الأحد، 26 نوفمبر 2017

عهدة أحمد " ص"

عُهدةُ أحمد " ص"

ذي طيبة الرّوحِ قد جئنا لواديها
نهدي القوافي ومن حَبّ ٍ معانيها

شمسُ الهدى أشرقت في وصفهِ حِللًا
في خَلقهِ عُهدةٌ  سبحانَ باريها

كيف المديحُ وهل تُوفى مناهلهُ
قد عاد شِعري على شوقٍ يُراعيها

ياليت لي رجعةً دومًا  ألوذُ بها
نحو العلا  تائبًا أبغي تعاليها

أنت الوليدُ الذي في أصلهِ عُهدةٌ
حتى بدت من خليلِ الرّبّ مُبديها

في يوم مولدهِ كم  أينعت سُبلٌ
قدأغدقت مكّةَ الأنوارُ  خافيها

يا ساعةً أزهرت في مولدٍ قمرًا
أنوارهُ شعشعت داجي  لياليها

ما أعظم الخَلقِ أوصافًا لهُ كملت
ساقي البرايا وقبل البعث يرويها

في روضةِ المصطفى هديًا يطيب لنا
عن أنفسٍ توبةً ترجو  لما فيها

من زارَ روضًا  لهُ مستغفرًا ورعًا
لا لم تخب عينُهُ نَيلًا  أمانيها

عهدٌ منَ الواحد المعبود  أبرمهُ
من نفسهِ منحةً حتمًا  مُوَفّيها

لا تنصرف غفلةً عن عفوهِ  أبدًا
من دعوةٍ عندهُ  للعفو تدليها

هذا الحبيبُ الذي فرضٌ مودّتهُ
كم سجدة في ظلام الليل باكيها

منهُ الكمالُ وهل في مثلهِ  بشرٌ
معراجُهُ  آيةٌ  للخَلقِ  مُجليها

من سدرةِ المنتهى ربّْ  يُكلّمهُ
هل مثلهِ أحدٌ يسري  لياليها

من ريعهِ أزهرت تلك البتولُ ولم
يبخل بها كوثرًا ربٌّ  يُزكّيها

ياربوة المصطفى المحمود موعدهُ
طابت بهِ  مِدحةٌ تدنو  لباريها

من حوضِهِ أرتجي ريًّا  بلا ظمأٌ
من كفّهِ  شُربةٌ  أرجو  لتاليها

يا ساكنًا طيبةَ الأرض التي هُديت
من دعوةٍ سيّدي أرجو  أمانيها

هذي ذنوبي وكُلّي مُذنبٌ خجلٌ
مستغفرًا أي نعم  تبكي بواكيها

ربّي ومولايَ من لي غيرهُ سندٌ
في حِلمِهِ غايتي فاصفح لما فيها

وارحم عُبيدًا فلا تُخزي مواقفَهُ
يوم الورودِ الذي  يُبدي بواقيها

في ساعةِ الصّفرِ  ربّي من نلوذُ بهِ
من نزعةٍ تبتغي  روحًا  لباريها

يا مُرشدًا حينما تاهت  بصائرُنا
في رجعةِ  المُنتهى فارحم تراقيها

هذي عيوبي أيا مولايَ أندبُها
تشتاقُ عفو الكريم اليوم يُمحيها

كم هفوةٍ سجلتْ  رقمًا صحائفُها
حمّلتُ نفسي ذنوبٌا من مخازيها

ياويلتاهُ غدًا من وقفةٍ  بُليت ْ
سينٌ وجيمٌ بدت خوفًا معانيها

قد جئتُ بابًا إلى عفوٍ بهِ طلبي
فارحم عيونًا بكت وارحم تدانيها

عند النّبي الذي في روضِهِ كرمٌ
وجّهتُ عيني إلى ربٍّ  يُباريها

يامن بعدلٍ لهُ حُلمًا يفيضُ بهِ
عن مُذنبٍ  أحمقٍ فاصفح تواليها

فوق الصّراطِ الذي تخشاه أعيُننا
عن نارهِ ترتجي نورًا  يواريها

تهوي الجبالُ التي من قدرةٍ نُسفت
كيف الذي عظمهُ  بالٍ  يُدانيها

ربّي ومولايَ الذي في أمرهِ رشدٌ
من عهدهِ  رحمةٌ بالعفو جاريها

في غايتي أحمدًا دومًا أقدّمُهُ
أنت الذي مِنحةً أخصصتَهُ فيها

من زُخرفٍ مطمعي بيتًا ألوذُ بهِ
يأوي لهُ مرقدي في يوم هاديها

والقلبُ في لهفةٍ ليست تُصبّرهُ
في صمتهِ دمعةٌ ماعاد يُخفيها

نشكو الذي قد جرت فينا نوائبُهُ
من طعنةٍ لم تزل تُدمي ضواحيها

أطفالُنا شُرّدوا  أوطانُنا  هرمت
قد صُدّعت صدمةٌ ربّي فداويها

لملم جراحًا فقد باتت على وجلٍ
من نزفها لم تنل شافي  يُداويها

يا ضيعةً مزّقت أبعاضَنا  إربًا
لا سامحَ الرّبُّ من أجرى بلاويها

د.أحلام الحسن










السبت، 25 نوفمبر 2017

الكرم أميرتي


ألكرمُ يا أميرتي .. د. أحلام الحسن

كَرَمُ الكرامِ بشيمتي هوَ مُلْهمي
قدًّا  لجودٍ  عانقيهِ  وابْصمي

شوقًا إليهِ فازْهري  وَتَوَلّعي
جودي يدًا  فتوضّئي وتيمّمي

ورذائلُ البُخَلاءِ بي لا تدّعي
كرَمًا مضى  إيّاكِ أنْ  تَتَكَلّمي

بمِدادِ جودٍ  أكْرمي لا تَمْنُني
صدَعتْ رياحُ الأصْل بي وبمعْصمي

فُكّي  القيُودَ  أميْرتي  وَتَرَحّمي
شيمي أبتْ بُخْلًا عَرُوْسي فافْهمي

ونَوَيْتُ إحْرامًا  فلا تَتَرَدّدي 
وبشاشةً جودي بها في مبْسمي 

كوني معي فنعانقُ الكرمَ اسوةً
هذي يدي  سأمُدّها    فَتَرَنّمي

وَدَعِي دنيّ النّفس لا تَتَجَاهلي
خُلُقُ الهُدى في أضْلعي هوَ مَغْنمي

كي نسْتَمِدَّ  منَ الحياةِ  متاعنا
فمناسكي وسعتْ لها فاسْتَسْلمي

سَبَقَتْ خصالٌ  للْكريْمِ  فأنْعمتْ
بِعُرُوقِهِ  تجري لهُ  مجرى  الدّمِ

الخميس، 23 نوفمبر 2017

كيف أعد نفسي لكتابة الشعر الحلقة السادسة

كيف أعدّ نفسي لكتابة الشّعر " حلقاتٌ للمبتدئين "
الحلقة السّادسة
إعداد وتقديم :  د. أحلام الحسن

    علمُ الكتابةِ العروضية ..

بعد أن تحدثنا في الحلقات الماضية عن أهم مدارس الشعر في الوطن " والتي سنرجع أيضًا في الحلقات القادمة " سوف نبدأ اليوم الدروس الفعلية والأساسية في قواعد كتابة الشّعر العمودي الموزون .. وستكون بإذن اللّه أولى حلقاته هذه الحلقة وهي في علم " الكتابة العروضية " وهو علمٌ من المستحيل تخطيه وتهميشه حيث سيؤدي ذلك إلى الفشل في كتابة الشّعر العمودي أو التفعيلي الموزون من خلال استخدام البحور الخليلة وتفعيلاتها ..

علمُ العروض :
هو علم ٌ تُضبط به الأوزان الشّعرية  العمودية و التفعيلية ،  فيعرف بها صحيح الشّعر من سقيمه ، و موزونه من مكسوره .. و لا يمكن أن يُضبط الشّعر العمودي وشعر التفعيلة بدونه ..

يقوم علمُ العروض على أساسين هما :

الأول  : 
ما يُنطق يكتبُ في البيت  عروضيًا .. أي في الكتابة العروضية ..  لا الكتابة الإملائية المعروفة .. لكون الكتابة العروضية أكثر دقّة في وزن الشّعر العمودي الموزون ..فهي بمثابة الميزان ِ الخاصِ لوزنِ حروفه ، ووزن حركاته ، و بدّقةٍ بالغةٍ لو اختلَ حرفٌ فيه لتسبب بالخلل وكسر البيت .. وكلّما تكرر الإخلال بحركة الحرف وأُبدلَ السّاكنُ بالمتحرك أو العكس في غير جوازات البحر كلّما وهنت التفعيلات واختلّتْ فيُحكم على القصيدة بالوهن والخروج عن الوزن .

الثاني   :
ما لا يُنطقُ لا يُكتبُ في البيت  عروضيًا . . بمعنى أنَّ الحرفَ  الّذي لا ننطقهُ لا نكتبهُ عروضيًا .

علم العروض  و زيادة الحروف  في الكتابة العروضية :

علم الكتابة العروضية و الحروف يزاد فيه  ستة  أحرف ، تُحسب في موازين الشّعر ، و بدونها يفشل الشّعر العمودي و التفعيلي و تفشل إيقاعاته  و هي :

١/ الحرف المشدد  تُفك الشّدة  ويُرسم الحرف مرتين .

٢/ الحرف المنوّن يُفكُّ  ويصبُحُ التّنوين نونًا ساكنة .

٣/ تُزادُ  ألفُ في  بعض أسماء الاشارة . .

٤- تُكتبُ وتُحسبُ حركة  القافية حرفًا  لهُ وزنهُ و اعتباره  .

٥-  تُضافُ الواو لبعض الأسماء .

٦- إذا أُشبعتْ حركة  هاء  الضّمير ، عُدّتْ حرفًا و يتمّ حُسابها حرفًا كاملًا لهُ قيمتهُ في وزن البيت .
مثال على نقطة 1  :
هذه بعض الكلمات نتعلمُ منها كيفَ تُفكّ الشّدة :

هذه الكتابة الإملائية المعروفة :   (  شدّ الرّجلُ الحبل حول الشّجرةِ بعزمٍ وإتّقانٍ )

تُكتبُ عروضيًا هكذا  :   ( شددَ الررجلُ الحبلَ حولَ الششجرةِ بعزمن وإتتقانن ) .

مثالٌ آخرٌ ليتمَّ الإستيعاب لديكم أعزائي :
الكتابةُ الإملائية  :     (جاءتْ المُدرّسةُ التي درّستكم فنَّ الرّسم  )
الكتابة العروضية هكذا  :   (  جاءتْ المُدررسةُ اللتي دررستكم فننَ الررسم  .

أتمنى بأن تكونَ حلقة اليوم خفيفةً عندكم .. على أمل الإيضاح الأوسع في الحلقات  العروضية القادمة إن شاء الله ..

أرجو  التفاعل مع التمارين الآتية ومحاولة كتابتها عروضيًا لضمان استيعاب الحلقة " الإهمال سيؤدي لعرقلة استيعاب الحلقات القادمة "

1/ تعلّم الطّلاب فنّ التّمثيل في الأكاديمية الفنّية .

2/  الشّعور بالحبّ وبالدّفء يُولد الإحساس بالطّمأنينة .

3/   إذا  أردّت أن تُطاعَ فمر بما يُستطاع ..

4/  اللّطفُ  .. التّودد .. الكلمة الطّيبة .. الموقف المُشرّف ..  مفتاحك لقلوب النّاس .

تابعوني الخميس القادم

مودتي

كيف أعد نفسي لكتابة الشعر الحلقة السادسة

كيف أعدّ نفسي لكتابة الشّعر " حلقاتٌ للمبتدئين "
الحلقة السّادسة
إعداد وتقديم :  د. أحلام الحسن

    علمُ الكتابةِ العروضية ..

بعد أن تحدثنا في الحلقات الماضية عن أهم مدارس الشعر في الوطن " والتي سنرجع أيضًا في الحلقات القادمة " سوف نبدأ اليوم الدروس الفعلية والأساسية في قواعد كتابة الشّعر العمودي الموزون .. وستكون بإذن اللّه أولى حلقاته هذه الحلقة وهي في علم " الكتابة العروضية " وهو علمٌ من المستحيل تخطيه وتهميشه حيث سيؤدي ذلك إلى الفشل في كتابة الشّعر العمودي أو التفعيلي الموزون من خلال استخدام البحور الخليلة وتفعيلاتها ..

علمُ العروض :
هو علم ٌ تُضبط به الأوزان الشّعرية  العمودية و التفعيلية ،  فيعرف بها صحيح الشّعر من سقيمه ، و موزونه من مكسوره .. و لا يمكن أن يُضبط الشّعر العمودي وشعر التفعيلة بدونه ..

يقوم علمُ العروض على أساسين هما :

الأول  : 
ما يُنطق يكتبُ في البيت  عروضيًا .. أي في الكتابة العروضية ..  لا الكتابة الإملائية المعروفة .. لكون الكتابة العروضية أكثر دقّة في وزن الشّعر العمودي الموزون ..فهي بمثابة الميزان ِ الخاصِ لوزنِ حروفه ، ووزن حركاته ، و بدّقةٍ بالغةٍ لو اختلَ حرفٌ فيه لتسبب بالخلل وكسر البيت .. وكلّما تكرر الإخلال بحركة الحرف وأُبدلَ السّاكنُ بالمتحرك أو العكس في غير جوازات البحر كلّما وهنت التفعيلات واختلّتْ فيُحكم على القصيدة بالوهن والخروج عن الوزن .

الثاني   :
ما لا يُنطقُ لا يُكتبُ في البيت  عروضيًا . . بمعنى أنَّ الحرفَ  الّذي لا ننطقهُ لا نكتبهُ عروضيًا .

 علم العروض  و زيادة الحروف  في الكتابة العروضية :

علم الكتابة العروضية و الحروف يزاد فيه  ستة  أحرف ، تُحسب في موازين الشّعر ، و بدونها يفشل الشّعر العمودي و التفعيلي و تفشل إيقاعاته  و هي :

١/ الحرف المشدد  تُفك الشّدة  ويُرسم الحرف مرتين .

٢/ الحرف المنوّن يُفكُّ  ويصبُحُ التّنوين نونًا ساكنة .

٣/ تُزادُ  ألفُ في  بعض أسماء الاشارة . .

٤- تُكتبُ وتُحسبُ حركة  القافية حرفًا  لهُ وزنهُ و اعتباره  .

٥-  تُضافُ الواو لبعض الأسماء .

٦- إذا أُشبعتْ حركة  هاء  الضّمير ، عُدّتْ حرفًا و يتمّ حُسابها حرفًا كاملًا لهُ قيمتهُ في وزن البيت .
مثال على نقطة 1  : 
هذه بعض الكلمات نتعلمُ منها كيفَ تُفكّ الشّدة :

هذه الكتابة الإملائية المعروفة :   (  شدّ الرّجلُ الحبل حول الشّجرةِ بعزمٍ وإتّقانٍ )

تُكتبُ عروضيًا هكذا  :   ( شددَ الررجلُ الحبلَ حولَ الششجرةِ بعزمن وإتتقانن ) .

مثالٌ آخرٌ ليتمَّ الإستيعاب لديكم أعزائي : 
الكتابةُ الإملائية  :     (جاءتْ المُدرّسةُ التي درّستكم فنَّ الرّسم  ) 
الكتابة العروضية هكذا  :   (  جاءتْ المُدررسةُ اللتي دررستكم فننَ الررسم  .

أتمنى بأن تكونَ حلقة اليوم خفيفةً عندكم .. على أمل الإيضاح الأوسع في الحلقات  العروضية القادمة إن شاء الله ..
تابعوني ..

أرجو التّفاعل مع التمارين لضمانِ الإستفادة ..

استخرجْ  كلّ الأحرف المشددّة من الكلماتِ الإملائية .. وفكّ الشّدة وحوّلها للكتابة العروضية  ..   (   علمًا أنّي لم أضعْ الشّدةَ على أكثر الكلمات ) .. إبحثْ عنها ..

      
  

الاثنين، 20 نوفمبر 2017

فن الإدارة الحلقة السادسة

فنُّ الإدارة .. الحلقة السادسة
بقلم / د.أحلام الحسن
استشارية إدارة أعمال
و إدارة موارد بشرية

واجباتُ الإتصالات الإدارية ..

مما لا شكّ فيه ما للإتصالات والتواصل من أهميةٍ عظمى في نجاح المؤسسة أو الوزارة أو بقية الأعمال المندرجة تحت نظام العمل الإداري .. ويُبنى نظام الإتصالات على قاعدتين أساسيتين هما :
القاعدة الأولى :

الإتصالات داخل الكتلة الواحدة أو المجموعة الواحدة والتى يجب عليها تحقيق التطور والنمو لصالح الوزارة أو المؤسسة التعليمية أو التجارية أو السياسية وغيرها .. ولها أساسياتٍ في قوام تماسكها لصالح المؤسسة نذكر منها :

أ- التشاور والأخذ بالأراء ودراستها وتحليلها وعدم احتكار الموظف معلومات تفيد المؤسسة بغية إبراز نفسه فقط ! غير مراعٍ لمصلحة المؤسسة بأنّ نجاح جميع من فيها يعني نجاح المؤسسة مع ضرورة إبراز بطاقة هويته الشخصية وبطاقة وظيفته بالمؤسسة .

ب- استخدام المصطلحات اللغوية المناسبة لذات العمل نفسه قبل إرسال أيّة رسالةٍ للطرف المراد التعامل معه .. فهناك مصطلحات عالمية تختص فقط بنوع عملٍ ما دون غيره .. إضافةً إلى جمال ورونق كلمات المقدمة للرسالة قبل البدء بالمطلوب من الطرف الآخر .

ت- إهمال الفقرة "أ "والفقرة " ب " سيؤدي إلى مضيعة الوقت وتضايق الطرف المقابل وتأخير إنجاز الأعمال وعرقلة الأمور وفقد الثقة العملية في الإدارة المُرسلة من حيث الدراسة والتأهيل للمنصب الذي هي فيه .

القاعدة الثانية :
الإتصالات مع خارج المؤسسة :

أ : وتكون عبر التواصل المباشر أو من خلال مندوبٍ يمثل المؤسسة وعليه يجب توفر بعض الضروريات في هذا المندوب وفي نوعية الرسالة المحملة هل هي مكتوبة أو شفوية ويراعى في المكتوبة بما جاء في الفقرة (ب) أعلاه .

ب: إختيار الطريقة المناسبة والملائمة لإرسال الرسالة وفق أهميتها .. فإذا كانت الطريقة من خلال التسليم اليدوي والتفاوض مع مستلمي الرسالة فلابدّ حينها من إرسال من يمتلك المكنةفي العلاقات العامة ومكنة التفاوض والخبرة في ذات الأعمال المطلوب إنجازها .. ولابدّ من تمتع هذا المفاوض بالإخلاص والذكاء وبُعد النظر وفنّ المحاورة والقدرة على التأثير في
  الطرف الآخر .. فضلًا عن حسن المنظر واللباقة .ا

ت : توفر المكان الملائم للتفاوض فلا يكون في مكانٍ يعجّ بالفوضى أو بأصوات الآلآت حيث سيؤدي مثل هذا لضياع الأفكار بين الطرفين المُرسل والمتلقّي ولصعوبة الفهم وإرسال الفكرة .

ث : لجوء المُرسل لخلق حالة تجنّب الإلتباس وسوء الفهم لدى المُتلقّي من خلال فكّ رموز ومسميات الرسالة المكتوبة المرسلة للمتلقّي .. والتأكد من مدى تجاوب المتلقًي مع الرسالة .

ج :  لا يخرج المُرسل من الحوار مع المُتلقّي إلاّ بالإقناع ودون الإلحاح وإبراز أهم المميزات في الصفقة التي تحملها الرسالة مع تسجيل موعدٍ قريبٍ لعقد الصفقة مع المؤسسة وعدم تأخيره بتاتًا .

المصدر : مؤلف " فنّ الإدارة "
لكاتبة الحلقات

الجمعة، 17 نوفمبر 2017

حنين

حنين / د. أحلام الحسن

هيَ الذّكرى تُدغدغُ في وجودي
إلى قلبي  إلى ثغري  فعودي

مُردّدةً  على شفتي  أغانِ
معي كبُرت بألغازِ  الوعودِ

تُعانقني وتحضرني  مِرارًا
وتعزفُ فوقَ أوتارِ  الخُدودِ

وتُندي الجفنَ بي دمعًا هتونًا
على وطنٍ  يُراهنُ  بالصّمودِ

مساءاتي تحُنُّ  إليهِ  شوقًا
وأيّامي  عليَّ  منَ  الشّهودِ

فأرجو أن تُسيّرني  الأماني
بيومٍ ما  إلى تلك  الحدودِ

فقل عجبًا  على خِلّ ٍ جفانا
ويُسقينا  الرّزايا  كا لوقودِ

وترمينا السّهامُ  كما الضّحايا
فقُم هدهد نزوفَ دمِ الصّدودِ

كريمُ الأصلِ لا يُدمي رضيعًا
ولا يرمي  بأُمّ ٍ في  القيُودِ

ألن يحوي أصيلُ القومِ  يومًا
لأحضانٍ حَوَتهُ  عن الجمودِ

فليت العُمر  يُبقيني  لأروي
بساتينًا على أرضِ  الجدودِ

لزيتونٍ   وأغصانٍ   تدلّت
سلامًا من ودُودٍ  في السّجودِ

إلى وطنٍ  يحنُّ  لهُ  حَنيني
إلى رُكنٍ. بأصواتِ  الهجود ِ

تناجت فيهِ  أذكارُ  الليالي
لمعبودٍ  توَحّدَ  في الوجودِ

ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء
بحر الوافر / مشاركة

الخميس، 16 نوفمبر 2017

كيف أعدّ نفسي لكتابة الشعر الحلقة الخامسة

كيف أعدّ نفسي لكتابة الشّعر
الحلقة الخامسة

بقلم .. د . أحلام الحسن

في خضم الأدب العربي العريق والأصيل ومن إحدى أروع مدارسه التي بزغت لدنيا الأدب في الثلاثينات مدرسة جماعة أبولو والتي أسسها الشاعر الكبير أحمد زكي وتبعه الشاعر إبراهيم ناجي لتنطلق في سماء الأدب العربي الوجداني المرهف وينطلق إبراهيم ناجي معها أيما إنطلاق رغم كثرة العراقيل التي حاولت بعض مدارس الشعر كمدرسة الديوان التي أسسها العقاد التصدي لهذه المدرسة الأدبية اليافعة آنذاك ..
والشاعر الكبير أحمد زكي أبو شادي من مواليد 1892م تلك الفترة التي بزغت أكثر المدارس الشعرية فيها في مصر والوطن العربي ..
بزغت هذه المدرسة الشعرية ( أبولو ) في زمن الإستعمار والإضطهاد التي عانت مصر منه وهي فترةٌ عصيبة ومن أقسى الفترات على مصر ..
سبب التسمية  :
وتعني ( إله الإغريقية أبولو ) والذي يدعو للتنمية والحضارت ومحبة الفلسفة وإقرار المبادئ الدينية والخلقية والإنطواء إلى الوجدانية المرهفة والحزن العميق والفراق وكلّ ماهو متعلقً بالوجدان والعزلة .. رغم بعض القصائد المغايرة عندهم لهذا الإنطواء والطابع العام الحزين لهذه المدرسة وعجزها عن التصدي للواقع المرير آنذاك .. وبرغم هذا الحس الوجداني المنعزل والحزين تمخضت مدرسة أبولو عن كبار الشعراء أثْروا الساحة الأدبية العربية بأجمل وأبدع القصائد والتي مازالت إلى اليوم يُتغنّى بها على ألسنة المطربين والمطربات ..
وقد اشتهرت قصيدة الأطلال ل إبراهيم ناجي أيما شهرة بعدما أنطلقت على لسان سيدة الغناء الراحلة أم كلثوم حيث اختارت بعض أبياتٍ من القصيدة وهي من بحر الرمل والتي قال فيها إبراهيم ناجي :

أيا حبيبي رحم الله الهوى / كان صرحًا من خيالٍ فهوى
اسقني واشرب على أطلالهِ / وأرو عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبراً / وحديثًا من أحاديث الجوى
وبساطًا من ندامى حلمٍ / هم تواروا أبدًا وهو انطوى
يا رياحًا ليس يهدأ عصفها  /نضب الزيت ومصباحي انطفأ
وأنا أقتات من وهم عفا / وأفي العمر لناسٍ ما وفى
كم تقلبت على خنجره  / لا الهوى مال ولا الجفن غفا
وإذا القلب على غفرانه / كلما غار به النصل عفا
يا غرامًا كان مني في دمي / قدرًا كالموت أو في طعمه
ما قضينا ساعةً في عرسهِ / وقضينا العمر في مأتمه
ما انتزاعي دمعةً من عينه / واغتصابي بسمة من فمه
ليت شعري أين منه مهربي /  أين يمضي هارب من دمه
لست أنساك وقد أغريتني  / بالذرى الشم فأدمنت الطموح 

والمتأمل لهذه الحالة الأدبية الرائعة في القصيدة والمنطلقة من بين روح وفكر الشاعر إبراهيم ناجي يدرك مدى الألم الوجداني الساكن بين أضلاعه والمشتعلة منه هذه القصيدة الرائعة بكلّ المعاير الوجدانية المؤثرة في قارئها أيّما تأثير  ..

أيا حبيبًا رحم اللّهُ الهوى
كان صرحًا من خيالٍ فهوى

وهنا تتضح الحسرة جليةً فلا يترحم بهذه الصورة إلاّ على الميت المفقود ..
ونجد مدى المعأناة في البيت بل في كامل القصيدة واليأس أيضا
( كان صرحًا من خيالٍ فهوى ) :
وهنا إقرارٌ وانهزامٌ نفسيٌ شديد فقد هوى هذا الحبّ بعد أن كان صرحًا من خيالٍ فهوى !
هنا نجدُ محاولة أخرى للشاعر في إقناع ذاته بأنّ ذاك الحبّ ما كان سوى صرحًا من خيالٍ فاق منه !! وما كان حقيقة .. وحتمًا بأنّه كان حقيقة تمخضت بالفشل ففرّ هاربًا بشعوره بإحساسه بصدمته المؤلمة ليوهم نفسه بأنّه كان خيالٍ !
إسقني واشرب على أطلاله
وأرو عني طالما الدمع روى

كيف ذاك الحبُّ أمسى خبرًا
وحديثًا من أحاديثِ الجوى

ويرى القارئ كيف بلغ السيل مداه ب الشاعر العملاق إبراهيم ناجي فكلّ الواقع الغرامي الذي كان يعيشه أصبح أطلالًا من الأسى المؤلم فلا حقيقة لهُ الآن ! 

( إسقني واشرب على أطلالهِ ) :

خطابٌ لذلك الحبيب ودعوةٌ له ليكون كالشاعر في هذا الألم والهروب إلى عالم النسيان والوجدان وهو هروبٌ من الواقع المرير والمؤلم إلى حالة السكر الوجداني الحزين والبكاء على الماضي السحيق ..
( وأرو عنّي طالما الدمع روى ) :
قمة الحزن فذاك السُّكر وتلك الخمرة ما كانت غير دموعه !!
وأرو عنّي : قمة البلاغة في القصيدة شربٌ ورواءٌ منهُ للحبيب ولهُ وكان منبع هذا الألم هو الشاعر فقط ومن نبعه سيرتوي الحبيب !
( كيف ذاك الحبُّ أمسى خبرا ) :
ولا يكون المساء إلاّ بعد شروق شمس الصباح وهنا تشبيهٌ رائعٌ فقد توارت شمس ذاك العشق والحبّ .. وتوارى معها الأمل في رجوعن .. وصار خبرًا من الماضي الجارح والحزين بعد أن كان واقعا  ..
(وحديثًا من أحاديث الجوى ) :
بحرقة الوجد وبالجوى وبالنفس ما عاد للحبّ ذاك من وجود غير الحرقة واللهب المشتعل بالقلب ومجرد حديث الجوى الحارق !
وكما ذكرنا في بداية المقال بأن مدرسة جماعة أبولو قامت على الأحاسيس المنعزلة والوجدان العميق جدا جدا للشاعر دون معاصرة الحدث العام . . وبهذا الجمال الأدبي الفريد والذي سارت على منهجهِ أقلامٌ تأملُ بأن تصل لمرحلة إبداعه يومًا ما .

الجمعة، 10 نوفمبر 2017

عروج الروح

القصيدة من " ديوان طوفان الحب " بمناسبة ذكرى أربعينية استشهاد سيٍد شباب أهل الجنة
الإمام الحسين ابن علي ابن أبي طالبٍ سبط رسول اللّه " ص" (  ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ) الشورى ٢٣
أللهمّ تقبّل منّي هذه الحسنة وزدني فيها حُسنا كما وعدت ياكريم يارب ..

عروجُ الرّوح . . د . أحلام الحسن

عرّجْ بروحكَ مثلَ روحِ الأنسُمِ
نحو الطّفوفِ بقلبكَ المتألّمِ

واعطفْ بوجْدكَ نحوَ أجسادٍ لهم
كم عانقت بالطّفِّ من كُربِ الدّمِ

قُمْ والتثم  عبقَ التّرابِ مُقبّلًا
فلكَم به من ملثمٍ  لم يُفطمِ

هرولْ لهم بحنينِ دمعٍ قاطعًا
رمضَ الطّفوفِ بلوعة المُتألّمِ

واحمل بنبضِ القلبِ وردًا أحمرًا
بيدي المحبّ ِالعاشق المُترنّمِ

واعزف لهُ لحنَ الودادِ مواليًا           
تُدمي قلوبَ العاشقين اليُتّمِ

وانشد نشيدًا للوداد الأحمدي                    
فلعمرهِ  هذا لصكُّ المُحتمي

واعصر غمائمَ من دموعكِ ناثرًا
تبكي  حسينًا  بالبكاء المُؤلِمِ

فاليومَ جُد نحو الحسين مُلبّيًا
حطّم جحودًا مَيتةً كالأصنمِ

واندب رضيعًا للحسين ونحرهِ
وبمهجةٍ جمرًا غدت  للفاطمي

واركب سفينًا للحسينِ وجَدّهِ
واصنع لهُ سيفَ الولاءِ الأعصمِ

وانظر  لعينٍ  بالسّماء تفطّرت
وبأدمعٍ  سجّل وفاءَ  الأنجمِ

واذكر ضلوعًا للحسينِ تهشّمت
وترضرضت بفؤادهِ في الأعظمِ

فلكم قتيلٍ للنّبيّ أبَى الفدا
بعظيمِ ذبحٍ من بلاءِ الخاتمِ " ص"

ولئنْ علت كفٌّ لشيطانٍ فلن
تُثني لهُ عزمًا بهِ  كالضّيغمِ

ولئن اعتلى شمرٌ على أسيادهِ
فخلودهُ وهمُ الغبيّ الواهمِ

ولئن سنت عينُ الظّلام ِقريرةً
سبحانَهُ الدّيمومُ فوق  النّوّمِ

ٍ فلطالما شمرٌ بقى  أشرًا هنا                                             
يبقى الحُسينِ مُخلّدًا بالأوسمِ

ومناديًا هيّا لخير حياتِكمْ
عند الأذانِ  يأمُّ قلبَ المُحرمِ

سيفَ البطولةِ حاملًا ومُلبّيًا                                
لهتافهم وبطلعةٍ في المقدمِ

بحرُ الكامل