الخميس، 27 أكتوبر 2016

قضايا

قضايا . . د . أحلام الحسن

أدبٌ أم غضب ..

تأخذنا الحسرة والندم لما نراه من أصناف الحروب المتعددة ، ومنها الحروب الثقافية المفلسة أدبًا وقيمًا ، فوق الخارطة العربية ، وعلى جرائدنا ، وقنواتنا ، وعبر وسائل التواصل المختلفة ، ممن يحملون أقلاما وفكرًا يدعو للدّعارة والفجور بحجّة الشّعر أو المقال !
والملفت للنظر أنّ الأقلام العفنة والمُفلسة قد ازدادت في السنوات الأربع الأخيرة ..
والتساؤل هنا :
أهو جهلٌ منهم ؟
أم طلبا للشهرة ؟ أم تحريضا وعمالة ضدّ الأمّة المسلمة ؟!
وكلّ الإجابات بأحداها أو كلّها هي حقيقةٌ لا محال في ذلك عند الإنسان العاقل السّوي .
وكما يرى البعض بأنّه مخططٌ وضُعت له استراتيجيةٌ تهدف لهدم المجتمع المسلم تدريجيًا وللقضاء على معتقداتنا وأخلاقنا .. وللأسف هناك المئات من الإعلاميين والمروجين ( لثقافة) الإنحطاط الأخلاقي والدّعارة المكتوبة  .
ولن أخوض في متواضع مقالي أكثر وسأبقى في محور الحرب الثّقافية ضدّ عقيدتنا وديننا والتي تسعى لهدم ما بقي عندنا منه وبإسلوبٍ رخيصٍ جدًا وسهل التداول ليدس زبالة أفكاره بيننا ..
ومهما كانت دوافع تلك الأقلام الرّخيصة مأجورةً وعميلة كانت .. أو مروّجة لنفسها لدواعي مختلفة ، فهي في النهاية تتحدُ في النتيجة في هدم الأخلاق والدّين وإفساد المجتمع والمساهمة في الإنحطاط وبحجّة الأدب !!!
وهانحن وللأسف نرى الأقلام الداعية للدّعارة المكتوبة ولممارسة الفجور عبر وصف العملية الجنسية بحذافيرها وأشكالها المتنوعة في أسلوبٍ وضيعٍ منحلّ ٍ يسمونه شعرًا وأدبًا و بأقلامٍ نسوية !!!
وأقول حاشا أن يصلَ الأديبُ والشاعرُ والكاتب الحقيقي والذي يحمل على عاتقه مسؤولية قلمه لهذا المستوى الهابط من الأدب في صناعة أدب الدعارة بل هو سعيُ من أفلس من الأدب أو الأجير والعميل .
فما هي المصلحة المرجوة من جرّاء هذا الإنفلات المتجرّد من الحياء ؟!
لقد كتب أعاظم الأدباء والشعراء في عالمنا العربي أقوى القصائد وأجملها في الوطن والسياسة والحب الحقيقي ،وفي العاطفة المطوقة بالأدب ، وفي قضايا الأمم ،ووصلوا لأعلى مراتب الأدباء بأقلامهم ، وقد مجّدتهم الشعوب ونالوا الشهرة بعلومهم لا بالإثارة الجنسية وبالدعارة المكتوبة ..
لقد عرف الأعداء نقاط الضعف بنا فسلّطوا تلك الأقلام علينا فمن لم يكن لقمة سائغة للحروب الطائفية أوالعرقية أو السّياسية كان لقمةً سائغةً للحروب الجنّسية والغرائزية والفجور والمعاصي ..
فهل نعي خطورة ذلك ؟!!
أختم مقالي المتواضع هذا بقول اللّه تعالى :
(( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) النًور 19