهولي لقد أعيت بهِ حيلٌ
إنْ صابني بعضهُ أو صابهُ ضَرَمي 

والنّفسُ قد صُدّعت والجسمُ ممتحنٌ
والصّبرُ منّي جريحٌ  نزْفهُ بدمي 

في أضْلعي زفْرةٌ كمْ أحرقتْ شفتي 
منْ نوبةٍ لم تدعْ رأسي ولا قدمي 

يرمي قضاءٌ وجُودي همّهُ ألمي
منْ هَولهِ أنجمي رُدّت إلى العدمِ

يالائمي لا تَلُم قلبًا إذا صَدَعَت 
في جوفهِ حسْرةٌ تشكو من النّدمِ 

منْ يُنْجني غيْرهُ ربًّا  ومُعتمدًا 
يومَ الصّراطِ الّذي منْ نورِهِ حَكَمِي 

أطفو غريقًا وقلبي كُلّهُ أملٌ 
فالصّفحُ عنْ مُذنبٍ ترنيمةٌ بفمي 

ياليتني لمْ أُصبْ ذنبًا ولا لممًا 
سُبحانهُ غافرٌ في حلمهِ عَشَمِي 

كم نائمٍ قد صحا من موتهِ فَزِعًا  
مَخطوفةٌ رُوحهُ في برزخِ الأُمَمِ 

ياراحماً مدمعًا  في سهْدهِ نصبٌ 
منْ فزْعةٍ مارعتْ همّي ولا سقمي 

ياحافرًا حُفْرةً أمري بها وجلٌ  
تُدوي بها نفْخةٌ يصحو بها عدمي

ربٌّ عظيم العُلا  يأوي لهُ قدري 
في مُلكهِ رحمةٌ يرجو لها رمَمِي

هيهاتَ عن جُودهِ أغدوهُ مُنصرفًا 
منْ سُنْدسٍ أرتجي لِبْسًا بهِ عِصَمِي 

يا نادمًا قمْ وقفْ في أرضهِ خَضِعًا 
منْ فضْلهِ تحتمي منْ جمْرةِ الحُطمِ

وامْدد لهُ أيْدِيًا  ظنًّا بهِ حَسَنًا 
أنعمْ بهِ مُكْرمًا منْ أعْظمِ النّعمِ

قد أخْطأتْ أنْفسٌ ظنّتْ بخالقها 
عَدلًا ولم تنتظر عفوًا منَ الكَرَمِ 

في عدلهِ لا تقلْ حيفًا بهِ صَرَمٌ
في عفْوهِ فُسْحةٌ تُنْجي منَ الصّرمِ 

عُذري لهُ نادمٌ يرجوهُ مُنتحبًا 
في دمْعةٍ أسْرعتْ كَفّارةُ الحِمَمِ 

حسبي بهِ حُلْمُهُ عنْ مُذنبٍ جسدًا
فالرّوحُ تهفو لهُ والفِكْرُ  بالقِيَمِ

بحرُ البسيط

*** *** *** *** *** *** ***

كراريسُ أوزاري

لئن ذاقت جفوني من مراري 
فمِنكَ سرابُ أوهامِ الغبارِ

فكيف هواكَ لم يذكر عهودًا
وهل كان الودادُ كذا يُماري !

حملتُ حنينَ شوقي في ضلوعي 
وأوزارًا  كراريسُ  الدّمارِ

وحُلمًا في مناماتِ الليالي 
يُناديني فأنشدُهُ  قراري

رسمتُ هواك رسمًا في خيالي
سراجَ هدىً  يعانقهُ  خماري

ويُوسفُ كُنتَ عشقًا في صباحي
على قلبي أميرًا  في دياري

نثرتُ زُهورَ وصلي فوقَ كفّي 
وقُلتُ فداكَ عيني لو تُداري

أَصبتَ فؤادَ جوفي من جراحٍ
أَتحسبهُ  بلا روحٍ   تُداري

رشفتُ هواكَ  في كأسي نبيذًا 
ولم أعرف لأينَ هو انحداري

دُخانُ الغدرِ يغشاني طويلًا 
فأيقظني بدمعاتِ انتظاري

جَنَت نفسي ذنوبَ هواكَ سُمًّا 
وزيفُ الحُبّ أحرقهُ  بناري

صحيحُ الحُبّ غدرًا لا يُباغي 
فدع عنك الغرامَ ودع دماري

فقد بانت  أعاصيرُ  الخفايا 
زهورُ الدّربِ تُعرفُ بالمسارِ

فصفحًا يا فؤادي عن ذنوبٍ
وعن جهلي وعن روحِ القرارِ

بحرُ الوافر 

*** *** *** *** *** *** ***

هيهاتَ وربّي

ليتهُ يكفي رجائي واعتذاري
عن ذنوبٍ خانني فيها حيائي

باتَ فيها جهلُ قولي وفعالي 
ناسيًا عمرًا أتى رهن الفناءِ

تُكتبُ الآجالُ ليست في هوانا 
ليس يُجدي غير فعلٍ في وفائي

في غُروري ثملٌ مثلُ السُّكارى 
حينَ جاءت سكرتي قُلتُ دُعائي

ألفُ هيهاتٍ فلا فيهِ رجوعٌ
بعد أن ودّعتُ روحي وعنائي

عاريًا في شقّ قبرٍ  دفنوني 
عافني ثوبُ المنايا والرّداءِ 

حيثُ أكفاني تعرّت خاصمتني ! 
إسمُكَ السّتّارُ ربّي كن رجائي

كُفّ عنّي جمرَ نارٍ وعذابٍ 
أعطني نورًا فأنجو من بلائي 

أرتجيكَ اليومَ مولايَ وربّي 
لا تدع أمري  لذنبي وغبائي 

جاءني الحقُّ سراعًا لم يمازح 
كيف أخفي اليومَ عن ربّي شقائي !  

في ضياعٍ  مُؤلمٍ كانت حياتي 
نادمُ  العمرِ  ويبكيني  ندائي

شبحًا قد جئتُ في عظمٍ رميمٍ 
باليٌ جسمي جليسُ  الجُهلاءِ

وجهيَ المُغرقُ دمعًا قد تهاوى 
مطلبي العفوَ ومن جودِ العطاءِ 

لا يَرِدُّ  العبدَ معبودُ  البرايا 
ليسَ من جودكَ ياربَّ السّماءِ 

بحرُ الرّمل

*** *** *** *** *** *** ***

تساوت

نبيلُ الخصالِ إذا ما ابتُلي 
بعزمٍ يجودُ ودون الكسلْ

فصبرًا فؤادي على محنةٍ 
إذا ما الصّديقُ بيومٍ خذلْ

فلا خيرَ فيمن أطاعَ وشاةً 
أعيبٌ بهم أم بهِ قد نزلْ !!

تطالُ الثّمارَ أيادي الرّزايا 
بأحجارِ غيّ ٍ عليها هطلْ

ويحكي حقودٌ أكاذيبَ قولٍ 
لصدرٍ رحوبٍ لهُ ما عَقَلْ !!

 يبيعُ  الوفاءَ رخيصًا لهُ 
وخسرانُ ودّ ٍ فبئس العملْ 

تروحُ الحياةُ وتغدو سرابًا 
ويبقى الودادُ كليلٍ سدلْ 

وذكرى الجفاءِ لكم جرّحتْ
شعورًا وقلبًا وجيعَ الكللْ

فجُرحي غزيرٌ وكُلّي عللْ
وخلٌّ جفانا وهجرٌ وصلْ

ونمشي سُكارى وما من سكر 
تمرّ الليالي ودمعي جللْ 

فيا ليت إنّي كرهتُ استمالًا
َ كرهتُ الوصالَ وتلك المقلْ 

أطوفُ الخيالَ بروحٍ مضت 
بذاكَ الفؤاد وذاك الوجلْ

فيا حسرةً في ضلوعي عتت
بنارٍ تجلّت فلا تُحتمل 

وكُلّي عتابٌ وما من صدى
خليلي فدارِ  ويكفي زلل 

سقاني الزّمانُ كؤوسَ المنايا 
فزدني خليلي مثيلًا جلل !

تساوت حياتي بموتٍ فلا 
 لعُمري وجودٌ بهِ أو رحلْ 

بحرُ المتقارب المحذوف

*** *** *** *** *** *** ***

عُهدةُ أحمد " ص " 

قصيدةٌ بمناسبة مولد المصطفى المحمود خاتم الأنبياء عليه وعليهم صلوات اللّه وسلامه ..

ذي طيبة الرّوحِ قد جئنا لواديها
نهدي القوافي ومن حَبّ ٍ معانيها

شمسُ الهدى أشرقت في وصفهِ حِللًا
في خَلقهِ عُهدةٌ سبحانَ باريها

كيف المديحُ وهل يوفي مناهلَهُ
قد عاد شِعري على شوقٍ يُراعيها

ياليت لي رجعةً دومًا ألوذُ بها
نحو العلا تائبًا أبغي تعاليها

أنت الوليدُ الذي تمّت رسالتُهُ
حتى سمتْ من خليلِ الرّبّ مُبديها

في يوم مولدهِ كم أينعت سُبلٌ
قد أغدقت مكّةَ الأنوارُ خافيها

يا ساعةً أزهرت في مولدٍ قمرًا
أنوارهُ شعشعت داجي لياليها

ما أعظم الخَلقِ أوصافًا لهُ كملت
ساقي البرايا وقبل البعثَ يرويها

في روضةِ المصطفى هديًا يطيب لنا
عن أنفسٍ توبةً ترجو لما فيها

من زارَ روضتَهُ الباري يَكلّمهُ
يرجو بها توبةً من بعد ماضيها

عهدٌ منَ الواحدِ المعبودِ أبرمهُ
من نفسهِ منحةً حتمًا مُوَفّيها

لا تنصرف غفلةً عن عفوهِ أبدًا
من دعوةٍ عندهُ للعفو تُدليها

هذا الحبيبُ الذي فرضٌ مودّتهُ
كم سجدةٍ في ظلام الليل باكيها

منهُ الكمالُ وهل في مِثلهِ بشرٌ
معراجُهُ آيةٌ للخَلقِ مُجليها

من سدرةِ المنتهى ربّْ يُكلّمهُ
هل مِثلهِ أحدٌ يسري لياليها

من ريعهِ أزهرت تلك البتولُ ولم
يبخل بها كوثرًا ربٌّ يُزكّيها

ياربوةِ المصطفى المحمود مَوعدهُ
طابت بهِ مِدحةٌ تدنو لباريها

من حوضِهِ أرتجي ريًّا بلا ظمأٍ
من كفّهِ شُربةً أرجو لتاليها

يا ساكنًا طيبةَ الأنصارِ زاهيةً
تلكَ المواقفُ في أبهى معانيها

هذي ذنوبي وكُلّي نادمٌ خجِلٌ
مستغفرًا أي نعم تبكي بواكيها

ربّي ومولايَ من لي غيرهُ سندٌ
في حِلمِهِ غايتي فاصفح لما فيها

وارحم عُبيدًا فلا تَفضح مواقفَهُ
يوم الورودِ الذي يُبدي بواقيها

في ساعةِ الصّفرِ ربّي من ألوذُ بهِ
من نزعةٍ تبتغي روحًا لباريها

يا مُرشدًا حينما تاهت بصائرُها
في رجعةِ المُنتهى فارحم تراقيها

هذي عيوبي أيا مولايَ أندبُها
تشتاقُ عفوَ الكريمِ اليوم يُمحيها

كم هفوةٍ سَجّلتْ رقمًا صحائفُها
حمّلتُ نفسي ذنوبًا من مخازيها

ياويلتاهُ غدًا من وقفةٍ عتبتْ
سينًا وجيمًا ولا أعذارَ أُبديها

قد جئتُ بابًا إلى عفوٍ بهِ طلبي
فارحم عيونًا بكت وارحم تدانيها

عند النّبي الذي في روضِهِ كرمٌ    "ص"
وجّهتُ عيني إلى ربٍّ يُباريها

يامن بعدلٍ لهُ حُلمًا يفيضُ بهِ
عن مُذنبٍ أحمقٍ فاصفح تواليها

فوق الصّراطِ الذي تخشاهُ أعيُننا
عن نارهِ ترتجي نورًا يواريها

تهوي الجبالُ التي من قدرةٍ نُسفت
كيف الذي عَظمُهُ بالٍ يُدانيها !

ربّي أيا من لهُ في أمرهِ رشدٌ
في عهدهِ رحمةٌ بالعفوِ جاريها

في غايتي المصطفى دومًا أقدّمُهُ
أنت الذي مِنحةً أخصصتَهُ فيها

من زُخرفٍ أعطني بيتًا ألوذُ بهِ
يأوي لهُ مرقدي في يوم هاديها

والقلبُ في لهفةٍ ليست تُصبّرهُ
في صمتهِ دمعةٌ ماعاد يُخفيها

نشكو الذي قد جرت فينا نوائبُهُ
من طعنةٍ لم تزل تُدمي ضواحيها

أطفالُها شُرّدوا أوطانُها هَرُمَت
في أُمّةٍ صُدّعت ربّي فداويها

لملم جراحًا لها باتت على كمدٍ
أنت القديرُ الذي في الحينِ تُشفيها

أحقادُها مزّقت أوصالَ ضيعتهم
لا سامحَ اللّهُ من أجرى بلاويها

بحرُ البسيط

*** *** *** *** *** *** ***

حادي الهوى

يا حاديًا للهوى أوعدتَ تطبيبهْ
قل لي لما كان يحلو منكَ تصويبَه

في مهجتي أسرعت سهمُ الهوى وجعًا
لا تعتذر بعد أن أدمَنتَ تعذيبَه

لا لن ترى من ودادي ما رجوتَ لهُ
غير الذي قد هويتَ اليومَ تنحيبَه

يهتزُّ منّي شعورٌ  كيف تجرحهُ !
أم كيفَ ترجو فؤادًا تمّ ترعيبَه

أُمسي على مدمعٍ في وجدهِ  ألمٌ
إن شئتَ عانقتهُ أو شئتَ تسريبَه

لا نبتغي رجعةً من غادرٍ  لَعِبٍ
كُلّ الهوى خِدعةٌ فلترمِ تنصيبَه

هذا الودادُ الذي تُدمي مدامعهُ
من سكرةٍ أُدمنتْ لم ترعَ تحبيبَه

هيهاتَ من مهجةٍ صوّبتَها وجعًا
فالطّعنُ في جوفها أضْمرتٓ تخصيبَه

لا تكتبِ الحُبَّ في أوراقِهِ كَذِبًا
إن عِشتَ في عارهِ أثمرتَ تخريبَه

إنّ الذّكاءَ الذي تُبدي محاسنَهُ
عينُ الغباءِ الذي أخطأتَ تصويبَه

لو كان رهنًا على الأوراقِ مَسقطُهُ
لكن فما عُذرهُ والقصدُ تجريبَه

بحرُ البسيط

*** *** *** *** *** *** ***

أجيبيني

أيا حُبًّا  بأوداجي
جرحتِ القلبَ داويني

وكُفّي ذاكَ مُلهمتي
فهذا الشّوقُ يُضنيني

فأنياطي  لعبتِ بها
ولم تبقي لتشفيني

فهل هذا  جزاءٌ لي !
على حُبّي  فتؤذيني

ألا  تكفي مراراتي
فكم أدمت دوَاويني

فأينَ  الحُبَّ مُلهمتي !
فكم  وصلٍ  تُمنّيني

فقولي لي ولا تُخفي
فأيّامي  تُعاديني

رسمتِ الحُبَّ أقداحًا
تهاجمُ لي  دكاكيني

فكم سُكرًا سقيتِ لهُ !
ومن سحرٍتجافيني !

فذا  قلبي  يؤرّقُني
وذا شوقي يُباغيني

فعن  قصدٍ  هداياهُ
لقد هامت شراييني

فجودي الوصلَ قاتلتي
وهاتي الحُبّ يطويني

وضُمّي كُلّ  أنفاسي
وقومي لي وواسيني

ولُمّي كلّ أجنحتي
فما عادت  لتأويني

فكم كسرٍ يُداهمني
وكم وجعٍ سيشكيني

ذبحتِ القلبَ لم ترعي
ومن حُبّ السّكاكينِ

هلُمّي لي  أيا ذاتي
إلى حُضنٍ  فردّيني

وداوي جرحَ  آهاتي
ومن شوقٍ فحاكيني

فكم موجٍ يُداهمُني
وشُطآنٍ   تُناديني

هواكِ اليومَ يبلعُني
كبطنِ الحوتِ يحويني

أيونسُ كُنتُ لا أدري
فدُوري بي  وبالهونِ

ومّدّي الحبلَ مُنقذتي
أجيبيني  أتهوَيني ؟

مجزوءُ بحر الوافر

*** *** *** *** *** *** ***

هي الكوثر

يا شانئًا صُلبَ البشيرِ المُنْذرِ
هو رحمةٌ قدمتْ لنا بالأزْهُرِ

خيرُ البريّةِ أُوردوا من صُلبهِ
قفْ واذّكر  لا ترمهِ بالأبترِ

رُطبُ الجنانِ كرامةً بطعامهِ
وتفاحةً كالمسكِ أُكْلُ الأسْحرِ

ولأجلِ سيّدةِ الجنانَ الفاطميْ
نسلٌ جليلُ القدرِ ريحُ العنبرِ

تُحفٌ منَ الباري نجومًا أنزلت
أَلقوا السّلامَ  مُباركًا بالكوثرِ

صِدّيقةٌ  بعفافِ  طُهرِ  مُحمّدٍ
ذاتُ الجمالِ الفاطميُّ الأزهرِ

صُحفٌ طُوَت نُشرتْ هناكَ صِحافُها
كم تشتكي ظُلمًا لها في المحشرِ

تبًّا لمن آذى النّبيّ مَحمّدٍ
سقرٌ لهُ يصلى جحيمَ الأسعرِ

من نسلهِ خيرُ الخلائق أُنجبت
بنتٌ بعطفِ الأُمّ ِ ملْءُ  الأبهُرِ

قمرٌ إذا قامت أضاءت بالدّجى
هي محورٌ للحقِّ أمُّ  الأقمُرِ

فاقَ الكواكبَ حُسنُها وتلالأت
نورًا تناثرَ كالسّنا في الجوهرِ

وزمرّدٌ خَضِرٌ بها من مُهجةٍ
وبعقدِها الماسيُّ نبْعُ الأحمرِ

فرضُ الودادِ لهم علينا واجبٌ
ولجاحدٍ حقًّا لهم في السُّعّرِ

كيف النّجاة  لهُ  لنيلِ شفاعةٍ
خصمٌ لهُ المحمودُ يومَ المحشرِ

بحر الكامل

*** *** *** *** *** *** ***

ثغرةُ حُب

صبرًا ولن أرتجي من قاطعٍ صلةً
في عشقهِ ثغرةٌ سرعان ما غطسا

لا تُطعمِ الذّئبَ من لحمٍ ولا سمكٍ
إن لم يجد صرتَ في أنيابهِ أنسا

حُبٌّ بهِ أملي ذخرٌ بهِ رشَدِي
هل بعتَهُ مُرغمًا أم في الهوى انتكسا

ياقلبُ لا تلتمس من حبّهِ مددًا
في صمتهِ فِكرةٌ في ودّهِ انتحسا

لا تعطهِ قُبلةً شوقًا ولا وجعًا
إيّاكَ من قُربهِ ..في هجرهِ طمسا

إجعل رباطًا لهُ في قيدهِ حكَمٌ
في بُعدهِ مغنمٌ والقلبُ قد يئسا

إن خانني قلبُهُ فالعقلُ يُدركني
أو لامني عُذرهُ فالقلبُ قد وجسا

ياشاريًا  ودّهُ كيف النّجاة إذا
مات الشّعورُ الذي في قلبهِ حُبسا

أنعي الغرامَ الذي في صبرهِ شجنٌ
حزنًا فمن وجدِهِ يبكي وإن خَرَسَا

حلّت بهِ  لوعةٌ تؤدي بساكنهِ
يادمعةً أبرمت شعرًا وما قبسا

تلك النّدامةُ في أضلاعِهِ نبتت
ترمي لهُ لهبًا والرّيقُ قد يبسا

لو أنّهُ مُخلصٌ بانت مودّتُهُ
ما باعَ في غدرهِ حُبًّا ولا نفسا

كم قال ألهمتِني كم قال أعشقُها
كم قال منكِ الهوى إن شئتهُ قبسا

تأبى الجراحُ التي لم تندمل وجعًا
إن تلتئمْ تصطفي تحنو لهَ أَنَسا

بحرُ البسيط

*** *** *** *** *** *** ***

ترتيلةُ الرّوح

عتّقتُ عِشقًا للهوى يُستودعُ
فالشّوقُ مرهونٌ كشمسٍ تلسعُ

كشفُ الخفايا من ولاءٍ  عِشقهُ
فرضٌ علينا واجبٌ  لا يُرفعُ

تشتاقهُ  أرواحنا في لوعةٍ
هديٌ بهِ  شأنُ الخلائق  يُودَعُ

ذاكَ الولاءُ لقد جرى مجرى دمي
نجوى الرّسولِ بِبَغيَتي وسأطمعُ

سبحانَ من أسرى بهِ من  بيتهِ
تُطوى لهُ سبعٌ  شدادٌ  تخشعُ

منْ مثلهِ قوسينِ قابًا  قد علا
يجثو ويدعو واحدًا لا يُرجُعُ

وحيٌ فلا نطقَ الهوى في رأيِهِ
يدعو لنا ودعاؤهُ  لا يَهجعُ

لا لن نُداري أمرَ ربّ ٍ  مُنزِلٍ
منْ وجدهِ  قلبٌ لهُ كم يصدعُ

حاشا فما زاغت عيُونٌ  للنّبيْ     "ص"
في عالمِ الملكوتِ سوف يُشفّعُ

جبريلُ حادٍ  للبراقِ وقد سرى
يدنو  ودادًا طائعًا لا  يَمنعُ

سُبحانَ من في عبدهِ أسرارُهُ
عبدًا بربِّ الكونِ ليلًا يُجمعُ

يخطو صُبابًا  هيبةً من ربّهِ
في وجههِ يعلو حياءٌ يخضعُ

لا ثالثًا غير الأماني يَرتجى
يحنو بهِ  ربٌّ لهُ  لا يُفزعُ

يا هاديًا أدعو لنا حُسنَ الدّعا
مولايَ ربّي قادرٌ  لا يَمنعُ

نشكو إليهِ ومن نفوسٍ كم لهت
كُثرُ الذّنوبِ لعزمنا ستُضيّعُ

بحرُ الكامل

*** *** *** *** *** *** ***

الرّبيع

ياربيعًا ما عادَ يأتي ربيعُ
بعد أن صارَ الغدرُ فينا يبِيعُ

لودادٍ  أحوالهُ  كم تدانت
من بقايا أوطانِ شعبٍ يضيعُ

في زمانٍ أوجاعهُ كم سقانا
من ضميرٍ في كُلّ شرّ ٍ ضليعُ

من هدايا ذئبٍ دمًا أغرقونا
رهنُ ريحٍ ذاكَ الأمانُ الوديعُ

عانقتهُ الأيّامُ  ظُلمًا حَوَتهُ
في تجنّ ٍ ذعرًا حقيرًا تُشيعُ

ألفُ آهٍ أدمت جفونًا تسامت
بالضّحايا يبقى الرّهانُ وجيعُ

من رمالٍ كانت قصورُ الأماني !
قد تساوت فالكلُّ فيها ضجيعُ

في وجودٍ  أمجادهُ  في هوانٍ
إذا غابَ الرّشْدُ اللبيبُ فظيعُ

من غثاءِ السّيلِ الذي دونَ خيرٍ
عذبُ قولٍ والسّمُّ  فيهِ نَقيعُ

لا تلُمني أن لم أجد قوتَ يومي
لا تلُمني لو قُلتُ ماتَ الجميعُ

من ضياعٍ  أوزارُهُ  في تمادٍ
قد تداعت أيدٍ وقال الشّفيعُ

في كَمِينٍ  أحجارهُ  دمّرتنا
في اختلافٍ شبرًا فشبرًا نُضيعُ

من شظايا أدوارُها في اختيالٍ
كم تدلّت والكلُّ فيها  نزيعُ

خلفَ أوهامٍ  أسرعوا ما تأنّوا
قد أضاعوا رُشدًا إذا لم يُطيعوا

نحنُ من ذاقَ المُرَّ فيهِ  مِرارًا
من جهولٍ أو مُغرضٍ كم يُشيعُ

حاقدٌ في أفعالهِ كم  يُماري
من مِراءٍ والفكرُ فينا المُطيعُ !

دونَ رأيٍ ننساقُ دونَ اعتراضٍ
خلفَ عشبٍ سار الهوى والقطيعُ

من مراسيمِ الموتِ شمعًا صنعنا
فاحترقنا والكُلُّ فينا وجيعُ

كم نظرنا للكونِ  ما من زهورٍ
هل سنجني وردًا ويأتي الرّبيعُ !

بحرُ الخفيف

*** *** *** *** *** *** ***
صكُّ التّوبة

سُبحانَ من نادى إلى أسبابهِ
قفْ تائبًا لا تنْصرفْ عن بابهِ

يُوحِي إلينا توبةً لا يخذلُ
سُبحانَ من عن عبدهِ لا يبخلُ

قد أثقلت أوزارُنا  أعمارَنا
تلكَ الرّزايا أحرقت أقدارَنا

لن يبلغَ العلياءَ من يستهترُ
غير الّذي يرجو ولا يستكبرُ

هيّا بنا يا صاحبي نستغفرُ
ندعو مُقيلًا راحمًا لا يَزجُرُ

من ضيّعَ الأخلاقَ حتمًا يندمُ
في وجههِ سود اللظى يستضرمُ

ذنبٌ أبى أنْ يهجرَ القلبَ الذي
تجتاحُهُ  أوهامُهُ من ذي وذي

في حيرةٍ بينَ الهُدى والغفلةِ
وقتٌ أتى فلترحلي يا غفلتي

مدّت لنا دنيا الفناءِ الأذرعَ
صوتُ الضّميرِ الحيّ كم قد أفزعَ

قلبي وكُلّي خُفتُ من بعضي وما
عندي سوى غير الّذي قد  ألهمَ

في رحلةٍ خلفَ العذابِ العاثرِ
ماضٍ مضى مُرُّ الخُطى للحاضرِ

لا خير في من لم يتب عن شرّهِ
مُستهترًا  فيما جرى من ضرّهِ

شيّعتُ  ذنبًا حينما ودّعتهُ
أطوي شقائي ليتني عاندتُهُ

لا يَعتلي من كان ريبًا أمرُهُ
في منتهى الخُسْرانِ عيبٌ عُذرُهُ

سُبحانَ من عن جودهِ لا يَمنعُ
من فضلهِ كلَّ العبادِ استنْفعوا

ذرني لمن من لم يزل لي يرحمُ
من لي سواهُ الرّبُّ من يُسترحمُ

ياليتني ألفًا وألفًا أَغْزلُ
أُرجوزةً في توبةٍ لا تُثكَلُ

بحرُ الرجز

*** *** *** *** *** *** *** 

معأناة 

خليلٌ بليلٍ صداهُ  دهاني
وما من خليلٍ كفاهُ الصّدى

وأبقى كأنّي غريق المنايا
ودونَ السّفينِ أتيهُ الهدى

بعمرٍ ضئيلٍ فلا أجتني
زهورَ الرّبيعِ وقطرَ النّدى

فقل ما تشاءُ فؤادي ضعيفٌ
تهاوت قواهُ بذاكَ  الرّدى

دفينًا تراهُج حياةً وموتًا 
ويبقى صريعًا لحُلمٍ سُدى

خيالًا وخيمًا على جانبيهِ
ويمضي سريعًا بطولِ المدى

فَفُكَّ القيودَ التي في النّوايا
فهذا  الفؤادُ الجريحُ اكتوى

وداوي بجوفٍ شروخَ زمانٍ
ويكفي دموعًا كجمر الجوى

فلا تُسقهِ من كؤوسِ المنايا
فيهوي صريعًا مُهدّ القُوى

ولا ترمهِ من صنوفِ الرّزايا
وجيعًا بنوحٍ وصوتٍ دوى

يُداري شجونًا ويُخفي أنينًا
كأنّ المماتَ لهُ قد نوى

يراهُ الجميعُ بحُسْنٍ يُضاهي
نجومَ الليالي بوادي طُوى

عزاءٌ لهُ في صلاةٍ تعالت
ستسعى صعودًا لربّ ٍطَوى

سماءً سماءً لهُ في  يمينٍ
بنورٍ تجلّى لكم قد ضوى

فمن يبتغِ الودّ منهُ عفيفًا
طهورٌ  رداهُ  ودادًا حوَى

فلا تقربُ الفاهُ دربَ الخطايا
نقيُّ المزايا جليلُ الهوى

تباهت أناسٌ وعفّت أُناسٌ
وفخرُ التّباهي كذئبٍ عوى

شبابٌ ومالٌ فلا يُعنني
بموتٍ سيفنى وما قد غوى

بحرُ المتقارب المحذوف
متعددُ الروي

*** *** *** *** *** *** ***

الصّبر

لمن أشكو بلائي أو أقولُ
وبعضُ القولِ يشمتُهُ عذُولُ

إذا بجفا الأحبّةِ قد بُلينا
وعند العوزِ أنجمُهمْ أُفُولُ

أيا ربّي سواكَ فلَستُ أرجو
لأهوالٍ تُزلزلُ بي تجولُ

رماني الدّهرُ من أعلا شموخٍ
إلى موتٍ يُسارعُني عَجُولُ

بأنّاتٍ وأوجَاعٍ تمادت ْ
ومن وقعٍ فوارسُهُ خُيُولُ

ألا فارحم إلهي ذاكَ منّي
فذا ضَعفي ومن مِثلي جَهُولُ

تُداهمني ليالٍ عاصفاتٌ
وبالنّكباتِ تَرميني الفصُولُ

فتحرقني شهاباتُ الخفايا
ويُرهقُني على ذاكَ العوَيلُ

تُراقبُني على حذرٍ عيونٌ
وتبكيني على وجعٍ يَصُولُ

ألا يا مُدركَ الهلكى بِعَفوٍ
بإحسانٍ فَجُد عفوًا يَطُولُ

أحارُ وفي أساريري أَزِيزٌ
ومن وهنٍ إلى وهنٍ ذُهُولُ

ولم تُبقِ الليالي من رجاءٍ
لغيركِ لا يُراودني حِلولُ

أشدُّ العزمَ في ربّي بِصَبرٍ
فمن للعمرِ إن همّ السُدُولُ

ويَعصرني ويُحزنني غموضٌ
ويَخذلُني وفي زهوٍ خَذُولُ

ألا أنّي ببابكِ لي رجاءٌ
أيا مَولايَ ليسَ بهِ خُذُولُ

تُغازلُني المنايا كُلّ حِينٍ
فكُلّي في جراحاتي زَمُولُ

فَلَستُ بِمَريَمَ العذراءَ ربّي
وأنّى لي كما صَبَرَت بتولُ

كصَبرِ الفاطمِ الزّهراءِ حاشا
ولستُ كعُشْرِ عَشْرتِهِ أطولُ

بحرُ الوافر

*** *** *** *** *** *** ***

كبريائي

عزيزٌ غزتني سوادُ الليالي
وشأني لشأني يواسي لحالي

فيا نفسُ إيّاكِ أن تخذليني
فعزمي إبائي وصبري كمالي

همومي دياجٍ وشمسي مُحالٌ
وجولاتُ حربي بجودِ المقالِ

وأُمسي ضليعَ الخفايا بليلٍ
فلا صرتُ يومًا نديمَ التّعالي

وسرّي مصونٌ فلا لن يُعرّى
ضلوعي حوتهُ كدِرّ ِالرّمالِ

أنيني فلن يبلغَ  الأُذن منّي
ودمعي تراهُ مُحالُ المحالِ

أُداري فلا أشتكي ضيمَ قلبي
أأشْكو خليلًا تمنّى زوالي !!

فلن أخدش الصّرحَ في كبريائي
ضميري أبيٌّ ..وهذي خصالي

فليس التّباهي بلونِ ردائي
غرورُ التّعالي خيالُ الخيالِ

كياني لربّي خَشُوعًا ذليلاً
أصيلً بطبعي حكيمُ الفعالِ

إذا باعني اليومَ خلٌّ وجافى
فهل في الوجُودِ المُحبُّ المبالي !

وإن ضاقَ دهري بيومٍ وعادى
فأمري لربّي عظيمُ  الجلالِ

أمَامي عذولٌ وخلفي حسودٌ
وصبري يضاهي شموخَ الجبالِ

بحرٌ المتقارب

*** *** *** *** *** *** ***

أطفالُ العربِ يعتذرون

أُعْذرونا
إن رأيتمْ قلبَ طفلٍ قد تفطّرْ
أُعْذرونا
إن رأيتم قلبَ أُمّ ٍ قد تكسّرْ
أُعْذرونا
إن لبسْنا رثَّ ثوبٍ أو قميصٍ
أُعذرونا
قد أضعتمْ في حروبٍ كُلّ أعمارٍ لنا
أُعْذرونا
ظُلمةٌ أبْصارُنا دونَ ضياءٍ للقنادلْ
أُعْذرونا
نحنُ جيلٌ الجهْلُ مفروْضٌ علينا
ماعَرَفْنا غير أصواتِ الحديدة ْ
من بقايا صِبْيةٍ كانوا جميعًا يلعبونَ
كُلّ حُلْم ٍ عندهمْ مثل الكوابيسِ العنيدة ْ
أُعْذرونا
إنْ هتفْنا  أنّكمْ من ضيّعَ المسْتقبلَ
أُعْذرونا
لا تكونوا  سببًا في جهلنا في موتنا
أُعْذرونا
ضاقَ وسعًا شأنُنا
أُعْذرونا
إنْ شكونا  حرّ صيفٍ أو شتاءٍ
أعْذرونا
قد نسينا كيف كانَ العيدُ ميلادًا لنا
كيفَ كانَ العيدُ والكعك اللذيذِ
أُعْذرونا
فلقد متْنا ولم نرجع كأطفالِ البشرْ
يمرحونَ
يلعبونَ
يدرسونَ
يأكلونَ
أُعْذرونا
نحنُ جيلٌ فاشلٌ كم يُحتقرْ
أُعْذرونا
إن خرسنا لا نغنّي  كالعنادلْ
أُعْذرونا
إنْ جَهَلنا كيفَ تغْرِيد البلابلْ
أُعٓذرونا
إنْ تفشّى بيننا جَهْلٌ وعشْعشْ
أُعذرونا
لو أضَعنا بعْضَ أو كلّ العقولِ
أُعْذرونا
إنْ عجزْنا أنْ نكونَ
مدراءَ
وزراءَ
شُعراءَ
أطباءَ
أُعْذرونا
قد وُلدنا في زمانِ البُلهاءِ
علّمونا كيفَ نصْبوا  كيفَ نمْرحْ
درّسونا  عالجونا  لمْلمونا
كَسّرتْ أنْفسَنا تلْك الخطايا
أُعْذرونا
لو مشينا في متاهاتٍ خلت منها منافذ
قد تعبنا
منْ حياةٍ أهْلكتنا لم تَدَع منّا خلايا

تفعيلة بحر الرّمل .. القصيدة إحدى قصائد مجموعتي الحاصلة على لقب أمير الشّعر العربي 2016

*** *** *** *** *** *** ***

زائرةٌ غريبة

بفضاكَ كنتُ كثيرةَ الإخفاقِ لم
أُدرك متاهاتي بهِ
وإلى رواقك قد مررتُ
وحمْلُ قلبي في يدي
ولففْتُ في شريانهِ أوراقي
وجعلت قافيتي لهُ مفتاحي
والحبرُ ريقي من فمِ الآماقي

ووضعتُهُ فوق الصّليبِ ليُصلبَ
أفدي بهِ عينًا لروحٍ كم بكت
وأُقلّب الأيدي فلا خلٌّ يواريني ومن
ماءٍ فلا رُويَت عروقي
قبل موتي واشتياقِ اقباري

وبصدريَ المدمي وضعتُ ورودَهُ
وتغزّلت شفتايَ بالودّ الذي
بلسانيَ المكبوتِ باكٍ
هل سمعتَ أنينَهُ ؟!
أم أنتَ في صممٍ فلا تدري بأعماقي !
تناهت كلّ أوراقي وما
خطّت لهُ بصماتكَ.
قبل المماتِ ومن
هتافِ صراعِ بوحِ الإختناق

وصرختي سقطت كما
تهوي شِهابٌ في الأفاقِ
وفي دهاليزِ الرّواقِ
حبيسة الأشواقِ
في أشواكِ جرحِ اللاتلاقي

لم تجد إلّا الصّدى سرًّا
ومن سرّ الخُطى
في بوحِ أشعارٍ مضت !
بهواكَ من كبدِ امتياحي
ثقلهُ بين الجفون
وبين أضلاعي
وفي أحداقي.

وفررتُ من عينيكَ كي
لا تبصرَ العينَ التي
قد تفضح الأحساسَ في ذاتي
على سطحِ المرايا 

أو نقاء صحافِ ذاتي
في سكوتي أو لظى الإبراقِ
عند الطّارقاتِ وفي الليالي الدّامساتِ

وإن نسيتَ بيوم لُقْيانا حروفَ اسمي
وشِعري وابتساماتي وإن
مزّقتَ أرقامي
ستبقى الذّكرياتُ
على شفاهيَ لا فلن
أنساكَ سوف تظلّ لي
سُمًّا وفي ترياقي

شعرٌ حرٌّ تفعيلةُ بحر الكامل

*** *** *** *** *** *** ***

لا تسلني عن وطني

جاءني  ليسْألَني
أَيُّ  موطنٍ وطني

كيفَ  ذاكَ تسْألُني
منْ عُروْبتي وطني

ألبتولُ في نسبي
ألخليْلُ أوْلدني

أَرضُ مغربٍ وطني
للْخليْجِ  واليمنِ

نيلُ مصرَ كوثرهُ
منْ سُقاهُ  أطعمني

موطنٌ بهٕ شغفي
أَلعراقُ   ألهمني

عشْقُ والدي وطنٌ
أَلوَفاءَ  علّمني

أَلسّلامُ   غايتُهُ
مجْدُ ذاكَ من وطني

قد وهبتهُ  مُقلي
ألسّماءُ  تعرفني

ذاكَ  عشْقهُ  الأبدي
منْذُ  كنْتُ صاحبني

هيْأَتي  كشاميَةٍ
عِشقُ مِصْرَ ألهبني

أخوَتي بنو  يَمنٍ
ألفراتُ  أرضعني

أزرقُ الخليج أنا
من منامة المننِ

من جمالها خُلقي
من خصالها فطني

من عروبتي لُغتي
في أُصولها وطني

نبعُ موطنِ المِللِ
ألعراقُ  ألهمني

ألحجازُ  في لُغتي
بيتُ مقدسٍ رُزني

حجُّ  كعبةٍ  نُسكي
من  مُحمّدٍ سُنني

بالكتابِ وحدتنا
نحو جَنّةِ  العَدَنِ

كمْ بوِحدةٍ حلمي
فوقَ صولةِ المِحنِ

أَلخِلافُ في وطني
ضجَّ  مضْجعَ  الزّمنِ

هل تهونُ وحدتنا !
في زحالقِ الفتنِ

موْطني  يأُنُّ  دمًا
مثل فائضِ المُزنِ

ألقبورُ قد بُليَتْ
بالشّبابِ والكفنِ

سكرةٌ لنا صَعَقَتْ
كلَّ رقعةِ الوطنِ

هل عرفْتَ ما وطني ؟!
لا تقل  ستعرفني !

بحرُ المقتضب

*** *** *** *** *** *** ***

وما زلتُ

أيُّ العهودِ لديكَ سوفَ توَثّقُ
ما صنتَ عهدكَ تدّعي لي تحرقُ !

مستمتعًا ملذاتِ غدركَ باسمًا
بالنّارِ تُطفي جمرَ قلبيَ تصعقُ

تبًّا لعهدكَ  كالرّميم  كلامُهُ
فَلِمَ الرّصاصُ كما البنادقِ يَرشقُ !

دعني لُتبحرَ عن هواكَ مراكبي
تهوي لأعمقَ  لُجّةٍ  لا تغرقُ

ويُعانقُ المرجانُ قالبَ قامتي
ويُغازلُ الجسدَ الجريحَ ويَعْشقُ

تَستحوُذُ الأمواجُ بعضَ شمائلي
عجبًا أتُبحرُ بي كأنّكَ زورقُ

أوَ يُنقذُ الجاني حياةَ قتيلهِ !!
ما كُنتُ إلّا جثّةً  تَتَمزّقُ

وهناكَ هولُ خيانةٍ لي قاتلٌ
فكأنّ بي بكمٌ بصمتيَ ينطقُ

مازالَ بل لازالَ وعدُكَ جارحي
أشَقَايَ مكتوبٌ  عليَّ موثّقُ !!

وإليكَ تجرفُني رمالُ سواحلي
ما من سبيلٍ مُرشدٍ  فيُنَسّقُ

أجري فما بَرِحت مكاني خُطوتي
كيفَ الفرارُ وأنتَ بي تتَفتّقُ !

قلبُ الحبيبِ فلا يفرُّ مولّيًا
بالقلبِ مرقدُهُ زهورٌ  تعبقُ

وأَقُدُّ قيدَ الصّبرِ مثلَ "زُليخةَ "
وقميصُهِ المقدودُ عُذريَ يُشْفقُ

لا تشْهدي زُورًا عليَّ جوارحي
سأقدّهُ  ولتكتمي ما يعلقُ

قلّبتُ ذاتي علّني أجدُ الجَوَى
أُطفي لظايَ وجدتُ كُلّيَ يُحرقُ

لا دوحة البَرَدِ العليلِ ولا بهِ
دفءُ الشّتاءِ ولا لجُرحيَ يَرتقُ

فسأستمدُّ منَ المماتِ حياتهُ
فلكم وكمْ بترابِ فانٍ  زنبقُ

حُبّي خسَرتُ وهالني أمرٌ بهِ
بلْ هالني كذبُ الذي هوَ يصدقُ !

وعرفتُ أنّ هواكَ محضُ بلاهةٍ
والهجرُ من سُبلِ النّجاةِ وأوثقُ

مِثلُ السّنابلِ ريعها بمروءةٍ
كُلّي سنابلُ ريعها هو رونقُ

ورقَيتُ عند تواضعي بمحبّةٍ
فشمائلي ليست كغيريَ خندقُ

بحر الكامل

*** *** *** *** *** *** ***

فقدتُ خياري
محاكاةٌ لقصيدة "القرار" للشاعر نزار قباني رحمه اللّه

لا تهجري ولتعذري أشعاري
إن همتُ فيكِ فلا تردّي ناري

إن جنّ بي عقلٌ فلستُ بناكرٍ
قد جنّ قيسٌ مِثلُهُ  أطواري

ضمّي الجوارحَ بي ولا تتردّدي
أسلمتُ نفسي يا هوى أقداري

هذي المشاعرُ بي لكم داريتُها
هيّا تعالي وانصفي لقراري

يازهرةً في عشقها حلَّ الجوى
فلترحمي يا حلوَتي أكداري

إن كنتِ لا تهوينني فتبسّمي
حتّى يزيدَ بريقُها إعصاري

فلبيبُ فكرٍ يكتفي بإشارةٍ
تَتَغافلينَ محبّتي وتُماري

وأنا الذي بغرامهِ سكَرَ الهوى
فتدلّلي ولتُغرقي أمطاري

وترفّقي وتعلّلي وتجمّلي
بنباهةٍ فلتقرئي أفكاري

غير الحلالِ فلستُ فيهِ براغبٍ
ولتحذري في منعهِ  إدباري

هاكِ الهوى يانجمةَ الصّبحِ الذي
في فجرهِ قد لوّحتْ لمداري

أيقنتُ أنّ هواكِ لي أُعجوبةٌ
ولأحرفي فلتنصتي وقراري

أحببتُ فيكِ طهارةً وأصالةً
ولتبتغي لمحبّتي ولداري

أهديتُ حُبّي كلّهُ لحبيبتي
هذا قراري أي نعم بقراري

ياحلوتي لاتهربي وتعقّلي
لاتخجلي ولتسكني أقماري

أنا بالهوى علّقتُ حبلَ مشانقي
ولتشنقي بهواكِ كلّ مداري

عينايَ لم ترغبْ خدودَ جميلةٍ
أنتِ النّساءُ بناظري وخياري

لا تحسبيني في الهوى مُتلاعبٌ
أنتِ السُّقاءُ وأنتِ لي أنهاري

فلترتوي من عذبهِ ولأرتوي
بلظى الجفا لا تقطعي أوتاري

لا تمنعي من يفتديكِ بروحِهِ
هذا القرارُ لقد فقدتُ خياري

بحرٌ الكامل

*** *** *** *** *** *** ***

محبوبتي

لا تظلمي مهجتي فالهجرُ أوهنني
أصبو إلى رجعةٍ  والدّهرُ  علّمني

لا تَمنعي عاشقًا عند اللقاءِ ولا
عن شُربةٍ في الهوى فيها منَ المُزُنِ

أيقنتُ أنّ الهُدَى في طُهرهِ  ثمرٌ
لا يشفني غيرهُ في حِلّهِ  سكني

واعدتِني موعدًا هلّا وفيتِ  بهِ
أم أنتِ في هُدنةٍ لم تعرفي محني

لا تسكُبي علقمًا فوق الشّفاهِ ولا
عن نظرةٍ تمنعي عينًا منَ  المِنَنِ

فالهجرُ أرهقني والقلبُ في ضنكٍ
وصلًا فلا تحرمي أشواقَهُ  زمني

كُلُّ النّساءٍ غدت في السّيلِ قاطبةً
أنتِ التي دغدغت قلبي ومُرتهني

لا تُبعديهِ فلا يبغي سواكِ صِبًا
عن مبسمٍ زحزحي وجدًا بهِ شجني

قد صابهُ من هشيمِ الحُبّ طائلةٌ
في أضلعي أشعلتْ نارًا وفي بدني

لم تعرفي ما الجوى أوجاعُهُ بدمي
حظرُ الهوى قاتلٌ يطويهِ بالكفنِ

محبوبتي أي نعم فالحُبُّ ملؤُ دمي
لا تجرحيني ولا تُعطي بذا  ثمني

فلتسمعي هاتفًا بالحُبّ يَحضرني
قومي لهُ واحضني صدرًا بهِ غَبَنِي

يكفي الذي قد جرى أضنيتِهِ زمنًا
لا تُبحري وافهمي ولتَركبي سُفُني

أنتِ الّتي أبحرتْ في قاربي ترفًا
ولتذكري أضلعًا ضمّتكِ في الحُضُنِ

إيّاكِ أعني الذي  قد قُلتُهُ  بفمي
فلتُدركي لوعةٌ تُدني إلى الكفَنِ

بحرُ البسيط

*** *** *** *** *** *** ***

زهراء

قومي إلى العلياءِ فاطمُ واخلدي
إنّ النّعيمَ مخلّدٌ لكِ سرمدي

من قال أنّكِ في الثّرى مدفونةٌ
يانجمةً طافت بذاكَ المسجدِ

لا تحسبي أنّ الفراقَ  يسرُّنا
صبّت دموعٌ في اللوائعِ تفتدي

أنتِ الفؤادُ بنورهِ  وبنبضهِ
قد أثمرَ الحُبُّ المُقيّد فاشهدي

بالحزنِ قد ساقت لنا أوجاعُهُ
وعلمتُ أنّكِ بضعةٌ  للأحمدِ

يادمعةً تأبي الغيابَ وما هوت
إلاّ بوَجدٍ فيهِ بوحُ  تغرّدي

مثلُ الحمامِ ينوحُ من أشجانِهِ
صبّت دموعٌ تشتكي لتوَدّدي

من سُندسٍ زهراءُ قومي وارتدي
تحنو إليكِ جنانُها  فتوَسّدي

أنتِ السّراجُ وبالحنايا  لوعةٌ
وبقلبكِ النّارُ التي كالموقدِ

من فجعةٍ أو ذبحةٍ كم أشعلت
ذاك الأسى ذاك المرار الأحمدي

في كربلاءَ دمُ الحُسينِ  مُغرّدًا
في ركبِ أهلِ البيتِ عِرقُ الأمجدِ

والمجتبى في سُمّهِ  مُترمّلًا
باتت همومُ الحُزنِ عند المرصدِ

أرثي المقامَ الفاطميّ صبابةً
كَمدٌ فلن ينساهُ جرحُ تشرّدي

يازهرةً ومنَ الجنانِ  رحيقُها
ضمّي إليكِ  ولائِيَ المتوَدّدِ

مازلتُ أذكُرُ رؤيَةً فيها المُنى
من فضلِهِ سبحانهُ ولمَوردي

لُمّي جراحًا بي شكت أحزانُها
مثل الذي أكرمْتِني فخُذي يدي

قصيدةٌ في رثاء فاطمة الزهراء رضوان اللّه عليها

بحرُ الكامل

*** *** *** *** *** *** ***

مولاي

لكَ يا مولايَ ومُعتمدي
ها قد أقبلتُ أيا عمدي

بدعاءٍ ليس سواكَ  لهُ
كفوًا  أدعوكَ أيا سندي

بالنّفسِ غدت لي مسْألةٌ
ضجّت وجعًا عيش الرّغدِ

من لي في حُزنٍ أوهنني
يا مُحيِ رميمَ العظمِ ندي

ياربُّ  وأنت لها ذخري
فارحمْ ما تعلم من وجدي

وكمن كانت عطشًا تسعى
بصفاكَ  هنالكَ تستجدي

لوليد حشاها  تستسقي
أدرك  فلذاتٍ من كبدي

يا منقذ يوسفَ من جُبّ ٍ
أبصر ما صاب بهِ جَلَدِي

أُلطف بالحالِ أيا ربّي
أعياني  همٌّ  بالوِلْدِ

فبمن سألُوذُ أيا أملي
إنّي أُمٌّ  وأمُدُّ  يدي

وأرى حالًا قد أشقاني
أخذ العمرَ الباقي عندي

أنتَ الشّافي أنتَ الكافي
أردد عُمرًا مُهجَ  الكبدِ

فالسّقمُ إذا طالت يدهُ
لم يبقِ جمالًا  للجسدِ

قدرٌ في العمرِ  مآربهُ
نكدًا جارت على الوِلْدِ

شملت من جودكَ أقدارٌ
لُطفًا  بالوِلْدِ فكن مددي

تدري مولايَ بما أُخفي
قد باتَ سنينًا في خُلدي

دينًا  أدبًا كم قد وُصفوا
حملوا صبرًا يُدهي تدري

إن لم تكشفْ لمآسيهمْ
ما من أيدٍ داوت تُجدي

حمدًا ياربُّ على وجدٍ
لا يَحمدُ غيركَ مُعتقدي

بحرُ المتدارك " الخبب "

*** *** *** *** *** *** ***

ميمٌ وزجاجة

كم سائلٍ عن محنتي من مُلهبي
إن كنت لا تدري بِجُرمِ مُعذّبي

كأسًا شربتُ ولم تزل من قاتلي
كم قسوةٍ من نائباتِ الأقطبِ

هَضِمًا سلت عينايَ عن قطرٍ بها
هبّت كُراتُ الجمْرِ مثل الأشْهُبِ

إن قُلتُ مرّت نازلاتٌ وانبرت
عادت طُقوسُ العادياتِ القُلّبِ

كيدٌ بها من فاسقٍ في ظلمهِ
يغزو بهِ رطِبَ الخُدودِ السُّكّبِ

أنيابُهُ  مسعورةٌ مسمومةٌ
يعدو ويغدو غدرهُ في مشربي

أدمى العيونَ بحرقةٍ من سُمّهِ
لم يرتدع عن مطمعٍ كالغيهبِ

سُقيا السّمومِ بموضعٍ كاساتهُ
خابَ الدّواءُ وعن لُعابِ الرُّقّبِ

جُرمُ القريبِ استوقدت جمراتُهُ
ربّي على جُرمٍ لهُ دع مقلبي

تصطادُني في غفلةٍ  أنيابُهُ
كبدي لظت كم لذغةٍ كالعقربِ

مِثلُ الأفاعي أبدلت  ألوانَها
أدمى الشّبابَ الغضَّ كيدُ النُّصَّبِ

أرجو لهُ عدلًا قِصاصًا موجعًا
في يوم نشرٍ في صحافِ المَقلَبِ

بحرُ الكامل

*** *** *** *** *** *** ***

الفهرس

الإهداء 
السيرة العلمية والأدبية للمؤلفة
مقدمة الديوان للأستاذ الدكتور أيمن تعيلب
وللروح شعور 
مناضل تحت الرفات
سراب 
الخطايا 
لاتشمتي 
شباب الأمل 
إحذري يامصر 
لا تعتذر 
وتصدع فؤادها 
تحت الرماد 
حسين الإباء 
غدرت بي 
أنين أمومة 
إجمع متاعك 
ليل شعب 
مسرى البراق 
خوفٌ ورجاء 
كراريس أوزاري 
هيهات وربي 
تساوت 
عهدةُ أحمد 
حادي الهوى 
أجيبيني 
هي الكوثر 
ثغرةُ حُب 
ترتيلةُ الرّوح 
الرّبيع 
صكُّ التّوبة 
لا يعنيني
الصبر 
كبريائي 
أطفالُ العرب يعتذرون 
شرعُ الحنان 
لا تسلني عن وطني 
ومازلتُ 
فقدتُ خياري 
محبوبتي 
زهراء 
مولاي 
ميمٌ وزجاجة