الجمعة، 20 أكتوبر 2017

حسينُ الإباء

حسين ُ الإباء ..

حُسينًا  أيا  صفوة ً  تُودعُ
فدتكَ   نحورٌ  كذا الأضلعُ

تحدَّيتَ بالصّبرِ ظُلمَ العدا
و نُلتَ  أماني لها  تَطمعُ

علوتَ حُسينًا نضالًا جرى
و كلُّ  الشّعوبِ  لكم تتبعُ

فدتكَ حُسينًا سيوفٌ أكفْ
وهذي النّحورُ  لكم  شُرّعُ

برغم الحتوفِ فما خالفوا
زئيرٌ  بصوتٍ لهم  يُجزعُ

وحتّى المحاسنُ سقطًا هوت
فدتكَ  حُسينًا  كذا  الرّضّعُ

وكسرُ الضّلوعِ على كربلا
صداها بصوتٍ هنا  يُسمعُ

وتلكَ الرّؤوسُ الّتي زمجرت
فهزّت  عروشًا  و لا  تركعُ

وتلكَ الدّماءُ و إن أُهدرت ْ
كشمسِ الغروبِ  لها مطلعُ

وتلكَ الصّدورُ الّتي هُشّمت
بصدرِ  المُحبّ ِ لها  مضجعُ

وهذي العقولُ فدومًا سمت
لجورِ  الطّغاةِ فلم يخضعوا

وذبحُ الرّضيعِ بصدرِ التّقي
نبالُ   المنايا   لهُ   تُرضعُ

نداءُ  الحسينِ بهذا الصّدى
لعهدِ  الشّعوبِ  سيسترجعُ

وقطعُ السّيوفِ لتلك الأكف
فهذي  الأكفُّ  سعت  أذرعُ

تجاهدُ  سيفًا وقد أرصدت
سيوفًا لجورِ العدا  تصرعُ

وتكتبُ فوق الجباهِ اسْمهُ
وشِعرًا جهورًا لهُ  يُدمعُ

تعلّمُ  كيف  الإباءَ الذي
يُحاكي القلوبَ لكَم يُولعُ

تَحنُّ  إليكم ألوفٌ مشت
دروبَ المُحبّ الوفي تقطعُ

كشوقِ اليتامى إلى مرتعٍ
تجودُ النّفوسَ لكُم تُسرعُ

وتلكَ الرّكابُ الّتي أُزلفتْ
فأجرُ النّبيّ ِ رضًا تَدفعُ

ودادًا شغوفًا بأمرٍ  مضى
قضاهُ الجليلُ لهُ تسمعُ

بحورًا كأمطار سيلٍ غدت
أتوكَ حسينًا ولم يخلفوا

تَحنُّ إليكم  قُلوبٌ سعت
عيونًا شجونًا لكم  مَدمعُ

فكيفَ الطّفوفُ كرحمٍ حوت                                        
ضيوفَ الحُسينِ وما أُتبعوا

سلامٌ  عليكم  أيا  ناصرًا
يُحيّ الوفودَ  و لا  يَهجعُ

برأسٍ ذبيحٍ هُنا لم يزل
يجولُ الصّفوفَ لهم  يَسمعُ

ونحرٍ يسيحُ  نزوفًا  دمًا
كأنَّ  الصّفوفَ  لهُ  مَنْبعُ

تَعجُّ  الصّفوفُ بأعلامها
لدينِ النّبيّ جهارًا دعوا  " ص"

فكلّا  وألفًا  فلا مُبدعٍ
فلا  نبتغي  فتنةً  تُوجعُ

هِتافُ الجموعِ كصرحٍ غدا
شتاتَ ضعيفِ الوفا  يَجمعُ

عُصوفُ الرّياحِ  كسدّ ٍ لها             
وجرحًا وجيعًا فلا  يُفجعُ          

وعُمرًا  سيَبني لطول المدى
ومجدًا  عصيًّا فلا يخنعُ

د. أحلام الحسن