الاثنين، 30 أكتوبر 2017

فن الإدارة الحلقة الثالثة

فنُ الإدارة .. المحاضرة  الثالثة
الهيكلُ التنظيمي ..
بقلم : د . أحلام الحسن
خبيرة إدارة أعمال
و إدارة موارد بشرية

قبل الشروع في التكلّم عن الهيكل التنظيمي علينا أولاً معرفة ماذا يُقصد من مفهموم الهيكل التنظيمي وللتعريف به وبأهميته لكلّ مؤسسةٍ كبيرة أو صغيرة لا يُستثنى منها أيّة مؤسسة تعليميةٍ كانت أو إعلاميةٍ أو اقتصاديةٍ أو وزارات أومؤسسات فلا غنى عن الهيكل التنظيمي وأنّ أيّة مؤسسة قامت بدون وضع الهيكل التنظيمي لها ستواجه صعوباتٍ وعرقلاتٍ يصعب حلّها وستكلّف المؤسسة الكثير من الخسارة المادية والمهنية ..
ماهو الهيكل التنظيمي :
1- هو عبارة عن الهرم التنازلي والتسلسلي لمهام أفراد المؤسسة أو الوزارة أو غيرها  بدًّا من الرئيس إلى رؤساء الأقسام وما يندرج تحت مسمى كلّ قسمٍ أو إدارة من عدد الموظفين والمهام المسندة إليهم ..
يُعدُّ الهيكل التنظيمي بمثابة الشجرة الكبيرة التي تمتدٍ منها فروعها وتتدلّى ثمارها .. تلك الثمار إما مثمرة وأما مدمرة لبعض موارد المؤسسة ..
وللهيكل التنظيمي أهميةْ عظمى في نجاح المؤسسة وفي توزيع الأدوار المناسبة للعاملين في تلك المؤسسة من رأس المؤسسة المتمثلة في رئيسها أو مؤسسسها أو مديرها إلى أصغر عاملٍ فيها ..
2- يعتمد رسم الهيكل التنظيمي لكلّ مؤسسة على عدد الأقسام والإدارات والموظفين فكلما اتسعت رقعة المؤسسة اتسع حجم الهيكل وفروعه أفقيًا وعموديا .
3- يعتبر الهيكل التنظيمي بمثابة الخارطة التوضحية والمرشدة لكلّ أفراد المؤسسة تعريفا بكلّ دائرةٍ والمهام المُوكل لها .
أهم العوامل والأسس لإقامة مؤسسة واختيار الهيكل التنظيمي لها :

1- الخطة الموضوعة لعمل هذه المؤسسة وما هي الميزانية المرصودة لها ولكلّ قسمٍ فيها ولابد للجؤ للمحاسب المالي المتخصص في ميزانية المؤسسات .
2- اختيار الموقع الجغرافي للمؤسسة ووضع دراسةٍ شاملةٍ لمدى تكلفته يقوم عليها الخبير المالي وليس أيّ فرد وإلاّ كانت العواقب وخيمة .
3- وضع استراتيجية مستقبلية للمؤسسة ودراسة تقام عليها أعمدة نجاح المؤسسة وأهدافها.
4- يحتاج الهيكل التنظيمي للمؤسسة لتغيير خارطته كلما دخلت تغيرات إضافية واتسعت رقعة الإدارات والأقسام فيه .
5- فصلُ مهام كلّ إدارةٍ عن الأخرى وعدم تداخل المهام أو الإدارة في الإدارة الأخرى فهذا يعدّ من أكبر خطوات نجاح المؤسسة .
6- إنّ تداخل مهام وإدارة كلّ إدارة أو قسم في إدارة ٍ ثانية سيتسبب بالآتي :
أ- ضياع المهام الموكلة لكلّ موظف واهماله لها بسبب تدخله في وظيفة غيره وما يترتب عليه من مضيعةٍ للوقت وهدرٍ للمال .
ب- تداخل المهام وتدخل كلّ مدير قسم في قسمٍ آخرٍ سيولد الضغينة والمشاكل والحقد وخسارة الكفاءات .
ت- تدخّلُ مدير قسمٍ ما في قسمٍ آخرٍ ناتجٌ عن خللٍ فكريٍ في المُتدخّل يهدف فيه للطعن في مدير وإدارة ذاك القسم وعادةً ما يكون وراء ذلك الغيرة والحسد وزحزحة ذاك المدير ولربما لإبداعه ونجاحه في إدارة قسمه وليس لفشله .
ث- لابد من الرقابة على العمل من قبل المسؤول الموكل له مهام الرقابة ومن تحت يده فقط  لا غيره .
ج- قد يلجأ الرئيس أو المدير العام لللتفويض فيفوض بعض مهامه لشخصٍ ما فترة غيابه وغالبا ما يكون التفويض إدارايا لا ماليا .
ح- تقليل حشو المؤسسة بكمية موظفين زائدة قد لا تحتاج إليهم المؤسسة حيث سيتسبب هذا بالخسارة المالية لها .
خ- تحقيق السلطة المركزية لصاحب المؤسسة وعليه تقع مسؤولية اختيار الأكفأ والأفضل والأخلص لمؤسسته وفي حالة تعثّره في هذا الإختيار سيجني على مؤسسته وماله .
7- تقليل التكاليف وزيادة الأرباح وتجنب الخسارة .
8- زيادة الإنتاج والحرص على المعاملات من خلال التعامل السليم والحديث الذي يواكب العصر في كسب الزبائن وفن المعاملات .

المحاضرة من كتاب " فنُّ الإدارة " د . أحلام الحسن
حقوق الطبع محفوظة

الجمعة، 20 أكتوبر 2017

الحلقة الأولى كيف أعدّ نفسي لكتابة الشعر

كيف أعدّ نفسي لكتابة الشّعر ..
بقلم / الأديبة د.أحلام الحسن
حلقاتٌ تعليميةٌ للمبتدئين بكتابة الشّعرِ والنثر
(( لحلقة الأولى ))

الأدبُ بكافة أصنافه وتعدداته فنٌ من الفنون العالمية بل هو من أرقى الفنون ، فلا تقوم الفنون الأخرى إلّا على النّصوص الأدبية ، ولا يُطلق على أيّ نصٍ مسمى أدب ، إلاّ إذا استوفى أركانه الأساسية بجدارة . فمتى يكون النّصُ أدبيًّا ؟
النّصوص الأدبية متفاوتة ، فلكل كاتبٍ وشاعرٍ أسلوبه ورؤاه .
أركانُ النّص الأدبي :
١-المضمون ، والتّراكيب اللغوية الجذابة : لنجاح صيغة التّراكيب اللغوية لابدَّ من الإتقان النّحوي واللغوي ، فضلًا عن جمال العبارات وتناسقها مما يشدُّ القارئ للمتابعة .

٢- الفكرة المحورية :
وهي عمود الخيمة كما يقولون لأي نصّ ٍ أدبيٍ ، والذي لابدّ أن يتمحورَ النّصُّ فيها ، فلا يتشتت ذهنُ القارئ بأمورٍ وكلماتٍ لا دخل لها بمحور النّصّ الأدبي ، وإلاّ فقدت كينونة النّصّ كنصٍّ أدبي ٍ وخرج عن جودته .

٣- الأفكارالجانبية :
وهي من ضروريات جمالية النّص الأدبي فهي ألوانُ هذا النّص الجذابة .. وعليه يترتب انتقاء المناسب منها مع الفكرة المحورية ، لكن ليس بصورةٍ مباشرة ٍ بل بأسلوب التّورية والتّأويل ، ليزداد في جمالية النّصّ ، شيءٌ من الغموض يدفع القارئ لاستكشاف ما وراء هذا الغموض ، وهذه الطّريقة ليست بالسّهلة البسيطة كما نتصورها ، بل هي ريشة هذا الكاتب وهذا الشاعر ، ليرسم بها لوحته الأدبية بإتقانٍ ودقّة .

٤- الهدفُ من وراء النّص :
إنّ لكلّ نصّ ٍ أدبيٍ أهدافهُ يسعى لتحقيقها الكاتب ، وقد يكون أحادي الهدف ، وقد تكون الأهداف متنوّعةً وفق فكرة النّصّ المحورية .

٥- الخيال الواسع ( ولنا تعليقٌ عليه خاص ) :
وهنا نقطة الخلاف بين المدرستين ، المدرسة الأدبية الخيالية ، والمدرسة الأدبية الواقعية ، لو تتبعنا الأدب العربي أثناء فترة الاستعمار الفرنسي والبريطاني لوجدنا أنه يقوم على مدرسة الأدب الخيالي في أغلب الأحيان إلاّ ما ندر ، فقد قامت كتابة القصص والشعر على الخيال والخيال المفرط ! والتّأملات في جمال الطبيعة وما حوته من أشجارٍ وطيورٍ وسماءٍ وغيرها ، فكتبوا فيها إلى حدّ الإسهاب ، وتنافسوا على جمال التعبير ، فعاشوا دائرة الخيال ، ولم يخرجوا منها !! فجاءت النّصوص الخيالية تحمل أجمل وأروع جمل التّعبير والإنشاء .. وتحمل معها أهزل وأضعف الواقع ! فكان النّص مجرّد لوحةٍ فنّيةٍ طبيعيةٍ .. فتقوقعت في قوقعة الخيال ، وابتعدت عن الواقع المرير الذي تعيشه الشعوب ومن رحم هذا الواقع تمخضت المدرسةُ الأدبية الواقعية ، والأدب الواقعي الذي يعاصر الحدث، ويتفاعلُ مع الحدث .. فكتبَ في معأنأة الشّعوب بدلًا من الطّيور . . وفي الوطن السّليب بدلًا من الأشجار والأنهار .. كتب في جراح الوطن كتب في جراح المرأة والرجل كتب في الطفولة الضائعة كتب في انتهاك حقوق الإنسان كتب الأدبُ الواقعي كل ذلك ، ليستفيق النّاس من سبات أفيون الأدب الخيالي ، نلاحظ أن شعراء العصر الجاهلي وما بعده ، والتي أشعارهم إلى يومنا هذا مضرب الأمثال في الجودة ، والجمال ،والعاطفة، وكلها كانت بعيدة كلّ البعد عن الأدب الخيالي . . الأدب الخيالي لا أقول برفضه .. لكن بمحدوديته ، واقتصاره على القصص والشعر العاطفي بصورة نسبية فقط ، فكرة النصوص الخيالية ، في جمال الطبيعة يجب أن لا تتعدى مرحلة الطفولة .. إلاّ إذا كان بها تمجيد ٌ إلهي هنا تخرج عن كونها نصًا إنشائيا خياليا .

٦- العاطفةُ و الإحساس :
يأتي في الدّرجة الثّانية من الأهمية لنجاح النّصّ الأدبي ، مما لهُ من أهميةٍ كبرى في التّأثير والمُتأثر به . 

٧- العنوان :
يتصدر العنوان أي نصّ ٍ أدبيٍ ، ويُولدُ احساسا لدى القارئ بمحتوى الكتاب أو النّصّ ، فهو ركنٌ أساسيٌ لا يُستغنى عنه ، ويعتمدُ العنوان على طريقتين :
أولًا : اختيار العنوان البارز والموحي بمحتوى الكتاب أو النّصّ .
ثانياً : يحتاج الغلاف أو النّصّ لعنوانٍ يحتملُ التّأويل والتّورية .. يُحرّكُ عند القارئ حبَّ الاستطلاع والبحث والتّغلغل في النّصّ أو الكتاب للتوصل إلى سرّ تأويل أو تورية هذا العنوان . 

٨ - الفئةُ المُستهدفةُ من النّص الأدبي :
ليس هناك من كاتب ٍ يكتبُ عبثًا ، لابدّ من فئةٍ مستهدفة ٍ، أو فردٍ مُستهدف .. وكلما اتسعت دائرة الإستهداف كلما كان النّصُّ أقوى و أطول عمرًا للأجيال القادمة .. أما مجرّد الكتابة الخالية من الرؤى المستقبلية ومن الهدفية ، تكون كتابة لا جدوى فيها .

٩-مشكلةُ عارضة :
للأسف مانراه في بعض المواقع الإلكترونية وليس كلها من إضاعة مسمى الأدب بحجة التّشجيع .. فكلّ شخبطة ٍاسموها شعرا !! الشّعرُ ذالك العلمُ الذي ليس بالسّهل إدراكه ، إلاّ لمن سهرَ وتعبَ لاكتسابه سنواتٍ عديدة ،ٍ فضلًا عن تمتّعِ طالبهِ بجودة النّحو والصّرف ، فكلاهما مكمّلٌ للآخر ، ولا يمكنُ لأحدهما فقط إقامة شعرٍ موزونٍ عليه أبدًا ، فهو كأيّ علمٍ من العلوم يحتاج لدراسةٍ ودراية ولا يعتمدُ على الفطرة والهواية والموهبة فقط كما يعتقدهُ الكثيرون .

١٠ - على الجهات المعنية بالأدبِ ونشرهِ وإقامةِ المسابقاتِ الأدبية بأنواعها توخّي الحذر في الآتي : 
أ - أن يكونَ النّصُّ المنشور أو المشارك في المسابقة الأدبية من قلم المشارك نفسه .
ب- كثرت في الأونة الأخيرة السّرقات الأدبية وعليه يجب توخي الحذر عند مشاركة أيّ نصٍّ في المسابقات الأدبية ، مما سيعرّض الجهة المقيمة للمسابقة للمُسألةِ خصوصًا في حالة إصدار شهادةٍ للفائز ( وبنصّ ٍ مسروق ) .
ج - الفصلُ بين النثرِ والشّعر فلا يُطلق على النّثر شعرًا بل نثرًا وكاتبه يسمى ناثرًا .. كما كاتب الشّعر الموزون يسمى شاعرًا ..فهناك قصيدة الشّعر وهناك قصيدة النّثر ومتى ما أتقنهما الكاتبان كانا إبداعًا وقِطعًا أدبيةً رائعة .. كذلك القاصُّ للقصص الصّغيرة والومضة والقصيرة .. والروائي المختصّ بكتابة الرّوايات الأكثر اتساعًا ، وكاتب المقالِ والصّحفي ..لكلّ ٍ منها قيمتها الأدبية التي يُقدّرها المجتمعُ الراقي فكرًا وأدبًا .. بشرطِ الجودةِوالمُكنةِ الأدبيةِ وسلامة النّصّ ِ من العيوب الأدبية والفنّية واللغوية من جميع جوانبه .

المصدر : كتابُ البحر السّابع للمؤلفة د. أحلام الحسن
الحقوقُ محفوظة ويُمنعُ نسخه أو نشرهُ إلاّ بإذن المؤلفة .

حسينُ الإباء

حسين ُ الإباء ..

حُسينًا  أيا  صفوة ً  تُودعُ
فدتكَ   نحورٌ  كذا الأضلعُ

تحدَّيتَ بالصّبرِ ظُلمَ العدا
و نُلتَ  أماني لها  تَطمعُ

علوتَ حُسينًا نضالًا جرى
و كلُّ  الشّعوبِ  لكم تتبعُ

فدتكَ حُسينًا سيوفٌ أكفْ
وهذي النّحورُ  لكم  شُرّعُ

برغم الحتوفِ فما خالفوا
زئيرٌ  بصوتٍ لهم  يُجزعُ

وحتّى المحاسنُ سقطًا هوت
فدتكَ  حُسينًا  كذا  الرّضّعُ

وكسرُ الضّلوعِ على كربلا
صداها بصوتٍ هنا  يُسمعُ

وتلكَ الرّؤوسُ الّتي زمجرت
فهزّت  عروشًا  و لا  تركعُ

وتلكَ الدّماءُ و إن أُهدرت ْ
كشمسِ الغروبِ  لها مطلعُ

وتلكَ الصّدورُ الّتي هُشّمت
بصدرِ  المُحبّ ِ لها  مضجعُ

وهذي العقولُ فدومًا سمت
لجورِ  الطّغاةِ فلم يخضعوا

وذبحُ الرّضيعِ بصدرِ التّقي
نبالُ   المنايا   لهُ   تُرضعُ

نداءُ  الحسينِ بهذا الصّدى
لعهدِ  الشّعوبِ  سيسترجعُ

وقطعُ السّيوفِ لتلك الأكف
فهذي  الأكفُّ  سعت  أذرعُ

تجاهدُ  سيفًا وقد أرصدت
سيوفًا لجورِ العدا  تصرعُ

وتكتبُ فوق الجباهِ اسْمهُ
وشِعرًا جهورًا لهُ  يُدمعُ

تعلّمُ  كيف  الإباءَ الذي
يُحاكي القلوبَ لكَم يُولعُ

تَحنُّ  إليكم ألوفٌ مشت
دروبَ المُحبّ الوفي تقطعُ

كشوقِ اليتامى إلى مرتعٍ
تجودُ النّفوسَ لكُم تُسرعُ

وتلكَ الرّكابُ الّتي أُزلفتْ
فأجرُ النّبيّ ِ رضًا تَدفعُ

ودادًا شغوفًا بأمرٍ  مضى
قضاهُ الجليلُ لهُ تسمعُ

بحورًا كأمطار سيلٍ غدت
أتوكَ حسينًا ولم يخلفوا

تَحنُّ إليكم  قُلوبٌ سعت
عيونًا شجونًا لكم  مَدمعُ

فكيفَ الطّفوفُ كرحمٍ حوت                                        
ضيوفَ الحُسينِ وما أُتبعوا

سلامٌ  عليكم  أيا  ناصرًا
يُحيّ الوفودَ  و لا  يَهجعُ

برأسٍ ذبيحٍ هُنا لم يزل
يجولُ الصّفوفَ لهم  يَسمعُ

ونحرٍ يسيحُ  نزوفًا  دمًا
كأنَّ  الصّفوفَ  لهُ  مَنْبعُ

تَعجُّ  الصّفوفُ بأعلامها
لدينِ النّبيّ جهارًا دعوا  " ص"

فكلّا  وألفًا  فلا مُبدعٍ
فلا  نبتغي  فتنةً  تُوجعُ

هِتافُ الجموعِ كصرحٍ غدا
شتاتَ ضعيفِ الوفا  يَجمعُ

عُصوفُ الرّياحِ  كسدّ ٍ لها             
وجرحًا وجيعًا فلا  يُفجعُ          

وعُمرًا  سيَبني لطول المدى
ومجدًا  عصيًّا فلا يخنعُ

د. أحلام الحسن

الخميس، 19 أكتوبر 2017

الحلقة الثانية كيف أعدُّ نفسي لكتابة الشّعر

  كيف أعدُّ نفسي لكتابة الشّعر .. الحلقة الثانية
حلقاتٌ تهدفُ لمساعدة المبتدئين في كتابة الشّعرِ والنّثر
بقلم / د . أحلام الحسن

تكلمنا في الحلقة الأولى عن كثيرٍ من المقومات التي يجب أن تتوفرَ في الكاتب  قبل كتابة أيّ نصّ ٍ من الأدب ، وضرورة توفّر النّوعية  النّفسية لكتابة الشّعر خاصةً وبأصنافه . .وقبل الشّروع في التعلّم سنعرجُ على أنواع الشّعر ومدارسه المتعددة المتخالفة منها والمتوافقة .

أنواعُ الشّعر . .

1- الشّعرُ الجاهلي :

قام الشّعرُ في الجاهلية وما بعده على أعمدة الشّعر الموزون رغم صعوبة كتابته إلاّ أنّ العنصر العربي استطاع وعن جدارةٍ تخطّى كافة العقبات التي أحاطت في شروط كتابة الشّعر الموزون وتلوّنت فصائل الشعر عندهم على أسسٍ واقعيةٍ بعيدةٍ كلّ البُعد عن الخيال .. كتبوا عن حروبهم .. عن بطولاتهم وانتصاراتهم وأبطالهم  .. عن عروبتهم وهذا يدلُّ بأنّهم لم يغفلوا عن قضاياهم الإجتماعية ومعاصرتهم لأحداثها مما ساهم كلّ المساهمة على توثيق الأحداث التأريخية لديهم وعدم الإنشغال بالحدث الذاتي فقط .. كما أبدعوا جدًا في كتابة قصائد الحبّ الحقيقي الصّادق والبعيد عن النّزوات العابرة التي شاعت في زمننا هذا وتلبّست بثوب الحُبّ والحُبّ منها براء .. كم لم ينس شعرُ الجاهلية التّحدث عن الكرم والجود وحتى حيواناتهم التي كانت مصدر أرزاقهم وتميّز الشّعر الجاهلي بجمال ألفاظه وجزالتها وقوة تراكيبه اللغوية .. وترك لنا ثروةً أدبيةً ضخمةً وقاعدةً عظيمة قامت عليه مدرستهم الأدبية التي مهّدت لنا طرق تعلّمهِ وفنّ جمالهِ .. ومن أبدع شعراء الجاهلية عنترة العبسي وامرئ القيس وزهير ابن سلمة وطرفة ابن العبد وحاتم الطائي وعمر ابن كلثوم وغيرهم وقد أثرى هؤلاء الشعراء المكتبة العربية بمعلقاتهم التي نقتفي أثرها بكلّ شقفٍ ولهفة أدبية قراءةً أو كتابة ..

الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

الخطايا

الخطايا / د . أحلام الحسن

يا فؤادً جاهلًا معنى الهوى
إدّعيتَ الحُبَّ لغوًا ما هوى

كم ليالٍ من عناقٍ واختفت ْ
كان وهمًا من سرابٍ ما روى

كان حُلمًا في خيالٍ قد مضى
كان زيفًا من كلامٍ  كم طُوى

كان فنًّا من لحاظٍ  أتقنت ْ
كيف تَرمي سهمَ حُبّ ٍ مااستوى

كيف تُدمي ذلك  القلب الذي
كان صدقًا في هواهُ ما حوى

يا هوانًا  في غرامٍ  صابهُ
من شفاهٍ أمطرت فنَّ الجوى

أبدعتْ في قولِ شعرٍ ريعُهُ
كان داءً  أصلهُ لا من دوا

مثلُ شهدٍ طعمُهُ في قالبٍ
مثلُ سُمّ ٍ فعلهُ غدرًا  نوى

كم شُعورٍ  زائفٍ أو همتَهُ
ويحَ قلبٍ غافلٍ منهُ اكتوى

يا ملاذًا واهنًا  في حُضنهِ
ليس دفئًا حانيًا وقت اللوى

يا ضميرًا خاويًا من صحوةٍ
ليس يبغي غير لهوٍ في الهوى

دع هواك َ اليومَ لا تكتبْ بهِ
في فؤادٍ لم يزل مضني الجوى

صابهُ من طامعٍ كم غدرةٍ
منهكَ الحُبّ ِ ومهزوزَ  القُوى

هالهُ أمرٌ  وريبٌ  في الذي
في هواهُ  فارغٌ في المحتوى

من وفاءٍٍ باتَ معدومًا وما
من وجودٍ غير كِذبٍ كم غوى

بحرُ الرمل المحذوف

ا4/10/2017