الأربعاء، 25 ديسمبر 2019

بحر الحلم ( الحائز على شهادة الإبداع والإعتراف به من قبل أساتذة العروض والأدب بجامعة قناة السويس وغيرها من الجامعات والمنشور بمجلة الإستواء للبحوث العلمية المحكمة الدولية وبعد اجتيازه عدة لجانٍ جامعية تمت الموافقة عليه والإعلان عنه كبحرٍ جديدٍ في الشعر العربي الموزون

مختصرُ بحر الحلم

السّلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته

بعد الإطلاع على بحث الدّراسة من قِبل كبار أساتذة اللغة والعروض والنّقد والأدب بجامعة قناة السويس بوقتٍ كافٍ وقبل المؤتمر بحوالي شهرين .. ومن ثمّ تمّ إرسال دعوة ٍ رسميةٍ لي لحضور المؤتمر لعرضه ومناقشته بالمؤتمر .. والحمد للّه فقد تمت مناقشته بحضور مجموعةٍ من أساتذة علم العروض واللغة والنقد والأدب من جامعة قناة السويس وغيرها ، ولقد أكرمني اللّه جلّ شأنه بالاعتراف به وبإجازته في المؤتمر .. كما حصل البحر على شهادة الإبتكار والتّوثيق في المؤتمر ،والذي شارك فيه عددٌ كبيرٌ من أساتذة وأكاديمي جامعات دولٍ عربيّةٍ متعددة، ولقد تمّ نشره في مجلة المؤتمر الخامس 2018 ، كما تمّ نشره في مجلة الإستواء المحكّمة العالمية بعد عرضه ثانيةً على لجنة المجلة، وبهذا تمّ بفضل اللّه حصول بحر الحلم على الاعتراف به رسميا .
مدة البحث :
  أستغرق اعداد البحث سنة وأربعة أشهرٍ قارنته بجميع البحور الخليلية و ببحر المتدارك والبحور المستحدثة، وأجريتُ دراساتٍ عليها خرجتُ بها بنتائج واستنتاجاتٍ وبراهين وأدلّةٍ  أثبتُّ فيها استقلاليته عنها (( قُدّمت كلها ضمن دراسات البحث ))  .

مختصر بحثُ الدّراسة : البحرُ المُستحدث ( بحرُ الحلم ) : 
عددُ تفعيلاته : ثمانُ تفعيلاتٍ سداسية الحروف في كلّ شطرٍ أربع تفعيلاتٍ  :
ضابطُ البحر : يا حُلمًا رسمتُهُ بحرًا فوق مطلعي : مُفعالُن فَعُولَتن مُفعالُن فَعُولَتن
  وللبحر مفتاحٌ آخر :  هل تُعطي هديّةً من هُدّتْ قِلَاعُهُ :  مُفْعَالُن فَعُولَتُنْ مُفْعَالُنْ فَعُولَتُنْ

الوزنِ والتقطيع /0/0/0 .. //0//0 .. /0/0/0 .. //0//0 .

العروض والضرب : أعاريضه تامةٌ ولها ضربان تامٌ ومقصور .

إستعمالات البحر : يُستخدمُ البحرُ تامًّا .
جوازتُ البحر  :

أ -  يجوزُ تحريك الحرفِ الثّاني السّاكن في تفعيلة مُفْعَالُن إلى مُفَعَالُن والتي ترتيبها في الشطر الأولى والثالثة .

ب -  يجوزُ  فيه حذف السّاكن الأخير " الحرف السّادس " من التفعيلة الأولى والثّالثة مُفْعالُن فتكون " مُفْعَالُ .
ج- يأتي تامًا ومقصورًا

تقطيعُ المفتاح : يا حُلمًا رسمتُهُ بحرًا فوقَ مطلعي
يا حُلمًا : مُفْعَالن : /0/0/0
رسمتُهُ : فَعُولَتُن : //0//0
بحرًا فو : مُفعَالُن : /0/0/0
ق مطلعي : فَعُولَتُن : //0//0

نموذجُ بحر الحلم التّام :

1- هل تُعطي هديّةً من هُدّت قِلاعُهُ
     كبريتًا  ملأتَهُ،  وجمارٌ نخاعُهُ   " وجمارٌ جملةٌ استئنافية "

2/ أوجعْتَ الشّعورَ في لحظاتٍ منَ الأسى          
      أملٌ جفّ ريعُهُ بالموتِ اجتماعُهُ

3/ قد تأتي مُحمّلًا بشكاوى ندامةٍ
     لودادٍ رميتَهُ يتمادى التياعُهُ

4/ فلِمَ اليومَ تبتغي جَرَياني لِلَوْعةٍ
  جرحٌ بي شكوتُهُ كم يقسو صراعُهُ

5/ وجعٌ لن أبوحَهُ لشعورٍ يبِيعُني
    وضميرٍ فلم يعد بضميرٍ  شُعاعُهُ  
" وضميرٍ - بضميرٍ :من جوازات البحر تحريك الحرف الساكن الثاني في تفعيلة مُفعالن " .

6/ فحياةٌ  بلاحياءٍ تبغي تمرُّدًا
   كذبٌ في قصيدهِ فتهاوى قناعُهُ

7/ ماذا لو سُئلتَ في يومٍ عن جوابِهِ
  أوترمي هناكَ عُمرًا، جمرٌ متاعُهُ

8/ سخروا من عقولنا أسموها تَخَلُّفًا
    عجبًا من خفيفِ قولٍ هذي طباعُهُ

9/وخطايا فلم تزل جمراتٌ عتابُها
    إنّ العُمرَ ساعةٌ فسيأتي وداعُهُ

10/ أوصارت قُلوبنا أصنامًا فلا تعي !
       ومطايا  لكلّ من يتعالى فُقَاعُهُ

11/ أوهامٌ  لقد بَلَت وضَلَالٌ مُعتّمٌ
    قلبًا كم جرحتَهُ وتدامى نزاعُهُ

12/ بغرامٍ ضَجَعتَهُ كبشًا قد ذبَحتَهُ
    وفؤادًا صَرَعتَهُ لم يصمد  دفاعُهُ

13/ قلبٌ مُوهمُ الهوى لم تنصف غرامَهُ
       دجلٌ فيكَ غامضٌ يتفشّى خِداعُهُ

تقطيعُ القصيدة :

1/ هل تُعطي :  مُفْعَالُن  /0/0/0
هديّةً :  فَعُولَتن //0//0
من هُدّت  : /0/0/0
قِلَاعُهُ  : فَعُولَتُنْ //0//0
كبريتًا : مُفْعَالُن - ملأْتَ ه ه : فَعُولَتُن / وجمارٌ : مُفعالن / نُخَاعُهُ : فَعُولَتُنْ  .

2/أوجَعتَ شْ : مُفْعَالُن  / شُعُورَ في : فَعُولَتُن /  لحظاتٍ : مُفعالُن
منَ الأسى : فَعُولَتُن ..
أملٌ ما :   مُفْعَالُن /  تَ ريعُهُ : فَعُولَتُن / في الغدْرِ جْ :  مُفْعَالُن / تماعُ ه ه : فَعُولَتُن / .

3/ قد تأتي :   مُفْعَالُن/ مُحمّلًا : فَعُولَتُن / بشكاوى :   مُفْعَالُن   / ندامةٍ : فَعُولَتُن / .
لودادٍ  :  مُفْعَالُن  / رميتَ ه ه :  فَعُولَتُن / يتمادى ل :  مُفْعَالُن  / تياع ه ه  : فَعُولَتُن / .

4/ فلمَ اليو :  مُفْعَالُن/ م تبتغي : فَعُولَتُن / جرياني :  مُفْعَالُن  / لِلَوعةٍ : فَعُولَتُن /
جرحٌ بي :  مُفْعَالُن / شكوت ه ه : فَعُولَتُن / كم يقسو :  مُفْعَالُن  / صراع ه ه : فَعُولَتُن / .

5/ وجعي لن :  مُفْعَالُن  أبوحَ ه ه : فَعُولَتُن / لشعورٍ : مُفْعَالُن  / يبيعُني : فَعُولَتُن /
وضميرٍ :   مُفَعَالُن / فلم يعد : فَعُولَتُن / بضميرٍ مُفَعَالُن  / شُعاع ه ه : فَعُولَتُن / .

6/ فحياةٌ : مُفْعَالُن / بلا حيا : فَعُولَتُن / ء ٍ تبغي :  مُفْعَالُن / تمرردًا : فَعُولَتُن /
كذبٌ في :  مُفْعَالُن / قصيده ه : فَعُولَتُن / فتهاوى :  مُفْعَالُن / قناعُ ه ه : فَعُولَتُن / .

7/ ماذا لو :  مُفْعَالُن /  سُئِلْتَ في : فَعُولَتُن / يومٍ عن : مُفْعَالُن / جواب ه ه : فَعُولَتُن /
أوترمي :    مُفْعَالُن/  هناك عم : فَعُولَتُن / رًا جمْرٌ :  مُفْعَالُن / متاع ه ه : فَعُولَتُن / .

8/ سخروا من :  مُفْعَالُن / عُقولنا : فَعُولَتُن / أسموها : مُفْعَالُن / تخ ل لُ ف ً : فَعُولَتُن /
عجبًا من :   مُفْعَالُن / خفيفِ قو : فَعُولَتُن / ل ٍ هاذي :  مُفْعَالُن /  طباع ه ه : فَعُولَتُن / .

9/ وخطايا :  مُفْعَالُن / فلم تزل : فَعُولَتُن / جمراتٌ : مُفْعَالُن  / عتابها : فَعُولَتُن /
إنّ العمْ :   مُفْعَالُن / ر ساعةٌ : فَعُولَتُن / فسيأتي : مُفْعَالُن  / وداع ه ه : فَعُولَتُن / .

10/ أوَصارت :مُفْعَالُن   / قلوبُنا : فَعُولَتُن / أصنامًا :  مُفْعَالُن / فلا تعي : فَعُولَتُن /
ومطايا :  مُفْعَالُن / لكل لِ منْ : فَعُولَتُن /  في زهوٍ : مُفْعَالُن  / ضباع ه ه : فَعُولَتُن / .

11/ أوهامٌ :  مُفْعَالُن / لقد بلتْ : فَعُولَتُن / وضلالٌ :  مُفْعَالُن / مُعت تَ م ٌ : فَعُولَتُن /
قلبًا كم :  مُفْعَالُن / جَرَحْ تَ ه ه : فَعُولَتُن / وتدامى : مُفْعَالُن  /  نزاع ه ه : فَعُولَتُن / .

12/ بغرامٍ :  مُفْعَالُن / ضَجَعْتَ ه ه : فَعُولَتُن / كبشًا قد :  مُفْعَالُن   / ذبحتَ ه ه : فَعُولَتُن /
وبشوقٍ : مُفْعَالُن / محب بَ ة ً : فَعُولَتُن / لم يصمد :  مُفْعَالُن. / دفاعُ ه ه : فَعُولَتُن / .

13/ قلبٌ مُو :   مُفْعَالُن / هَمُ الهوى : فَعُولَتُن / لم تنصف :  مُفْعَالُن / غرامَهُ : فَعُولَتُن
دجلٌ في : مُفْعَالُن  / كَ غامضٌ : فَعُولَتُن / يتَفَشّى :  مُفْعَالُن / خِداعُهُ : فَعُولَتُن

جواز حركة الحرف السّاكن الثّاني من التفعيلة الأولى والثالثة " متْفالن " إلى " متَفالن " .
2- جواز حذف الأخير السّاكن السّادس من التفعيلة الأولى والثالثة " متفالن "

= وهنا أُوردُ نموذجًا لهذه الجوازات :

1- يا قلبًا يشدّني وهمًا في مدارهِ
   يُلقي بي صدودُهُ في أقصى قفارهِ

2- شوقًا لم أبح بهِ في شعري كتبتُهُ
    حُلمًا في وصالهِ خوفًا من قرارهِ

3- داريتُ عذابَهُ  أقدارٌ  جراحُهُ      .. ( داريتُ : حذف السّاكن الأخير من الفعيلة الأولى ).
   أشواطُ سفينتي غرقت في بحارهِ     ( أشواطُ : حذف السّاكن الأخير من التفعيلة الأولى ))

4- مجروحٌ مُعذّبٌ لم  يشعر عتابهُ
   قد أخفى شعورَهُ عن مرمى عثارِهِ

5- يا قلبُ وضعتني وهمًا في طريقهِ  ( يا قلبُ : حذف الساكن الأخير من تفعيلة متفالن )
    أوترضى مذلّتي عبدًا في جوارِهِ

6- قد بعتَ صرامتي وهنًا قد رميتني      ( قد بعتَ : حذف الساكن الأخير من تفعيلة متفالن  )
    لوّعتَ حشاشتي في العشقِ  بنارهِ  ( لوّعتَ : حذفُ السّاكن الأخير من الأولى والثالثة )   

7-  ما يُدريكَ أنّهُ  يومًا لن  يبيعَني
     ترمِيكَ  يمينهُ في أقصى ديارهِ    ( ترميكَ : حذف الساكن الأخير من التفعيلة الأولى )

8- من بينِ الضّلوعِ قم أعلنها ندامةً
    تُنسيكَ هوىً لهُ من قبلِ  مرارِهِ

  (  تُنسيك  :  مفعال حذف السّاكن الأخير من التفعيلة الأولى  " متفالن "  وهو من جوازات بحر الحلم .
من قبلِ : حذف السّاكن الأخير من تفعيلة مفعالن فأصبحت مفعال وهو من جوازات " بحر الحلم " .

أوتادُ بحر الحُلم وأسبابه :

مفْعالن : مُفْعا وتدٌ مفروق + لن سبب خفيف
مفَعَالن " بجواز تحريك الثاني  : م حركة +  فعا : وتدٌ مجموع + لن سبب خفيف .

فعولتن : ف حركة + عو سبب خفيف + لتن : وتدٌ مجموع .

الإستخدامات اللغوية المساعدة على كتابة تفعيلة مفعالن :

1/   بعضُ أدواتُ الجزم والأمر :
الجازمة لفعلٍ واحد :
الأمثلة : لا الناهية ولا الأمر
لا تمرحْ
لا تكتبْ
لم تكتبْ
لام الأمر :
وليُنْفقْ  : مفعالن
وليبكِ رجالُ قومٍ : " مفْعال " نرى هنا سهولة التعامل مع الفعل المضارع المعتل المجزوم بحذف حرف العلة " .
وليبْكِ : مفْعال
رجالُ قو : فعولتن

كذلك في مفعالن التفعيلة الأولى
أدركني لساعةٍ : مفعالن فعولتن
ملّكْني فؤادك ال : مفعالن فعولتن

2/ في هذا المثال نرى سهولة تفاعل بحر الحلم في تفعيلته " مفْعالن مع أدوات  الشرط ..

مثالُ الجازمة لفعلين :
أ - من :  من يكْتبْ دروسَهُ ينجحْ في علومِهِ  :  مفْعالن فعولتن مفْعالن فعولتن

ب - إن : إن تعفوا وتَصفحوا : مفْعالن فعولتن

مثال الجازمة لفعلٍ واحد :
أ - لم ينهضْ : لم ينْهضْ مُدرّسوا  .. مفْعالن فعولتن
ب - لا تبغوا لغير ذي الأخلاقِ مودّةً
لا تبغِ لغير ذي الأخلاقِ مودّةً  .. لا تبغِ : مفعال " حذف السادس الساكن من جوازت البحر في تفعيلة مفعالن الأولى أو الثالثة . " وهنا نلاحظ تكيّف بحر الحلم مع المضارع المعتل .
المجزوم . . " تبغِ : مجزوم بحذف حرف العلة "

لا تبغوا : مفعالن  " مجزومة بحذف النون "
لغير ذي : فعولتن
أخلاق  : مفعال " جواز حذف الساكن السادس "
موَدّةً  : فعولتن

3- وكما ذكرت بأنّ بحر الحلم له إمكانياته اللغوية الجيدة والسهلة والتي يستطيع الشاعر المتمكّن من أدواته مسايرته بكلّ سهولةٍ ويسر ..

وسنرى هنا استخدام بعض الأفعال المضارعة المجزومة المناسبة لتفعيلة مفعالن للجماعة  :

* لم يأتوا  : مفْعالن
* ما قاموا : مفْعالن
*  ما كانوا : مفْعالن
* إن تمضوا : مفْعالن " إداة شرط "

4- من جماليات بحر الحلم في تفعيلته " مفْعالن "  تناغمه وبكلّ سهولةٍ مع الفعل المضارع المعتل الآخر المجزوم "والذي يشكّل بعض الصّعوبة لدى الشعراء "حيث يمكن من خلاله حذف السّاكن السّادس منها فتصبح مفعالن " مفْعال "وأمثلة ذلك ما يلي :

أ - لم يمضِ : مفْعال
ب - لا تجرِ : مفْعال
ت - لم يأتِ : مفْعال

أمّا تفعيلته الثانية " فعولتن " فلها تركيبها الجميل أيضًا في تفعيلة الضرب ..
إستعماله : لا يستعمل إلاّ تامًا وجوبًا .. وله ضربان وعروضان
صحيحة : فعولتن
مقصور : فعولُ ..
وأمثلته :
مقصورُ العروض والضّرب :
1 / لا تقعد مقاعدَ  الجُهّالِ لكينُ
    ولعدوى الجهالةِ العمياءِ قرينُ

مُفعالن فَعولتن مُفعال فعولُ (( جاءت تفعيلة الرّوي فعولن هنا مقصورة ))
   

صحيحُ العروض مقصور الضرب :
2 / إن تعدلْ وتصطبرْ  فالرّبُّ مُسدّدٌ
     وبصبرٍ  مُرادُهُ  يجزيهِ  المُجيبُ

أسأل اللّه تعالى الذي علّم الإنسان مالم يعلم أن تقضوا مع بحر الحُلم أمتع الأوقات وأيسرها ..ومن المؤكد أساتذتي الأعزاء أنّ البقية تعتمد على قدرة الشاعر في صناعة القصيدة  فالشاعر المبدع هو الذي يصنع من البحور قصائدَ عذبةٍ وليس البحر الذي يصنع الشاعر .

تحياتي وجزيل شكري وامتناني لكم أساتذتي المبجلين
ولكلّ قلمٍ احتضن بحري المتواضع بحر الحُلم .

أ.د. أحلام عبدالله الحسن " أحلام الحسن "
    مملكة البحرين
إيميل / ahlam.alhassan@gmail.com

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2019

كأس الخليج العيد الوطني البحرين

بحرين ..
شعر/ د. أحلام الحسن

بحرينُ كم فيكِ الهوى يُعشقُ
هذي القلوبُ  كُلّها  تنطقُ

في عشقها في حُبّها أخلصتْ 
مثلُ الشّموسِ  كُلّها تُشرقُ

يافخرنا  ياعزّنا فاحصدي
كأس الخليجِ عندنا يُبرقُ 

جمْعُ الشّبابِ استوفدوا كُلّهم
أبطالُنا  وعودُهم  تصدقُ

هذي الورودُ اليومَ تُهدى لهم
والعطرُ في أغصانِها  يَعبقُ

إنّ  الجمالَ  كُلّهُ  ها هنا
هذي النجومُ عندنا تَطرقُ

ياربُّ لا تخذل لنا أمرنا
في كلّنا يغدو بنا الزّورقُ

ياوالدًا  أبناؤهُ  أخلصوا
من غيركَ اليومَ بهم يُشفقُ

من أيّ عهدٍ جئتها قد سمت
فيها  العهودُ  جُلّها  تُوثقُ

ياسائرًا نحو العُلا ساعةً
شُطآنُها  خيراتُها  تَغدقُ

كالسنّدسِ البرّاقِ في أصلِهِ
يا درّةً في فيضها تَبرقُ

بحرينُنا في عيدكِ استوقدي،
كُلُّ الشّموعِ ريحُها  زنبقُ

فوزٌ وعيدٌ قد أتى مُسرعًا
من رزقِهِ الباري لنا يَرزقُ

حمدًا لهُ ربّ العُلا سُجّدًا
يحمي رباك موطني المُعتِقُ

ياربُّ فلتجمع لنا شملنا
ألّف قلوبًا وجدُها يُشفقُ

ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء
بحرُ السّريع
ت:  32165077

الأحد، 3 نوفمبر 2019

قصائد د. أحلام الحسن أين حقّي

شعر / د. أحلام الحسن
أينَ حقّي ..

أنا من سارَ الخطى لستُ بحائر ْ
أُوقظُ الرُّقّادَ من موتِ الضّمائر

لستُ أخشاهم وإن جارت جرائر
يصرخُ العقلُ مرارًا أين حقّي ؟

تلك بغدادُ وقد حفّت مخاطر
أيُّ عدلٍ قد زعمتم بالمشاعر

من حُطامٍ كم بنيتم للمقابر
لم يكن عدلًا فقولوا أينَ حقّي

في عراقِ الخير قد ضاعت أماني
أنا من جُرّعتُ سُمًّا في زماني

لا ولن أرضى زمانًا إن رماني
لن أُجاري منطقًا يبهضُ حقّي

أنا إن أذعنتُ صمتًا لم أجادل
وأطلتُ البالَ صبرًا كالقوافل

ذاكَ لا يعني بأنّي عنهُ غافل
سوفَ أمضي في سؤالي أين حقّي ؟

هل نسيتم كم تهاوت من جماجم
كم قضينا في نزالٍ  من ملاحم

في ليالٍ عابساتٍ كالمناجم
يا عراقُ اليومَ ردّد ردّ حقّي

من شقاقٍ ونفاقٍ كم شبعنا
من كلامٍ ووعودٍ قد يئسنا

رجمةُ الزّاني بِظُلمٍ قد رُجمنا
كيفَ تُدميني إذا ما قُلتُ حقّي !

كم تعالت صيحةُ الشّعبِ لماذا ؟!
أوَلستم من عراقِ المجدِ هذا !!

قد ملَكتُم ثمّ خُنتُم  كلّ هذا !
أخرجوا كنزَ الرّشاوي هاتوا حقّي

قد أكلتم لُقمةَ الشّعبِ العراقي
ونسيتم  بالموازين  التّلاقي

يومَ نصحوا من رُقادٍ ونُلاقي
صرخةَ الشّعبِ العراقي أينَ حقّي

ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء

القصيدة مستوحاةٌ من قصيدة أين حقّي للمرحوم محمد صالح بحر العلوم رحمه الله

الأحد، 6 أكتوبر 2019

مقالات د. أحلام الحسن

اهثقافاتٌ ورؤى
بقلم / د. أحلام الحسن

   "  إقتباسٌ أدبيّ أم التباس "

الإقتباس لغة :
كلمة الإقتباس تشتق من معنى القبس أي النور أو النار والشعلة المضيئة .. ولتقريب الصورة كمن يشعل شعلته من نارٍ موجودةٍ ليضيء بها دربه.

أما الإقتباس في الإصطلاح الأدبي فإنه يقوم على اقتباس جملةٍ أو بيت شعريٍ أو آيةٍ قرآنيةٍ أو بعض آية ويستخدمه الكاتب في مقاله أو الشاعر في قصيدته وما شابه ذلك مع ذكر المصدر المقتبس منه ووضع المقُتبَس بين قوسين للإشارة إلى اقتباسه.

الإقتباس من القرآن الكريم :

لم يغب الإقتباس الأدبي للآيات القرآنية الكريمة أو اقتباس جزءٍ منها بصورةٍ عامةٍ عن الأجيال الماضية والتي استخدمته للدلالة والإشارة إلى موضوعٍ بذات الصفة المشار إليها بالقرآن الكريم وللتذكير وللعبرة " وإن تمّ إجازة الإستخدام في الموسوعة الفقهية بشرط عدم خروج المعنى القرآني عن المقاصد الشرعية التي نزل بها القرآن  الكريم  مع التأكيد في بقية النّصّ الأدبي على الإصلاح الإجتماعي وعدم استخدام أسلوب الإقتباس القرآني لمآرب أخرى.

وقد شاع بين بعض المسلمين استخدام الآيات القرآنية للتذكير الجاد أو المازح دون الإستهزاء أو الاستخفاف بآيات القرآن الكريم كقول الإنسان حسبنا الله ونعم الوكيل .. وأفوض أمري إلى الله إنّ الله بصيرٌ بالعباد ذكر الآية أو بعضا منها فهذا من المستحبات وحالة المؤمن في الرجوع والتفويض إلى خالقه في كلّ أموره، كما جاء استخدام لغة القرآن الكريم تعظيما لها ولسمو قدرها، ولقد ورد في العديد من الأدعية بعض الآيات القرآنية الكريمة ، كما تستخدم للشفاء والعلاج ولدفع العين والحسد والتصالح.

الإلتباس لغة :

ويشتق من كلمة لباس ولبس واختلط كقول الله تعالى ( ولا تلبسوا الحقّ بالباطل) أي لا تلبسوا الباطل لباس الحقّ ولا تخلطوا الحقّ بالباطل.. والإلتباس اعطاء الكلمة أكثر من معنىً وفيه يحدث الإختلاط والتضليل والتعقيد حيث تحتمل الكلمة عدة معانٍ فيما لو تُركت دون رفد نصّ ٍيسبقها أو مرفودٍ يليها فتحدث الشبهة في المعنى .

ولقد استخدم بعض الشعراء لغة الإصلاح في قصائدهم بالإقتباس من القرآن الكريم آياتٍ للتذكير ولا أحد يعيب أو ينكر عليهم ذلك  مثال ذلك :

لا تكن ظالمًا ولا ترض بالظــــــــلم وأنكر بكل ما يُـستـطاع
يوم يأتي الحساب ما لظلوم "من حميم ٍولا شفيع ٍيطـــاع"

خلة الغانيات خلة سوءٍ " فاتـــقوا الله يا أولي الألباب"
وإذا ما سألتموهن شيئًا "فاسألوهن من وراء حجاب"

خففوا ثقل الخطايا أفلح القوم المخفون
كيف تعطون من الباقي وبالفاني تضنون
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون

نرى في الأبيات السابقة طرق وعظٍ جاءت في الشعر الموزون قصد الشاعر فيها الوعظ والتذكير وهذا مما يَشكر الشعراء عليه فلا يكتبه إلاّ الشاعر الذي يحمل رؤيةً اصلاحية ومبادئ وخُلقًا اسلامية.

الإستخفاف بآيات القرآن الكريم :

لقد تمّ العبث والاستخفاف بآيات كتاب اللّه من قِبل بعض الشعراء وبعض الكتاب والذين تُحسب عليهم تجاوزاتهم هذه لأنهم من أهل العقل وليسوا من أهل الجهل واستدل ببعض الأمثلة المتوسطة على ذلك :

جاءني الحِبُّ مسرعا وعلى مهجتي عطف
قال جد لي بقبلة قلت (خذها ولا تخف)

قال السيد رضا الهندي في الكوثرية:
أمفلج ثغرك أم جوهرْ   ورحيق رضابك أم سكّرْ
قد قال لثغرك صانعه (إنّا أعطيناك الكوثر)

نصوص الرذيلة  إلى أين ؟!

تتابع الأقلام الشبقية الفاقدة للقيم الأخلاقية، والمستهترة بالدين، كتاباتها وكأنّ مامن رقيبٍ عليها، وينتشر التصفيق وتعليقات الإعجاب خاصةً إذا كانت الناشرةُ إمرأةً تجردت من الحياء وتباعدت عن ساحات التقوى لتسرد نصوصًا شبقيةً تسميها شعرًا !!
وغالبية هذه النصوص من شويعراتٍ  وناثراتٍ يردن الشهرة وحشد الجمهرة حولهن من خلال سيل اللعاب وعبر نصوصٍ جنسيةٍ شبقيةٍ هزيلة لا ولن تصل لمرحلة الأدب يومًا ،  وللأسف هناك من يطبّل لمثل هذه النصوص ليس من الشباب فقط أو العوام،  بل ممن يصعدون المنابر ويأمّون الجماعة للصلاة!! وفي المساء يتزاحمون على صفحات الشبقيات والنصوص الجنسية المثيرة للغرائز !!
لقد أصبحنا في عصر الجاهلية العظمى !!
وللأسف ازدحام هؤلاء على كلّ ماهو هادمٌ للدين والقيم وبدلاً من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نراهم يصفقون للمنكر ويمتدحونه ! وانعكست الرؤى حيث كان النّصّ الجيد في العشرينات وللسبعينات والثمانينات هو السيد نرى اليوم القول الفاحش والمنكر هو سيد النصوص!! فوأسفاه على أمةٍ تتهالك يومًا بعد يومٍ وتستنكر المعروف وتطبل للمنكر! وتخون أمانة القلم ويخون المتلقّي ذاته ودينه، ويبدو أنّ هذه الظاهرة تهوي لمستنقعٍ سيستعصي اصلاحه في المستقبل فيما لو تُرك هكذا في مهب الريح، وتعمّ الفوضى الأخلاقية المتهورة .
الوضع بحاجةٍ لإصلاحٍ عاجلٍ ولأقلامٍ تُقوّم هذا الإعوجاج عند الناشر وعند المُتلقّي وعلى المتلقّي العاقل تقزيم هذه النصوص الشبقية.. لقد وصل الأمر لحدّ الاستهتار بالقيم وبالآيات القرآنية والزّج بها في نصوصٍ شبقيةٍ سوقيةٍ ضحلة مدلسةٍ ..
فمتى سنعرف قول الله تعالى ((مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )).

نشر بجريدة الزمان المصري 5-10-2019

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019

قصائد د.أحلام الحسن " لست قلبي "

لست قلبي ..

قصيدة من جديد حرفي المتواضع أرجو أن تنال على اعجاب من يمرّ بها متأملًا مفرداتها المستترة

لستَ قلبي ..

لا تسلني عن شعورٍ ومشاعرْ
قرّبَتني .. باعَدَتني .. عَذّبَتني
قم وسل عنّي إذا غابت سنيني
وإذا ماتَ اشتياقي
طامعًا بي دون أن أرجِعَ نحوَكْ
هاهيَ الأيّامُ سَلها
كيف كانت  !
ولماذا  أفزَعَتني ؟!

بيننا رَدمٌ منَ الأحجارِ صلبٌ
كي يحولَ الوصلَ دونكْ !
عن شفاهي لم تغادر كلماتي
جَمَدَت ترجعُ نحوي في جنونٍ
تُشعلُ الباقيَ
من صَبْريَ والآتي بِجَمرٍ
كم عَصَتني .. حطّمتني

لم تدع في جَفنِ عيني من منامٍ
فوقهُ قد رَسَمَتْ ذاتي
صفاتي .. كلماتي .. بَعثَرَتني
كلّها كانت لُغاتي
كم وكم قد فَضَحَتني

لمَ تُخفي ما بعينيكَ وتُبدي
غفلةً ما
هاربًا منّي فهل أرحلُ عنكَ ؟
دون أن أترك ذكرى
ولكن لابدّ أن تعرفَ أنّي
ذاتُ قلبٍ مُقفلٍ ليس منَ السّهل انفتاحهْ
رغمَ أنفي قد عصاني في هواكَ
في تحدّ ٍ لم يزل بي
سوف أرمي
ذكرياتي .. سوف أعصي هفواتي
يافؤادًا صامتًا قم وابتهل لي
كفّ عن عِشقِ التّمنّي
إن عصيتَ اليومَ أمري
قم فغادر نحوَهُ دعني
ولا تَسكن ضلوعي
لستَ قلبي
لستَ منّي

ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء

قصائد د. أحلام الحسن " خلف النخيل"

خلف النخيل ..

هبّت عواصفُ بالغبارِ تمخّضُ
بمخاضِ أوجاعِ الأسى تستعرضُ

فتقاذفت أحجارُها  بصريرها
حتّى هوت عن بعضها تتبعّضُ

خلفَ النّخيلِ تسلُّ سيفَ دناءةٍ
وكأنّني كبشُ الفداءِ وأُعرضُ

وبدأتُ أرقبُ للجراحِ خريطةً
فيها العيونُ جفونها لا تغمضُ

من بين لُجّ ٍ وازدحامِ بحورِها
حيتانُها عن تُخمةٍ تتمضمضُ

تترقّبُ الفكرَ الذي لم يؤذها
تُدمي الفؤادَ لجَرحِهِ تتعرّضُ

إن كان ذنبي كلّهُ بشمائلي
مولايَ زدها رفعةً تستنهضُ

أو كان ذنبيَ مِنحةً من خالقي
من ذا يُعارضُ ربَّهُ ويُحرّضُ !

فهشيمُ  عقلٍ  أمرُهُ  لنهايةٍ
يأتي الفناءُ لروحِهِ وسيقبضُ

هذي المنايا أُبرمَت بقضائها 
بأديمِ أرضٍ بعثُها سيُفوَّضُ

فصبرتُ عمّا ضامني من عاذلٍ
ووَدَدتُ لو أنّ الكلامَ مُبعّضُ

قف بالفؤادِ ونبضِهِ مُتأمّلًا
بصبابةٍ  دقّاتُهُ هي تنبضُ

من بين ضلعٍ موجعٍ وأنينِهِ
بشعورِ أحزانٍ تهبُّ وتُمرضُ

وكأنّهُ ما من دواءٍ يشفهِ
وكأنّهُ نحوَ  المنايا يُعرضُ

تلك الضّلوعُ تناثرت في ساعةٍ
ولئن هوت عن بعضها لا تُبعضُ

باتت عواذلُ لم تزل محمومةً
عن وعيها غابت لحقدٍ تركضُ

يا حقدَ قابيلَ الذي في عرقهِ
من غير ذنبٍ صابَهُ  يَتعرّضُ

كم زفرةٍ مثل الحريقِ بخاطري
والصّدرُ ضاقَ بها فكيف يروّضُ

ياليتني ما كنتُ يومًا دمعةً
بين الجفونِ سيولها تُستعرضُ

تمضي بنا الأيّامُ نُحصي غدرها
من مُدّعٍ للحبّ سرًّا  يُبغضُ !

بحرُ الكامل
ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء