السبت، 31 مارس 2018

فنُّ الإدارة الحلقة 24

فنُّ الإدارة .. الحلقة 24
بقلم / د. أحلام الحسن
إستشارية إدارة أعمال
وإدارة موارد بشرية

دائرة المشتريات والمخازن ..

ويطلق عليه اسم إدارة المشتريات والمخازن أو دائرة المشتريات والمخازن أو إدارة المشتريات والمخازن وكلها مسميات لدائرةٍ واحدةٍ تؤدّي ذات المهام الإدارية ..

الأعمالُ التي تقوم عليها إدارة المشتريات والمخازن هي :

1- توّلي مسؤولية متطلبات المؤسسة الداخلة عليها واحتياجاته .. على حدّ ٍ سواء كبضاعة وموادٍ وبضاعة واحتياجاتٍ مختلفةٍ على كافة أصعدة المؤسسة أو الوزارة .

2- المحافظة على تخزين البضائع باتباع أساليب المحافظة لكلّ نوعٍ من البضاعة كالأغذية والمعلبات والحبوب وغيرها .. أو كالأقمشة وكافة أصناف البضائع التي تحتاج للتخزين من أجل عدم تعرض تلك البضاعة للتلف أو الفساد بسبب سوء التخزين .

3- التأكد من تأريخ صلاحية البضاعة وعدم تكديس مالا تتوقع المؤسسة بيعه منها .

4- مراقبة موظفي المخازن والأمن والصيانة وعمال التنظيف للتأكد من حسن إدائهم المهني في المحافظة على تلك البضاعة عن الفساد والسرقة والتلف .

5- وضع الشروط الملائمة للنوعية البضاعة والسعي لشرائها من جهاتٍ مضمونة مع مراعاة السعر بما يتناسب مع ميزانية المؤسسة .

6- إدارة المشتريات والمخازن لا تُسلّم مهام إدارتها إلاّ لصاحب المؤسسة أو من ينوب عنه ممن يتمتع بالثقة والأمانة .. وفي حالة إهمال هذا الشرط فإن احتمالية الخسارة المادية للمؤسسة تكون كبيرة .. حيث أنّ هذه الإدارة بالذات تحتاج لإحكام الرقابة والسيطرة .

7- وضع الخطة الزمنية لعمليات الشراء ومتطلبات السوق وما مدى المنافسة من قبل المؤسسات التي تبيع ذات نوعية البضاعة والقريبة من الموقع .

8- في حالة إنتاج المؤسسة للمنتوجات واحتياج المؤسسة لإستيراد المواد الأولية للتصنيع على الإدارة ملاحظة الآتي :
أ / إبرام العقود والصفقات بما يتلائم مع ميزانية المؤسسة وضرورة التأكد من سلامتها قانونيًا

ب/ توفير المواد الأولية للتصنع بالسعر المناسب مع عدم إهمال مدى الجودة لتلك المواد الأوليه والشروط المتوفرة فيها إضافةً .

ت/ كسب ثقة جهة الإستيراد مع أخذ الحيطة في كافة الصفقات والتأكد من سلامة العقود ومن الأفضل تواجد محامي المؤسسة حين التوقيع على العقود .. والتأكيد على تأريخ استلام البضاعة .

8- من الضروريات المهمة جدًا توفّر الشروط الآتية في المخازن المعدة لتخزين البضائع :

* / يجب أن تكون مساحة أرض المخزن ملائمة مع كمية ونوعية البضاعة .
* / مراعاة النظافة التامة وتعقيم المخازن وتهويتها بين فترةٍ وأخرى .
* / ملاحظة درجة الحرارة والرطوبة الملائمة لكلّ نوعيةٍ من البضائع كالأدوية والأغذية ومواد الصلب والحديد وغيرها .

السبت، 24 مارس 2018

فنُّ الإدارة الحلقة 23

فنُّ الإدارة ..
بقلم / د. أحلام الحسن
الحلقة / 23

"  إدارةُ الموارد البشرية وطوارئ التّغيّرات والمؤثرات "

لا يستبعد أبدًا حدوث أيّ طارئ ٍ خارجيٍ  يعيق أو يعرقل بعض الإستراتيجيات والخطط الأنية أو المتوسطة المدى أو البعيدة المدى .. وهذا التغيير الطارئ سيكلف المؤسسة تكاليف صعبة جدا وقد يتسبب بخسارةٍ ماليةٍ كبيرة .. وبعرقلة سير العمل وبإعاقة سير الخطط الموجودة لمسار المؤسسة والمدروسة مسبقا والتي كلفت الإدارة الجهد والوقت ..

أهمّ تلك المتغيّرات هي :

1/ التّغيرات والتشريعات القانونية للدولة والتي على إثرها يتمّ تغيير بعض القوانين الموضوعة في وزارة التجارة والصناعة والإقتصاد .. وهنا يلعب الحظّ لعبته في خدمة بعض المؤسسات أو في خسارة بعض المؤسسات بشتى أصنافها .

2/ هبوط سعر عملة البلد مقارنةً بالدّولار الأمريكي أو ما يعادله من العملات العالمية المتداولة في عمليات البيع والشراء الدولية .. وهذا بدوره سيتسبب بخسارة المؤسسة بسبب فرق العملة .

3/ هبوط قيمة العملة المحلية سيدعو المؤسسة لرفع سعر مبيعاتها المستوردة والمحلية على المستهلك وهنا ستقع الخسارة الأكبر على ميزانية الفرد .

4/ ستواجه المؤسسة بمطالب الموظفين والعاملين فيها بمطالبة رفع الأجور نظرًا لإنخفاض سعر العملة المحلية وهذه المطالب تبقى مشروعة طالما أنّ المؤسسة قد رفعت قيمة منتجاتها .

5/من المتغيّرات أيضًا تحدّيات سوق العمل ومنافسات  الشركات الصناعية الأخرى فيما بينها وهذا سيخدم المستهلك بعض الشيء ويؤثر على مستوى الأرباح التي تجنيها الشركات والمؤسسات .. لكن المهم في الأمر أنّ تلك المؤسسات والشركات ستستمر أرباحها بصورةٍ جيدة .

ما هي الحلول المحتملة والمرجوة لتلك الطوارئ وتلك التغييرات :

1/ التغييرات التشريعية لقوانين الدولة في وزارة التجارة والصناعة والإقتصاد في كلّ الأحوال لا تستطيع المؤسسات والشركات تغييرها .. ولكن عليها تغيير مسار الخطط والإستراتيجيات لضمان أقلّ خسارةٍ ماديةٍ ممكنة ومن خلال الآتي :

أ / الإختيار الأمثل للمدير العام لإدارة الموارد البشرية من الضرويات الملحة لتخطي العقبات المالية والوظائفية والذي بدوريه سيلعب دورًا بارزًا في تخطي العقبات والأزمات من خلال إعادة هيكلة الخطط والإستراتيجات للمؤسسة ودراستها وفقًا بما يتناسب مع القوانين الجديدة للدولة .

ب/ الإختيار الأمثل للمدير المالي للمؤسسة سيساهم في حصر تلك الخسائر المالية الناتجة لأيّ سببٍ أو آخر .. وعدم وجود المدير المالي الكفؤ سيعرض المؤسسة لخساراتٍ ماديةٍ لا يحمد عقباها .

ت/ وجود الموظفين المخلصين جدًا والمتخصصين في مجال المحاسبات المالية للمؤسسة له دوره الذي لا يستهان به مطلقًا في حصر تلك الخسائر المادية لأقل خسارة .

2 -3 /  هبوط سعر العملة المحلية لابد على الإدارة المالية بالمؤسسة توخّي الحذر ومتابعة سوق المالية والإحتمالات الواردة وأخذ الحيطة والحذر المادي قبل حدوث الحدث وتأزّم الأمور ..
الإهمال والتغافل عن هذا الأمر من قِبل الإدارة المالية ليس من صالح المؤسسة وعلى المؤسسين أو الحكومة متابعة جودة عمل مدير الإدارة المالية للمؤسسة وفي حالة تقصيره يُتدارك الأمر قبل حدوثه .

4/ مشاكلُ الموظفين من اختصاص إدارة الموارد البشرية فهو الميزان المالي والوظيفي الفاصل بين المؤسسة وموظفيها ولابدّ أن يضع في اعتباره مطالبة الموظفين لرفع أجورهم في أيّ لحظة .. وعليه امتصاص غضب الموظفين لضمان إخلاصهم في الوظائف الموكلة إليهم ووضع الحلول المناسبة والتي في الغالب لا تغفل عنها إدارة الموارد البشرية .. وإذا ثمّة تقصيرٍ منه أو إهمال منه تمّ ملاحظته عليه سابقا فعلى المؤسسين تنبيهه وفي الحالات القصوى استبداله بمن يخدم المصلحة  ودون التفريط بحقوق الموظفين .

5/ تحديات سوق العمل ومنافسة الشركات المماثلة من مسؤليات إدارة التسويق بالمؤسسة وعلى إدارة التسويق مراقبة الأسعار باستمرارٍ دائمٍ لدى المؤسسات المماثلة التنافسية المحلية أو التي تقوم على الإستيراد ومتابعة سوق العمل ..
كما تقع مسؤلية كبيرة على إدارة جودة الإنتاج ومسارها في المؤسسة والحرص على جودة المنتجات وطرق حفظها إذا كانت استهلاكية أو غير استهلاكية فلجودة المنتج دعائمه القوية لثبات وتقدّم مبيعاتها وحرص المستهلك على اقتنائها .

المصدر / كتاب فنُّ الإدارة د. أحلام الحسن

الاثنين، 19 مارس 2018

حوارٌ على صفحات الزمان

حوارٌ على صفحات الزّمان
إعداد وحوار / د. أحلام الحسن

من لبنان ومن جرح مخيم النّهر البارد تنفجر حنجرةٌ مدوية ألم جرحٍ .. ألم وطنٍ سليبٍ ومن بين أوجاع هذا المخيم وعلى أرضه يولد ضيفنا الفلسطيني الأصل اللبناني المولد يحمل بيدٍ قلمًا ليكتب معاناة شعبٍ وبالآخرى يحمل فانوسًا يستضيء به في طريقه ينظر بعين البصيرة لم تستهوهِ الدنيا رغم تولده في لبنان بلد الجمال إلاّ أنّه آثر قضايا الأمّة وسخّر قلمه لها  وللإنسان .. ينفجر شعرُه واقعيةً لا تخلو من جمال التّرميز وإبداعات اللغة .. ومرادفات المعاني فتفجّر شعره متميّزًا بنوعيه العمودي الموزن وقصائد التفعيلة الموزونة لتبحر سفن أقلامه من مرفأيهما بكلّ جدارةٍ وحرفيةٍ تشد الأذهان رغم عثرات الطريق ..
إنّه الشّاعر والكاتب الفلسطيني الأصل اللبناني المولد عبد المحسن محمد ..
ومن على أرض الكنانة مصر وعلى صفحات جريدتنا الزمان المصري ..

أديبنا وضيفنا الكريم الأستاذ عبدالمحسن محمد على أجنحة جريدتنا الزّمان المصري نستقبلك ونرحب بك ضيفًا عزيزًا فأهلاّ وسهلاً بحضرتك

* أهلاً وسهلاً بكم وشكرًا للدعوة الكريمة دكتورة أحلام  ..

نستهلّ حوارنا مع حضرتك بهذا السؤال :

1/ حبّذا بأن يعرّفنا ضيفنا الكريم ويُعرّف قرّاء جريدة الزّمان المصري على نفسه .. ووطنه .. نشأته .. هواياته .. مؤلفاته ..وماهي نشاطاته ؟

* عبدالمحسن صبري محمّد، فلسطيني لاجئ فوق تراب لبنان الحبيبة، يحمل في قلبه ألف جرح ومدينة حزن، ينابيع حب ومزن حنين إلى بلاده فلسطين المغتصبة..
درست اللغة العربيّة، إدارة الأعمال، الطب الأوّلي، الرياضيات وعلوم الحاسوب وعلم الاجتماع. أعمل في مجال الاسعافات الأولية وتدوير النفايات، وأدير جمعية شبابية وجمعية ثقافية.
أحب الرياضة رغم عدم ممارستي لها بالشكل المطلوب، أعشق المطالعة والكتابة، أكتب الشعر والرواية. أصدرت العام الماضي ديوانيّ " تمخّضي عشقًا " و " على قيد الوجع ".

2/ أديبنا وضيفنا الكريم ماهي الرّؤى المستقبليّة للأديب والشّاعر عبد المحسن محمد  ؟
وهل ثمّة ما يُعيقها ؟

* لديَّ وكما لسواي ألف طموح، أعشق الوحدة، وحلمي أن أرى عالمنا دون حدود، أن أرى وطننا تحدّه الانسانية، وخارطتنا العربية يسودها العدل والأخوة، لا تعيقها الغربان القابعة فوق رؤوسنا، والخناجر المستقرة فوق رقابنا. ربما لا أستطيع تحرير الأرض، لكنني أستطيع تحرير الفكر وتحرير الثقافة، علينا جميعًا أن نتكاتفَ لنحملَ همَّ بلادنا سوية، لنكون معًا.. فزورقنا يغرق.. والبحر كبيرٌ والموجُ يحاصرنا..
تعيقُنا الأيادي القصيرة.. ليتها تمتدّ إلى جيب السجن فتسرق المفتاح وتسجن السّجان، حريتنا غالية.

3/ لكلّ أديبٍ وصاحب قلمٍ هادفٍ رسالة .. ماهي رسالة شاعرنا ؟ وماهي الإستراتيجية التي يتّبعها ضيفنا لإبرازها إلى حيّز الوجود ؟

* أما رسالتي.. فالإنسانية أغلى من كل شيء، الأديان السّماوية والكتب الرّبانية نادت بالانسانية واحترام الضعيف والوقوف الى جانبه ونصرة المظلوم، قبل أن تنادي بالصلاة والصيام والفرائض والعبادات. وأنا أؤمن أيضًا أنّ الدّين جاء ليخدم البشرية وينصرنا، وهذا دورنا في الشعر أيضا، علينا ان نكون لسانًا يحكي أوجاع الأمّة ويروي ماضينا الجميل وحاضرنا المخزي ومستقبلنا المجهول.

4/قصائد شاعرنا ذات طابعٍ تغلب عليه الوطنية العربية بينما نرى الكثير ممن هم في مثل مسيرته ينأون للطابع العاطفي البحت أو الغالب .. هل لنا بالإيضاح ؟

* لا أخفي عليكم، أنّ لكلّ كاتبٍ وأنا أصغرهم وأقلّهم وأقزمهم إن نلت شرف الوقوف بينهم، تجاربه الجميلة والقاسية، تجارب أرضه وحُبّه لها ، وتجارب عشقه للمرأة، نصفه الثاني، وتمام كماله البشري، وأنا مثلهم جميعا، ولكن حنيني للوطن والعروبة أسمى، لأنّني أرى أن الدمام وصنعاء ودمشق هي ذاتها القدي، لم نفترق الا منذ مئة عام فقط.. وعلينا أن نعود كما كنّا متوحّدين، فعاطفتي تجاه البلاد كلها واحدة.

5/ كيف يرى أديبنا مسيرة الأدب العربي الحالي وهل هي في المسار الصحيح ؟

* الأدب ما زال قائما، لكن الأدباء انحرفوا عن الطريق، كان الشاعر والكاتب والرّاوي والقاص يحمل همّ أرضه وأرض إخوانه، جيل الرّعيل الأوّل كانوا يزرعون حبّ الارض فينا، ونحن نتخلى عنه رويدًا رويدا، ندّعي أنّنا نكتب للارض، ونحن لا نكتب إلا لأنفسنا.. حقا !!

6/ في ركب تطوّر وحداثة الشّعر العربي الموزون ظهرت ظاهرة قصيدة التّفعيلة وبجمالياتها الرائعة جدًا وبتركيباتها الموزونة أثبتت جدارتها كشعرٍ موزونٍ وفق البحور الخليلة
ولكون شاعرنا من الكتّاب المتميّزين بكتابة قصيدة التفعيلة هل لنا بإعطاء الجمهور الكريم ومتذوقي الشّعر فكرةً عن هذا النّوع الأدبي الرّفيع ؟ وهل تراه سيسع الآفاق الأدبية مستقبلًا ؟

* الشّعر ليس نمطًا أو مظهرًا أو قالبًا، الشّعر هو أن تشعر بذاتك، بحروفك، أن تشعر بما كتبت.  فشعر التفعيلة نمطٌ برز وأثبت قدرته عن جدارةٍ مؤخرًا، وأكثر الشعراء تنمّطوه، نزار قباني، محمود درويش، أحمد شوقي، سميح القاسم...
أما أنا، فقد وجدت فيها الحرية المطلقة والحداثة، حرية الكلمة، وحداثة الفكرة، ربما هذا النّمط أقرب لحالنا وحال عروبتنا ومأساتنا، لأنّنا نُعبّر فيه بحريةٍ عن أوجاعنا، وهذا ما دفع عمالقة الشّعراء وجهابذتهم إلى تبنّيه.

7/ ماهي أحدث قصائد شاعرنا وبنوعيها العمودي والتفعيلة ؟

* قصيدتاي الأخيرتان " صلاتنا الحبلى " و " مبتلّةٌ بالموت " وأقول فيهما :

صَلاتنا الحُبلى

أقيمي اللّيلَ
صلّي فوقَ أوجاعي

فكمْ صلَّى
هناكَ الذّئبُ
فوقَ مواجعِ الرّاعي

وصومي الدّهرَ
وابتهلي..
فإنّ قداستي رحلَتْ
وماتَ الوحيُ والدّاعي

وغارُ الحزنِ ممتلئٌ
كما صدري..
غريبٌ..
بينَ أضلاعي

أنا وحدي..
وحزنُ الغارِ
يُقلِقُني..
ويقتلني..
ومِنْ عينيكِ فجرًا
يولدُ النّاعي

هنا موتٌ
هنا عمْرٌ
قد اقتاتَتْهُ أحزانٌ
مِنَ الأعلى
إلى القاعِ

وبي حزنٌ..
ودمعٌ يحتسي خدّي
وأوجاعٌ تلومُ
ضلالةَ السّاعي

هناكَ الوحيُ مقتولٌ
وبعضُ صَلاتِنا الحُبلى
على أشيائنا الصّغرى
وأحلامٌ ولدْناها
قتلناها.. دفنّاها..
بلا داعي

أجيري الغارَ
كيْ نفنى
ونولدَ مرّةً أخرى
ونُقتلَ مرّةً أخرى
وخامسةً..
وعاشرةً..
مللتُ الموتَ سيّدتي
فخلّيني..
على الأحزانِ مصلوبًا
كلحنٍ فوق إيقاعِ

ظنونُ الغار تشبهني
وأوجاعي.. ستكتب مرّةً أخرى
ليحفظها الهوى بعدي
إذا غاب المدى عنّي
وغابتْ عنهُ أضواعي
ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء

مُبتلّةٌ بالموت

ثَملَتْ خُطايَ وما لمحتُكِ في فمي
يا خمرةً مُنعَتْ عنِ الأكوابِ

هاتي بخمر هواك فوق قصيدتي
وامضي بنصف الضوءِ نحوَ البابِ

تجدينَ يوسفَ والقميصَ ممزّقًا
وزليخةً تبكي على الأثوابِ

كمْ قُدَّ حلمُ الحبِّ، فامتزجي معي
عتمٌ أنا وهواكِ عودُ ثقابِ

ما كنتِ فيهم إذ رمَوا أقلامَهُمْ
كيْ يكفلوا عينيكِ في المحرابِ

عذراءُ أوجاعي يراودها الهوى
كالحلمِ مصلوبٌ على الأخشابِ

أحيا فتقتلُني القصيدةُ مرّةً
والموتُ معتكفٌ على أعتابي

ألقاكِ في كل النّساء حبيبةً
زُلفى تقرّبُني مِنَ الأحبابِ

مبتلّةٌ بالموتِ بعضُ دموعِنا
والبعضُ مُنكسرٌ على الأهدابِ

وأقرُّ للمرآة أنّي متعبٌ
مَنْ ينجدُ المرآةَ بعدَ غيابي؟!

8/  هل ثمّة نصيحةٍ أو رسالةٍ لأديبنا يوجهها للأقلام الجديدة .. وخاصّةً شعراء قصيدة التّفعيلة والتي مازالت لا تخلو من معارضين لها رغم صعوبة كتابتها وجمالها ؟
وما نصيحة أديبنا لمعارضيها ؟

* لكل عملٍ بداية، ولكلّ شاعرٍ حرفهُ الأول، كنّا وكنتم .. وإن كنت في بداية الطريق قد أحبطنا البعض ووضع الحواجز أمامنا، نهانا البعضُ ولم يشجعنا، لكننا ثابرنا، فثابروا ولا تقفوا عند من اسيأس منكم أو زرع اليأس فيكم، فلا ندري جميعًا هل ينبت الشوك تحت الورد، أم أنّ الورد ينبت فوق الشوك..

9/ ديوانك الجديد " على قيد الوجع " عنوانٌ يحوي الكثير .. الوجع النفسي .. الوجع الوطني .. وجع الأمّة وما تعانيه .. فأيّ المحطات هذه كان وجع شاعرنا ؟

* أمّا عن الوجع.. فهو اختصارٌ لطفولةٍ ومجتمعٍ ووطنٍ ، هو معاناة جنيّ ٍ تربّى داخلي وعاش أحداث عمري، ووجعٌ تقمّص ذكرياتي. الوجع حالة ضروريّة لنا كي نكمل حياتنا ونستكمل طريقنا، الوجع أصبح قدمنا الثالثة التي نقف عليها.. فتعرقل المسير أحيانا.. وتدعمه في مرّات أخرى.
الدّيوان اختصر حياتي.. وها أنا أنثر لحظات عمري في صفحاته وأحرفي تحاكي أوراقه .. فاقرؤوا مني ما شئتم ..

10/ من الملاحظ في قصيدة " صلاتنا الحبلى " لشاعرنا بأنّها قصيدةٌ دسمةٌ من العيار الثقيل بنظام التفعيلة الموزونة وبالتحديد تفعيلة " مفاعلتن " من بحر الوافر ورغم مشقة كتابة قصيدة التفعيلة إلّا أنّ شاعرنا قد أبدع فيها فما السّرّ ياترى .. وما الذي يستهوي شاعرنا في قصيدة التفعيلة ؟

* مشاعرنا متناسقةٌ ومنسجمةٌ مع القصيدة، ولشعر التفعيلة سرٌّ يجذبنا إليه كلّما وقفنا على أطلال الفرح وهممّنا بالبكاء.. لذلك فأكثر المحزونين والموجوعين يتبعون التفعيلة منهجا..
وها أنا .. وجدت نفسي في التفعيلة، مع إيماني بتراثي الكلاسيكي، ومحافظتي على العمود من الشّعر .

/ هل من كلمةٍ أخيرةٍ يريد أديبنا قولها ؟

* في الختام لا يسعني إلّا أن أقف إجلالا واحترامًا لكم في جريدة الزمان المصري،  على هذه الاستضافة الكريمة والشيقة والممتعة، تنحني أقلامي أمام أوراقكم العامرة ..

في مسك هذا الحوار الشّيق نتقدم بالشّكر لضيفنا الشاعر الأستاذ عبد المحسن صبري لتلبيته دعوتنا وعبر جريدتنا الهادفة الزمان المصري ..

من أرض الكنانة سنبحر ثانيةً في حوارٍ جديدٍ مع شخصيةٍ مميزةٍ جديدةٍ فانتظرونا .

الأربعاء، 7 مارس 2018

فنّ الإدارة الحلقة 20

فنُّ الإدارة ..
بقلم / د. أحلام الحسن
إستشارية إدارة أعمال
وإدارة موارد بشرية

مهامُ الإدارة المالية ..

يقع مسمى الإدارة المالية Financial  Management في مقدمة الأقسام المهمّة جدًا في أيّ مؤسسةٍ كانت ..تجارية أو وزارية أو وظيفية .. لكون عدم خلو أيّة مؤسسة من ميزانيةٍ تُرصد لها ، أو أعمالٍ اقتصاديةٍ أخرى كالبيع والشراء ، وميزانية المؤسسة ورواتب الموظفين وما إلى ذلك من ميزانية .. وللإدارة المالية في المؤسسة الدّور الأكبر والأقوى في حركة الأموال المتداولة لدى المؤسسة الدّاخلة عليها والصّادرة منها ..وكمية تلك الدّفعات المالية وأماكن تدفّقها .. وعلى الإدارة المالية تقع عدّة مسؤلياتٍ حسّاسةٍ جدًا .. وفي حين إهمالها تقع كافة المسؤولية على الإدارة المالية للمؤسسةِ أو الوزارة وما شابه ذلك ..ويتصدّر مدير الإدارةِ المالية
تلك المُحاسبة حيث تقع عليه كافة خسائر المؤسسة المالية وتبعاتها ..
ومن أهم المسؤوليات التي تقع على مدير الإدارة المالية المسؤوليات الٱتية :

1/ وضع خطّةٍ ماليةٍ للمؤسسة عند بدء كلّ سنةٍ جديدةٍ للمؤسسة أو الوزارة .. وماهي الميزانية المطلوبة للمؤسسة طيلة تلك السّنة .

2/ الإستفادة من خطّة العام السّابق ودراسة مدى نجاحها والعوامل المؤثرة في النجاحات التي حققتها تلك الخطّة .

3/ دراسة أسباب فشل الخطّة المالية للعام السّابق ، وتحاشي الوقوع في مثل تلك الأسباب .. مع معرفة أسماء الموظفين الذين تسببوا في فشل الخطّة واستبعاد مدير الإدارة السّابقة بقسم الإدارة المالية والمتسبب بالخسارة المادية للمؤسسة .

4/ تقع مسؤولية استبعاد المدير السابق " المُتسبب بالخسارة المالية للمؤسسة "  للإدارة المالية على أعضاء مجلس الإدارة وإدارة الموارد البشرية .

5/ تنظيم حركة الأموال الدّاخلة على المؤسسة والصّادرة منها ، مع ذكر أسماء كافة الجهات الرّسمية أو غير الرسمية التي تمّت معها المعاملات المالية .

6/ الإلتزام بحفظ المستندات الثّبوتية لتلك المعاملات وبتواريخها .

7/ إلزام كلّ موظفٍ في الإدارة المالية بذكر اسمه وتوقيعه وتأريخ المعاملة على كلّ معاملةٍ يجريها .

8/ الرّقابة المستمرة للواردات وللصّادرات المالية للمؤسسة .. مع اختيار الموظف الأمين والحاذق والمتخصّص في المحاسبة ومراقبة دقّة العمل جيدًا وموظفي المحاسبة المالية للتأكد من جودة الإداء الوظيفي فأيّ إهمالٍ لهذا ستكون عواقبه سيئة على المؤسسة وعلى المدير المالي على حدّ ٍ سواء .

9/ الإيفاء بالتّعهدات المالية على المؤسسة والإلتزام بتواريخ تسديدها لضمان عدم توريط المؤسسة بقضايا قانونية .

10/ وضعُ خططٍ استثنائيةٍ للمشاكل المالية العارضة والتوقعات الطارئة .

11/ السّعي لزيادة أرباح المؤسسة المعقولة مقارنةً بالأعوام السابقة للمؤسسة مع مراعاة جودة المنتج فيما لو كانت المؤسسة صناعية .

12/دراسة المشاريع جيدًا قبل الإقدام عليها ، وما مدى نجاحها وما مدى تكلفتها وما مدى فاعليتها المرجوة وما ستحققه من أرباحٍ للمؤسسة واستثمار الأموال فيما يحقق نجاحًا اقتصاديًا للمؤسسة .

13/ المحافظة على السّيولية المالية للمؤسسة .

المصدر : كتاب فنُّ الإدارة د. أحلام الحسن

فنّ الإدارة الحلقة 21

فنُّ الإدارة ..
الحلقة / 21
بقلم / د. أحلام الحسن
استشارية إدارة أعمال  
وإدارة موارد البشرية 

التّسويق ..

من الوظائف التي لا يُستهان بها مطلقًا وظيفة التّسويق .. وقد عرف العالم مؤخرًا وبصورةٍ أوسع بكثيرٍ جدًا من الماضي أهمية عملية التّسويق .. والإسلوب المَتّبع لنجاح عملية التسويق والإتيان بأفضل النتائج للشركة أو المؤسسة أو حتى التاجر الفردي والبسيط .. 
وعملية التسويق ليست بالسهلة كما يتصورها البعض فقد يوضع لها مسوّقٌ يجيدها فيدخل مردودا وربحًا للمؤسسة خلال ساعاتٍ فقط بينما لا يُدخل هذا المردود مسّوقٌ آخرٌ في شهر !
ومن هنا يكمن سرّ وبراعة المهنة ومن يعمل بها من مدير المبيعات ومدير أو موظف التسويق ..
وعليه تحتاج الأطراف العاملة في المبيعات والتسويق لعدة مهاراتٍ تكتسبها عبر دراسة التسويق دراسة تحت إشراف تأهيليٍ من قبل المختصين بهذا العلم .. وعندما نطلق عليه اسم علمٍ فلا مبالغة في ذلك فالعلوم الحديثة متعددة التوجهات والأهداف والمصالح المادية والمعنوية ..
ويحتاج موظف التسويق بعدالدراسة لمهارة التسويق الجيدة نذكر منها :

1- اللباقة وحسن المعاملة هذا العامل الأول للنجاح تفشل كلُّ العوامل الأخرى بدونه وإن كانت ناجحة . 

22- إجادة أكثر من لغة أقلها لغة بلاده واللغة الإنجليزية لكونها اللغة العالمية .

3- سعة البال والصّبر من العوامل المهمة لإنجاح صفقة البيع .. وعدم التّأفف .. فالتأفف منفرٌ جدا للزبون والمشتري .

4- إطلاع المستهلك على نوعية البضاعة ومدى أهميتها وبصورةٍ غير مختصرةٍ وغير مملّةٍ بذات الوقت وبصورةٍ جذابةٍ تشتد انتباه المستهلك لها .

5- توفير المنتجات وفق احتياجات تلك المنطقة أو البلد وأسبقية التنافس في طرحها تؤتي بثمار عملية التسويق بصورةٍ أكبر اتساعا .

6- عمل خطةٍ استراتيجيةٍ تتمّ دراستها جيدًا لمكان تسويق المنتج ولكيفية ذلك واختيار الوقت والمكان المناسب .. كما أنّه يجب المبادرة بعمل الدّعاية للمنتجات وبصورةٍ جذابةٍ ومتوفرة لأكبر شريحةٍ بشريةٍ ممكنة .

7- يجب توفّر خبرة اتصالٍ قويةٍ لدى موظف أو مدير التسويق ..خصوصًا لعمليات التّسويق بالجملة .. اللباقة .. اللطف .. الإبتسامة .. ضبط المواعيد .. توفير المكان المناسب والمريح لاستقبال الزبائن .. كلّها عواملُ لا يُستهان بها .. واهمالها سيؤدي لخساراتٍ ماديةٍ لا يُحمد عقباها .. فعملية التسويق علمٌ وقدرةٌ على التّفاوض .. وفنٌ وذوقٌ وجمالٌ أيضا لا يترك منها خصلة أبدًا.

8- الإلتزام بمواعيد تسليم البضاعة مع الإلتزام بما ورد في الإتفاق حول مواصفات المنتج .. فالإخلال سيؤدي لخسارة الشركة ماديا وخسارة الزبون .

9- طرح المنتج بالسّعر المناسب مع جودة المنتج وعدم التلاعب بنوعية المنتج وجودته .