الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

مقالات

لغةُ المحادثة الرّوحية / د . أحلام الحسن 

هناك الكثير من الاستكشافات العلمية المتعددة والتي خدمت البشرية ومازالت أعين العلماء تبحث وتكتشفُ المزيد منها  .
ويبقى الإنسان ذلك الكائن العجيب والذي كثيرًا مانقفُ أمامَ بعض الظواهر الحادثة له موقف الباحث والمنقّب عن المجهول الحقيقي وعن الأمور الخارقة للعادة والتي مصدرها الرّوح .. تلك الرّوح التي تسبح في فضاءات الكون وتقطع المسافات بثواني رهيبة لا يجد لها العلم تفسيرًا دقيقًا وواضحًا لما يحدث ! من المؤكد بأنّ كلّ ذلك يحدث بمشيئة الخالق جلّ شأنه .
و من هذه القدرات الخارقة :
1- لغةُ المخاطبة بالتخاطر الرّوحي :
ومن الملاحظ لبعض الحوادث التي حدثت لبعض الأفراد هو عامل التفكير المتزامن بين الفردين المتخاطرين وهو شرطٌ أساسيٌ لهذا التخاطر والمحادثة الرّوحية والتي أُطلق عليها مؤخرًا
مهاتفة التخاطر Telepathie ويقصد بها هو وصول الرسائل الرّوحية وبعض الصّور الضرورية وبمشيئة اللّه لأحد المتخاطرين والذي هو أشدّ روحانيةً من الطّرف المقابل له في هذا التخاطر ، وقد يكون كلا الإثنين معًا ،  ودونما استخدام حاسة البصر أو حاسة السّمع .

2- ظاهرة رؤية الرّوح :
وهناك ظاهرةٌ أخرى لحوادثَ بالفعل حدثت وهي أشدّ وضوحًا وواقعيةً من التخاطر وهي ظاهرة رؤية الرّوح لحدثٍ معينٍ يحدث لإنسانٍ قريبٍ جدًا وحبيبٍ لصاحب تلك الرّوح  في ذات الوقت وذات اللحظة ! وكأنه يرى الحادث رؤية بصرية حقيقية !!

إنّ لغة التّخاطر والمهاتفة الرّوحية ورؤية الحدث بعين الرّوح من القضايا التي لم ينكرها العلم ولم يجد لها تفسيرًا إلّا أنّ أولئك الذين تعرّضوا لمثل هذه الوقائع لديهم طاقة روحية تُرسلُ للذين هم لهم مكانة عندها وتستقبل منهم ! ..
إنّ لنقاوة النوايا وصفاء الرّوح دورٌ لا يُستهانُ به في حدوث هذه الظّواهر .. فكثيرا ما تفكر بشخصٍ ما هو بذات الوقت يفكر بك وقد تنطلق حينها المهاتفة الرّوحية المسماة بالتخاطر ..
وبقدر تآلف تلك الأرواح وبقدر ذاك الحب والودّ بين الشخصين تكون لغة التخاطر أقوى وكلّما ضعف ضعفت !
لقد لوحظ حدوث الرؤية الرّوحية عند بعض الأمهات والأخوات كما لو كان الحدث أمام أنظارهن !
لغة الجلد :
حيث يشعر القريب بحريقٍ على جلده فترة موت إنسانٍ قريبٍ له يحبه وهو لا يعلم بموته هذه أيضا إحدى الظواهر الغريبة فسبحان اللّه في أسراره .. كما ثبت أنّ توأم الإنسان يشعر به وبألمه بذات الوقت ..
فسبحان الخالق ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ) . آية ٨٥ سورة الإسراء .

المقال مقطع من مؤلف ( فنُ إدارة الأعمال ) لكاتبة المقال .

مقالات

لحظة تأمّل / أحلام الحسن

قلمُكَ قِيمك /  أحلام الحسن

إن أهمية القلم تأخذ المكانة الأولى في كل المجتمعات، دينيا .. أدبيا .. اجتماعيا .. إيجابا أو سلبا ،فله الدور الفعال في بلورة الأفكار وفي إصلاحها أو تدميرها .
فالقلم أحد السلاحين ، وهو أمانةٌ أيّما أمانة ، وخطورة أيّما خطورة ، وعهدٌ يحمل مسؤوليته الإنسان أمام ربّه ومجتمعه ، فهو ترجمان النفس واللسان والعقل ، وما تحتويه من قيمٍ ومبادئ ، وهو ضمير الكاتب والمؤلف والشاعر والفقيه والمدرس وكل صاحب قلم .
فهو إداة البيان والتوضيح والبناء .. وهو أداة التّضليل والتعتيم والهدم ! 
إمّا أن يُدمّر وأما أن يهدم ..
الكاتب الذي يحمل أمانة قلمه ، هو ذاك الإنسان الذي يشعر بإنسانيته وإنسانية الآخرين .
القلم أمانة ورسالة ومبدأ يخدم البشرية جمعاء .
العالم بحاجة لأقلامٍ نزيه تتحسس آلآم المجتمع فتساهم في ترميم تلك الآلام والجروح ،وخلق  المحبة في المجتمع .
نحن بحاجةٍ للأقلام النزيهة ، المترفعة عن العنصرية والجهل والضلال .
نحن بحاجةٍ لأقلامٍ تعرّي تلك الوجوه التي تبرقعت ببرقع الاسلام .. والاسلام منها بريء .
نحن بحاجةٍ لأقلامٍ بعيدة عن الثرثرة الغير مجدية .
نحن بحاجة لآقلام تجهض الأفكار الموبؤة المسمومة والتي سممت عقول الشباب فأضاعت مستقبلهم باسم  الدين تارة وبالفساد الأخلاقي  تارة   أخرى .  
لسنا بحاجةٍ لأقلام النفوس المريضة .. لسنا بحاجةٍ للأقلام المتطرفة والهادمة .
لسنا بحاجةٍ لآقلام ومجلات وقنوات الدعارة والشذوذ والتطرف الآخلاقي .
القلم أمانة في عنق الفقيه والعالم والمدرس والكاتب والشاعر والمحلل والصحافي وكل صاحب قلم ، وعليهم تقع مسؤولية توعية المجتمعات وتحذيرهم من الإنجراف وراء الأقلام المدسوسةوالمغلفة زورا بطابع الإسلام وهو بريء منها.
فهل تستجيب الأقلام الطّاهرة والنزيهة ؟ 

أغنية الوفاء .. القصيدة 31 ديوان مرافئ قلبي

قصيدة رقم 31 / ديوان مرافئ قلبي

أغنية الوفاء / فوانيس العتمة

حينما تُقبل مساءات الليالي
تحمل فوانيس العتمة
تحكي قصص الحبِّ والهجاء
في الفجر . . وفي المساء
تحنو عليّ مناديلي
ترأف بحالي
فوق أوراقي و قصاصاتي تتصارع أقداري
أكتمها تارةً .. و تارة ً أحكيها
تهرب مني إبتسامات
تقصف ببالي
تتلفُ ما بقي من دلالي
تبقى عيناي بين الإحمرار والإخضرارِِ
تائهة ً دموعي في العاصفاتِ
كيف تهرب من آمالي
يبقى الحزن بمعصم قلبي سلاسلاً
كالأغلال
في وسط الصحاري
تحوم أنظاري
قواحل ٌكلّ ما تراه
من بعيد ٍ ترى الماء آتي
أقتربُ . . أقترب
ليس إلا سراب نظراتي
ليس سوى ظلّي
حسبّتُه أنتَ
حسبّتُ أنكِ أقبلت َ نحوي
حسبّتكَ في إنتظاري
موسقتُ من أشعاري
أغنية ً للوفاء ِ
أحلى ما في أغنياتي
أغنية وفائي
جمهورها يملأ الفضاء
يا أغنية الوفاء تعالي
في ليالي العهد تعالي
في أيام الوعد تعالي
تصفيقٌ حارٌ لكلماتيِ
من جمهوري الوفي
من بوح معزوفاتي
ردّد صوت أغنيتي
يا أحلام الوفاء ِ
يمسح عن وجهي دمعاتي
يقرأّ أقداري على صفحاتي
ردّد معي قصائدي و أمنياتي
صوتٌ عال ٍ كالشّلال ِ
بحتُ له ُ بأسراري
ثم أفقتُ من سكراتي
عند الأصيل وعند إقتراب الليالي
صوت ٌ يناديني
كان يملأ الفضاء
كان تصفيقاً للرياح العاتياتِ
تحمل في هبوبها
شيئا ً ما
كان صدىً لأغنياتي
في بعض أشعاري

قبلة العيد القصيدة 30 ديوان مرافئ قلبي

القصيدة 30 / ديوان مرافئ قلبي

    قُبلةُ العيد

حبيبتي يامن تنأين عني بعيد
ولستُ عنك ببعيد
أدنيني .. قرّبيني
لأطبع فوق شفتيك قبلة العيد
ولتتعلّم شفتاي منكِ الأبجدية من جديد
ولتعرفَ عينايَ أنكِ من تضويني
وتشتاق ضلوعي التابعة
لذراعيكِ تطويني
علّها تطفي نار لوعاتي
تُسكن بعض أنّاتي
تُرجعُ لي إنتعاش روحي
يامن تسكنين ذاتي
وتمتلكين صفاتي
في ليلة العيد أراكِ طيفا تعانقيني
وروحا تضويني
وكيانا منه يدنيني
أسمع همساتك .. ضحكاتك
بين الحين والحينِ
خاصميني . . عاتبيني
لكن لا تهجريني
بيديكِ الحانية حبيبتي لا تقتليني
وادني منّي وكلمةً أُحبها اسمعيني
دعي شفتيك تناديني
ومنها لا تمنعيني
وبالبعد لا تحرقيني
ياحورية البحر الأزرق
ياعروس حياتي
مضت سنون من عمركِ
ومضت منّي السّنون
أنتِ من رسمتكِ خطراتي
أنتِ من تعرفين نار جمراتي
ياسفينة بحري .. ياعشيقة دهري
هلّا رسيت في قناتي
ولملمتي حُبّيَ الشّريد
وجوارحي المُتعبة
وصنعتِ من كلماتي
على شفتيكِ ألف قصيد
أغارُ عليكِ فلا تلوميني
اقتربي وهاكِ حنيني
نارًا في قلبي
في أطرافي
في جوارحي
تشتعلُ وتكويني
هيّا خُذيني لتعرفي
ناري وتعرفي أنيني
لتعرفي أنكِ أنتِ من أُريد
واصفحي عن هفواتي
فلا تجفيني
ولا تمنعيني
ولا تلوميني
واقبلي منّي قبلة العيد

عناقيد الأقدار .. القصيدة 29 ديوان مرافئ قلبي

القصيدة 29 / ديوان مرافئ قلبي

عناقيد الأقدار *

الأقدارُ وما أدرانا ما الأقدار
عناقيد تتدلى فوق رؤوسنا
قد تكون بردا
وقد تكون  نارا
وتبقى . . أقدار

تحوطنا ..تلفّنا بذراعيها
إلتفاف الأغصان
قد تعصرنا غدرا
قد تعانقنا حبًّا
بشوقٍ حار

ونبقى في دحرجة الأقدار
تمحّصُ قلوبَنا النّدية
وقد تداعبها بروية
أو تقبّلها قبلات أبدية
أو تجرحها بجاهلية
ليس منها فرار
وتبقى . .أقدار

قد تحملُ لنا من الزيتون أغصان
وقد تحملُ معها الأكفان
وتطيرُ بنا أسرابًا من الأسرار
تحلّق في سماء اللا معلوم
وتبقى أقدارٌ في أقدار

ولربما تحملُ إلينا قلادة حبٍ يتجدد
أو عتابٍ من محبٍ يُقصد
أو وردًا جوريًّا كلّهُ احمرار
وتدور بنا الأقدار
وتتجاذبُ الأفكار
تتلوها الأذكار والتّذكار
بداخلنا قلوبٌ تتفجر
منها الطّيّبُ يتقطّر
لاصنمًا لاحجرًا يتحجّر
وتحطُ وتطير بنا الاقدار
وتبقى أقدارٌ .. في أقدار

حيرى .. القصيدة 28 ديوان مرافئ قلبي

القصيدة 28 / ديوان مرافئ قلبي
* حيرى *

تقف حيرى دون جدوى
دون همس ٍ دون شكوى
تتقدمُ خطوة و تتأخرُ أخرى
دون  أن تنسى الأحرفَ
أوتقطعُ  للودّ وصلا

أو تتناسى الذكرى
حينما يختبئ بجفن الأسى
إنهمال خوف الجفا
دونما صوتٍ دونما صدى
كنسائم ليلٍ وإسفار فَجر
وعند ضفاف النّهر
حين يغشاهُ العاشقون
وحينما يكون خيالك معي
وحينما تمتد يداك بمنديلك
تمسحُ عن وجهي أدمعي

كالتّواشيح الصّامتة
روحٌ  وأغنية قلب
وأشواق بها لظى
دون أن تكونَ للشفاهِ هفوة
أو يكون للكلام نبرة
وتبقى بالقلب حسرة
و تبقى بالعين عبرة

زائرة غريبة .. القصيدة 27 ديوان مرافئ قلبي

القصيدة رقم 27 / ديوان مرافئ قلبي

* زائرة غريبة  *

في فضاك كنتُ غريبة الأفاقِ
عند رواقك مررتُ زائرةً
أحملُ  وردًا  بيديَّ
قد لففتُهُ بحنايا أوراقي
وجعلت قافيتي .. مفتاحي
والحبر ريقي ومن آماقي
         
ووضعتُهُ فوق الصّليبِ ليُصلب
أفتدي به دمَ العُشاقِ
ولقد كنتُ من جملة المقتولين
ومن جملة المصلوبينَ
فوقَ منصّة اعدام العشاقِ

وبصدري وضعتُ وردة ً
ثُمَّ غرّدت للودّ أغنية
بلساني الأبكم
أوتسمع بكمي ؟
أوتعرفُ بوحَ  أعماقي ؟
وصرختُ ..صرختُ ملبّية ً
قبل الموتِ
قبل صرعةِ الإختناق ِ
        
وتهاوتْ صرختي في الأفاقِ
في وسط الرّواقِ
باتتْ حبيسة أشواقي
وسجينة بسمة التّلاقي
        
لم يبق إلا الصّدى سرًا
في سرّ خُطاكَ
في مكنون بوحك وهواك  !
و منَ السّر امتياحي
فحملتهُ بين جفنيَّ
وبين أضلاعي
وفي أحداقي        
    
وأغمضتُ عينيَّ
ولتنعكس الصورُ في مرآتي !
وأرآها نقية ً في ذاتي
وهناك بين تلك الصور
.أراك بريقا آتي
في صمتي وفي إطّراقي
يبرقُ كل الإبراقِ
كالطّارقِ بين النّجومِ الثّاقباتِ
        
حتّى و إن نسيتَ يومًا اسمي
ونسيتَ صورتي ورسمي
ونسيت . . نسيت رقمي
فستبقى الصّورُ لديَّ
وسيبقى اسمكَ بشفتيَّ
وستبقى الذّكرياتُ ترياقي
         
ولئن  قتلتَ المودّةَ في الحنايا
وصلبتَ كلَّ  البقايا
والوصال صار
.من جملة الضّحايا
فوق تابوت النّسيانِ
. . و في أرباع  الزّوايا
حتى وإن لم تبق منها باقي
وقلى الوصلُ منكَ
واحترقَ معَ رمادِ الاحتراقِ
وكتبتَ في صكّ ِ المحبّة طلاقي
  
أهكذا أنت ؟!!
قد بصمتُ أصابعي عشرا
فوق  كلّ أوراقي
وحذفتُ الفواصلَ
والسكناتِ
والحركات ِ
من جميع أشداقي
        
وأمحيتُ كلّ الظّنون
بإصبعي و ممحاتي
وأبقيتُ واحدًا                                                
أنّ الصّمتَ في الشّعورِ
قصيدة ٌ بلا استنطاقِ
و تلاقي في اللا تلاقي

ليل شعب القصيدة 25 ديوان مرافئ قلبي

القصيدة 25 ديوانُ مرافئ قلبي
ليلُ شعب // د .أحلام الحسن 

أيا ليلُ شعبٍ فلن تبتلي
بسود ِالليالي ذوات العللِ

فشعبٌ أبيٌّ سيأبى  الفناءَ 
فلابدّ  للجورِ أن يصْطلي

ولابدَّ  للبعْثِ بعدَ الممات                             ْ
ولابدّ  للظّلْمِ منْ  مثْكلِ

وحيثُ البطولة  تشتعلُ
فويلٌ  وويلٌ إلى الدّجلِ

فكلُّ اخْتناقٍ  لأنْفاسنا 
جنودُ  لواءٍ إلى الجحْفلِ

وكُلُّ  شهيدٍ  لنا  أمّةٌ 
فلن يهْزموا أمّةَ المُثُلِ !

وكُلّ  رضيعٍ  لنا  تُحْفةٌ 
وكُلُّ جدارٍ فلن ينْسلي

وإنْ لاحَ سيفٌ منَ المُعْتدي 
فموتي  حياةٌ  منَ المقتلِ

فهلْ يعْلمُ الظّالمُ المُجرمُ 
بأنّ الحياةَ لفي محْملي

وفي وسْطِ قبري له الحُفرةُ 
ستصلى بفيها ولا يعتلي

وأنَّ دمِي فيه سمُّ زقَمُ 
وغسْلينُ زادُ السّبيلِ يلي

وكُلُّ النّفوسِ الّتي  أُزْهقتْ 
هياكلُ جُنْد الوفا و النّبلِ

سيبلى البغاةُ وأولادهمْ 
وتعلو حقوقٌ على الحيّلِ

دهانا  على غفلةٍ  طامعُ 
فليسَ لغولٍ هنا منْزلِ

وليسَ بجهلٍ ستحيَ الشّعوبْ 
فبعْضُ  العقائدِ  كالسّلْسلِ

عزيزٌ   علينا شهيدُ  الوطنْ 
إذا داهمَ  الموتُ منْ جُهّلِ

تلقّى المماتَ بكأسِ الضّلالْ 
تلقّي العروسِ إلى الخلْخلِ

بكلّ  جهولٍ  مضتْ  أزّمنة ْ 
ورينُ  القلوبِ فلنْ  ينْجليْ

بحر المتقارب

ِ

إلى متى القصيدة 23 ديوان مرافئ قلبي

القصيدة رقم 23 / ديوان مرافئ قلبي

إلى متى

معذبي إن شئتَ أحبني
وإن شئت اكرهني
وإن شئت ذكراكَ أنسني
فكلها في قاموسكَ سواء
ومات في حُبّك الرّجاء
وبدأ الشّكُ يتسربُ شيئا فشيئا إلي
هو قراري و يقيني
بدأتْ ثورةُ الإنقلابِ على هواكْ
وكُلُّ ذلك  مما صنعته يداك
وفي جوارحي انقلبتْ عواطفي المشتاقة
أحرقتْ كُلَّ ما بي
فإن شئتَ أحبني
وإن شئتَ اكرهني
وإن شئتَ من قلبك أمحني
و أنتَ في اعتصاماتِ الصّمت
ترفعُ ألف علمٍ للكبرياء
لتصنعَ منهُ تابوتًا لحبّي
ودون أن تدري أنّكَ بصمتكَ الرّهيب
على مغزل الموت تنسج لي
كفن الموتِ و الفناء
و أتساءلُ عن صدودك َ
وعن صمتك !!!
وعن حقيقة هواك
فلا أجدُ جوابًا
سوى أنّي أعيشُ وهم هواك
و أعيشُ الدّاء دون الدّواء
سأقتلُ في ذاتي ألفَ عشقٍ لك
و أحبسُ مئات القُبلاتِ البلهاء
وأقتلُ ألف مرّة حنيني
وبيديَّ و بسكيني
وفي زنزانة الإتهام سأضع نفسي
وألومُ تلكَ الأوهام
فكيفَ اغتالتني ؟!!
وكيفَ بحبّكَ قد أوهمتني ؟!!
وكيف رسمتْ بمقلتي صور الهناء ؟!!
وكيفَ رغم البُعاد بقربي أراك ؟!!
لماذا .. لماذا .. لماذا ؟!!!
وبرغم شُحّة كلماتك
وبرغم حروفها المعدودة
على شفتيك الناعستين !
يضيعُ في صمتكَ يقيني
و أبتلعُ كُلَّ الأماني
وكُلّ همسي وكلامي
وتحرق كياني آهاتُ من صدري ومنّي
فإن شئتَ أحبّني أو اكرهني
فلن يُجديكَ البعد عنّي !
وعندما تتنفسُ الهواء اذكرني
وحينما تشربُ الماء
وتجلس تحت السماء
اذكرني
وعلى الرّملِ ارسمني
وتذّكر يومًا كان إليكَ حنيني
وكان الشّوقُ من رأسي
وحتى أخمص قدميَّ يعتريني !
ودون أن تدري بذالك شفتاك
ويتغافل قلبك عنّي و يرميني !
وحينما تتراجعُ خطواتك للوراء !
وتنساني في كلّ الليالي
فلا أسمع لكَ سوى تغاريد الصّمت ِ !!
عانقيني . . ضمّيني
آه ٌ تبًّا لأوهامي
ولعشقي المعتوه الذي يُنسيني
بأني لم أك يومًا حبيبتك أومولاتك
و أنَ لك عشرات النّساء
وكم كنتُ بلهاء
وأنا أتصورُ أنّي عروسك !!
فلم.أك أعرفُ أنّي مجرّد حلم
مجرّد حكاية تحكيني
سأصمتُ عنكَ فهل تجيدُ لغة صمتي ؟
لغة ناري الحارقة ولغة عيني
فإن شئتَ أحبّني
وإن شئت اكرهني
وإ شئتَ إليك خُذني
واقرئني .. وافهمني
وكما تقرأ الشَعر
.وكما تكتب الشعر اكتبني
قصيدة على صدرك اكتبني
وغيمةً تحت السّماء أمطرني
ولا تحمل خنجر الصّمت بيديك
تُقطعُ به أوداجي !
إلى أن تقتلَ كلً جميلٍ بي
وتجذب أرضي
ويجفُّ نهرُ شوقي وحنيني !
فهل ستظلُ صامتًا ؟!!!
و إلى متى ؟!!!
جُثة ترميني ؟؟؟؟!

سأرسمك خريطة القصيدة 21 ديوان مرافئ قلبي

القصيدة رقم 21 / ديوان مرافئ قلبي

سأرسمك خريطة..

لا أعلم ما كان وما يكون
و ما هو الماضي و الآتي
عبر غموض أحزانك و أحزاني
و عبر آهاتي و دمعاتي
ألتقي بك هناك
مع قافلة المساء سأقطعُ مسافاتي
سأرسمك خريطةً في ألواني
تقتحم كياني
تعانقني و أنا في مكاني !
تحرقني آهاتي
..رسمتُ فيه السّهول
و الهضابَ و الوديان ِ
وزرعتُ الصّحاري وردًا
رغم القدر الذي أعياني
و أصنعُ ربطةً لعنقك
و أخرى لقلبك
من شعري .. و نثري .. و كلماتي
مكتوبٌ عليها شعاري
فديتكَ يا فردوسي و جناني
أبيت إلاّ العيش في عاصمتك
يا عشقي الوحيد
فأنت بحري .. و أنتَ سفيني
و أنتَ قبطاني
و إن كنتَ لا تراني
أميرتك .. حبيبتك .. خليلتك
فإنّي أراكَ ملك أركاني
و فلتات جنوني
و قصوري وبنياني
و لعلّ هذا يكفيني
لا ...لا ... لا ... لا يكفيني
أنتَ لستَ بعضًا منّي
أنتَ كُلّي
يا خريطة ً فوق مسماتي
أشعر بأنفاسك في زفراتي
تلوّعُني .. تحرقني .. تكويني
يا أنفاس أمسياتي
يا انسدال خوفي و دمعاتي
وشمتُ صورتكَ على جلدي
تعانقني .. تلازمني
تُحي فيَّ مواتي
فلا تستغرب
قد أيقظتَ فيَّ سُباتي

منال الرضا القصيدة 20 منال الرضا

القصيدة رقم 20 / ديوان مرافئ قلبي

منال الرضا

كلي شوق يلفه أشواق
يلفه نبضات قلب لك يلتاع
يقاوم و يقاوم
كي لايشهد صدعك ويستباح

أنت في فمي قبلة حب
وعباءة و وشاح
وبدفاتري أنت ألف قصيدة
أسطر حروفها أقاح

خبأت شمعدان حبك
بين خواطري
بين أضلعي
وفي أحلك الليل
وفضحني الإيضاح

وكيف أخفيه
وهو نجوى بقلبك
يناجي بها شعوري
يدغدغ قلبي
وبيدك المفتاح

كنت من أحاسيسي
أهرب أختبئ و أطير
كطفل يهرب خائفا
فلا يطاوعني الجناح

و أرفع رآية حبي بيضاء
طوع وجداني طوع أحاسيسي
من حين يقبل المساء
إلى أن يسفر الإصباح

وتتكسر كل مجاذيفي
وآتيه بقاربي في المحيطات
ونجمي المرشد أنت
وقد إنحدرت وإنحدر مني المصباح
بحثت عنه في زوايا قاربي
وفي حقائبي
وتحت وسادتي
لم أجده
كان بجيبك يعصفني
كما تعصف الريشة
حينما تتقاذفها الرياح

يا أمّي اقبليني القصيدة 19 ديوان مرافئ قلبي

القصيدة رقم 19 / ديوان مرافئ قلبي

يا أمّي اقبليني ..
أماه
في عيدك ِ كل الهدايا أحجار ُ
خذي قلبي إن كنت ِ تقبليني
و إن عدّ في الهدايا حقيرا
هاك فؤادي نبضاً بجنحيك ِ
عليه تعزف الأوتار ُ
أغنية أدغدغ بها أذنيك ِ
في كل وتيرة ٍ و وتيرة
أحس أني ما زلت عندك ِ صغيرا
خذنيني لصدركِ بين ذراعيك ِ
و احتويني . . احتويني
أتعبتني الحياة و أتعبتني السّمارُ
و اسمعيني من أغانيك ِ
أحلى التراتيل فما زال ريشي شكيرا
لملمي أحزاني
هوني متاعبي الخطيرة
لأني ما زلت أحتاجك ِ
ما زلت طفلاً صغيرا
هدهديني واسمعيني
تمتمات ٍ من شفتيك ِ
هجرتك حتى أغرقتني السيول
و زحلقتني الأمطار ُ
و تعثرت حفيرة ً تلو حفيرة
و حاطت بي الأخطارُ
و عدتُ . . عدتُ إليك ِ
فهل يا أمي تقبليني
نادما من عقوقي
  أُصحصحُ فيّ الضميرا
أحتاجكِ رغم عمري و سنيني
رغم ما لفتْ بيّ الأقدار ُ
علميني .  .  و أرشديني
و اصنعي بي ما شئت ِ
فقد قلّ َ الإصطبار
و من حنانكٍ أغمريني
و ضعيني ّ بجفنيك ِ
و بجوارك ِ اسكنيني
فقد صرتُ للعذابات
أسيرا كم أحنّ ُ . . و أحنّ ُ إليك ِ
و اشتاق إلى تقبيلي بشفتيك ِ
عندما تطبعيها على خدّيّ
و تمسحي على كتفي
ّ بكلتا يديك ِ
و أنتِ تُلبسيني سترتي
أشعر أن ليس مثلي نظيرا
فهل يا أمي تقبليني
أن أعود تائبا من جرمي حقيرا
مقبّلاً كلتا يديك ِ
مخرّاً على قدميك ِ
طفلا ً بعينيك ِ
فهل يا أمي تقبليني
ثانية ً أن أكون طفلاً لديك ِ

الحب بعض أمانينا .. القصيدة 18 ديوان مرافئ قلبي

القصيدة رقم 18 / ديوان مرافئ قلبي

الحبُّ بعض أمانينا

ﻟﻴﺂﻟﻴﻨﺎ . . ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺤﺐِّ ﺃﻣﺎﻧﻴﻨﺎ
ﻓﺈﻥ ﺟﻔﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﺳﻴﻨﺎ
ﻭ ﺇﻥّ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩَ ﻟﻴﺸﺘﻜﻲ ﻇﻤﺄ ﺣﺐّ ٍ
ﺑﺮﻏﻢ ِ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭِ ﻓﻤﺎ ﻋﺎﺩَ ﻳﺮﻭﻳﻨﺎ
ﻭ ﺳﻄّﺮﺕْ ﺍﻷﺣﺮﻑُ ﻛﻼﻡ ﺇﺧﺘﻼﻕٍ
ﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻏﺪﺍ ﻟﻨﺎ ﺳﻜﺎﻛﻴﻨﺎ
ﻓﺒﺌﺴًﺎ ﻟﻠﻘﻠﻮﺏ ِ ﺍﻟﺰّﺍﺋﻔﺔ ِ ﺍﻟﺤُﺐّ ِ
ﻭ ﺃﺣﻘﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻳﺒﻴﻊ ُﻭ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﻓﻴﻨﺎ
ﻓﻜﻢ ﻗﺪ ﻟﻮّﺛﻮﺍ ﺍﻟﺤﺐّ َ ﺑﺄﻋﻔﺎﻧﻬﻢ
ﻓﻤﺎ ﺃﻫﺪﻭﻩُ ﺇﻻّ ﺑﻠّﺔ ً ﻭ ﻃﻴﻨﺎ
ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺤﺐُّ ﺇﻻّ ﻏﻴﺚٌ ﻟﺮﻭﺍﺑﻴﻨﺎ
ﻧﺪًﻯ ﻟﻢ ﻳُﺨﻠﻖ ﺇﻻّ ﻟﻠﺼّﺎﺩﻗﻴﻦَ
ﻓﻜﻞٌّ ﺣَﻤَﻞَ ﺟﻮﺩﻩ ُ ﻟﻺﺭﺗﻮﺍﺀ ِ
ﻭ ﻟﻴﺲ ﺑﻪ ِ ﻏﻴﺚٌ ﻟﻠﻤﺘﻌﻄّﺸﻴﻦ َ !
ﻓﻜﻢ ﻣﻦْ ﻣﻔﺘﺮٍﻯ ﻗﺪ ﺗﻮﻫّﻢَ ﺍﻟﺤﺐَّ
ﻓﺄﻗﺒﺮَ ﺍﻟﻤُﺤﺐَّ ﻭ ﺃﺭﺩﺍﻩُ ﺿﻨﻴﻨﺎ
ﻭﻛﻢ ﻣﻦْ ﻣﻐﺮﻭﺭٍ ﻗﺪ ﺃﺿﺎﻉ ﻣﺤﺒًّﺎ
ﻭﺃﺟﻬﺾَ ﺣُﺒّﻪُ ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎﺯﺍﻝَ ﺟﻨﻴﻨﺎ
ﻓﻤﺎ ﺟﺎﺩَ ﻋﻠﻴﻪِ ﺍﻟﺰّﻣﺎﻥُ ﺑﻤﺜﻠﻪِ
ﻭﺑﺎﺕَ ﻣﻦَ ﺍﻟﺪّﺭﺍﻭﻳﺶِ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻨﺎ
ﻭ ﻋﺎﺩﻛﻤﺎ ﺍﻟﻐﺮﻳﻖ ِﻓﻲ ﻟﺠّﺔ ﺍﻟﺘّﻴﻪِ
ﻓﻜﻴﻒ ﺫﺍﻙ َ ﺍﻟﺤﺐّ ؟ ﺃﺗﻠﻒَ ﺍﻟﺤﻨﻴﻨﺎ !!
ﻓﻨﺤﻦُ ﻓﻲ ﻭﻗﺖٍ ﺃﺿﺎﻉ ﺍﻟﻤﺤﺒّﻴﻦَ
ﻭﺻﺎﺭ ﺍﻟﺤﺐُّ ﻗﻤﺼﺎﻧًﺎ ﻭ ﻓﺴﺎﺗﻴﻨﺎ
ﻓﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪﺭِ ﺃﺿﺎﺣﻲَ ﻭ ﻣﺠﺎﻧﻴﻨﺎ
ﻓﻐﺪﺭ ُ ﺍﻟﺤﺐّ ِ ﻋﺎﺭٌ ﻓﻴﻪِ ﺃﻡ ﻓﻴﻨﺎ ؟؟؟

الكف الأحمر .. القصيدة 17 ديوان مرافئ قلبي

القصيدة رقم 17 / ديوان مرافئ قلبي

الكفُّ الأحمر

أتوهُ بين الأوراقِ والكلمات
أبحثُ عن نوعٍ مختلفٍ من الحبر
لا يكتبُ الأكاذيبَ
لا يعرفُ الأكاذيبَ
يبحثُ عن الحقيقة
عند المساكينِ
وفي أفواهِ المساكينِ
وعن لغةٍ لم تصغها العبارات
لم تُوصف في مصحّات الحبّ المزور
ولا في الأدوية الموهومة
ولا عند قلوبٍ تملُّ وتتغير
ولا في المشاعرِ المعدومة
التي تترددُ وتتحير
وتموت فيها الحياة على أولى العتبات

عندما صارتْ للمشاعرِ أسواقٌ وسمسرة
عندما صارتْ المآثرُ مجرّد مغامرة
وصارتْ العهودُ والوعودْ
شيئًا من الثرثرة
وباتتْ الكلماتُ في النّفوس
تائهةً فوق الرؤوس كأنّها طائرة
وضاعتْ من الحقيقة الذات والصّفات
زيفًا تحاولُ صناعتها من جديد
لكي تخضرَ من جديد !

لا تسترجع الكلمات
لا .. لا .. لا تُعيد
ماعادتْ شمائلي هي شمائلي
بسكينِ الغدرِ قطعتْ بي
كلّ شريانٍ ووريد 
ماتَ حبّك
وانتحرتْ كلُّ رسائلي
على قارعة الطّرقات

لم يبقَ منّي إلاّ كفٌّ أحمر 
يبرقُ هناك من بعيد وخلف المطر
خلفَ شطآن البحر 
ولربما عندما تقترب تكتشفُ وهجه
كان من الجمر أسعر
هو ذاكَ قلبي !

ٍ

سأعتق لك القصيدة 14 ديوان مرافئ قلبي

القصيدة 14 / ديوان مرافئ قلبي

*سأعتّقُ  لك *

جئتُ إليك فلا أبتغي لسواك
ورحلتُ
رحلتُ وإليكَ عودي
فأنت أغنيتي ووحي همساتي 
مازال قلبي
لك تسرعُ نبضاتهُ
وليجري دمي
وسطَ شرايينِ دِماك
فإليهِ سِراعًا هيّا  إليهِ
أمّا الفراقَ  فليصلبْ هناك َ
هيّاِ اشتياقًا بالودّ ِ إليه
ووصالًا إليه جنونًا
كالآتي
أبدًا . . أبدًا فلا تعقلُ
كلماتهُ ولا يغيبُ عشقهُ
وكما بالحبّ ِقلبي ابتلاني
فلقد ابتلاك قلبك بهواك                              َ
صعبٌ عليكَ
َأن تُخفي بلواكَ
ماعادَ يقدرُ صولةَ العشّاقِ
ماعادَ يحتملُ الآهاتِ
ياأحلامًا
لأشعاري وفنوني
يا أصعبَ
ماأُخفيهِ وأداري
ابتساماتي بوصلك معلقة
هذا قلبي نحوك يخطو
مثلما تخطو اتجاهي خُطاك
سأعيدُ كلامي ألفًا أهواكَ
وأُرددُ قصيدي
كرّةً . . فكرّة
وأُعطرُ أنفاسي لك زهرة ْ
قل لي كيف ..
أكونُ لك كرمةً
لاتنفذُ منها للعشّاِق خمرة
كيف من عودي
أقدرُ أن أصنعَ رحيقهُ عطرا
لاينبغي أن يكونَ لسواك
سأعتّقُ خمر أشواقي
حتّي لا تبصرَ غيري عيناك
أحببتكَ فكرًا ساطعًا ونيّرا
روحي وقلبي
كلّها تهواك  
قمْ واصنعْ من قلبي ترتيلةً
إيّاكَ جفاءً
أن تسلاها شفتاك