الأحد، 28 أغسطس 2016

لحظة تأمل أسماء اللّه الحسنى

لحظة تأمّل
بقلم د . أحلام الحسن

وللّه الأسماءُ الحُسنى ..الإسم الأعظم ( بحثٌ ملخص )

المتأمّل جيدا في أسماء اللّه الحسنى كلّها يلاحظ بأنّ تلك الأسماء الكريمة هي صفات اللّه تعالى وعين ذاته القدسية .. ويجد الباحث بأنّ هذه الأسماء الإلهية الشريفة مختلفة .. ومتضادة ..ومتجانسة .. ومتباعدة .. ولكّلٍ منها مواصفاتٌ وتأثيرٌ وهدف تتحقق منه القدرة الإلهية والمطلوب البشري من استجابة الدعاء وقضاء المهام والشفاء والدعاء على الظالم وغيرها حسبما تحمل هذه الأسماء من قدرةٍ في تحقق الأمور والمعاجز والدعاء ..
ولنأخذ أمثلة في ذلك من خلال هذا البحث المختصر :

السميع : هو يسمع توسلك ودعائك له وهو من أسماء استجابة الطلبات يحثك على تكراره لتفريج الكربات واستجابة الدعاء .

العليم : لا يغيب عنه شيءٌ في السموات والأرض وما أسرّه الإنسان في قلبه وضميره ونيته ( وهو يعلم بحالك أيّها الإنسان فادعوه بما أنه سميعٌ عليم .

القريب : قريبٌ من جميع مخلوقاته قريبٌ للإنسان إذا دعاه .. قريبٌ من الصالحين .. قريبٌ في الاستجابة..وبما يشمله من تنزيلٍ للكتب السماوية وغيرها .
ونلاحظ في بعض أسماءاللّه الحسنى التي منّ اللّه بها على عباده تقاربًا ينصب في اتجاهاتٍ الإسمية ويتوحّد في اتجاه الطّلبية للّه جلّ شأنه .. بمعني هي أسماءٌ تجمع بين القوة والقسوة والرحمة والإنابة والتوبة والإنتقام والمغفرة وشديد العقاب وغفورٌ رحيمٌ وتوّابٌ كريم فحينما تطلب من اللّه الشفاء تقول : ياشافي ياكافي يامعافي ولا تقول ياعزيز ياجبار حين طلب الرحمة الإلهية ..
وحينما تطلب المغفرة تناديه بصفته الذاتية واسمه ياغفارٌ ياغفورُ ولا تقول يامنتقم إغفر لي .. وعليه تترتب جميع أسرار ومواصفات هذه الأسماء ومدى تأثيرها ولمن وبمن تؤثر !! ومتى ومدى إخلاص النّية حين الدعاء بها .. لذلك أمر اللّه تعالى بتقديم أسمائه الحسنى وبالإقسام بها على اللّه حين الدعاء ..
ولمعلومية اللّه جلّ شأنه العظيم بجميع مقاصد عباده أودع فيها هذه المواصفات والأسرار.. وفي هذه الأسماء دلائل تشير لوضع المضطر ودلائل تشير لوضع المريض وحاجة الشفاء ودلائل للمظلوم وغيرها مما يشير لبقية مطالب الإنسان واحتياجه وذلّه وتواضعه للذات الإلهية .. فالذي في ضيقٍ يعانيه والذي ينتظر الإجابة من اللّه الذي يسمع دعاءه  يناديه ويدعوه ياسميع ياعليم يامجيب طالبا تغير سؤ حاله من اللّه الذي هو قريب الإجابة ..
وتلاحظ في أسماء اللّه الكريمة صنوفا مختلفة ففي الشدة والإنتقام مثل : جبارٌ قهّارٌ منتقم عدل عزيز وما إلى ماتحمله أسماء اللّه الحسنى في موضع الإنتقام والنقمة ولها أسرارها المتباعدة والمتجانسة ..
وخلاصة القول بأنّ لكلّ اسمٍ صفة ولكل صفةٍ قدرةٌ وسرٌّ قد استودع فيه فحينما تدعو على ظالم لا تقول ياغفار ياغفور يارحمن يارحيم ياحليم ياحنان يامنان فهذه الأسماء لها خاصية ٌ في الرحمة والمغفرة والحلم عن الظالم .
والدعاء على الظالم بأسماء الإنتقام وأخذ المظلومية فتقول ياعزيز   ياجبار   يامنتقم وأسماء الإنتقام هذه لها أسرارٌ في أخذ الحقّ والإنتقام من الظالم . .
ونلاحظ هنا بأنّ اسم اللّه الأعظم وصفته المختصة بذاته القدسية العظمى بأنّه أعظم الأسماء التي هي صفة اللّه وعين ذاته لا تنفصل عنه أبدا ..
وعليه فإنّ اسم اللّه الأعظم يجمع خصال جميع أسماء اللّه الحسنى التي قال تعالى عنها (  وللّه الأسماء الحسنى فادعوه بها ) وهذا أمرٌ من اللّه تعالى بالدعاء بها..  فجميع أسمائه ومالها من صفاتٍ .. وأسرارٍ .. وتأثيرٍ .. يجمعها الأسم الأعظم إضافةً لمواصفاته الخاصة لكونه الإسم الأعظم .
  وحسبما وردت من روايات حول دعاء الأنبياء كدعاء أيوب ويونس وعيسى وإحياء الموتى له وغيرهم من الأنبياء و أوصياء الأنبياء صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين بأنهم لديهم اسم اللّه الأعظم .
كذلك نلاحظ سؤال النبي سليمان عليه السلام وصيه آصف بن برخيا والذي آتاه اللّه جلّت قدرته الأسم الأعظم .. ومن هنا نلاحظ طلب النبي سليمان عليه السلام :
( أيكم يأتيني بعرشها ) ؟!
ولعلم النبي سليمان بأنّ كلّ واحدٍ منهم قد أودع اللّه فيه مواصفاتٍ في  خلقته كالجن فقد أودع اللّه في ذلك العفريت قدرته على سرعة الطيران وحمل العرش وذلك يستغرق بعض الوقت حسبما أُوتي هذا العفريت من مواصفة أودعها اللّه فيه  
( قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ )
ومن هنا نعرف كيف استأثر اللّه جلّت قدرته من علمه بعض عباده كالأنبياء وأوصياء الأنبياء الذين أمر اللّه لهم دون غيرهم بالوصاية ..
ومن خلال تتبع الآيات الكريمة بالقرآن نستدل على تأثير الاسم الأعظم حينما طلب النبي سليمان عرش سبأ منهم والنبي سليمان أعلى منهم شأنا وعلوا ومكانة ً والسؤال هنا :
لماذا لم يإت به هو بنفسه وهو نبيٌ أكرم عند اللّه من العفريت ومن الوصي آصف بن برخيا ومن جميع من جلس بمجلسه؟!!
وللإجابة على ذلك بختصار هناك سببان :

الأول :
علم الكتاب الذي آتاه اللّه لوصي النبي سليمان آصف بن برخيا سلام اللّه عليهم والذي فيه  الأسم الأعظم والذي بدوره سيؤدي لجلب عرش بلقيس بكل سرعةٍ وسهولة ويسر ..
( ( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) قبل أن يرتدَ إليك طرفك !!!! وكم يستغرق إرتداد الطرف !!!
علمْ من الكتاب وهل خفي عن النبي سليمان هذا العلم !!
ونلاحظ فورية الحدث فلما رأه مستقرا فورا بعد كلام الوصي آصف بن برخيا .

الثاني :
طرح النبي سليمان عليه السلام سؤاله ( أيكم يأتيني بعرشها ) ؟!
له رؤيةٌ واستراتيجية لتوضيح مكانة وصيه آصف بن برخيا وما آتاه الله من العلم من معرفة الإسم الأعظم .. وإشارة لقومه بمكانة وصيه آصف بن برخيا عند اللّه وأنّ اللّه قد فضّله عليهم بما استأثره به من علمٍ يستوجب الرجوع إليه في استفساراتهم ،ومشاوراتهم ، وقراراتهم ،وأمور دينهم ، وليطيعوا له ويسمعوا له ، ليكون ملكا ووصيا عليهم بعد وفاة النبي سليمان عليه السلام ..
وقد وردت إشارة لإسم اللّه الأعظم في كثيرٍ من الأدعية كقول اللهمّ إنّا نسألك وندعوك باسمك العظيم الأعظم الأعز الأجل الأكرم الطهر المطهر ..
ونظرا لكون القرآن الكريم أحد علوم ذلك الكتاب الرباني فقد احتوت بعض آياته كما في الروايات على بعض حروف اسم اللّه الأعظم كأول سورة الحديد وآخر سورة الحشر والبسملة الكاملة .

الأحد، 14 أغسطس 2016

غالية ..ديوان شطآن بها جراح القصيدة 4

قصيدةٌ منّي مهداةٌ للأديبة غالية أبو ستة.. أعبّرُ بها عن مدى شكري وتقديري لقلمها الذي فاضت به جودا عليّ ..وقد أسميتها باسمها الكريم . محبتي وتقديري لها ولكافة الأصدقاء الأعزاء الذين سيمرون من هاهنا .

غالية ..

نبتتْ منْ قدسٍ زهرتٌهُ
وعلتْ من علمٍ إبنتُهُ

وحلا مدحًا قد قيلَ بكِ
أهداكِ القُدسُ وثورتُهُ

فلبابُ الشّعرِ إليكِ سعى
وعليكِ ترامتْ صولتُهُ

غاليةُ الإسمِ كذا أنتِ
يهواكِ القلبُ ومهجتُه

ُ أُمًّا .. أُختًا ولنا نبغي
فسُهيلٌ أنتِ ونجمتُهُ

قلبي عقلي سيحنُّ لكِ
علقتْ بهواكِ محبّتُهُ

ذهبًا. عُقدٌا قد أهديتِ
فاقتْ أوزانًا قيمتُهُ

أهدي ماذا أُسدي ماذا !
أيساوي حرفي قُدرتُهُ

لخصالكِ كيفَ ليَ الوصف
ُ أوَ هلْ يوفي ما أنعتُهُ

والخيرُ بشاطئكِ الأيمنْ
تتلاطمُ شوقًا بهجتُهُ

وحسانٌ غارتْ من قمرٍ
ترمي عُشّاقًا جمرتُهُ

فعلامَ اليومَ تلوميني
لجمالٍ فاضتْ نضرتُهُ

بحر المتدارك المحدث

الأربعاء، 10 أغسطس 2016

صكّ التّوبة

صكُّ التّوبة . . سُبحانَ من نادى إلى أسبابهِ قفْ تائبًا لا تنْصرفْ عن بابهِ يُوْحي إلينا توبةً لا تُخذلُ سُبحانَ من عنْ عبدهِ لا يبخلُ قد أثقلتْ أوزارُنا أعمارَنا تلكَ الرّزايا أحرقتْ أقدارنا لن يبلغَ العلياءَ من يستهترُ غير الّذي يرجو ولا يستكبرُ هيّا بنا يا صاحبي نستغفرُ ندعو مُقيلًا راحمًا لا يَزجُرُ من ضيّعَ الأخلاقَ حتمًا يندمُ في وجههِ سود اللظى يسْتضْرمُ ذئبٌ أبى أنْ يهجرَ القلبَ الذي يجتاحُ أوهامَ الأسى منْ ذي وذي في حيرةٍ بينَ الهُدى والغفلةِ وقتٌ أتى فلترحلي يا جارتي مدّتْ لنا دنيا الفناءِ الأذرعَ صوتُ الضّميرِ الحيّ كم قد أفْزعَ كُلّي أنا. قد خُفتُ منْ بعضي وما عندي سوى غير الّذي قد ألّمَ في رحلةٍ خلفَ العذابِ العاثرِ ماضٍ مضى مُرُّ الخُطى للحاضرِ لا خير في منْ لم يعدْ عن شرّهِ مُستهترًا فيما جرى منْ ضرّهِ شيّعتُ ذنبي حينما ودّعتهُ أطوي شقائي ليتني عاندتُهُ لا يَعتلي منْ كان شرٌّ ذِكرهُ في منتهى الخُسْرانِ عيبٌ عُذرهُ سُبحانَ منْ عن جودهِ لا يَمنعُ ألتّائبينَ العابدينَ الخُشّعُ ذرّني لمن لم ينسني في الصّغُرِ ربٌّ رحيمٌ مُحكمٌ للأدهُرِ ياليتني ألفًا و ألفًا أَغْزلُ أُرجوزةً في توبةٍ لا تُثكلُ وزنُ القصيدة بحرُ الرّجز ..

الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

حقيبةُ الرّحيل

القصيدةُ  5

حقيبةُ الرّحيل . .

تَجلّد للجوابِ أيا  لسانُ
تأمّلْ هل  لديكَ لهُ  بيانُ

لقد جئنا إلى الدُّنيا فُرادى
غُرورُ هواكَ  يتلوهُ  هوانُ

وعريانًا  أتيتَ  هُنا وليدًا
فلا ترجعْ  فقيرًا لا يُصانُ

وأَعمارٌ تمرُّ  فلن  تعودَ
وماتمضي الحياةُ فذا زمانُ

ويومًا ما سيصمتُ نبضُ قلبكْ
ويشهدُ جلدُك الفاني  تُدانُ

وساعاتٌ مضتْ هدرًا  أُفُولًا
كتابُكَ لن  يُغادرهُ  مكانُ

وداعي الموتَ يصْرخنا يُنادي
هلمّوا لي فقد حانَ  الأوانُ

حياةُ العُمرِ في مدّ ٍ  وجَزر ٍ
منَ المحتومِ  تُردينا  سنانُ

لبيبٌ أنتَ منْ أهلِ  العقولِ
تليقُ بهِ التّرائبُ والحسانُ

أتلهو عنْ  يقينكَ ذا  بلغوٍ
فدع لغوًا تحنُّ لكَ الجنانُ

وكبحُ النّفسِ إحدى المُنْجياتِ
وغدرُ النّفسِ ليس لهُ أمانُ

فهل جئنا إلى الدّنيا  ذئابًا !!
ونبعٌ في مشاعرنا  الحنانُ

أمَامُ النّاسِ تفْضحنا السّرائرْ
فيومئذٍ  فلا تُخفي  عَيَانُ 

وداعًا يا ذنوبي تُبْتُ منكِ
فِراري منكِ قلبٌ لا يُرانُ

صحائفهُ بياضٌ كالغمامِ
فقافلةُ الإيابِ لها  أوانُ

عزيزُ النّفسِ كم يأبى القذارةْ
عفيفُ الطُّهْرِ  طاعتهُ رِهانُ

يُراعي نظرةَ  الباري حياءً
يصونُ عهودَ خالقهِ  يُزانُ

لقد جاءتْ خطايانا وُفُودُ
ومنْ يَفِدُ الكريمَ فلا  يُهانُ

القصيدة بحر الوافر

ترتيلةُ الرّوح

ترتيلةُ الرّوح . .

عتّقتُ عِشقًا للهوى يُستودعُ
فالشّوقٌ مرهونٌ كشمسٍ تلسعُ

كشفُ الخفايا منْ ولاءِ العاشقِ
فرضٌ علينا واجبٌ  لا يُرفعُ

تشتاقهُ  أرواحُنا   باللوعةِ
هديُ الهُدى شأنٌ لهُ لا يُنزعُ

ذاكَ الولاءُ قد جرى مجرى دمي
نجوى الرّسولِ بُغيتي والمطمعُ

سبحانَ منْ أسرى بهِ منْ مكّةَ
تُطوى لهُ سبعٌ  شدادٌ تخشعُ

منْ مثلهِ قوسينِ قابًا قد علا
يجثو ويدعو واحدًا لا يُرجعُ

وحيٌ فلا عن رأيهِ  لا ينطقُ
يدعو لنا  لطفًا بنا لا يضجعُ

لا لن نُداري أمرَ ربّ ٍ قد صدرْ
منْ وجدهِ  قلبٌ لهُ كم يصدعُ

حاشا فما. زاغتْ عيُونٌ للنّبيْ
في عالمٍ منٔ يرتقيهِ  يشفعُ

جبريلُ حادٍ  للبراقِ  الأجْنحِ
يدنو  ودادًا  لا ولا  يمتنعُ

سُبحانَ منْ لعبدهِ قد  قرّبَ
عبدًا بربّ الكونِ ليلًا يجمعُ

يخطو صُبابًا  هيبةً من ربّهِ
في وجههِ يعلو حياءً يخضعُ

لا ثالثًا غير الأماني يُرتجى
يحنو بهِ  ربٌّ لهُ  لا يُفزعُ

يا هاديًا أدعو لنا حُسنَ الدّعا
مولاي ربيّ  قادرٌ  لا يَمنعُ

نشكو إليهِ أنفسًا  تلهو بنا
كُثرُ الذّنوبِ العزمَ منّا ضيّعوا

وزنُ القصيدة بحر الرّجز