الأربعاء، 14 سبتمبر 2016

رسالة في العيد

بقلم / د. أحلام الحسن 

أقبلْ
فليس على الأعياد ممتنعُ
و أكتبْ التّهاني
أيّها الصّدعُ

و ارسم صورَ الوفاء تهنئة ً
لشباب لبّوا ، القبور
َ و شُيّعوا

فلستَ تدري
وإن جهدتَ مجتهدًا
أيُّ التّهاني للقلوبِ
سوف تُسرعُ

و ارسمْ
بطاقات التّهاني قلوبًا
وبكلّ قلبٍ قبرُ شهيد ٍ
بهِ يضطجعُ

خُذ من
دموع اليتامى للقلم حبرًا
يُشهدُ التأريخَ
بالذي قد صنعوا

أيا أمّاه . .
لا تبكيني وجلًا
أيا أمّاه . .
أنا الفتى الورعُ

أيا أمّاه . .
و إن أبكاك ِ الدّهرُ
سألقاك ِ بضفافِ الكوثر
هنالك ونجتمعُ

سألقاك أمّاه . .
و أقبلُ محياك ِ
ولترفعي قميصي
   ممزقًا يلمعُ

كفّي البكاء أمي
  ببسمة الأملِ
هاك ِ الدّليلَ
بين يديكِ يندفعُ

ولأمّيَ التي تبكي
وأنا مغيبُ
ولا تغفو لها عينٌ
ولا تهجعُ

عانقيني أمّاهُ
في صباح العيدِ
واطفئ لنار اللوعة
بي حينما تجزعُ

أمّاهُ . .
سأعودُ لحضنكِ
فاهدئي
كطفلٍ لدفء صدركِ
يحنُّ ويرضعُ

وشقيقتي
التي تنتظرني عيناها
يأبى حسنُها التّزينَ
وعنهُ يمتنعُ

سأرجعُ لها
أُمازحها وتمازحني
كطفل ٍ مشاغبٍ
لها فيما تصنعُ

وحبيبتي
تدرينَ يا حوريتي أنّي
في العواصفِ
لستُ أخافُ وأهلعُ

فترقّبي 
سأعود تحتضنيني
ولأصنعَ القبلات فوقُ
شفاهكِ ولها سأطبعُ

أعظمَ اللّهُ أجرَ كلّ إمرأةٍ مثكولةٍ وأرملةٍ وأختٍ تصدّعت .. وحبيبةٍ ناحت .. في خريطتنا العربية الدّامية في العراق الجريح .. وفي اليمن الدّامي .. وفي سوريا المتصدعة.. وفي فلسطين الجراح وسائر وطننا العربي  .

السبت، 3 سبتمبر 2016

لا تعتذر

لا تعتذر . . د . أحلام الحسن

لا تعتذر يكفي الذي قد قلتَهُ
فجميع ما أخفيتَهُ قد بُحتَهُ

أُكذوبةً حمقاءَ قد أهديتني
وشعور حُبّ ٍ في الحشا أحرقتَهُ
قلبي بكى .. وجعًا بهِ ..لا يشتكي
         
              
نارُ اللظى في أضلعي أشعلتها
واعدتني ... أخلفتني ... وظلمتني
يا صدمتي .. ياويلتي .. بمصيبتي
            
أوكان ذنبي أنّني صدّقتكَ
ونسيتَ عهدكَ قبل بدء طريقهِ

كم بعتني وأهنتني في ضحكةٍ
أيهونُ عندكَ أن تهُدّ  كيانيَ

وكسرتَ قلبًا في هواكَ جرحتَهُ
ورميتَ شوقًا في  رُباكَ  تولّعَ

آلمتني .. ومشاعري .. أحرقتَها
ما جُنحتي .. بصبابتي ..
صبّتْ عيونٌ واشتكتْ
         
                                                                                       
أظننتني  ألعوبةً  تلهو  بها
بمتاهةَ الأوهامِ كم أدخلتَها

أوهكذا الأخلاقُ كانت عندكَ
ما زلتَ تنكثُ لي جرو
حًا طعنةً عن طعنةٍ
وبمعزلٍ .. شقَّ الجوى .. أوساطها
        
                  
وتحجّرَ  الجسدُ  الأسير  بموتهِ
ما عادَ  ملهوفًا  إلى أحضانكَ
توّهتهُ .. جرّدتهُ ..
وحبستهُ زنزانةً من جهلكَ 

أدخلتني
سردابَ أوهامٍ وبعتَ مشاعري
أيُّ احتضارٍ قد  أذقتْ  لروحيَ
لا تعتذرْ  لا لا  فلستُ  سأعذرْ

قصيدة تفعيلة وزن بحر الكامل