الاثنين، 26 فبراير 2018


حقولُ المرجان ..

كم لسكونِ عينيكَ من الإختلاق 
يشدني للإقترابِ من الشّاطئ 
أضعُ رحلي بانسياب 
أقتربُ 
لا بل أخافُ من الإقترابِ 
تأخذني عيناكَ للغوصِ في الأعماق 
لكني أخشى من البرق
ِ وأرتعدُ من العاصفات 
أخشى بأن أغرقَ حتّى الأعماق
هل تحملُني سفينةُ الأحباب ؟!
هل أضعُ دفاتري وأقلامي
وأحمل كلماتي
المرسومة على صفحات وجهي
 وحقيبتي المرهقة
أُبحرُ وأُبحرُ دونما اغتراب 
هل أشدُّ رحلي 
وأغادرُ بيتي وأُغلقُ كلّ النّوافذ
وأنزعُ مفاتيحي من أبوابي
وأحملُ قلبي على كفّي 
دونما غطاءٍ أو حجاب
لكنّي أخافُ أن يسقطَ منّي 
في لُجّةِ البحرِ وتسقطُ معهُ أوراقي
ويغشاهُ الموجُ 
وكيف لي بهمسِ الأعماقِ 
وأتيهُ بعدها بين البحرِ والضّباب
أبحثُ عنهُ بين الغيوم 
وفي مرآيا السّحاب                             ِ
وفي حقولِ المرجان 
وبين رمادِ الاحتراق 
وبين أصداف اللؤلؤِ
وتحت التّراب 
فهلّا أرجعتني سفينةُ الأحباب 
لأسترجعَ قلبي 
أستودعهُ جوفَ أعماقي

الاثنين، 19 فبراير 2018

فنُّ الإدارة الحلقة 19

فنُّ الإدارة .. الحلقة 19
بقلم / د. أحلام الحسن
استشارية إدارة أعمال
وإدارة موارد  بشرية

" قواعدُ سياسات وإجراءات المؤسسة "

من ضروريات أيّة مؤسسةٍ حكوميةً كانت أو أهلية وضع خططٍ لسياساتها وطرق تطبيق الإجراءات والمباشرة بالتنفيذ .. ولوضع النقاط على الحروف والإيضاح أبيّن الآتي :

ماهي سياسات المؤسسة ؟
أولًا :
سياسات المؤسسات هي بياناتٌ وقراراتٌ رسميةٌ صادرة من رئيس مجلس الإدارة يتمّ تحديد قانونٍ أو قرارٍ أو قاعدةٍ ثابتةٍ على جميع الموظفين الإلتزامَ بها وكذلك المتعاملين مع المؤسسة .

ثانيًا :
من الضروريات وضع اسمٍ للبيان وهو الأفضل لضمان عدم الملابسات بين البيان والآخر وأن يكون البيان مرنًا وعقلانيًا وغير منحازٍ لجهةٍ ما .. بل يخدم مصلحة المؤسسة لا غير .

ثالثا :
الإيضاح والإفصاح بمصطلحاتٍ غير معقّدةٍ عن غرض هذا البيان وأهميته لنجاح وتطوير المؤسسة ومشاورة بقية أعضاء مجلس الإدارة .

رابعًا :
يُضمّ البيانُ ويوضع في ملف البيانات بالرقّم المخصّص له وباسمه وتأريخ صدوره وتأريخ العمل به .

خامسًا :
ٱن كان البيانُ مختصًّا بفرعٍ أو قسمٍ دون بقية الأقسام من الضّروري والمهم جدًا ذكر اختصاصه بالقسم كذا .

سادسًا :
يُصدر البيانُ ويتمّ الإلتزام به من حين صدور الإعلان عن تأريخ العمل به ويتمّ طباعته وإعضاء نسخةٍ لكلّ عضوٍ في مجلس الإدارة .

سابعًا :
إن أصدرت المؤسسة بيانًا سابقًا مماثلًا يُذكر برقمه وتأريخ صدوره والتعديلات اللاحقة به في صدور البيان الجديد وهذا الأمر من الضروريات جدا لرفع الملابسات بين البيانين .. مع ضرورة الإعلان عن إلغاء البيان السّابق في البيان اللأحق .

ثامنًا :

ذكر رؤى المؤسسة في حالة حدوث طارئٍ في المستقبل يعرقل تنفيذ سياسة البيان أو بعضًا منها .

تاسعًا :
عقد جلسةٍ توضيحيةٍ تتبع جلسة إصدار البيان لطرح مالم يتمّ فهمه واستيعابه لدى أعضاء مجلس الإدارة لتوضيحه .

عاشرًا :
في كون البيان معممًا على كافة أقسام المؤسسة تقع مسؤولية متابعة إجراءات التنفيذ على المدير العام أو مدير الموارد البشرية من خلال متابعتهم مع مدراء الأقسام .. وفي حالة اختصاص قسمٍ بالبيان دون بقية الأقسام تُتابع عملية تنفيذه مع مدير القسم .

المصدر : كتاب " فنُّ الإدارة " د. أحلام الحسن
الحقوق محفوظة للمؤلفة

ميمٌ وزجاجة

ميمٌ وزجاجة / د . أحلام الحسن

كم سائلٍ عن محنتي من مُلهبي
إن كنت لا تدري بِجُرمِ مُعذّبي

كأسًا شربتُ ولم تزل من قاتلي
كم قسوةٍ من نائباب الأقطبِ

هضمًا سلت عينايَ عن قطرٍ بها
هبّت كُراتُ الجمْرِ مثل الأشْهُبِ

إن قُلتُ مرّت نازلاتٌ وانبرت
عادت طُقوسُ العادياتِ القُلّبِ

كيدٌ بها من فاسقٍ في ظلمهِ
يغزو بهِ رطِبَ الخُدودِ السُّكّبِ

أنيابُهُ  مسعورةٌ مسمومةٌ
يعدو ويغدو غدرهُ في مشربي

أدمى العيونَ بحرقةٍ من سُمّهِ
لم يرتدع عن مطمعٍ كالغيهبِ

سُقيا السّمومِ بموضعٍ كاساتهُ
خابَ الدّواءُ وفي لُعابِ الرُّقّبِ

جُرمُ القريب استوقدت جمراتُهُ
ربّي على جُرمٍ لهُ دع مقلبي

تصطادُني في غفلةٍ  أنيابُهُ
كبدي لظت كم لذغةٍ كالعقربِ

مِثلُ الأفاعي أبدلت  ألوانَها
أدمى الشّبابَ الغضَّ كيدُ النُّصَّبِ

أرجو لهُ عدلًا قصاصًا موجعًا
في يوم نشرٍ في صحافِ المَقلَبِ

لا تُشمتي

لا تُشمتي بي .. د. أحلام الحسن

من مضجعي أيقظتِني
داهمتِني دون الوداد ْ !!

ياحلوتي هلّا رحمْ-
تِ فؤاديَ الجافي الوساد ْ

آلمتِني وجفوتِني
وكأنّني لستُ الفؤاد !

كم غدرةٍ كم طعنةٍ 
كلّ الجرائم بانفراد !

قد بعتِني دون النّدا-
مة دونَ أن تبكي البعادْ

أفهل ولدتِ بغير قل-
بٍ أمْ تعلّمتِ العناد !!

لاتبتليني قسوةً
فيضيعُ من عندي الرّشادْ

لا تُشمتي بي هاهنا
يامهجتي شرَّ العباد ْ

أيهونُ ودّيَ والهوى
أن تعرضيهِ وبالمزادْ !!

ياليتني حجرًا ومنْ
دون الشّعورِ كما الجمادْ

لا تشعلي نارَ الجوى
لا تُشمتي بي منْ أرادْ

يانجمتي هذا الهوى
يشري وصالكِ والودادْ

كُفّي اقتحامي بالرّسو-
مِ جميلتي دون العبادْ

صورًا فلا ترمي بها
فهواكِ عندي في ازديادْ

إن شئتِ هجرًا ظاميًا
لاترجعي دون الوفادْ

عجبًا فهل غيري أنا
قد نالَ وصلكِ والمراد !

ياليتَ عيني ما رأت
حسنًا بهِ عقلَ الرّشادْ

ولئن جريتُ مُولّيًا
كمحاربٍ دونَ العتادْ

أشتاقُ أسْرًا عندهُ
فأعودُ طفلًا في المهاد

فلتفطمي طفلًا هنا
أو أطلقيهِ في البلاد

قيسًا  يهيمُ  مُتيّمًا
ويموتُ من قبلِ الحصادْ

قومي أزيلي عِشقِهُ
بلغَ الجوى حدَّ الرمادْ

ا*******************
مجزوءُ بحرُ الكامل المذيّل

السبت، 10 فبراير 2018

ساعةُ اللغز

قصيدة بمناسبة يوم ميلادي الذي يوافق اليوم  أتمنى بأن تحوز على اعجابكم أصدقائي الأعزاء  صديقاتي العزيزات ..

ساعةُ اللغُز ..

في ساعةِ اللغزٍ الذي خصّني
في بسمةٍ أو دمعةٍ جاءني

معروفهُ  قولًا إذا  قالهُ
كن كان ذاكَ القولُ قد نالني

في لُغزهِ  يبدو كما  قالهُ
كيدُ الأعادي لا فلا ضرّني

منظومةٌ أقدارُنا  حِكمةً
أمرٌ بها في سرّها هالني

في أصحفِ الأقدارِ مكتوبةً
غير الذي أخشاهُ ما هدّني

حلوًا ومرٌّا  أجٔتني أصوعًا
في مُرّها زيدت ولم أنثني

أرنو لنَيلِ السّعدِ في بسمةٍ
أُفضي لهُ بعض الذي صابني

كلّ امرىءٍ في حالهِ صبوةٌ
غير الذي في  غيّهِ خانني

قُم واسقني خمرًا فلا مُسكرٍ
فالعمرُ  في  أيّامِهِ  زادني

عمرٌ غدا في كوثرٍ  يانعًا
كم فرّجَ الرّحمانُ ما ضامني

خُذ يا زمان الغدرِ ما تبتغي
هديٌ بدا في مقدمي ضمّني

من زهرةِ المحمودِ قد أينعت
عشقًا بقلبي ودّها  زانني

خلقًا  وعلمًا جُودُ أفضالهِ
من ساعةٍ للحبرِ لم ينسني

قد تسلبُ الأقدارُ ليْ بسمةً
كم يُعطني مولايَ ما فاتني

فتّش خفايًا ليْ  أيا عاذلي
لا لن ترى غير الذي سرّني

سُبحانَ ربّ ِ الخلقِ من مُنعمٍ
لو لم يجد بالحفظِ كم صابني

خلف القصيد قصيدٌ لم يُرَ
وزن القصيدة بحرُ السريع






السبت، 3 فبراير 2018

زهراء ..

زهراء .. د. أحلام الحسن

قومي إلى العلياءِ فاطمُ واخلدي
إنّ النّعيمَ مخلّدٌ لكِ سرمدي

من قال أنّكِ في الثّرى مدفونةٌ
يانجمةً بين الثّرى و المسجدِ 

لا تحسبي أنّ الفراقَ  يسرُّنا
صبّت دموعٌ في اللوائعِ تفتدي

أنتِ الفؤادُ  بنورهِ  وبنبضهِ
قد أثمرَ الحُبُّ المُقيّد فاشهدي

بالحزنِ قد ساقت لنا أوجاعُهُ
وعلمتُ أنّكِ بضعةٌ  للأحمدِ

يادمعةً تأبي الغيابِ وما هوت
إلاّ بوَجدٍ فيهِ بوحُ  تغرّدي

مثلُ الحمامِ ينوحُ من أشجانِهِ
صبّت دموعٌ تشتكي لتوَدّدي

من سُندسٍ زهراءُ قومي وارتدي
تحنو إليكِ جنانُها  فتوَسدي

أنتِ السّراجُ وبالحنايا  لوعةٌ
وبقلبكِ النّارُ التي كالموقدِ

من فجعةٍ أو ذبحةٍ كم أشعلت
ذاك الأسى ذاك المرار الأحمدي

في كربلاءَ دمُ الحُسينِ  مُغرّدًا
في ركبِ أهلِ البيتِ عرقُ الأمجدِ

والأخضرُ الحسنُ الذي في جوفهِ 
باتت سمومُ الغدرِ عند المرصدِ

أرثي المقامَ الفاطميّ صبابةً
كَبدٌ فلن ينساهُ جرحُ تشرّدي

يازهرةً ومنَ الجنانِ  ربيعُها
ضمّي إليكِ  ولائيَ المتوَدّدِ

مازلتُ أذكرُ رؤيةً فيها المُنى
من فضلهِ سبحانهُ ولمَوردي

لُمّي جراحًا بي شكت أحزانُها
مثل الذي أكرمْتِني فخُذي يدي

قصيدةٌ في رثاء فاطمة الزهراء رضوان اللّه وسلامه عليها






نازحون وعاتيات

تحكي القصيدة قصّة خارطتنا العربية النّازفة

عاتياتٌ ونازحون / د. أحلام الحسن

نازحونَ اليومَ أغصانُ الدّيارِ
عانقوا الموتَ بلونِ الإحمرارِ

أُمّةُ العُربِ  كأطلالٍ رجعنا
كيف تبغونَ لهم ذلَّ الدّمارِ

أُغمضتْ عينٌ فما عادت تراهمْ
أعظمُ الجرحِ هُنا وسطَ الدّيارِ

طالبوهمْ  بنزوحٍ  لم ينالوا
غيرَ تشريدٍِ وبردٍ بالبراري

كم سرت نارُ التّجافي والمخازي
جفوَةُ الأهل وموتُ الإحتضارِ

يُرعشُ الأجسامَ من لفظِ الشّفاهِ
بين حرّ ٍ  وجليدٍ  وانصهارِ

عيشةً ضاقت مَرارًا أرعبتهمْ
من فعالٍ أُلبست ثوبَ الدّمارِ

وعيُونٌ ظُلمتْ سهدًا تنامت
ضرّها السّهدُ وهمُّ الإنكسارِ

وقلوبٌ بصبابٍ كم تجارت
بدموعٍ غالياتُ الإنحدارِ

ونساءٌ  مُثكلاتٌ ناحباتٌ
في صحارٍ دون عونٍ للقرارِ

ألفَ رُعبٍ في همومٍ ضارماتٍ
في مرارٍ  وحريقٍ  كالجمارِ

وطنٌ قد غادروهُ من عناءٍ
رَحَلَ الأحبابُ عنهم بالصّغارِ

كيف ينعى الموتُ ينبوعَ حياةٍ
في احتضارٍ وانتظارٍ واستعارِ

في عراءٍ  وبحورٍ  والتياعٍ
شَُربَ الحُزنُ بصمتِ الإصطبارِ

دونَ أمنٍ  دونَ رزقٍ كم رجوهُ
دونَ فَرشٍ دونَ دفء الإدّثارِ

لم يزالوا بشرًا تلك الضّحايا
ياضميرًا صارَ رهنَ الإحتضار ِ

ورصيدًا باسمهم هل هم رأؤهُ
ولهم جوعٌ وسُقمٌ  في البراري

قِطَعُ الليلِ استهلّتْ بافتتانٍ
كم عُصاةٍ رفضوا رأيَ القرار ِ

قد نسوا أمْنًا  لشعبٍ وبلادٍ
وعدوًّا خلف ظهرٍ كم يماري

كم شربنا سُمّهُ راضينَ حتّى
سُلبتْ أوطانُنا وضحَ النّهارِ

قد أضعنا بعضنا بعضًا عنادًا
ورجعنا فكرَ جهلٍ في الغبارِ

بحرُ الرمل