الخميس، 27 أكتوبر 2016

قضايا

قضايا . . د . أحلام الحسن

أدبٌ أم غضب ..

تأخذنا الحسرة والندم لما نراه من أصناف الحروب المتعددة ، ومنها الحروب الثقافية المفلسة أدبًا وقيمًا ، فوق الخارطة العربية ، وعلى جرائدنا ، وقنواتنا ، وعبر وسائل التواصل المختلفة ، ممن يحملون أقلاما وفكرًا يدعو للدّعارة والفجور بحجّة الشّعر أو المقال !
والملفت للنظر أنّ الأقلام العفنة والمُفلسة قد ازدادت في السنوات الأربع الأخيرة ..
والتساؤل هنا :
أهو جهلٌ منهم ؟
أم طلبا للشهرة ؟ أم تحريضا وعمالة ضدّ الأمّة المسلمة ؟!
وكلّ الإجابات بأحداها أو كلّها هي حقيقةٌ لا محال في ذلك عند الإنسان العاقل السّوي .
وكما يرى البعض بأنّه مخططٌ وضُعت له استراتيجيةٌ تهدف لهدم المجتمع المسلم تدريجيًا وللقضاء على معتقداتنا وأخلاقنا .. وللأسف هناك المئات من الإعلاميين والمروجين ( لثقافة) الإنحطاط الأخلاقي والدّعارة المكتوبة  .
ولن أخوض في متواضع مقالي أكثر وسأبقى في محور الحرب الثّقافية ضدّ عقيدتنا وديننا والتي تسعى لهدم ما بقي عندنا منه وبإسلوبٍ رخيصٍ جدًا وسهل التداول ليدس زبالة أفكاره بيننا ..
ومهما كانت دوافع تلك الأقلام الرّخيصة مأجورةً وعميلة كانت .. أو مروّجة لنفسها لدواعي مختلفة ، فهي في النهاية تتحدُ في النتيجة في هدم الأخلاق والدّين وإفساد المجتمع والمساهمة في الإنحطاط وبحجّة الأدب !!!
وهانحن وللأسف نرى الأقلام الداعية للدّعارة المكتوبة ولممارسة الفجور عبر وصف العملية الجنسية بحذافيرها وأشكالها المتنوعة في أسلوبٍ وضيعٍ منحلّ ٍ يسمونه شعرًا وأدبًا و بأقلامٍ نسوية !!!
وأقول حاشا أن يصلَ الأديبُ والشاعرُ والكاتب الحقيقي والذي يحمل على عاتقه مسؤولية قلمه لهذا المستوى الهابط من الأدب في صناعة أدب الدعارة بل هو سعيُ من أفلس من الأدب أو الأجير والعميل .
فما هي المصلحة المرجوة من جرّاء هذا الإنفلات المتجرّد من الحياء ؟!
لقد كتب أعاظم الأدباء والشعراء في عالمنا العربي أقوى القصائد وأجملها في الوطن والسياسة والحب الحقيقي ،وفي العاطفة المطوقة بالأدب ، وفي قضايا الأمم ،ووصلوا لأعلى مراتب الأدباء بأقلامهم ، وقد مجّدتهم الشعوب ونالوا الشهرة بعلومهم لا بالإثارة الجنسية وبالدعارة المكتوبة ..
لقد عرف الأعداء نقاط الضعف بنا فسلّطوا تلك الأقلام علينا فمن لم يكن لقمة سائغة للحروب الطائفية أوالعرقية أو السّياسية كان لقمةً سائغةً للحروب الجنّسية والغرائزية والفجور والمعاصي ..
فهل نعي خطورة ذلك ؟!!
أختم مقالي المتواضع هذا بقول اللّه تعالى :
(( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) النًور 19

الاثنين، 24 أكتوبر 2016

قضايا

قضايا . . د . أحلام الحسن

أدبٌ أم غضب ..

تأخذنا الحسرة والنّدم لما نراهُ من أصناف الحروب المتعددة ، ومنها الحروب الثقافية المفلسة أدبًا وقيمًا ، فوق الخارطة العربية ، وعلى جرائدنا ، وعبرقنواتنا ، وعبر وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة ، ممن يحملون أقلامًا وفكرًا يدعو للدّعارة والفجور وبحجّة الشّعر أو المقال !
والملفت للنظر أنّ الأقلام المفلسة العفنة قد ازدادت في الأربع سنواتٍ الأخيرة ..
والتساؤل هنا :
أهو جهلٌ منهم ؟
أم طلبا للشهرة ؟ أم هو  تحريضٌ وعمالة ضدّ الأمّة المسلمة ؟!
وكلّ الإجابات بأحداها أو كلّها هي حقيقة لا محال في ذلك عند الإنسان العاقل السّوي ،
وكما يرى البعض بأنّه مخططٌ وضعت له استراتيجية تهدف لهدم المجتمع المسلم تدريجيا وللقضاء على معتقداتنا وأخلاقنا .. وللأسف هناك المئات من الإعلاميين ومن المروّجين ( لثقافة) الإنحطاط الأخلاقي والدّعارة المكتوبة  .
ولن أخوض في متواضع مقالي أكثر وسأبقى في محور الحرب الثقافية ضدّ عقيدتنا وديننا والتي تسعى لهدم ما بقي عندنا منه وبإسلوبٍ رخيصٍ جدا وسهل التداول ليدس زبالة أفكاره بيننا ..
ومهما كانت دوافع تلك الأقلام الرخيصة مأجورةً كانت أوعميلة أو مروّجة لنفسها لدواعي مختلفة ، فهي في النهاية تتحد في النتيجة المحصودة في هدم الأخلاق والدّين وإفساد المجتمع والمساهمة في الإنحطاط وبحجّة الأدب !!!
وهانحن وللأسف نرى الأقلام الداعية للدعارة لممارسة الفجور عبر وصف العملية بحذافيرها وأشكالها المتنوعة في أسلوبٍ وضيعٍ منحلّ ٍ يسمونه شعرا وأدبا و بأقلامٍ نسوية !!!
وأقول حاشا أن يصلَ الأديب والشاعر الحقيقي لهذا المستوى الهابط من الأدب في صناعة أدب الدعارة بل هو سعيُ من أفلس من الأدب أو  الأجير أوالعميل .
فما هي المصلحة المرجوة من هذا ؟!
لقد كتب أعاظم الأدباء والشعراء في عالمنا العربي أقوى القصائد وأجملها في الوطن والسياسة والحب الحقيقي ،وفي العاطفة المطوقة بالأدب ، وفي قضايا الأمم ،ووصلوا لأعلى مراتب الشّهرة بأقلامهم ، وقد مجّدتهم شعوبهم ونالوا الشهرة بعلومهم لا بالإثارة الجنسية وبالدعارة المكتوبة ..
لقد عرف الأعداء نقاط الضعف بنا فسلّطوا تلك الأقلام علينا فمن لم يكن لقمة سائغة للحروب الطائفية أوالعرقية كان لقمة سائغة للحروب الجنسية والغرائزية والفجور والمعاصي .. ولا يخفى علينا أمر خطورة التّرويج لمثل هذه الأقلام ..
فهل نعي خطورة ذلك ؟!!
أختم مقالي المتواضع هذ ا بقوله اللّه تعالى :
(( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) النور 19

الأحد، 23 أكتوبر 2016

شفيعُ الأمم

القصيدة .. 34 ديوان طوفان الحب

شفيعُ الأمم ..
,
وقفتْ صفوفُ الحُورِ حاضنةً لهُ
كمْ حارسٍ  للمهدِ حولهُ يَرصدُ

وُلِدَ  الشّفيعُ  وجبْرئيلُ   يُكبّرُ  
هو رحمةٌ  للعالمينَ   سَتُحمَدُ

جَمَعَ الجمالَ معَ الخصال ِ كأنّها
رُكْنُ  الرّشادِ  هدايةً و يُسَدّدُ

وَجَمَالُ يُوسف ذاكَ بعضُ جَمالِهِ
وَعَظِيمُ  أخْلاقٍ  فَمِنهُ تُشيّدُ

يا  أسْوَةً  للعالمينَ  و قُدوَةً
بكَ نَهتَدي بكَ نَقتدي بكَ نَرشُدُ

كَمُلَتْ  سموُّ  عبادةٍ  ألقابُكَ
محْمودُ أحمدُ والنّبيُّ  مُحَمّدُ        ( ص )

قومي  أَمِينة  دثّري  لمُحمّدٍ
نَزَلَ الأمينُ على النّبيّ ِ يوَحّدُ

وَرَدَ  الحيَاةَ   نبوّةً  و رسالةً
لكرامةِ  الإنسانِ يَحفظُ يسْعدُ

ُ أُمُّ القرى الأوثانُ فيها  تَزَلْزلتْ
نورٌ  كَنُورِهِ  ليسَ يُنْجبُ يُوْلدُ

ألأنْبياءُ   تفاخَرَتْ   بِأُصُولهِ
هل مِثلُ موْلِدِهِ  الموالدُ  تُوْلدُ

فكأَنّهُ النّبعُ  الأصيلُ  لِمَجْدِهِمْ
وَهُمُ  الفروعُ  وكُلّهم لهُ أُوْلدوا

تشتاقُ فردوسُ الجنانِ مَقَامَهُ
مَحمودُ أمرِ شفاعةٍ  لهُ  تَشهَدُ

طمعتْ قلوبُ معانديهِ شفاعةً
لولا  مقامكَ كيفَ نسْلمُ أحمدُ !

إنَّ الصّلاةَ بغيرِ ذكْرِكَ  تُرفَضُ
أَلموتُ لا يُفني  حياتكَ أحمدُ

أَيَمُوتُ منْ  مَلَكَ القلوبَ بذكْرِهِ                                                         
تَفنى الملوكُ ويبقى شأنُكَ يُخْلدُ

يا خاتمِ الرّسلِ الكِرامِ جَمِيْعهمْ
يا رحمةً نزلتْ  تُبشّرُ  تُسْعِدُ

فِتَنُ الغَيَاهِبِ والضّلالِ ضغائِنُ
أُلعُذرُ يَصعُبُ والشّعوبُ تشرّدوا

فَيَضَانُ  دمْعِ  إمومةٍ  يتفجّرُ
نارٌ  عليْهمُ  كم تقومُ  وَ تَقعدُ

وتأزّمَ  الإنسانُ  في  أوطانِهِ
أَلمسلمونَ  متوّهونَ   محمّدُ

لعبتْ بأُمّتكَ  الخُطوبٍُ فأَقبرتْ
جَهِدَ البلاءُ  فلن  تُمّدَّ لهمْ يدُ

ضاعَ السّلامُ وبالأمانِ  يُهَادَنُ
حتّى الأجنّةَ في البطونِ تُهَدّدُ !

يا مَهبَط  المَلَكِ المُطاعِ ورحلِهِ
لولاكَ جَمعٌ  في جهنّمَ  يُخْلَدُ

ضَجَّ الشّبابُ وشابَ منهُ شبابُهُ
ليتَ  الهناءَ  بلابلٌ  تَتَغَرّدُ

ضاعتْ حقوقُ طفولةٍ وبراءةٍ
نشكو إليهِ فليسَ غيرِهِ  يُعبدُ
َ
أيّامُهم كم  تشتكي  بمرارةٍ
عدلًا و أمْنًا  مَعْدمًا  يَتَمَرّدُ

ياليتَ ترجِعُ بسْمةٌ لشفاهِهِم
مِثلَ الطّيُورِ  لِوَكْرِها   تَتَوَدّدُ

في عالمِ الأفلاكِ يطْرُقٍُ  طارقٌ
صلّوا على البدرِ التّمامِ وَوَحّدوا

ليالي الحب

القصيدة .. 32 / ديوان طوفان الحب

ليالي الحُبّ  . .

سألوني في عيد الحبِّ قالوا
من حبيبك .. من وليفك .. من أنيسك ؟!
قلتُ هو سيّدُ الحُبّ
وسيّدُ الجمال
......... وسيّد المقال
منْ حُبّه ليس لي فرار
قالوا صفيهِ
قلتُ وكيف الوصفُ له يُقال
وكيف من حُسنهِ المنال !
قالوا حدّثينا عن جماله
فقلتُ لا حدّ لوصفهِ ولا مجال 
في كلّ جهاتي هو لي مدار
تعدّى كلّ الحدود
ورسمَ صورَه في الوجود
ولو بحثتم عن أصلِ الحُبّ ِ
لوجدتم أصل الحبَّ إليهِ يعود
ملكَ منّيَ الشّعور
منهُ الجمال وجميل الخصال
وكلامهُ عذبٌ سلسبيلٌ
دواءٌ شفاء
تعجزُ عن وصفهِ الرّجال
ولا تفيهِ كلُّ السّطور
أسيرةٌ أنا في حبّهِ .. بل أمةٌ من الإماء
أحنُّ إليهِ وأبتغي رضاه
وأتحدّى في حُبّهِ كلَّ الذّنوب
وعنهُ أبدًا لا آتوب
قالوا أهو أمير ؟
قلتُ بل سيّد الأمراء
قالوا  أملكٌ هو ؟
قلتُ مثلهُ الملوكُ لا تنال
وليس من مثلهِ يُطال
قالوا أخبرينا عن مالهِ وكنوزه
قلتُ كالتّرابِ عندهُ الماسُ والذهبُ والمال 
عليَّ لا يبخلُ وبه يجود
قالوا ما اسمه ؟
قلتُ ليتَ شِعري قد عرفَ بعضًا منه
لهُ هيبةٌ وخلود
ورحمةٌ ووجود
في محرابهِ
أنا الأمةُ وهو المعبود
                              ُ

لعينيك عباس

القصيدة  30 / ديوان طوفان الحب

لعينيك عباس . .

كيف لي لعينيك ياعباس
وكيف لي أن أُداري
وكيف لا يعبر شعوري
فلوات البراري

وأنا أرى
إلى عينيك سرّ ارتحالي
وأرى كفّيك
يحملا قلبي وبجواري

فدتْ عينايَ عينيكَ
المسهومة سُمًّا
وفدتكَ روحي
تنسلُّ من بين أستاري

فدتْ أكُفّي تلك الأكفَّ
الشّيماء حين البزوغِ
تشمّرُ  هاكم  بعض أعذاري

هاكَ حُسينًا  قلبي
بين كفّيكَ فهيّا خُذهُ
وبالخنصرِ المبتور
قم وأكتب فيه أذكاري

وخُذ كبدي منّي حسينًا
فداءً لكبدكَ الظّامي
لعلي بك
أبلغُ محلّةَ أسبابِ الإيثارِ

ذُخري حُسينًا
وأنا العباسُ لهُ ظهرُ
كرارُ الأبِ وفيُّ الأمِ
عضدً لك يابن صاحب المقامِ

حَسنيُ المَقدَمِ
حُسينيُ الدّمِ لا أُبالي
زينبيُ الصّبرِ   . . حيدريُ  الإنفارِ  

عباسُ خُذ بيدي
كي تُخبرُكَ ليالي وأقلامي
وتُخبركَ دفاتري
وتخبركَ محبرةُ قلبيَ عن مراري

عن حُزني الأسود
وعن حبريَ الأسود
تشهدُ بذلك الليالي وأسطُري
ويشهدُ دمعٌ بأشعاري

كيف لا !!
وأنت سلطانٌ تملّكَ رُشدًا
حتى تغلغلَ نهجُهُ بي
يرسمُ دستورًا لأفكاري

سيّدي . .
جئتُ وقد شقَّ الرّيقُ ظمأً
وبعينيك فراتي
وبكفّكَ ينبعُ سيدُ الأنهارِ

فهل لريقيَ بشربةٍ
من كفّكَ الرّاوي ترويني
فيها شفائي
وفيها إنفراجُ أكداري

لتروي ما درسَ
من بقايا زهر عمري
من إيمانٍ لي قلى
وهمّ ٍ وضنينَ وقاري

كم قد داريتُ
عن الخلائقِ ما حلَّ بي
وعن مِثلكَ عباسُ
لا لا فلستُ أُداري

فإذا لم أفض هَمّي لإبنِ عمّي
فلمن أفض ! 
ولمن أبوح بشكوايَ
ولمن أبوحُ بحزني وأسراري

هاقد دنوتُ منكَ عباس
لتُحيلَ رماديَ نورًا
من بعد اللهِ
ليس  لسواكم  فراري

هاهو يمينكَ شطًا
يستقبلُ اقبالي
ليروي لي اشتياقي
ويروي قلّة اصطباري

وعذبُ فراتٍ
بيسارك يهتفُ  تعالي  
تلاحقني كفّاكَ
في جميع مراحل أطواري

وأتأرجحُ بين جَزرِ الفرحِ
وبراكينُ الأحزانِ
لمنازل القمر الهاشميُ
سوف يكونُ إبحاري

قد عشعشَ الثاني  بوجداني
وقد هدّ كلّ أركاني 
فلا ثغرٌ يطربُ
غير صاعقةِ الأقدارِ

وكيف لقلبيَ الجريحِ
ببسمةِ الإلهام
حينما تبزغُ الأروحُ
هناك عند سيّد الأنهارِ  

حينما تُشعشعُ شمس الطّفوف ِ
مُعلنةً صرخاتها بالكون
قد أفلت اليوم
هاهنا شُمُوسُ لأطهارِ

********************

عباس يابن حيدر من قدّك اليوم بالميدان
زلزلت جوانبهم وزلزلت صفوف الشيطان

حجّ الحجيج

القصيدة . . 29 / ديوان طوفان الحب

حج الحجيج ..

حج الحجيج / د . أحلام الحسن

قفْ بالنّفس
و أكثرْ عليها العتبا
وادرك منَ الخالق
مما لكَ قد وهبا

وخُذْ منْ أطيبِ الدّنيا
لك أمنيةً
كم ترتجي
لها منْ ربّكَ مُكتسبا

فهذا البيت
بأرض مكّةَ يانعًا
يقابلَ المعمورَ
في سماءِ اللّهِ عَجَبا

طافتهُ هنالك الملآئكُ
تستوحي رضا الرحمان
فالصقْ الأكتاف
َ واقضِ ما عليك قد وجبا

كلُّ الأنجمِ
هناك أنارتٔ بأضوائها
و الملآئكُ كلّهم طافوا بهِ
أفواجٌا  حُقبا

و لاتدعْ للنّاسِ
عليكَ من حقّ ٍ لهم
و أبرء الذّمة
مما إليها قد نُسبا

قم قفْ في عرفات
نادمًا خاشعًا مُعترفًا
واذكر خطاياكَ
بخوفٍ ملؤهُ رَهَبا

وتُبْ للّهِ توبة نادمٍ
لُبابيةَ المصداق ِ
يُدنيكَ الإلهُ لهُ كرمًا
ويَهُلُّ بكَ رحبا

فمُحي الأموات
َ هو القادر الغافرُ
على أنْ ينجيك
مما كان بك قد خُرِبا

واعزم النّيةَ صادقًا
بالمشعر الحرام ِ
عابدًا بائتَ النُسكِ
بجوارِ لُطفِ اللهِ قُرُبا

ثُمَّ قف بالمزدلفة
راجيًا منهُ الصّفحَ
فليس لنا جميعًا
لغير اللهِ منهُ مهربا

واقتل الدّناءة بكَ
و اصلبْ هوى النّفسِ
و أنت ترمي
سبعًا فسبعًا شُهبا

وأحسنْ للرّفاقِ أينما كنت
في خير صحبةٍ
فلا رفثَ هناك
ولا فسوقَ ولا عَتَبا

واذبح هواكَ هديًا
مع الهدي هناك مُنجدلًا
لا إثمَ عليك لمُسلمٍ
ٍ لاتكفيرًا له لا كَذِبا

و بتْ في مِنى عند
عند الكريم خير مُضَيّف ٍ
وارمَ ِ الجمار
بالخُلقِ الرّفيعِ والأدبا

واصرعْ العقوقَ
و احبسْ الغِيبَة بعزمٍ
ودع عنك هوى النّفس
والغرورَ والجدالَ واللعبا

وطُفْ بالبيت كطفلٍ
لتوهِ منَ الرّحمِ وُلِدَ
لا كبيرةً بعدهُ
لا فِتنٍ و لا زغبا

واسعَ بين الجبلين
سعي عبدٍ مُودّعٍ
سُلبَ الحياة
والعمر منهُ ولَى وذهبَ

واحللْ لك شرعًا
بطوافَ الوداعِ
تَجني ثمارَ حجّكَ
والخير كُلَهُ والطّلبا

واحلقْ العيوبَ كُلَها
من قبل حلقِ الشّعرِ
باطنها و ظاهرها
وما بفكركَ قد أُضطربا

وارجعْ للوطنِ نقيًّا
كالثّوبِ الأبيضِ ناصعًا
ثُمّ إيّاكَ . . إيّاكَ أنْ يلتهبا

فالصق الأكتاف : المقصود من الشّطر تلاصق أكتاف البشر من الحجاج بأكتاف الملائكة من الحجاج .

منّة المستضعفين

القصيدة .. 28 / ديوان طوفان الحب

قصيدةٌ مهداةٌ إلى منقذ البشرية الإمام المهدي المنتظر عجّل اللّهُ لهُ الفرجَ وسهّلَ لهُ المخرج وبلغهُ منّا التّحية والسّلام وتجديد البيعة وجعلنا في ركب أنصاره الكرام

مُِنّة المستضعفين .  .

سأناديك هذه روحي خذها
ولتسافر معك باتّباع 
تُحلّقُ في كلّ الأفاق
و تجولُ في الرّواق
تستشعرُ حُبّك كلّ الحب
بألف مذاقٌ  ومذاق
لتهيم إليك سراع

إن الحياة ظمأتْ
و الكؤوس قد تكسّرتْ
والأيدي لغير اللّهِ مُدّتْ
وصار على كلّ عرشٍ إله
وأصابَ الدّينَ التّلف
و تصدّع انصداع

أسفرْ يا نور اللّهِ بوجهك
أسفرْ بحقّ ِ جدّك
أسفر في حلك النّفاق
و متاهات الإختلاق
و انتزع كلّ النّظارات
عن كلّ الأحداق
عرّي الوجوهَ من الأقنعة
وانتزعها قناعًا  قناع

في  ها هنا . . وفي  هناك
بطولات  القُلّبْ
من ولد الذّئب والثّعلبْ
كمينٌ هنا .. وكمينٌ  هناك
كم حُفرةٍ و كم مأربْ
في تسابقٍ مع ساعات الزّمن
ساعةً  . . بسىاع

تحرقُ الأجسادَ و الزّهور
رمادٌ هنا و رمادٌ هناك
تبذرُ للفتنِ البذور
ينتحرُ العقل  انتحار
على مشنقة اللاشعور
وبإرادته لا بتأثير الخمور
و يُسمى جهادًا و مساع !

تتسارعُ مصانعُ صناعة الجهاد
للصناعة ِ والتّصدير والاجتهاد
و بآخر الصّيحات
و بكلّ الماركات
شرقي . . غربي بلا نفاد
و السّعرُ كلّ يومٍ في ارتفاع

فيا أيّتها المساجد المثكولة بلا انتهاء
فجرًا . . ظهرًا . .  و كلّ مساء
بالعراق ..  بسوريا .. بمصر .. بلبنان

و بدول  المغرب العربي
باليمن  السّعيد !!
..شمالًا . . جنوبًا . . وفي كلّ الأرجاء
ألف ألف عبدٍ للشّطان
و آلافًا من  البدع ِ و الابتداع

و كمسجد الكوفة العظيم
و دمُ جدّك الذي ما زال لهُ نديم
ببغداد..  بالموصل  .. بسامراءَ   
و بأعناق الرّافدين 
تمتد يد الأثيم
خانقةً روابي دجلة
و ضفاف  الفرات
ولكنَّ هيهات أن ينطفئَ الشّعاع
أو ينكسرَ ضلعٌ من  الأضلاع

وعلى أعتاب المساجد المثكولة
مهما سقط آلآفُ الأطفال
مهما سُبيتْ النّساء
..وزفّتْ الأرواح
ومهما ماتت الضّمائر المسئولة !
و سط المشنقة  الهمجية
فستنتصرُ يومًا تلك الطّلعاتُ المهدوية
فهنالك سيغرقُ النّفاق
حيث كان إبحاره
.. بلا سفنٍ و بلا شراع !

مهما أعوجّتْ السُنن
و أُثيرتْ المحن
للإفتاء الأسود
ولتصنع الأرامل والثّكالى
واليتامى و الدّموع والغبن
بألسنة ٍ  ملوثةٍ .. و أكفّ ٍ ملوثة
و بلي الذّارع

لتطلَ تلك الأكفُّ
تسبح في غياهب الضّلال
و بكلّ انفعال
نحو اللّجة السّوداء
و نحو الإشتعال
عجيبٌ هذا الإسلام المؤمم !!
و كأنّ خيبرًا لهُ بنو عمٍ !!
و اخوتهُ بنو قينقاع !!

دحوُ الأرض

القصيدة .. 24 / ديوان طوفان الحب

دحو الأرض .  .

أشرقتْ الأرضُ بنور ربّها بُشرى
وتنفّس الفجرُ صُبحا
قد دحاها الرّبُّ الجليلُ
من فيضه نضرة

فسرتْ غمائمُ الخير باسمةً
تغمرُ أديمَ الأرضِ قطرا
ومطرًا دُررا
بسنابل الخير
وأشجارًا وزهرا

فتفجّرتْ عذبُ ينابيع
وعيونٌ للعالمين يُسرا
وورود جوريٍ أينعت
والياسمين كم طاب عطرا

هو يوم عيد الأرض للعالمين
حقًّا على العباد للّه
فيه تعبّدًا وشكرا

وإن اختلفت الأمم في اسمهِ
نوروز فرسٍ وكردٍ
وشمِّ نسيم مصرا

وعيدُ أُمٍ .. وعيدُ ربيع الأرض
عند العرب والعجم
ومن قبلِ نارِ كسرى

فيا صاحبي لمَ الخلاف
ولمَ البهتان على الأمم
تُهمًا جوفاء
مجوسًا وكُفرا !

فذاك يومٌ جعلهُ الباري آيةً
للعالمين تذكرةً وذكرى
فاقرء النازعات
ففيها توضيحٌ وفكرة

( والأرض بعد ذلك دحاها )
( أخرجَ منها ماءها ومرعاها )
ويكفي بذلك فخرا

فهلّا كان برحاب صدرك
حسن ظنٍ وأسكنت
بجوفه خيرا
والتمستَ لأخيكَ المؤمن عُذرا
بل سبعين عُذرا

دمعٌ على الحسين

القصيدةُ .. 21 / ديوان طوفان الحب

دمعٌ على الحُسين عليه السّلام ..

للّهِ درُّ منْ بكاهَ الرّسولُ
قبلَ مولدهِ .. وقبلَ مقتلهِ
بالدّموعِ الجارياتِ
وبفيضٍ منَ العبراتِ

وكيف لا يبكي حُسينًا
وجبريلُ وسائرُ الملآئكةِ بكتهُ
والإنسُ والجنُّ
ومن في السّبعِ السّمواتِ

فلا تلمْ أيٍها اللائمُ بُكائي
ولا تلمْ دموعًا كم رآق لها
أن تنسكبَ
جمرًا من مُقلتيَّ ومنْ ذاتي

فإنْ كان بُكائي ذنبٌ أشأن بهِ !
فلي أُسوةٌ في جبريلَ
وفي سيّدِ الخلقِ ..عظيمُ الخُلقِ 
  شفيعُ الأُممِ .. مُنقذُ الكُرباتِ

ِ منْ لا ينطقُ عن الهوى
ومنْ هو معصومٌ منَ الخطايا
منْ الخُلقُ رداؤهُ السّامي
منْ هو مطهّرٌ منَ الزّلاتِ

آهٍ لحرقةِ قلبهِ ودموعهِ
يومَ أتاهُ جبريلُ بالتّربةِ الحمراءْ
منْ هُناك ..
منْ أرضِ كربلاء
... أرضُ العرصاتِ

فيا دموعًا للنّبي محمّدٍ
هلّا كنتِ طوفانّا
كطوفانِ موسى
يُغرق كلُّ الطُغاةِ
ولا يَبقي بقايا العُتاةِ

وكنتِ يمًّا يبتلعُ فراعنةَ الأرضِ
من أرجاءِ المعمورةِ
ومنَ الجوِ والبحرِ
ومنَ الصّحاري والفلواتِ

وكَنتِ سحابةً للباكين
تخضرُ منها أوراقٌ وأشجارٌ
وقلوبٌ تحجّرتْ
وغصونٌ عٓدّتْ منَ اليابساتِ

يُدخلُ اللّهُ بها سرورًا
على قلوبٍ رقّتْ للحُسينِ
بكتهُ نادبةً رآثيةً
تزفّرتَ آلآفَ الزّفراتِ
ِ وسعتْ رغمَ المرارِ
لتلكَ العرصات

َ

نداءٌ من مدينة الرّسول ص

القصيدة  .. 15 / ديوان طوفان الحب
نداءٌ من مدينة الرّسول  صلى الله عليه و اآله و سلم .. قصيدٌ في رثاء النّبي ص .

تنوحُ فاطمُ من الغبنِ
لفقد الأب أرعبني
تصيحُ قائلة آهٍ
كففتَ أدمعًا عنا
كجمرٍ يتّقدُ منّا
آهٍ كمٍ لقلبي من الحزن
و همٍ حِملهُ أهلكني

وقلبُ القلبِ أعقابا
و حقٌ كيف منّي ضاعَ
ونفق ٌأطالوا فيه الرّقابا
آهٍ كم ٍ لقلبي منَ الحزن
لقدرٍ بعدكَ أبعدني

وغمٌ بالقلب لا يُنسى
وأحزانُ الدارِ لا تَبلى
في حمرة العين متّقدة
آهٍ كمٍ لقلبي من الحزنِ
لفقدُ الأبِ أوجعني

ضلعٌ بين الأضلعِ قد بلى
و سقطٌ لجدهِ إرتحلَ
يخبرهُ بما جرى والخبر
آهٍ كمٍ لقلبيَ من الحزنِ
ذو ألمٍ وذو شجنِ

وتغيب الأساريرُ والبُشرى
و تدورُ الأيامُ كما الرّحاة
مولدةً حرارةَ الذّكرى
آهٍ كمٍ لقلبيَ من الحزنِ
لفقدٍ بعدك آلمني

فذاك بيتُ أبي علما
و ذاك إرثي قدعُلمَ
حقٌ لنا فيهِ أن نُدفنَ
آهٍ كمٍ لقلبيَ من الحزنِ
ومرُّ الصّبرِ  ألقمني

تهانينا مآسينا

القصيدةُ .. 12 / ديوان طوفان الحب
منأجأة للإمام المنتظر عجّل اللّهُ فرجهُ الشّريف وفرجنا به وأبلغهُ منّا التّحية والسّلام وتجديد البيعة ..

تهانينا مآسينا ..

سيّدي ..
خذ منّي بيعةً
من القلبِ المُحكمِ
واشددْ بأيدينا
على العهدِ المُبرمِ

هذي قلوبنا فوق الأكفّ ِ
نُسلّمها إليكَ طواعًا
وهذي شفاهنا الذابلة
تُقبّلُ أقدامكَ يابنَ الأكرمِ

قد أعتمتْ كلُّ النّواحي
بالعجمِ وبالعربِ
فمتى سيّدي
تُشرقُ بنوركَ المُفعمِ

ومتى تنجلي
سحائب الدّخان المُظلم
ومتى تُبددُ الشمسُ
سوادَهُ المُعتمِ

ومتى إسفار الكواكبِ
لكَ لنا ساطعةً
واليمانيُ وشعيبُ
وآية الأنجمِ

ومتى سودُ الأعلامِ
وهتافاتُ أمتْ
تصرعُ جور ذئاب المزابل
وتجتثُ الحقدَ منَ المُجرم ِ

سيّدي قد شربنا
نقيعَ بُركةِ الوحلِ سُمًّا
وجددنا الآمال
لظهورِ عهدكَ المُسلّمِ

سيّدي قد عاد الدّينُ
غريبًا .. غريبا
كابنِ السّبيلِ المُغرمِ
والجمرُ بالأكفِّ يرتمي

والطّاغوتُ قد أضحى
طوافَ الكعبةِ وأشواطها
والكُلّ محرمٌ ملبيًا
يطوفُ حولَ الحرمِ

وكثُرَ نعيقُ البُومِ الخرساء
ممجدةً للطّاغوتٍ
مصلّيةٌ للصنم
بين أزقّةِ الحرم ِ

أتباعُ كلّ ناعقٍ أعمى
وكلّ ساجدٍ للوثن
وكلّ عابدٍ لهواه
وكَلَ منْ صلى للصّنمِ

والأقلامُ الأجيرة
كأمواسِ المحاجمِ
فوقَ الرّؤوسِ راقصةً
كأجودِ المحاجمِ

وتعمّمَ النّفاق مرتديًا
بيضِ وسودِ العمائمِ
والدينارُ والدّولار
باتا جنّة الخُلدِ والمغنمِ

تهانينا سيّدي ومآسينا
وهذا هو انتظارنا
وهذا هو حالنا
أحرُّ منَ نارِ الحممِ

فعجّلْ سيًدي لأشواقنا
قد باتَ  الصّبرُ عندنا
أمرُّ منْ مُرً العلقمِ