الخميس، 3 يونيو 2021

الوتد الصافي ثناء حاج صالح

ثقافاتٌ ورؤى 
بقلم / أ.د. أحلام الحسن 
رئيس القسم الثقافي 

  {{   " حادثة  الوتد "  سرقة بحر الرجز من الخليل ابن أحمد الفراهيدي في وضح النهار وبالأدلة والبرهان  }} 

في حادثةٍ لم يسبق لها مثيلٌ في تاريخ السرقات اﻷدبية والفكرية من نظير، قامت يدٌ آثمةٌ علنًا جهرًا وفي وضح النهار بسرقة " بحر الرجز الخليلي بكتابة قصيدة تفعيلةٍ  هزيلةٍ على وزن مخبون بحر الرجز وتقديمها لأحد المؤتمرات الافتراضية على أنها ابتكارٌ جديدٌ لم يكتشفه الخليل بن أحمد الفراهيدي !!!
وفي غفلةٍ من اللجنة الموقرة نتيجة ما يمر به العالم تمّ إصدار شهادةٍ لها بأنها مخترعةُ هذا الإيقاع الشعري المستقل عن إيقاعات البحور الخليلية !!!!!!! 
ولقد تصدى لها العديد من أساتذة العروض الأكاديميين  والعديد من شعراء الشعر العمودي الموزون لكون القصيدة التي تقدمت بها تلك اليد الآثمة في هذه الجريمة الفكرية الجريئة للمؤتمر ونسبت اكتشافها لها !! ماهي إلّا(  بحر الرجز الخليلي المخبون ) 
والغريب باﻷمر أنّ تلك اليد الآثمة بعد استلامها للشهادة قامت بالطعن في شعر كبار الشعراء وسفّهت بهم أمثال نازك الملائكة وبدر السياب !
ولن أطيل على القارئ الكريم وأترك قصيدة تلك اليد الآثمة بين أعين اﻷجلاء من أساتذة وبحاث وشعراء علم العروض ليقطّعوها ويحكموا بأنفسهم 
هل هذا الإيقاع " الوتد "  إيقاعٌ جديدٌ لم يأت به الخليل ابن أحمد الفراهيدي أم  أنه مخبون بحر الرجز الخليلي  " متَفْعلن " ؟؟ 
وعلى كلّ عقلٍ راشدٍ وكلّ ضميرٍ منصفٍ ممن يجيد علم العروض أن لا يكتم الشهادة ..
وأورد هنا نصّ تلك القصيدة مع تقطيعيٍ عروضيّ ٍ لها يبين الحقيقة الضائعة : 

(( وصمتـُه أتاحَ غيمةً جديدةً لأسئلةْ :  
وكانَ ضَمّ صدرَ غيمهِ.
ونامْ.. : 
وجئتُ من أصابعي :
لنومِه الذي بـُروجُه مُقـَفّـلة ْ
لأندفَ الغيومَ ليـلكاً 

ومالَ بـَردُ خدِّه على رخامِ طاولة 
وحنَّ لا يضيءُ من حنانه وداعْ : 
وكان طعمُ صوته مُشتِّياً كمقصَفٍ 
وقهوة ٍ وأصدقاَءْ ، : وقهوةٍ
وضاعْ
سأنتشي بصمته على الوداع وردةً 
بصمته سأنتشي بصُحبةٍ تباع 

ففيمَ يَستحيلُ بُركةً بكاهْ 
يُحيطُها الحشيشُ أنجماً تنوسْ ؟

ومالكُ الحزينُ ما يزالُ واقفاً 
يجوس في الضفافِ قسوةَ المياهْ 
أصابعي جبينه تجوسْ 

ومالَ ضوءُ وجهه على زجاج مِدفأة 
وأشرفتْ يداه تتّكئ
على جذوع نارْ 
يداه ما الذي يَعوزها إذن لكي تحنّ؟
 
لكي تشابهَ الغصونَ في حديقة الغيابِ إذ تجفّ
إنِ انتشى بلَمسِها البعيدِ يرتجفْ ؟
وما الذي 
تبثه العيونُ في العيونْ 
فتزدهي وتختلِف؟

أذاهبٌ! 
غيابك القليلُ لا يفي 
سأترككْ
ْسأتركُ الزجاجَ والغيومَ والرصيفْ 
أنا التي سأختفي 
وقد يجوزُ لارتعاشها يديكَ أن تجيءْ 
وقد تصير غابةً يلفُّها دخانُكَ الكثيفْ
دخانكَ ال يلفلفُ الجذوع َ يرتفعْ
وتدخل العيون ُ في ضبابه ِ تضيء 
وتدخلُ البروقُ يلتمعْ 
دخانك البطيءْ 
ووحدها يداي لن تجيء

فلا تَشُدَّنيْ لأقتربْ
لأسألَكْ 
ولا تلامسِ الشموعَ في أصابعي 
ولا تحاورِ الدموعْ 
وليس لي..
وليس لكْ.. 
وإنَّما
مباركٌ على دمائنا الصقيعْ 

وأنتفي لأتركَكْ.. 
لأستريحْ  : لأستريح
وأترك الغيومَ في وسادتي لريحْ..
وأنتفي 

وحيدةً وعابرة 
هزيلةً كشهقةِ الغريق 
وحينما تَمُرُّ بي 
تَّمُرُّ بي كنَجمةٍ مسافـِرةْ
سَأفسَحُ الطريقْ  ))

وصمتـُه أتاحَ غيمةً جديدةً لأسئلةْ : وصمت ه ه= متَفعلن - أتاح غي= متَفعلن- مةً جدي= متَفعلن - دةً لأس = متَفعلن .
وكانَ ضَمّ صدرَ غيمهِ.
ونامْ.. : 
وكان ضمْ = متَفْعلن _ مَ صدر غي = متَفْعلن .

وجئتُ من أصابعي :
وجئتُ من = متَفْعلن .
أصابعي = متَفْعلن .

لنومِه الذي بـُروجُه مُقـَفّـلة ْ: 
لنوم ه ه = متفعلن .
لذي برو = متَفْعلن .
ج ه ه  مقفْ = متَفْعلن .
فلة : فعلْ 

لأندفَ الغيومَ ليـلكاً : لأندف ل = متَفْعلن _ غيوم لي = متَفْعلن
 لكًا وأفْ = متَفْعلن _ زع الحما = متَفْعلن

ومالَ بـَردُ خدِّه على رخامِ طاولة : ومال بر = متَفْعلن _ دخدّه ه = متَفْعلن.
وحنَّ لا يضيءُ من حنانه وداعْ : وحنّ لا = متَفْعلن _ يضيء من = متَفْعلن 
حنان ه ه= متَفْعلن _ وداع = خللٌ عروضيٌّ بتسكين حرفٍ متحرك .

وكان طعمُ صوته مُشتِّياً كمقصَفٍ : وكان طع = متَفْعلن _ م صوت ه ه = متَفْعلن.
وقهوة ٍ وأصدقاَءْ ، : وقهوةٍ = متَفْعلن _ وأصدقا = متَفْعلن.
وضاعْ = ضعفٌ وخللٌ عروضيٌّ بتسكين الحرف الخامس المتحرك أصلًا في  مستفعلن .
سأنتشي بصمته على الوداع وردةً : سأنتشي = متَفْعلن - بصمت ه ه= متَفْعلن - على الودا= متَفْعلن
بصمته سأنتشي بصُحبةٍ تباع : بصمت ه ه= متَفْعلن _ سأنتشي = متَفْعلن
بصحبةٍ = متَفْعلن

ففيمَ يَستحيلُ بُركةً بكاهْ ؟ ففيم يس = متَفْعلن - تحيل بر = متَفْعلن _ ل بركةً  =متَفْعلن .
يُحيطُها الحشيشُ أنجماً تنوسْ ؟ يحيط ه ه = متَفْعلن - حشيش أن = متَفْعلن
جمًاتنو = متَفْعلن
ومالكُ الحزينُ ما يزالُ واقفاً : ومالك ل = متَفْعلن _ حزين ما = متَفْعلن _
 يزال وا = متَفْعلن _ ل واقفًا = متَفْعلن
يجوس في الضفافِ قسوةَ المياهْ : يجوس في ض= متَفْعلن _ 
ضفاف بس=متَفْعلن - قسوة ال = متَفعلن .
أصابعي جبينه تجوسْ : أصابعي = متَفْعلن - جبين ه ه = متَفْعلن .

ومالَ ضوءُ وجهه على زجاج مِدفأة : ومال ضو= متَفْعلن _ ءوجه ه ه = متَفْعلن.
وأشرفتْ يداه تتّكئ : وأشرفت = متَفْعلن _ يداه تت =  متَفْعلن .
تكىئ على = متَفْعلن
 جذوع نا : متَفْعلن
يداه ما الذي يَعوزها إذن لكي تحنّ؟ 
يداه مال = متَفْعلن - لذي يعو= متَفْعلن .
زها إذن = متَفْعلن.
لكي تحنْ = متَفْعلن.

لكي تشابهَ الغصونَ في حديقة الغيابِ إذ تجفّ :
 لكي تشا= متَفْعلن _ تشابه ل= متَفْعلن  .
يداه ما الذي : يداه ما = متَفْعلن
إنِ انتشى بلَمسِها البعيدِ يرتجفْ ؟ إن انتشى : متَفْعلن.
وما الذي : متَفْعلن.
تبثه العيونُ في العيونْ : تبث ث ه ه ل = متَفْعلن 
عيون في = متَفْعلن
فتزدهي وتختلِف؟ فتزدهي = متَفْعلن - وتختلف = متَفْعلن

أذاهبٌ! = متَفْعلن
غيابك القليلُ لا يفي : غيابك ل = متَفْعلن _ قليل لا = متَفْعلن.
سأترككْ.. : متَفْعلن
ْسأتركُ الزجاجَ والغيومَ والرصيفْ : سأترك ز = متَفْعلن - زجاج ول= متَفْعلن
غيوم ول = متَفْعلن
وأنتفي = متَفْعلن
أنا التي سأختفي : أنا التي = متَفْعلن - سأختفي = متَفْعلن
وقد يجوزُ لارتعاشها يديكَ أن تجيءْ : وقد يجو= متَفْعلن - زلارتعا = متَفْعلن
وقد تصير غابةً يلفُّها دخانُكَ الكثيفْ : وقد تصي= متَفْعلن - رغابةً = متَفْعلن.
دخانكَ ال يلفلفُ الجذوع َ يرتفعْ : دخانك ال = متَفْعلن وركاكةٌ زجت في ال التعريف _ يلفلف ال = متَفْعلن
وتدخل العيون ُ في ضبابه ِ تضيء : وتدخل ال = متَفْعلن _ عيون في = متَفْعلن " 
ضباب ه ه = متَفْعلن .
وتدخلُ البروقُ يلتمعْ : وتدخل ل = متَفْعلن - بروق يَل = متَفْعلن

دخانك البطيءْ : دخانك ل = متَفْعلن _ 
ووحدها يداي لن تجيءْ : ووحدها = متَفْعلن - يداي لن = متَفْعلن

بعيدةٌ.. = متَفْعلن
فلا تَشُدَّنيْ لأقتربْ : فلا تشد = متَفْعلن- دني لأق= متَفْعلن.
لأسألَكْ = متَفْعلن
ولا تلامسِ الشموعَ في أصابعي : ولا تلا = متَفْعلن - مس شمو = متَفْعلن
ولا تحاورِ الدموعْ : ولا تحا = متَفْعلن _ ور ددمو = متَفْعلن.
وليس لي.. = متَفْعلن
وليس لكْ.. = متَفْعلن
وإنَّما = متَفْعلن
مباركٌ على دمائنا الصقيعْ : مباركٌ = متَفْعلن- على دما= متَفْعلن
ئنا الص ص قي= متَفْعلن

وأنتفي لأتركَكْ.. : وأنتفي = متَفْعلن - لأتركك = متَفْعلن
لأستريحْ  : لأستري = متَفْعلن
وأترك الغيومَ في وسادتي لريحْ.. : وأترك ل= متَفْعلن _ غيوم في =متَفْعلن.
 وسادتي  = متَفْعلن
وأنتفي = متَفْعلن
وحيدةً وعابرة : وحيدةً = متَفْعلن_ وعابره = متَفْعلن
هزيلةً كشهقةِ الغريق : هزيلةً = متَفْعلن _ كشهقة ل = متَفْعلن_
وحينما تَمُرُّ بي : وحينما = متَفْعلن _ تمرر بي = متَفْعلن .
تَّمُرُّ بي كنَجمةٍ مسافـِرةْ : تمرربي = متَفْعلن _ نجمةٍ = متَفْعلن _ مسافرة = متَفْعلن.
سَأفسَحُ الطريقْ : سأفسح ل = متَفْعلن. 

النتيجة : هي قصيدة تفعيلةٍ على تفعيلات بحر الرجز المخبون .
والحمد للّه ربّ العالمين