الخميس، 19 مايو 2016

كيف أعدّ نفسي لكتابة الشّعر الحلقة الثالثة الموضحة

الحلقة الثالثة الموضحة من كيف أعدّ نفسي لكتابة الشّعر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أهلا بكم في محاضرة اليوم .. وبإذن الله ستكون استكمالا لفن كتابة قصيدة النّثر ..
لعلكم تتذكرون محاضرة  السّبت الماضي حول قصيدة النّثر ، وقد ذكرتُ فيها بعض خصائص قصيدة النّثر منها ما يلي وبالتفصيل :
أولًا  :
الإيجاز فيه لا تتسم بالطول وقلنا لقد استرسل بعض الشعراء فيها فخرجت قصيدة طويلة نوعا ما -وهذا لا يعيبها مطلقا -
ثانيا  :
السّياق فهي لا تخضع للموازين الخليلية .
ثالثا  :
التّوهج : فهي مثيرة المعاني في أيّ حدثٍ تكتبُ فيه ..وهذا مما يعطي الشاعر إنطلاقا للإبداع أكثر .. فهو متحررٌ من قيود الأوزان .
رابعا  : 
اللازمنية : ومعنى هذا أنّها لا تختص بزمنٍ وفترةٍ معينة مثلما الخاطرة . .
فهي ذاتِ دلالاتٍ متغيّرةٍ حسب السيّاق والرؤية والتّركيب اللغوي .. غير ملتزمةٍ بقافية .
وقصيدةُ النثرِ مفتوحة الأبوابِ لكلّ قارئ ٍ ، لسهولة وبساطة ألفاظها وعادةً ما يُستخدمُ لها التّراكيب اللغوية الحديثة ، والمتجرّدة من الكلماتِ التي تحتاج إلى قاموس المعاني  .
خامسا  :
الوحدة العضوية ، بحيث يكون النّصُ كلاما واحدا .. وسطريا ..كلّ جملةٍ في سطرٍ لوحدها .
سادسا :
وحدة الفكرة الأساسية للقصيدة ، من الأولويات كأيّ قصيدةٍ أُخرى ..وإن احتوى نصّها على أفكار ٍ  أُخرى ثانوية داعمة للنّص ، فهذا من جماليات النّص ، ومهارة الشاعر ذاته .
سابعا :
حرّية الشّاعر في الإنطلاق ، وهذا لا يعني ركاكة اللغة ، وضعف الخيال ، وما شابه ، فهذا يفقد كونها قصيدة شعرية  .. بل يجبُ على الشّاعر أن يحتفظَ بقوة ما يلي :
أ /   قوة التّدفق والإنطلاق .
ب / جمال التراكيب .
ت /  إحداثُ الصّدمة الشّعرية ، الأدبية لدى المُتلقي . . وهذه الصّدمة الشّعرية لدى المُتلقي تخترقُ ذهنَ المُتلّقي ، وإحساسه ، وعاطفته ، وكلما نالت القصيدة هذا من المُتلقى كلما أثبتَ الشاعر قدرتهِ ومهارته .
ج  /  التّوهج والإثارة .
وقد ذكرنا في المحاضرة السابقة بأنّ قصيدة النّثر قد حاربها الكثيرون من كُتّاب القصائد العمودية ، ولقد حاولوا بشتى الطُّرق، وما زالوا يحاولون لإجهاضها !!!
إلاّ أنّ الإبداع الحقيقي لشاعر قصيدة النثر أثبت وجوده .. وهذا يُعطي بريقا وأملا لكتابٍ جُدد يخوضون في بحر قصيدة النثر ، غير آبهين بأمواج البحور .  
وأعيد وأُذكّر بأنّ قصيدةَ النّثر ، تختلف تماما عن الخاطرة الشّخصية ، للأساسيات التي تمّ ذكرها أعلاه .
ولنأخذ بعض النماذج من هذه القصائد النثرية
وأرجو التفاعل بالبحث ، والإجابة ،لتعمَّ الفائدة المرجوّة من المحاضرة .