الثلاثاء، 24 مايو 2016

قصيدة لا تعتذر

قصيدة تفعيلة وزن بحر الكامل

لاتعْتذرْ / أحلام الحسن

لا تعْتذرْ يكفي الّذي قد قلْتَهُ
فجميعَ ما أخْفَيتَهُ قد بُحتَهُ

أُكْذُوبةً حمقاءَ قد أَهديْتني
وشعورُ حُبّ ٍ في الحشا أحْرقْتهُ
قلبي بكى
            وجعًا بهِ
                    لا يشْتكي
نارُ اللظى في أضْلعي أشْعلتَها
واعدتني .. أخلفتني .. وظلمْتني
ياصدْمتي
            ياوَيْلتي 
                   بمصيْبتي
أَوكانَ ذنبي  أنّني صدّقتُكَ
ونَسيْتَ عهْدكَ قبْلَ بدْءِ طريقهِ
كم بعتني وأهنتني في ضحْكةٍ
أَيَهَونُ عندكَ أنْ تهُدَّ  كيانيَ !!
وكسرْتَ قلبًا في هواكَ جَرَحتهُ
وَرَمَيْتَ شوقًا في رُباكَ توَلّعَ
آلمتني .. ومشاعري أحْرقْتها
ماجُنْحتي !
           لصبابتي
صبّتْ عيونٌ واشْتكتْ
أظَننتني أُلعوبةً تلهو بها
بمتاهة الأوهامِ كم أدْخلتها
أوهكذا الأخلاقُ كانتْ عندكَ
مازلْتَ تنْكثُ لي جروحًا طعْنةً عن طعْنةٍ
وبمعْزلٍ شقّ الجوى أوساطَها
وَتَحَجّرَ الجسدُ الأسيْرُ بموتهِ
ما عادَملهُوفًا إلى أحْضانِكَ
توّهتني
          جرّدتني
وحَبَسْتني  زنْزانةً منْ جهْلكَ
   أدخلتني
سردابَ أَوهامٍ وبِعْتَ مشاعري
أيُّ احْتضارٍ قد أذقْتَ لِرُوحيَ
لا تعْتذرْ لا لا فلسْتُ سأعْذرُ

الحمد لله على جميع نعمه ومننه وكرمه .. تمّ بفضل الله حصول قصائدي المشاركة في المسابقة الشّعرية أمير-ة الشّعراء والتي أجرتها جريدة صدى مصر بجمهورية مصر العربية على لقب أمير-ة الشّعر العربي .

القصائد الحاصلة على لقب أمير-ة الشّعر العربي كانت للأديبة د. أحلام عبدالله الحسن وقد حصلت على 246 نقطة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصيدة مشاركة للمسابقة .. يجزيكم الله خيرا جميعا
وزن القصيدة : بحر الرجز التام
عدد الأبيات : 17 بيبتا
نوع القصيدة : متعددة الحرف الروي مع الإحتفاظ بالوزن
اسم القصيدة : صكُّ التّوبة
أحلام الحسن
صكُّ التّوبة ..

سبحانَ منْ  نادى إلى أسبابهِ
قفْ تائبًا. لا تنْصرفْ  عن بابهِ

يُوحي إلينا  توبةً  لا  تُخْذلُ
سُبحانَ منْ عن عبْدهِ لا يبْخلُ

قد أثْقلتْ   أوزارُنا   أعْمارَنا
تلْك الرّزايا  أحْرقتْ  أقْدارَنا

لن يبْلغَ العلياءَ منْ  يَسْتهْترُ
غير الّذي  يرجو ولا يسْتكْبرُ

هيّا بنا  ياصاحبي. نسْتغْفرُ
ندعو مُقيلاً  راحمًا لا يزْجرُ

منْ ضيّعَ الأخْلاقَ  حتْماً يندمُ
في وِجْهةٍ سودُ الدّخانِ المَقْدمُ

ذنبٌ أبى أنْ يهْجرَ القلْب الّذي
يجْتاحُ أوْهامَ الأسى منْ ذي و ذي

في حيْرةٍ  بينَ الهدى والغفْلةِ
وقتٌ أتى. فلْترْحلي يا جارتي

مدّتْ لنا  دنيا الفناءِ  الأذْرعَ
صوتُ الضّميرِ الحيِّ كم. قد أفْزعَ

كُلّي أنا. قد خفْتُ من بعضي وما
عندي سوى غير الّذي قد ألّمَ  

في رحلةٍ خلٔفَ العذابِ  العاثرِ
ماضٍ مضى  مُرُّ الخُطى للحاضرِ

لا خيرَ في من لم يعدْ عن شرّهِ
مسْتهْترًا  فيما جرى  منْ ضرّهِ

شيّعْتُ ذنْبي  حينما  ودّعْتهُ
أطوي شقائي ليتني عاندْتهُ

لا يعتلي. منْ كان شرّاً  ذكْرهُ
في منْتهى الخُسرانِ عيبٌ عُذْرهُ

سُبحانَ منْ عن جودهِ  لا يمْنعُ
أَلتّائبينَ  العابدينَ  الخُشّعُ

ذرني لمن.لم ينْسني في الصّغرِ
ربّ ٌ رحيْمٌ  مُحْكمٌ  للأدْهرِ

ياليتني  ألْفاً  وألْفاً  أغْزلُ
أُرْجوْزةً. في توبةٍ لا تُثْكلُ

سكونٌ وطوفان .. أحلام الحسن
وزن القصيدة : بحر الطويل

عتابي على نفْسٍ  تمادتْ بأحْزاني
وباتتْ تداري جمْرَ  دمْعٍ  بأجْفاني

فليتَ العُيُوْنَ  الخُضْرَ لمْ تعْترفْ لكَ                              ُ
وليتَ التّمنّي  لمْ   يُرتّلْ  بوجْدانيْ

سأغْزو  ديارَ  الشّوقِ  يومًا  بواديكَ 
وأرْمِيْكَ  بالشّوقِ الّذي  منهُ أشجاني

فذا الصّخْبُ لا أُخْفيْه جمْرًا سيكْويني 
ويُضْنِي حنيْنُ الشّوقِ قلبًا  هو الجاني      
        
وأُخْفي عتابَ العقلِ خوفَ الملاماتِ 
ويَسْمو حنيْنيْ فوق خوفيْ وقضباني

وقد كنتُ عاندْتُ المنامَ الّذي طابَ
وعاندْتني هجْرًا لقلْبي وتبياني      

فهلْ غادرتْ أطْيافُ  أحْلامُكَ  الودَّ     
وهلْ بعْتَ باقي حُبّكَ الجارفُ الفاني
                                                
ومنْ أصْعبُ  العُشّاق  عشْقُ  البلابل ،
وفي دفْتري منْ تمْتماتي و كتْماني         
                                         
ألا ليْتَ هانَ الحُبّ في جوفِ  دقّاتي 
وقلبٌ يُعاني سوف يَعْصي  لسلطانيْ
َ
تَباتُ العيُوْنُ  الزّهْدَ  في ليْلِ  إقْصائي
وتطْوي صحافَ العهْدِ في يومِ نسْياني

وعصْيانُ عذْبُ الوصْلِ يجْفو  ودادًا لي                          
مِرارًا  يُذيقُ  القلْبَ  هجْرًا   فأعْيَاني

غزتْ مُهْجتي منْ  لحْظِ عيْنيْكَ لوحاتٌ
فقلْ لي حيَاتيْ منْ هو الفارسُ الجانيْ

تنادتْ  بليْلِ  العشْقِ   بُوْمُ   الخراباتِ         
كأنّ  السّجيْنَ الحرَّ منْ  غير سجّانِ

أُنادي حَبيْبَ القلبِ في ليْلِ أفْكاري 
حياتيْ أُداري  عنْكَ ضعْفيْ وأحْزاني    

ويطْفو  شعورٌ  بي وفوقَ  المسافاتِ 
فيا ليْتني  غيْثًا  ليرويْ  فمًا جاني

فأنتَ الأماني لي و مجْرى الشّرايينِ 
وأنتَ  الأغاني  لي و أوْتارُ   ألحاني  

وداديْ  يحفُّ  القلبَ  شوقٌ  ولهفةٌ
وينْتابني خوفٌ  وينْتابُ  أركاني      
                                                           
وفاضي قنانٍ ليس يرْوي فمًا ظاميْ
ومُرُّ  القناني   يحْتسيْهِ   الشّتيْتانِ

وتبكي   تغاريْدي  فراقًا   سيدْميْني 
سكوْنيْ  بطوفانيْ  حميْمٌ   بِبُرْكانيْ

أطفالُ العرب يعتذرون - شعر تفعيلة بحر الرمل فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن ( فعلاتن ) .

أُعْذرونا .. أحلام الحسن

إن رأيتمْ .قلبَ طفلٍ . قد تفطّرْ
أُعْذرونا
إن رأيتم .قلبَ أُمّ ٍ. قد تكسّرْ
أُعْذرونا
إن لبسْنا. رثَّ ثوبٍ . أو قميص
أُعذرونا
قد أضعْتمْ .في حروبٍ .كُلّ أعْمارٍ لنا
أُعْذرونا
ظُلمةٌ أبْصارُنا دوْنَ ضياءٍ للقنادلْ 
أُعْذرونا
نحنُ جيْلٌ الجهْلُ مفروْضٌ  علينا   
ماعَرَفْنا غير أصُواتِ الحديدة ْ
من بقايا صِبْيةٍ كانوا جميعًا يلعبون
كُلّ حُلْم ٍ عندهمْ مثل الكوابيسِ العنيدة ْ
أُعْذرونا
إنْ هتفْنا  أنّكمْ منْ  ضيّعَ المسْتقبلَ
أُعْذرونا
لا تكونوا  سببًا في جهلنا في موتنا
أُعْذرونا
ضاقَ وسعًا شأنُنا
أُعْذرونا
إنْ شكونا  حرّ صيفٍ أوْ شتاء
أعْذرونا
قد نسينا كيف كانَ العيدُ ميلادًا لنا
كيفَ كانَ العيدُ والكعك اللذيذ
أُعْذرونا
فلقد متْنا ولمْ نرْجعْ كأطْفالِ البشرْ 
يمرحونَ
يلعبونَ
يدرسونَ
يأكلونَ
أُعْذرونا
نحنُ جيلٌ فاشلٌ كمْ يُحْتقرْ
أُعْذرونا
إنْ خرسنا  لا نغنّي  كالعنادلْ
أُعْذرونا
إنْ جَهَلنا. كيفَ تغْرِيد البلابلْ          
أُعٓذرونا
إنْ تفشّى بيْننا جَهْلٌ وعشْعشْ
أُعذرونا
لو أضَعْنا بعْضَ أو كلّ العقول
أُعْذرونا
إنْ عجزْنا أنْ نكونَ
مدراءَ
وزراءَ
شُعراءَ
أطباءَ                              ( فعلاتن )
أُعْذرونا
قد وُلدْنا في زمانِ  البُلهاء
علّمونا كيفَ نصْبوا  كيفَ نمْرحْ
درّسونا  عالجونا  لمْلمونا
كَسّرتْ أنْفسَنا تلْك الخطايا
أُعْذرونا
لو مشيْنا في متاهاتٍ بلا أبْواب
منْ حياةٍ  أهْلكتْنا لم تَدَعْ  منّا خلايا


ُ








ِ

                 َ
                                                                         

                         

  

القصيدة الفائزة في الجولة الرابعة في مهرجان الشّاعر الماسي

ألحمد لله الذي علّم الإنسان مالم يعلم ..تمّ بفضل الله ومنّهِ حصول مجموعة قصائدي المشاركة في مهرجان الشّاعر الماسي على المركز الأول ولقب ( الشّاعر الماسي )  والمقام بنظام الجولات وعددها أربع جولاتٍ كلّ جولة بقصيدة ..وهذه إحدى قصائدي المشاركة في المهرجان .
شكري وتقديري لمجلة أوتذكرني لما بذلوه من مجهودٍ بالغ الأثر في إنجاح هذا المهرجان الراقي
فجزاهم الله عنّا كلّ الخير .
وزنُ القصيدة : بحر المتقارب
كبريائي / د . أحلام الحسن

عزيزٌ أنا في سوادِ  الليالي
وشأني لشأني يُواسي لحالي

همومي دَياجٍ مُحالُ الشّروقِ
وجولاتُ حرْبي بجودِ  المقالِ

وأُمْسي ضليْعَ  الخفايا بليْلٍ
فلا صرْتُ يومًا نديْمَ التّعالي

وَسرّي مصونٌ فلا لنْ يُعرّى
ضلوعي حوَتْهُ  كَدِرِّ  الرّمالِ

أنيني فلا يبْلغُ  الأُذْن  منّي
ودمْعي تراهُ  محالُ المُحالِ

أُداري فلا أَشْتكي ضيمَ ما بي
أأشْكو  خليلاً تمنّى  زوالي !!

فلنْ أخْدشَ الصّرْحَ في كبْرِيائي 
ضميْري ليأبى وهذي خصالي

فليسَ التّباهي منَ الكبْرياءِ
غُرورُ التّعالي خيالُ الخيالِ

كياني ليأبى خُشوعَ الذّليْلِ
أصِيْلٌ بطبعي حكيمُ الفِعالِ

إذا باعني اليومَ خلٌّ وجافى
فهلْ في وُجودي مُحبٌّ مبالي !

فيا نفسُ إيّاك ِ أن  تخذليني
فعزمي إبائي وصبري كمالي

أمامي عدوٌ وخلفي  حسودٌ
وصبري يضاهي شموخَ الجبالِ

القصيدة الحاصلة على المركز الأول في الجولة الثانية لمهرجان الشّاعر الماسي

عنوان القصيدة : ألكرمُ يا أميرتي
وزنُ القصيدة : بحرُ الكامل

كَرَمُ الكرامِ بشيْمتي هوَ مُلْهمي
قدًّا  لجودٍ  عانقيهِ  وابْصمي

شوقًا إليهِ فازْهري  وَتَوَلّعي
جودي يدًا  فتوضّئي وتيمّمي

ورذائلُ البُخَلاءِ بي لا تدّعي
كرَمًا مضى  إيّاكِ أنْ  تَتَكَلّمي

بمِدادِ جودٍ  أكْرمي لا تَمْنُني
صدَعتْ رياحُ الأصْل بي وبمعْصمي

فُكّي  القيُودَ  أميْرتي  وَتَرَحّمي
شيمي أبتْ بُخْلًا عَرُوْسي فافْهمي

ونَوَيْتُ إحْرامًا  فلا تَتَرَدّدي 
وبشاشةً جودي بها في مبْسمي  

كوني معي فنعانقَ الكرمَ السّخي
هذي يدي  سأمُدّها    فَتَرَنّمي

وَدَعِي الأنا يانفسُ لا تَتَجَاهلي
خُلُقُ الهُدى في أضْلعي هوَ مَغْنمي

كي نسْتَمِدَّ  منَ الحياةِ  متاعنا
فمناسكي وسعتْ لنا فاسْتَسْلمي

سَبَقَتْ خصالٌ  للْكريْمِ  فأنْعمتْ
بِعُرُوقِهِ  تجري لهُ مجرى الدّمِ 


                                                                   َ

الحمد لله الذي علّم الإنسان مالم يعلم .. الحمد لله الذي أجزل فأكرم تمّ بفضل وامتنانه حصولي على لقب الشّاعر الماسي المركز الأول في مهرجان الشّاعر الماسي والذي كان التّنافس فيه بنظام الجولات المكون من أربع جولات ..

الخميس، 19 مايو 2016

كيف أعدّ نفسي لكتابة الشّعر الحلقة الثالثة الموضحة

الحلقة الثالثة الموضحة من كيف أعدّ نفسي لكتابة الشّعر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أهلا بكم في محاضرة اليوم .. وبإذن الله ستكون استكمالا لفن كتابة قصيدة النّثر ..
لعلكم تتذكرون محاضرة  السّبت الماضي حول قصيدة النّثر ، وقد ذكرتُ فيها بعض خصائص قصيدة النّثر منها ما يلي وبالتفصيل :
أولًا  :
الإيجاز فيه لا تتسم بالطول وقلنا لقد استرسل بعض الشعراء فيها فخرجت قصيدة طويلة نوعا ما -وهذا لا يعيبها مطلقا -
ثانيا  :
السّياق فهي لا تخضع للموازين الخليلية .
ثالثا  :
التّوهج : فهي مثيرة المعاني في أيّ حدثٍ تكتبُ فيه ..وهذا مما يعطي الشاعر إنطلاقا للإبداع أكثر .. فهو متحررٌ من قيود الأوزان .
رابعا  : 
اللازمنية : ومعنى هذا أنّها لا تختص بزمنٍ وفترةٍ معينة مثلما الخاطرة . .
فهي ذاتِ دلالاتٍ متغيّرةٍ حسب السيّاق والرؤية والتّركيب اللغوي .. غير ملتزمةٍ بقافية .
وقصيدةُ النثرِ مفتوحة الأبوابِ لكلّ قارئ ٍ ، لسهولة وبساطة ألفاظها وعادةً ما يُستخدمُ لها التّراكيب اللغوية الحديثة ، والمتجرّدة من الكلماتِ التي تحتاج إلى قاموس المعاني  .
خامسا  :
الوحدة العضوية ، بحيث يكون النّصُ كلاما واحدا .. وسطريا ..كلّ جملةٍ في سطرٍ لوحدها .
سادسا :
وحدة الفكرة الأساسية للقصيدة ، من الأولويات كأيّ قصيدةٍ أُخرى ..وإن احتوى نصّها على أفكار ٍ  أُخرى ثانوية داعمة للنّص ، فهذا من جماليات النّص ، ومهارة الشاعر ذاته .
سابعا :
حرّية الشّاعر في الإنطلاق ، وهذا لا يعني ركاكة اللغة ، وضعف الخيال ، وما شابه ، فهذا يفقد كونها قصيدة شعرية  .. بل يجبُ على الشّاعر أن يحتفظَ بقوة ما يلي :
أ /   قوة التّدفق والإنطلاق .
ب / جمال التراكيب .
ت /  إحداثُ الصّدمة الشّعرية ، الأدبية لدى المُتلقي . . وهذه الصّدمة الشّعرية لدى المُتلقي تخترقُ ذهنَ المُتلّقي ، وإحساسه ، وعاطفته ، وكلما نالت القصيدة هذا من المُتلقى كلما أثبتَ الشاعر قدرتهِ ومهارته .
ج  /  التّوهج والإثارة .
وقد ذكرنا في المحاضرة السابقة بأنّ قصيدة النّثر قد حاربها الكثيرون من كُتّاب القصائد العمودية ، ولقد حاولوا بشتى الطُّرق، وما زالوا يحاولون لإجهاضها !!!
إلاّ أنّ الإبداع الحقيقي لشاعر قصيدة النثر أثبت وجوده .. وهذا يُعطي بريقا وأملا لكتابٍ جُدد يخوضون في بحر قصيدة النثر ، غير آبهين بأمواج البحور .  
وأعيد وأُذكّر بأنّ قصيدةَ النّثر ، تختلف تماما عن الخاطرة الشّخصية ، للأساسيات التي تمّ ذكرها أعلاه .
ولنأخذ بعض النماذج من هذه القصائد النثرية
وأرجو التفاعل بالبحث ، والإجابة ،لتعمَّ الفائدة المرجوّة من المحاضرة .

كيف أعدّ نفسي لكتابة الشّعر الحلقة 18

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المحاضرة التعليمية ( كيف أعدُّ نفسي لكتابة الشّعر )
إعداد وتقديم : أ . أحلام الحسن
الحلقة  : 18

أهلًا بكم إخوتي وأخواتي في حلقةٍ جديدةٍ من حل
قاتنا .. ستكون اليوم بعد التّوكل على الله جلّ شأنه اسكمالًا  لبقية علم القافية وأسماء حروفها  :

الوصل :
سمي الْوَصْل بهذا الاسم لوصله مباشرة ً بعدحرف الرّوي ..
وحروف الوصل هي :  الألف والواو والياء والهاء المتحركة والسّاكنة . وهي لا تُعدُّ حرفًا رويًّا  ( وسنأتي على هذا بالتفصيل لاحقًا ) .

مثال الألف :
١- يطيبُ ثرى بردين منْ نفحِ طيبهِ ... كأنَّ ثرى بردين من الغواليا
٢- أثاروا على أوتار موتكَ ضجّةٌ  ... وهاجوا لنا الذّكرى وردّوا اللياليا
نلاحظ في البيت الأوّل كلمة ( الغواليا ومنها قافية البيت  )  ونلاحظ بأن الفتحة تمّ إشباعها فأصبحت : الغواليَ  الغواليا وهنا إشباع للوصل وليس هو الحرف الرّوي فلننتبه لهذا . 
وكذلك البيت الثّاني كلمة  ( اللياليا ) أشبع الشّاعر هنا الفتحة بدلًا من اللياليَ .. وهذا يسمى وصلًا بعد حرف الرّوي ..
الحرفُ الرّوي في البيتين هو : الياء الأصلية  للكلمة وأؤكد الياء الأصلية
مثال ُ الياء :
٣- نازح الدار أقصر اليوم بيْنٌ  ... وانتهتْ محنةٌ وكفّتْ عوادي
٤- وكفى الموت ما تخافُ وترجو ... وشفى منْ أصادقٍ وأعادي
٥- منْ دنا أو نأى فإنَّ المنايا ... غايةُ القُربِ أو قصارى البعاد ِ
الأبيات الثلاثة هذه من قصيدةٍ واحدةٍ ..
نلاحظ الآتي :
كلمتا عوادي / أعادي :  كلّ كلمة ٍ منهما هي قافية البيت ..
والحرف الرّوي في الأبيات الثلاثة هو حرف الدال المكسورة ( د) لا حرف الياء

الخروج : سمّي خروجًا لتجاوزه الوصل التابع للحرف الرّوي وبه ينتهي البيت الشّعري فليس بعده حرف ويكون بثلاثة حروفٍ ساكنةٍ وهي :
 
الألف  : وتكون في حالة الإملاء العادي ( فتح
الياء  :  وتكون في حالة الإملاء العادي ( كسرة ) .
الواو  :  وتكون في حالة الإملاء العادي (  ضمّة )
ملاحظة : قد يكون الحرف الرّوي ساكنًا عند الشّاعر وهنا لا وجود لحرف الخروج .. ويُكتفى الشّاعر بالرّوي السّاكن .
ولننختبر مدى الاستيعاب لدينا بالقراءة والمطالعة .. ومحاولة إيجاد أمثلة لكلّ محاضرة ٍ نتعلمها  فدراسة علم البحور الخليلية كالخرز المنتظم ..وإهمال فقرة منه قد يتسبب بضياع الكثير من المعرفة ..
تحياتي وشكري للطف متابعتكم .. ألقاكم الأحد القادم بإذن الله  لنستكمل معًا علم القافية الجميل .. وما يليه من دراسة البحور بحرا بحرا .





ِ

كيف أعدّ نفسي لكتابة الشّعر الحلقة التاسعة

كيف أعدّ نفسي لكتابة الشّعر الحلقة التاسعة
إعداد : أ. أحلام الحسن

تختلف الكتابة العروضية عن الكتابة الإملائية التي تقوم على حسب قواعد الإملاء المعروفة، حيث تقوم الكتابة العروضية على مبدأ اللفظ لا مبدأ الخط، أي أن الكتابة العروضية تقوم على مبدأين أساسيين هما:

(1) كل ما ينطق به يكتب ولو لم يكن مكتوبا، مثل: (هذا)، تكتب عروضيا (هاذا).

(2) كل ما لا ينطق به لا يكتب ولو كان مكتوبًا إملائيا، مثل: (فهموا) تكتب عروضيا (فهمو).

ويترتب على هذه القاعدة زيادة بعض الحروف أو حذفها عند الكتابة العروضية كما يلي:

أولا: الأحرف التي تزاد عند الكتابة العروضية:

( 1 ) التنوين: بجميع صوره يكتب نونًا ساكنة، مثل: (عِلْمٌ، علمًا، علمٍ)، تكتب عروضيا هكذا: عِلْمُنْ، عِلْمَنْ، عِلْمِنْ.

( 2 ) الحرف المشدد: يكتب بحرفين: ساكن فمتحرك، مثل: (مرَّ، فَهَّمَ)، يكتب عروضيا هكذا: مَرْرَ، فَهْهَمَ، وإذا وقع الحرف المشدد آخر الروي المقيد (الساكن) عُدَّ حرفا واحدا ساكنا عند علماء العروض والقافية، مثل: (استمرّْ) إذا وقع نهاية الشطر الثاني، تكتب عروضيا هكذا: استمرْ.

ملاحظة: الحرف المشدد في آخر الشطر الأول يفك ويشبع، بخلاف ضمير جمع المؤنث الغائب (هنَّ).

( 3 ) زيادة حرف الواو في بعض الأسماء، مثل: (طاوس، دَاود)، تكتب عروضيا هكذا: دَاوُوْد، طَاوُوْس.

( 4 ) زيادة الألف في المواضع الآتية:

‌أ-  في بعض أسماء الإشارة، مثل: (هذا، هذه، هذان، هذين، ذلك، ذلكما، ذلكم)، تكتب عروضيا هكذا: هاذا، هاذه، هاذان، هاذين، ذالك، ذالكما، ذالكم.

‌ب-    في لفظ الجلالة (الله، الرحمن، إله)، تكتب عروضيا هكذا: اللاه، اَرْرحمان، إلاه.

‌ج-    في (لكنْ) المخففة، والمشددة (لكنَّ)، تكتب عروضيا هكذا: لاكنْ، لاكنْنَ.

‌د-     في لفظ (طه)، تكتب عروضيا هكذا: طاها.

( 5 ) أولئك، تكتب عروضيا هكذا: ألائك.

( 6 ) إشباع حركة حرف الروي بحيث ينشأ عن الإشباع حرفُ مدٍّ مجانسٌ لحركة حرف الروي، مثل: أن يكون آخر الشطر (الحكمُ، كتابا، القمرِ)، تكتب عروضيا هكذا: (الحكمو، كتابا، القَمَرِيْ).

( 7 ) تشبع حركة هاء الضمير الغائب للمفرد المذكر، وميم الجمع إن لم يترتب على ذلك كسر البيت الشعري، أو التقاء ساكنين، مثل: لهُ، بهِ، لكمُ، بكمُ، تكتب عروضيا هكذا: لهُوْ، بهِي، لكمُوْ، بكُمُوْ.

( 8 ) كاف المخاطب أو المخاطبة، ونون الرفع في الفعل المضارع، ونون جمع المذكر السالم، وتاء ضمير التكلم أو المخاطب للمذكر أو المؤنث تشبع حركتها إذا وقعت إحداها نهاية أحد الشطرين، مثل: كلامكَ، كلامُكِ، يسمعانِ، يسمعونَ، تسمعينَ، مسلمونَ، مسلمينَ، قُمْتَ، قمتُ، قمتِ، تكتب عروضيا هكذا: كلامكَاْ، كلامكِيْ، يسمعانيِْ، يسمعونَاْ، تسمعينَا، مسلمونَا، مسلمينَا، قُمْتَاْ، قمتُوْ، قمتِ قُمْتَ، قمتُ، قمتِ، تكتب عروضيا هكذا: كلامكَاْ، كلامكِيْ، يسمعانيِْ، يسمعونَاْ، تسمعينَا، مسلمونَا، مسلمينَا، قُمْتَاْ، قمتُوْ، قمتِيْ.

( 9 ) الهمزة الممدودة تكتب همزة مفتوحة بعدها ألف، مثل: آمن، قرآن، تكتب عروضيا هكذا: أَاْمَنَ، قرْأَاْن .

ثانيا: الأحرف التي تحذف:

( 1 ) همزة الوصل إذا وقعت في درج الكلام، سواءٌ أكانت الكلمة التي هي فيها سماعية أم قياسية، مثل: فاستمعَ، وافهمْ، واستماعٌ، وابنٌ، واثنان، واسمٌ، تكتب عروضيا هكذا: فَسْتَمَعَ، وَفْهَمْ، وَسْتِماعُنْ، وَبْنُنْ، وَثْنانِ، وَسْمُنْ. فإن وقعت في أول الكلام ثبتت لفظا وخطا، مثل: استمعَ، افهمْ، استماعٌ، ابنٌ، اثنان، اسم، تكتب عروضيا هكذا: اِسْتمعَ، اِفْهمْ، اِسْتماعُنْ، اِبْنُنْ، اِثنانِ، اِسْمُنْ.

( 2 ) ألف الوصل مع (أَلْ) المعرفة إذا وقعت في درج الكلام، فإن كانت (أل) قمرية حذفت الهمزة فقط وبقيت اللام ساكنة، مثل: والكتاب، فالعلم، تكتب عروضيا هكذا: وَلْكتاب، فَلْعِلْم. وإن كانت شمسية حذفت الألف وشدد الحرف الذي بعدها، مثل: والصِّدْق، والشَّمس، تكتب عروضيا هكذا: وصْصِدْق، وَشْشَمْس.

( 3 ) تحذف ألف الوصل من لام التعريف إذا وقعت بعد لام الابتداء أو بعد لام الجر، مثل: لَلْعِلْمُ، لِلْعِلْمِ، لَلصِّدْقُ، لِلصِّدْقِ، تكتب عروضيا هكذا: لَلْعِلْمُ، لِلْعِلْمِ، لَصْصِدْقُ، لِصْصِدْقِ.

( 4 ) تحذف واو (عمرو) في الرفع والجر، مثل: حضر عَمْرٌو، ذهبت إلى عَمْرٍو، تكتب عروضيا هكذا: حضر عَمْرُنْ، ذهبث إلى عَمْرِنْ.

( 5 ) تحذف الألف والواو والياء الساكنتين من أواخر الأسماء والأفعال والحروف إذا وليها ساكن، مثل: أتى المظلوم إلى القاضي فأنصفه قاضي العدل، تكتب عروضيا هكذا: أتَ لْمظلوم إلَ لْقاضي فأنصفه قاضِ لْعدل. فإن وليها متحرك لم يحذف شيء منها، مثل: أتى مظلوم إلى قاضي عدل فأنصفه، تكتب عروضيا هكذا: أتى مظلومُنْ إلى قاضيْ عدلِنْ فأنصفه .

( 6 ) تحذف الألف الفارقة من أواخر الأفعال بعد واو الجماعة في الفعل الماضي، والأمر، والمضارع المنصوب والمجزوم، مثل: رجعوا، ارجعوا، لن يرجعوا، لم يرجعوا، تكتب عروضيا هكذا: رجعو، ارجعو، لن يرجعو، لم يرجعو.

( 7 ) تحذف الألف، والواو الزائدتين من: مائة، أنا، أولو، أولات، أولئك.

( 8 ) تحذف الألف الأخيرة من الأدوات والحروف والأسماء الآتية إذا وليها ساكن: إذا، لماذا، هذا، كذا، إلا، ما، إذما، حاشا، خلا، عدا، كلا، ل

كيف أعدّ نفسي لكتابة الشّعر الحلقة السابعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إعداد وتقديم  : أ . أحلام الحسن

ألتقي معكم اليوم في المحاضرة التّعليمية ( 7 ) .. ( كيف أعدُّ نفسي لكتابة الشّعر ) .. آملةً من الله السّميع العليم بأن تقضوا معها أنفع وأمتعَ الأوقات ..
قلنا بأنّ الكتابةالعروضية تختلف عن الكتابة الإملائية فهي ميزان الشّعر العمودي وشعر التفعيلة وبدون تعلّمها فلا يمكن إجادة الشعر العمودي وشعر التفعيلة ..
تذكرون الحلقة الماضية تكلمنا عن الشّدة وأنها تُعدُّ بحرفي مثال للتذكير :

فيا لذّة الدّهر لا الدّهرُ شبَّ  :  كتابة الشّطر عروضيا :   فيا لذْذَة الدْدَهر لا الدْدَهرُ  شبْبَ
ولا أنتَ تجاوزتَ حدَّ الصّغرِ : كتابته عروضيا : ولا أنت تجاوتَ حدْد الصْصِغر ..
نلاحظ بعدما فككنا الشّدة تحوّل الحرف المشدد لحرفين الأول ساكن والثاني متحرك .

اليوم سنتعلم حكم التنوين في الكتابة العروضية : الضّمتين / الفتحتين / الكسرتين وتُعدُّ كلّها في الكتابة العروضية حرفا ساكنًا .. مثال ذلك :

زارتك سلمةُ والظّلماءُ داجيةٌ / والعين هاجعةٌ والرّوحُ معْروجُ
فمرحبًا بكَ من طيفٍ ألمَّ بنا  /  وليس يا سلْمُ في السّلم تحريج

بعد تقطيع البيتين للكتابة العروضية  نرى الآتي :
زارتكَ سلمةُ والظْظلَماءُ داجيتنْ  /  والعينُ هاجعتنْ والرْرُوحُ معروجُ :
البيت الثاني :
فمرحبنْ بكَ من طيفنْ ألمْمَ بنا / وليس يا سلمُ  السْسِلمِ تحريجُ
لاحظنا كيف تحوّل التنوين إلى حرفٍ ساكن وتحدد وضعه في الكتابة العروضية لكتابة القصيدة العمودية ..
نأتي لكتابة الواو في بعض الأسماء حيث تُزاد في الكتابة العروضية لبعض الأسماء مثال ذلك :
مزمارُ داود تسبيحٌ  : عروضيًّا تُعطى الواو حقّها فتكتب هكذا : مزمارُ داوُود تسبيحن .. وأعود فأذكر لا يستقيم وزن الشّعر العمودي الموزون إلاّ بتعلّم الكتابة العروضية ..
والآن تعالوا معي أيّها الإعزاء لنختبر أنفسنا في الكتابة العروضية بحدود ما تعلمناه فقط لأن هناك المزيد في المحاضرات القادمة :

استخرجْ منَ النّصوص الآتية الشّدة وفكها ..،وحولّ التّنوين  لحرف نون ٍ ساكنةٍ مستعينًا بالأمثلة السّابقة  :
١-  بتنا ضجيعينِ في ثَوبَي هوًى وتُقًى .  .   يلفُّنا الشّوقُ من فزعٍ إلى قدمِ
٢- وبيننا عفّةٌ  بايعتُها  بيدي  .  .    على الوفاء بها والرّعي للذّمم
٣- وعوارضٌ مصقولةٌ وترائبٌ   .  .  بيضٌ وبطنٌ كالشّبيكة ِ مخطفُ
٤-أَلقاتلاتُ بأجفانٍ بها سقمٌ   .  .     وللمنيّةِ أسبابٌ منَ السّقمِ

بكلّ خيرٍ وسعادة ألتقيكم الأحد القادم بإذن الله تعالى . . أهلًا باستفساراتكم حول الحلقة .