الجمعة، 25 مايو 2018

خوفٌ ورجاء

خوفٌ ورجاء ..

ياغافرًا عفوهُ منْ باذخِ الكرمِ
رُحماكَ ربّي عُبيدًا تائب الجُرمِ

يامن إليهِ هوت روحُ الخلودِ ولمْ
تَعبدْ سوَاهُ ولمْ تسْجدْ إلى صنمِ

لن ينثني مُخْلصٌ يغدو بهِ  أملٌ
أقْررتُ بي توبةً أرجو بها سَلَمِي

هذا خشوعي على بابٍ لهُ شرفٌ
أطوي ليالٍ وفي طيّاتها هِممي

ياخجْلتاهُ غدًا منْ وقْفةٍ عَتبت ْ
عُذرًا إلهي لِما زلّتْ بهِ قدمي

عيشٌ فكم خانني تقسو مرارتُهُ
عمرٌ فلا غادرتْ  أيّامُهُ  ألمي

هذا ذُهولي لقد أعيت بهِ حيلٌ
إنْ صابني بعضهُ أو صابهُ ضَرَمي

والنّفسُ قد صُدّعت والجسمُ ممتحنٌ
والصّبرُ منّي جريحٌ  نزْفهُ بدمي

في أضْلعي زفْرةٌ كمْ أحرقتْ شفتي
منْ نوبةٍ لم تدعْ رأسي ولا قدمي

يرمي قضاءٌ وجُودي يصنعُ  اللمما
منْ هَولهِ أنجمي رُدّت إلى عدمي

يالائمي لا تَلُم قلبًا إذا صدعت
في جوفهِ حسْرةٌ تصبو إلى النّدمِ

منْ يُنْجني غيْرهُ ربًّا  ومُعتمدًا
يومَ الصّراطِ الّذي منْ نورِهِ حَكَمِي

أطفو غريقًا وقلبي كُلّهُ أملٌ
فالصّفحُ عنْ مُذنبٍ ترنيمةٌ بفمي

ياليتني لمْ أُصبْ ذنبًا ولا لممًا
سُبحانهُ غافرٌ في حلمهِ عشمي

كم نائمٍ قد صحا من موتهِ فَزِعًا 
مَخطوفةٌ رُوحهُ في برزخِ الأُمَمِ

ياراحماً مدمعًا  في سهْدهِ نصبٌ
منْ فزْعةٍ مارعتْ همّي ولا سقمي

ياحافرًا حُفْرةً أمري بها وجلٌ 
تُدوي بها نفْخةٌ يصحو بها عدمي

ربٌّ عظيم العُلا  يأوي لهُ قدري
في مُلكهِ رحمةٌ يرجو لها رمَمِي

هيهاتَ عن جُودهِ أغدوهُ مُنصرفًا 
منْ سُنْدسٍ أرتجي لِبْسًا بهِ عِصَمِي

يا نادمًا قمْ وقفْ في أرضهِ خَضِعًا
منْ فضْلهِ تحتمي منْ جمْرةِ الحُطمِ

وامْددْ لهُ أيْدِيًا  ظنًّا بهِ حَسَنًا
أنعمْ بهِ مُكْرمًا منْ أعْظمِ النّعمِ

قد أخْطأتْ أنْفسٌ ظنّتْ بخالقها
عَدلًا ولم تنتظر عفوًا منَ الكَرَمِ

في عدلهِ لا تقلْ حيفًا بهِ صَرَمٌ
في عفْوهِ فُسْحةٌ تُنْجي منَ الصّرمِ

عُذري لهُ نادمٌ يرجوهُ مُنتحبًا
في دمْعةٍ أسْرعتْ كَفّارةُ الحِمَمِ

حسبي بهِ حُلْمُهُ عنْ مُذنبٍ جسدًا
فالرّوحُ تهفو لهُ والفِكْرُ  بالقِيَمِ

د.أحلام الحسن

ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء

بحرُ البسبط

الاثنين، 14 مايو 2018

ثقافاتٌ ورؤى

((  ثقافاتٌ ورؤى ))
القسم الثقافي / جريدة الزمان المصري
بقلم د . أحلام الحسن

النّقدُ الأدبي بين التّقويم والتهديم ..

بالرجوع لعصر الجاهلية وما بعد ظهور الإسلام وما تبعه في فترة الدولة الأموية والعباسية والفاطمية ، لم تكن ظاهرة النقد الأدبي موجودة بشكلها  الأدبي الحالي الأكثر شيوعًا وعلمًا .. وقد برزت رقعته في عصرنا الحالي أكثر اتساعًا وشمولًا ..
فالنّقد والتّحليل مهمّةٌ تحتاج لناقدٍ له شهادته العلمية والتّخصصية في النّقد والتّحليل .. ليتمكن من وضع اليد على الثغرات السالبة في النّص وعملية إصلاحها وإنعاشها .. وعلى الجوانب المشرقة في النّصّ وعملية دعمها وتشجيعها ..
فالنّقد الحقيقي السليم يقوم على أساسياتٍ لا يدرك كلّ جوانبها إلّا أصحاب الإختصاص في النقد والأدب واللغة وعلم العروض .. ومن يقحم نفسه في النقد من غير أهل الإختصاص لن يعطي النّصّ حقّه ولن يقوّمه كما يفعل الناقد الأكاديمي المختص فيه .
ولا يغيب عن أذهاننا إنّه علمٌ وفنٌ من الفنون التابعة للأدب فلولا الأدب لما ظهر ..
وقد أثبتت الدراسات النقدية جدارتها في إصلاح الضعف الأدبي لدى الأديب وفي دعمه للأفضل ..
إلاّ أنّ هناك من النّقاد من يغلبه الهوى .. وهناك من تغلبه العنصرية .. وهناك من تغلبه الطائفية والمذهبية .. فيكون معولًا هادمًا للنّص وللأديب .. يسعى لهدم كيان الأديب بكثرة تشريح النّص الأدبي والمبالغة في غربلته والتصغير من شأن صاحب النّص ( الأديب ) .. وقد يكون من ورائه بعض النوايا أو ردّات فعلٍ لدى الناقد سابقة غير آبهٍ لما تحتمه عليه الأمانة والإنصاف وبما يوجبه عليه دينه من النزاهة والشفافية ليأنى بنقده عن كلّ ذلك .

وللنقد أسسٌ وقواعدَ وشروط يجب توفرها في النّاقد والمحلّل وأهمها :

1- الدّراسات العليا  الأكاديمية التخصصية في مجال النقد والأدب وعلم اللغة وعلم العروض " .

2- الموهبة والخبرة في ذات النّصوص المطروحة للنقد كالشعر العروضي والقصة بأنواعها والرواية والخاطرة والنثر .. وعلى الناقد بأن يكون مُلمًا بقواعد اللون الأدبي المراد نقده وبروائع الأدب العربي المعاصر ومدارسه .

3/  النّزاهة والإنصاف التّام .. وعدم التّحيّز .. واستبعاد المحسوبية .. وتجنب فتل العضلات مع مراعاة عدم صناعة الإحباط لدي الكاتب .

4 - إمتلاك الثقافة الإجتماعية والدينية ولباقة الحديث والطّرح ليتمكّن من إصلاح الفاسد في النّص وبصورةٍ لبقةٍ تنعش النّصّ وتسدد الكاتب للأصوب .

5 - القدرة على تحليل النّصّ واكتشاف خفاياه كالتّورية وإيجابياته وسلبياته والتّأني في قراءة النّصّ ولأكثر من مرةٍ قبل المبادرة بالتّحليل والنّقد .

6 - إختيار الوقت الهادئ والمناسب للتّحليل والنّقد .. ولايغفل النّاقد عن حالته النّفسية أيضًا بحيث يكون في حالته الطّبيعية والهادئة وليس في حالة الإنفعال أو ضيق الوقت .

7 - عدم إضافة أيّة كلمةٍ على النّصّ والإلتزام بمفردات النّصّ تمامًا ، والبحث عن جماليات النّصّ .. دون الإقتصار على عيوبه .. وتشكيك الكاتب في قدرته الأدبية وتثبيطه .. فلا يكون النّاقد معولًا للهدم من خلال نقدٍ سقيمٍ يضرّ ولا ينفع .
فالشّعر والنّصّ الأدبي بأنواعه غالبًا ما يحلّل نفسه بنفسه من خلال عرض الكاتب لمحتوى أفكار القصيدة أو القصة وغير ذلك من النّصوص الأدبية ..
إلاّ أنّ هنالك بعض القصائد ليست بالقليلة مما يغلب عليها أسلوب التّورية وهذا النّوع من كتابة الشعر بالتّلغيز والتّرميز  نوعٌ فريدٌ وعذبٌ يبثّ في المُتلقي روح الفضول في البحث عما خلف كواليس القصيدة وعن مكنوناتها التي لم يفصح الشاعر عنها في قصيدته فخلف قصيدته قصيدة لم تظهر على واجهة القصيدة .. حيث أنّ لغة التّورية في القصيدة جعلت للقصيدة ظاهرةً مميزةً وهي ظاهرة واجهة القصيدة وبطن القصيدة المغاير تمامًا للغة الواجهة الترميزية .

8 -  البحث في النّصّ عن جمال اللّغة كالبديعيات والمحسنات والإيقاع وإحداث الصّدمة لدى الكاتب من خلال نصّه . . وتماسك التّحليل وترابطه بين فقرات القصيدة والتصوير المنهجي لها مثل الإسلوب المستخدم والخيال والمعنى ومستوى التدفق العاطفي .

9 - خاتمة النّقد والتّحليل وعليه أن يلتزم النّاقد المحلّل بما أبداه من رأيٍ في القصيدة بالآتي :

أ / البينة والبرهان بصورةٍ دقيقةٍ وواضحة دون الخروج عما ورد في النّصّ أو الإسترسال الممل في التّحليل .. مع ملاحظةٍ مهمةٍ ترفع الرّوح المعنوية لدى الكاتب والشّاعر .. لا أن يخرج المحللُ والنّاقد ومناشيره تقطر دمًا من تشريح الشاعر وقصيدته أو الكاتب .

ب / إعتماد النّقد الأمثل والناجح على عدّة أساليب تجعله نقدًا بنّاءً يتكون من العبارات الجزلة والقويّة والعلمية في ذات الوقت .. والتي تعبّر عن الحالة العاطفية والعقلية والفنية والأدبية والنحوية لدي الشاعر والكاتب .

ت / أن لا ينسى النّاقد السّمات الجمالية في ذلك أو السّلبية ومدى تدفق الواقعية لدى الشاعر ومدى تدفق البلاغة الشعرية لديه والبديعية والتشبيهية ومظاهر الإنفعال ومظاهر السكون لدى الشاعر .. وكما أنّ الشعر لابدّ من توفّر عنصر الإثارة فيه بالإضافة إلى ماتمّ ذكره وإحداث الصّدمة الشعرية للمتلقي .. كذلك النقد فهو وسيلةٌ وصناعة أدبية رآقية لا يُستهان بها إذا ما سارت في مسارها الصحيح وفق ما جاء في القصيدة أو النّصّ الأدبي ..وتختلف رؤى النقد من ناقدٍ لآخر وفق رؤاه التي يراها في النّصس من صورٍ حقيقية أو مجازية بلاغية وأفكارٍ يقوم عليها بنيان القصيدة من الإيقاع والإنطباع لدى الشاعر ..
وعلى الناقد أن يعيش في قلب الحدث .. قلب حدث النّصّ أو القصيدة بحذافيرها ..
لا أن يكون النّصّ في وادٍ والنّقد في وادٍ آخر .. ليس المطلوب في النّقد طرح بضع كلمات تمتدح النّصّ وصاحبه .. أو تذمه بنقدٍ لاذعٍ .. بل المطلوب المصداقية التّامة في تحليل ونقد النّصّ دون المبالغة في المدح ودون الطعن المؤدي لتثبيط كاتب النّص ..
النقد أمانةٌ حرفية لابدّ من تأديتها على أكمل وجه وبأفضل إداءٍ لكي تتعلم منه أيضًا الأقلام الجديدة في ممارسة فنّ النّقد وأن لا يعتمد على تتبع عثرات الكاتب أو صناعة العيب من اللاعيب ..
النّقد رسالةٌ أدبيةٌ نبيلة لا يجبد صناعتها إلّا ذو الإختصاص .. الهدف منها تقويم القلم الأدبي
بأنواعه ودعم المسيرة الأدبية لإخراج نخبةٍ من الأدباء الأماجد الذين  يليقون بمجتمعاتهم ويكملون مسيرة الحضارة الأدبية لأوطانهم .

الأحد، 13 مايو 2018

صورة

صور

صورة

صور

صور

صورصورة

صور صورة

صور

صور

صور

صور

صور

صور

صور

صور

صور

صور

صور

صور

صور

شهادات

شهادات

صور