الخميس، 29 ديسمبر 2016

فن الإدارة

http://algomhuriaalyoum.com/11302

فن الإدارة المحاضرة الثالثة

فنُ الإدارة ..
د . أحلام الحسن
استشارية إدارة أعمال
وإدارة موارد بشرية

تكلمنا في حلقةٍ سابقةٍ عن كيفية وإعداد الهيكل التنظيمي للمؤسسة ..ونتابع اليوم مهام أعضاء  الهيكل بعدما تكلمنا عن مهام الهيكل ذاته ..

أولًا - رئيس المجلس الأعلى للمؤسسة أو المدير العام ويجب أن تتوفر فيه كما في غيره :

١-  الكفاءة والخبرة والمؤهل المناسب لمهمته ووظيفته .

٢- الأمانة والإخلاص وسعة الصدر وعدم المحسوبية .

٣- الرّجاحةوبُعد النظر فلا تُوكل له المهمة وإن وُجدت جميع شروط الوظيفة وافتقد عنده بُعد النظر والرّجاحة .

٤- القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة  وحلّ مشكلات المؤسسة بأنواعها .. وبُعد النظر والتأني في اتخاذ القرارات وإبرام الصفقات .

٥-  المعاملة الطيبة والخلوقة مع الزبائن وأصحاب الصفقات مع المؤسسة لضمان تعاملهم مع المؤسسة وعدم إنصرافهم لمؤسسةٍ أُخرى مماثلة .. أخلاقُ رئيس المؤسسة أو المدير العام لها سيدعم المؤسسة ماديًا ويساهم في تطورها والعكس سيتسبب في نفور الزبائن وخسارة المؤسسة ماديًا لكون ما للمدير العام أو رئيس مجلس الإدارة في إرتقاء المؤسسة أو تدهورها .

٦- وضع الرؤى المستقبلية السليمة للمؤسسسة  الأنيّة ، والنصف مستقبلية ، والمستقبلية وتحديد الوقت الزمني لتنفيذها ، وإبرازها إلى حيز الوجود .

فلابدّ من توفّر هذا كلّه في رئيس مجلس الإدارة أو المدير الأعلى للمؤسسة أيٌّا كان نوع هذه المؤسسة تعليمية أو تجارية أو ثقافية أو اجتماعية وغيرها .

ثانيًا مهام رئيس مجلس الإدارة أو المدير العام :

١- اختيارُ شكل الهيكل المناسب للمؤسسة وفق عدد أقسامه .

٢- الإختيار المباشر أو من ينوب بالمهمة لنوعية الموظف المطلوب للوظيفة ومدى مطابقة مواصفات ومؤهلات ذلك الموظف والمهام المُوكلة إليه .

٣-  تجنب إنتقاء من لهم سوابق مثيرة للجدل والمشاكل في العمل .

٤- عقد الإتفاقيات والصفقات مع الشركات الأخرى والطلبات الكبرى للمنتج أو ما يشابهه .

٥- عدمُ إهمال الموهوبين والدارسين ..وإعطاؤهم الأولوية للتوظيف في الوظيفة المناسبة .
وفق تخصصاتهم .

٦- الإبتعادُ عن دور الواسطة وخدمة المصالح الشخصية  في التوظيف والأولوية للكفاءات المناسبة للوظيفة وفق أقدمية طلب التوظيف ووفق ما تقتضيه مصلحة المؤسسة لا المدير .

٧- المتابعة والتوجيه لكوادر العمل بمختلف الأقسام بين فترةٍ وأخرى بحيث لا تزيد عن شهر .

٨- اللجؤ لذوي الخبرة  والمشاورة في حلّ المشاكل المادية أو غيرها للمؤسسة دون التقوقع والإصرار على وجهة نظره المفردة فقط .

٩- مراقبةُ الوضع العام بالمؤسسة عن كثبٍ وبصمتٍ وهدوءٍ .. يتخذّ بعدها القرار المناسب لكلّ وضع .
١٠ - عقد اللقاءات الدورية مع رؤوساء الأقسام وتوجيههم لما يخدم وينفع المؤسسة .. وسؤالهم عن كلّ قسمٍ وكيفية سير العمل فيه .. ولا يكتفي بالسؤال فقط بل بإبراز ما يوثق قول رئيس القسم .
١١- عقد اجتماعٍ خاصٍ بالموظفين في الأقسام والإستفسار عما يواجههم من مشاكل في العمل أو مع رئيس القسم .

مصدر المقال :  كتاب فنُّ الإدارة د . أحلام الحسن
الحقوق محفوظة

                                                               11
      
                                     

الاثنين، 26 ديسمبر 2016

شهادات تقدير

من الأدب الحديث

من الأدب الحديث . .

د . أحلام الحسن

في خضم الأدب العربي العريق والأصيل ومن إحدى أروع مدارسه التي بزغت لدنيا الأدب في الثلاثينات مدرسة جماعة أبولو والتي أسسها الشاعر الكبير أحمد زكي وتبعه الشاعر إبراهيم ناجي لتنطلق في سماء الأدب العربي الوجداني المرهف وينطلق إبراهيم ناجي معها أيما إنطلاق رغم كثرة العراقيل التي حاولت بعض مدارس الشعر كمدرسة الديوان التي أسسها العقاد التصدي لهذه المدرسة الأدبية اليافعة آنذاك ..
والشاعر الكبير أحمد زكي أبو شادي من مواليد 1892م تلك الفترة التي بزغت أكثر المدارس الشعرية فيها في مصر والوطن العربي ..
بزغت هذه المدرسة الشعرية ( أبولو ) في زمن الإستعمار والإضطهاد التي عانت مصر منه وهي فترةٌ عصيبة ومن أقسى الفترات على مصر ..

نشأت جماعة أبولو مابين ( 1932- 1935)
سبب التسمية  :
وتعني ( إله الإغريقية أبولو ) والذي يدعو للتنمية والحضارت ومحبة الفلسفة وإقرار المبادئ الدينية والخلقية والإنطواء إلى الوجدانية المرهفة والحزن العميق والفراق وكلّ ماهو متعلقً بالوجدان والعزلة .. رغم بعض القصائد المغايرة عندهم لهذا الإنطواء والطابع العام الحزين لهذه المدرسة وعجزها عن التصدي للواقع المرير آنذاك .. وبرغم هذا الحس الوجداني المنعزل والحزين تمخضت مدرسة أبولو عن كبار الشعراء أثْروا الساحة الأدبية العربية بأجمل وأبدع القصائد والتي مازالت إلى اليوم يُتغنّى بها على ألسنة المطربين والمطربات ..
وقد اشتهرت قصيدة الأطلال ل إبراهيم ناجي أيما شهرة بعدما أنطلقت على لسان سيدة الغناء الراحلة أم كلثوم حيث اختارت بعض أبياتٍ من القصيدة وهي من بحر الرمل والتي قال فيها إبراهيم ناجي :

أيا حبيبي رحم الله الهوى / كان صرحًا من خيالٍ فهوى
اسقني واشرب على أطلالهِ / وأرو عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبراً / وحديثًا من أحاديث الجوى
وبساطًا من ندامى حلمٍ / هم تواروا أبدًا وهو انطوى
يا رياحًا ليس يهدأ عصفها  /نضب الزيت ومصباحي انطفأ
وأنا أقتات من وهم عفا / وأفي العمر لناسٍ ما وفى
كم تقلبت على خنجره  / لا الهوى مال ولا الجفن غفا
وإذا القلب على غفرانه / كلما غار به النصل عفا
يا غرامًا كان مني في دمي / قدرًا كالموت أو في طعمه
ما قضينا ساعةً في عرسهِ / وقضينا العمر في مأتمه
ما انتزاعي دمعةً من عينه / واغتصابي بسمة من فمه
ليت شعري أين منه مهربي /  أين يمضي هارب من دمه
لست أنساك وقد أغريتني  / بالذرى الشم فأدمنت الطموح 

والمتأمل لهذه الحالة الأدبية الرائعة في القصيدة والمنطلقة من بين روح وفكر الشاعر إبراهيم ناجي يدرك مدى الألم الوجداني الساكن بين أضلاعه والمشتعلة منه هذه القصيدة الرائعة بكلّ المعاير الوجدانية المؤثرة في قارئها أيّما تأثير  ..

أيا حبيبًا رحم اللّهُ الهوى
كان صرحًا من خيالٍ فهوى

وهنا تتضح الحسرة جليةً فلا يترحم بهذه الصورة إلاّ على الميت المفقود ..
ونجد مدى المعأناة في البيت بل في كامل القصيدة واليأس أيضا
( كان صرحًا من خيالٍ فهوى ) :
وهنا إقرارٌ وانهزامٌ نفسيٌ شديد فقد هوى هذا الحبّ بعد أن كان صرحًا من خيالٍ فهوى !
هنا نجدُ محاولة أخرى للشاعر في إقناع ذاته بأنّ ذاك الحبّ ما كان سوى صرحًا من خيالٍ فاق منه !! وما كان حقيقة .. وحتمًا بأنّه كان حقيقة تمخضت بالفشل ففرّ هاربًا بشعوره بإحساسه بصدمته المؤلمة ليوهم نفسه بأنّه كان خيالٍ !
إسقني واشرب على أطلاله
وأرو عني طالما الدمع روى

كيف ذاك الحبُّ أمسى خبرًا
وحديثًا من أحاديثِ الجوى

ويرى القارئ كيف بلغ السيل مداه ب الشاعر العملاق إبراهيم ناجي فكلّ الواقع الغرامي الذي كان يعيشه أصبح أطلالًا من الأسى المؤلم فلا حقيقة لهُ الآن ! 

( إسقني واشرب على أطلالهِ ) :

خطابٌ لذلك الحبيب ودعوةٌ له ليكون كالشاعر في هذا الألم والهروب إلى عالم النسيان والوجدان وهو هروبٌ من الواقع المرير والمؤلم إلى حالة السكر الوجداني الحزين والبكاء على الماضي السحيق ..
( وأرو عنّي طالما الدمع روى ) :
قمة الحزن فذاك السُّكر وتلك الخمرة ما كانت غير دموعه !!
وأرو عنّي : قمة البلاغة في القصيدة شربٌ ورواءٌ منهُ للحبيب ولهُ وكان منبع هذا الألم هو الشاعر فقط ومن نبعه سيرتوي الحبيب !
( كيف ذاك الحبُّ أمسى خبرا ) :
ولا يكون المساء إلاّ بعد شروق شمس الصباح وهنا تشبيهٌ رائعٌ فقد توارت شمس ذاك العشق والحبّ .. وتوارى معها الأمل في رجوعن .. وصار خبرًا من الماضي الجارح والحزين بعد أن كان واقعا  ..
(وحديثًا من أحاديث الجوى ) :
بحرقة الوجد وبالجوى وبالنفس ما عاد للحبّ ذاك من وجود غير الحرقة واللهب المشتعل بالقلب ومجرد حديث الجوى الحارق !
وكما ذكرنا في بداية المقال بأن مدرسة جماعة أبولو قامت على الأحاسيس المنعزلة والوجدان العميق جدا جدا للشاعر دون معاصرة الحدث العام . . وبهذا الجمال الأدبي الفريد والذي سارت على منهجهِ أقلامٌ تأملُ بأن تصل لمرحلة إبداعه يومًا ما .

الخميس، 22 ديسمبر 2016

فن الإدارة

فنُّ الإدارة . .

بقلم / د . أحلام الحسن
خبيرة إدارة موارد بشرية

أصنافُ وأبعادُ الوعي البشري ..

تعريف الوعي : هو حالة حضور العقل الصائب والمدرك للواقع .

أصنافُ الوعي :
1-  الوعي الحر والغير مقيّد :
هو الحالة المسيطرة على حواس العقل والمدركة للحقائق وللواقع الذي يحيط بنا مباشرة أو الذي يبعد عنا ونتلّقى أخباره وصوره فنستنبط للحدث تفسيرًا ما محتمل المصداقية الحقيقية أو مغايرًا للحقيقة .. ومن خلاله يرسم الإنسانُ صورًا لوجهات نظرهِ ليقارنَ بين الأمور وليفصلَ بينها .. ممّا يجعلهُ صاحب قدرةٍ على اتخاذ ما يراهُ الأفضلَ من وجهات النّظر المتعددة حوله  وفقًا لحالته الخاصة أو حالة الوضع العملي والوظيفي .. فالوعي بمثابة ربّان السفينة بل بوصلة الإنسان لتوجيهه للمسار الصحيح في منظوراته الحياتية بأصنافها .. وهو مما يجعل الإنسان متأثّرًا بالمؤثرات المكتسبة كالعلم ، والتّعلم ، أو المحسوسة من المشاعر كالخوف والحبّ والفطنة والذكاء والغباء وغيرها من الخصوصيات الذهنية  .

2- الوعي الزائف ( الخادع ) :

وهو حالةٌ من الوعي الواهم والزائف حيث يعتقد الإنسان بصحته مالم يحدثُ لها ما يغيره ويوضح مساره .. وهذا النوع ليس قصورًا في مدارك الوعي للإنسان السليم العاقل بل لهُ عوامل تصنعه وتبنيه في عقل ووعي الإنسان حول العالم بأجمعه ونتعرض له جميعا !

وأهم هذه العوامل وأكثرها اتساعا هي :

أ- الإعلام :
وهو يلعب دورًا كبيرًا في حياة البشر كافة مما يؤثر سلبًا أو إيجابًا من خلال ما ينقله للعالم من أخبارٍ وأحداثٍ مختلفة التوجّهات وكثيرًا من الأحيان يخدم هذا الإعلام هذه الفئة أو تلك فيجعلها ملاكًا لا يمكن وقوعه في الخطأ !
أو وحشًا كاسرًا يهدد استقرار  وحياة من حوله !
وقد يخدم توجّهاتٍ دينية معينة .. أو سياسية معينة أو حزبية وغيرها من التوجهات المختلفة وهذا ما يطلق عليه الوعي العام ..
ويتلقّى المتلقّي تلك الأنباء ويتأثر بها ويصدقها مائة بالمائة ويعتقد بمصداقيتها وهو في هذه الحالة وقع تحت تأثير الوعي الكاذب والمزيف .

ب - الوعي الكاذب العاطفي :
وهوكثيرًا مايتعرّض لهُ الإنسان خلال العلاقات العاطفية القوية والحبّ الجارف كحبّ الأم والحبيبة والزوجة والأولاد والأقارب .. ولقدرة الحبّ على تغطية العيوب وعدم كشف خفايا الطّرف الآخر الرديئة إلّا بعد زمنٍ ( وقد لا يحدث هذا الكشف مدى الحياة لتأثير ملكة الحبّ الجارف على المُحبّ )و سينتج عن ذلك المكوث الطويل تحت تأثير الوعي الزائف والكاذب متاعب كثيرة يحصدها الطرف الأول السابت في بوتقة الوعي الزائف معتقدا صحته .

3- بعد تعرض الإنسان المتلقّي لهذه الحالة من الوعي الزائف يحتاج فورًا لجرعاتٍ كبيرةٍ من الوعي الأول ( الحر والغير مقيّد ) فيمحص الحقائق ويتلقّاها من عدة مصادر والأفضل أن يتلقّاها من المصادر المناهضة لبعضها البعض ولا يربط نفسه بجهةٍ واحدة فقط في التّلقّي فيكون قد أضاع وقته وربما عمره خلف سرابٍ وأوهامٍ زائفة تحقق المصالح لها فقط ..

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

وطني

قصيدةٌ وطنية تعاصر الألم

وطني / د . أحلام الحسن

جاءني ليسألني
أيُّ موطنٍ وطني

في عروبتي النّبعُ
في أصولها وطني

هاشمٌ بها نسبي
ألخليلُ  أولدني

أرضُ مغربٍ وطني
والخليجِ  واليمنِ

كوثري هو النّيلُ
بالحنانِ يغمرني

نبْعُ موطني المللُ
ألعراقُ  ألهمني

عِشقُ والدي وطنٌ
ألوفاءَ  علّمني

طبْعنا بهِ سلَمٌ
أصلُ ذاكَ بالقيمِ

كم يُعانقُ العُمُرَ
أرضهُ تُعرّفني

ذاكَ عشْقُهُ الأبدي
منذ كنتُ صاحبني

ألحجازُ في لغتي
قُدسنا بها رُزني

حجُّ كعبةٍ نُسكي
من محمّدٍ سُنني

هيأتي كشاميةٍ
عُشقنا كما الحُصنِ

أخوتي منَ اليمنِ
ألفراتُ من وطني

أزرقُ الخليجِ أنا
من منامةَ الدّررِ

من جمالها صَبغتْ
للسّماتِ والفطنِ

أبجديّتي عربي
حرفُ جنّةِ العَدَنِ

كم بوحدةٍ أملي
فوقَ صولةِ المحنِ

ألخلافُ يُوجعني
كربهُ  يُمزّقني

أحرقَ الكيانَ لنا
من عصورهِ محني

ألعراكُ في وطني
ضجّ مضجعَ الزّمنِ

كيف إبنَ والدتي
خِفيةً  يقاتلني

تارةً يُبيحُ دمي
تارةً  يُكفّرني

لقمةً  ستأكُلنا
ألحروبُ في وطني

من لذائذِ اللقمِ
بين فكّها الوثني

موطني يأنُّ دمًا
في القبورِ والكفنِ

بحرُ المقتضب ..

الأحد، 11 ديسمبر 2016

ولد الشفيع. القصيدة 19 طوفان الحب

وُلدَ الشّفيعُ // د . أحلام الحسن

فرحَ الرّبيعُ مفاخرًا يتجدّدُ
وغدا الزّمانُ نضارةً تتجسّدُ

واستبشرت نُجمُ السّماءِ قُدومَهُ
ورسالةُ السّموَاتِ تسْجدُ تحمدُ

جبريلُ حارسُ مهدهِ المتنوّرِ
يدعو لهُ الرّوحُ الأمينُ يهدهدُ

وقفتْ صفوفُ الحورِ حاضنةً لهُ
كم حارسٍ للمهدِ عينًا يرصدُ

وُلدَ الشّفيعُ  وجبرئيلُ  يُكبّرُ
هو رحمةٌ للعالمينَ  ستُحمدُ

جمعَ الجمالَ مع الخصالِ كأنّها
رُكنُ الرّشادِ هدايةً و يُسدّدُ

وجمالُ يوسفَ ذاكَ بعضُ جمالهِ
وعظيمُ أخْلاقٍ فمنهُ شيّدوا

يا أُسْوةً للعالمينَ  وقُدوةً
بكَ نهتدي بكَ نقتدي بكَ نرشدُ

كملتْ سموّ عبادةٍ  ألقابُكَ
محمود فعلٍ والنّبيّ محمّدُ

قومي أمينة دثّري لمحمّدٍ
نزلَ الأمينُ على النّبيّ يُوَحّدُ

ورَدَ الحياةَ  نبوّةً ورسالةً
لكرامةِ الإنسانِ يحفظُ يسْعدُ

أمُّ القُرى الأوثانُ فيها زُلْزلتْ
نورٌ كساها واستهلَّ المولدُ

ألأنبياءُ  تفاخرتْ بأصولهِ
هل مثلُ مولدهِ الموالدُ تُولدُ

فكأنّهُ النّبعُ الأصيلُ لمجدهمْ
وكأنّهم منهُ فروعٌ  أُولدوا

تشتاقُ فردوسُ الجنانِ مقامَهُ
محمودُ أمرِ شفاعةٍ وسَتَشهدُ

صلواتنا من دون ذكْركَ ترفضُ
ألموتُ لا يُفني حياتكَ أحمدُ

أيموتُ منْ ملكَ القلوبَ بذكْرهِ
تفنى الملوكُ وأنتَ باقٍ أحمدُ

يا خاتم الرّسلِ الكرامِ كرامةً
يا رحمةً نزلتْ تُبشّرُ  تُسْعدُ

فتنُ الغياهبِ ها هيَ استعرتْ بنا
ألعُذرُ يصعبُ والشّعوب تشرّدوا

فيضانُ  دمْعِ أمومةٍ  يتفجّرُ
نارٌ عليهم كم تقومُ  وتقعدُ

وتأزّمُ  الإنسانُ في أوطانهِ
ألمسلمونَ متوّهونَ  محمّدُ

لعبتْ بأُمّتكَ الخُطوبُ فأقبرتْ
جَهِدَ البلاءُ  فلن تُمدُّ لهم  يدُ

ضاعَ السّلامُ وبالأمانِ يُهادنُ
حتّى الأجِنّةَ في البطونِ تُهدّدُ

يا مهْبطَ الملكِ المُطاع ورحلهِ
لولاكَ جمعٌ في جهنمَ يُخلّدوا

ضجَّ الشّبابُ وشابَ منهُ عمْرهُ
ليتَ الهناءَ كما الطّيور  يُغرّدُ

لشفاههم ياليتَ ترجِعُ بسْمةٌ
مثلَ الحنينِ  لوَكْرهِ  يتوَدّدُ

أيّامُهم كم تشتكي  بمرارةٍ
عدلًا  وأمنًا  مُعدمًا  يتمرّدُ

ضاقتْ حقوقُ طفولةٍ وبراءةٍ
نشكو  إليهِ ربّنا منْ  يُعبدُ

ياربَّ أحمدَ مُصطفاكَ ونسلهِ
هذي أيادينا وأنت الأجودُ

الجمعة، 9 ديسمبر 2016

قضايا

قضايا ..
بقلم : د . أحلام الحسن
خبيرة إدارة بشرية

البطالةُ إلى أين ..

تعدّ البطالة كبرى مشاكل العالم الثالث وكبرى التحديات في دولنا العربية والتي تساهم في عرقلة مسيرة الدّول اقصاديا وسياسيا ، لما تترتب عليه من تدهورٍ للحالة الاجتماعية والاقتصادية والأمنية على حدّ سواء .
ومعدلات البطالة تزداد يوما بعد يوم مما ينذر بحدوث كارثةٍ تجلب معها مشاكلا أمنية لا يحمد عقباها .. لسبب ما تتركه البطالة على نفسية العاطل من سلبياتٍ وضيقٍ نفسيٍ قد ينفجر في أية لحظة مولدا شراراتٍ قد يصعب إطفاءها .. فالبطالة ناقوس كنائس العاطين المنذر بصلاة الإنفجار والإنفلات الذهني والنفسي ويترتب عليها أثارٌ مكلفة للجميع منها :
1- شعور العاطل بالحاجة والمذلة والإحباط .
2- تدهور الحالة المادية لأسرة العاطل .
3- نتيجة تدهور الحالة المادية تتولد تدهورات نفسية لكافة أفراد الأسرة .
4- تدهورُ الحالة الصحية لكافة أفراد الأسرة والناتجة عن سوء التغذية .
5- الشعور بالحاجة والضغوطات المادية الملازمة للعاطل كسداد الديون والفواتير والأجار وغيرها قد يتسبب في إنفجاراتٍ أخلاقيةٍ فيسعى صاحب الحاجة للسرقة أو الإحتيال للإستيلاء على بعض المال .
6- لا يستبعد أيضا لأفراد أسرة العاطل المتاجرة بالأعراض لا سمح اللّه عند اصطكاك حلق الحاجة والفاقة المريرة .
7- يلاحظ أيضا أن الوضع التعليمي لأبناء العاطل في تدهورٍ ناتجٍ عن سوء تغذيةٍ وتفكيرٍ شاردٍ وضيقٍ يشغل فكر الطالب عن دراسته .
8- قد يترك بعض الطلاب التحصيل العلمي لهم للبحث عن بضعة قروش أو دراهمٍ ضئيلة ولو لسد الحاجة الغذائية اليومية فقط .. وقد يترك الطلاب المدرسة خجلا لإفتقارهم إلى ما يلبسونه من الملابس والأحذية اللائقة كبقية الطلاب .
9- كثيرا ما تتفكك الأسرة وتنتهي بالطلاق لعدم إمكانية الزوج من توفير مستلزمات الحياة الزوجية للزوجة والأطفال .
10- في حالة صبر الزوجة والأطفال على بطالة الزوج وقلة ذات اليد لا يستبعد التذمر والقلق مما يتسبب في مشاكل يومية تحيل حياة الأسرة إلى جحيم .
11- استمرار وضع البطالة سيشكل خطرا عنيفا على الوطن من استغلال تجار المخدرات لتلك الفئات الفقيرة والمعدمة لترويج سلعهم مما سيفاقم في اتساع رقعة المخدرات وأعداد من يستخدمونها .
12- تعرض المجتمع والوطن للإنفجار وللإنفلات الأمني محدثا شرخًا يصعب معالجته سريعا وقد تستغرق معالجته ومعالجة البطالة أيضا سنوات طويلة .
13- قد تستغل الجهات المناهضة هذه الفئات واستغلالها لتحقيق أهدافها .
الحلول الموجزة والمختصرة لحل مشكلة البطالة :
1- على الدولة والجهات التثقيفية دعم العاطلين ماديا ونفسيا وتوعويا لتجنب حدوث تلك السلبيات أعلاه قدر الإمكان لتحاشي حدوثها أو حدوث بعضها .
2- توفير الوظائف قدر الإمكان كلٌّ حسب مؤهلاته وأولوياته .
3- على العاطل بأن يعي بأنّ مشكلة البطالة ليس كلّ الحل بيد الدول فقط .. بل مسؤولية إيجاد الحلول مشتركة بين العاطل والدولة والشركات والجمعيات الخيرية .. والمجتمعُ مطالبٌ بأكمله  بالمساهمة في إيجاد الحلول .
4- لا يعتبر كلّ عاطلٍ عن العمل عاطلا فهناك المرضى الذين لا يستطيعون العمل .. وهناك المتقاعس والكسول .. وهناك المتقاعد .. وإنما تشمل كلمة عاطل عن العمل الفئة العمرية القادرة على العمل والتي مابين 18 و 60 .

عاتيات ونازحون

القصيدة 21 ديوان أوبعد الذي كان
تحكي القصيدة معأنأة اللأجئين السّورين من الأطفال والنّساء فرّج اللّه كرباتهم مع بالغ حبٍي ودعائي لهم .

عاتياتٌ ونازحون ..

نازحونَ اليومَ أغصانُ الدّيارْ
عانقوا الموتَ بلونِ الإحمرارْ

أُمّةُ العُربِ  كأطلالٍ رجعنا
كيف تبغونَ لهم ذلَّ الدّمارْ

أُغمضتْ العينُ فما عادت ترى
أعظمُ الجرحِ هُنا بين الدّيارْ

طالبونا  بنزوحٍ  لم يروا
غير تشريدِ صغارٍ وكبارْ

سريانُ النّارِ من بينِ الشّجرْ
جفوةٌ في الأهلِ والقُربُ احتضارْ

تَرعشُ الأجسامُ  فيهم والشّفاهْ
بين حرّ ٍ  وجليدٍ  وانصهارْ

عيشةً ضاقوا مَرارًا علقما
لبسَ الخائنُ فيها ألفَ عارْ

وعيونٌ ظُلمتْ كيفَ تنامْ !!
ضرّها السّهدُ وهمُّ الإنكسارْ

ودموعًا إستقرّت في المُقلْ
وعَزيزُ الدّمعِ يأبى الإنحدارْ

والنّساءُ النّادباتُ الباكياتْ
في صحارٍ دون مأوى لاقرارْ

ألفَ رُعبٍ قد سقوهُ  للنّساء
كُلّ ليلٍ  ونهارٍ  كأس نارْ

وطنٌ قد غادرتهُ  كَبدًا
رَحَلَ الأحبابُ عنهُ والصّغارْ

كيف ينعى الموتُ ينبوعَ الحياة
في احتضارٍ وانتظارٍ واستعار ْ

في عراءٍ  وبحورٍ  والتياع ْ
شَربَ الحُزنَ بصمتِ الإصطبار ْ

دونَ أمنٍ  دونَ رزقٍ  يُرتجى
دونَ فَرشٍ دونَ دفءٍ ودثار ْ

بشرٌ تلكَ الضّحايا أمْ جماد ْ !
ياضميرًا صارَ رهنَ الإحتضار ْ

ورصيدًا باسمهم كم  إمتلا
ولهم جوعٌ وسُقمٌ  لا خَيَار ْ

قِطَعُ الليلِ استهلّتْ  فتنًا
كم عُصاةٍ إدّعتْ رأيَ القرار ْ

كم نسوا أمنًا  لشعبٍ آمنٍ
وعدوًّا خلْفَ ظهرٍ يُستدار ْ

كم شربنا سُمّهُ في جُرعٍ
سلبتْ أوطانَنا منّا جِهار ْ

قد أضعنا بعضنا بعضًا هنا
ورجعنا فكرَ جهلٍ وغبار ْ

بحرُ الرمل

الاثنين، 5 ديسمبر 2016

عاتيات ونازحون القصيدة 21 ديوان أوبعد الذي كان

القصيدة 21 ديوان أوبعد الذي كان
تحكي القصيدة معأنأة اللأجئين السّورين من الأطفال والنّساء فرّج اللّه كرباتهم مع بالغ حبٍي ودعائي لهم .

عاتياتٌ ونازحون ..

نازحونَ اليومَ أغصانُ الدّيارْ
عانقوا الموتَ بلونِ الإحمرارْ

أُمّةُ العُربِ  كأطلالٍ رجعنا
كيف تبغونَ لهم ذلَّ الدّمارْ

أُغمضتْ العينُ فما عادت ترى
أعظمُ الجرحِ هُنا بين الدّيارْ

طالبونا  بنزوحٍ  لم يروا
غير تشريدِ صغارٍ وكبارْ

سريانُ النّارِ من بينِ الشّجرْ
جفوةٌ في الأهلِ والقُربُ احتضارْ

تَرعشُ الأجسامُ  فيهم والشّفاهْ
بين حرّ ٍ  وجليدٍ  وانصهارْ

عيشةً ضاقوا مَرارًا علقما
لبسَ الخائنُ فيها ألفَ عارْ

وعيونٌ ظُلمتْ كيفَ تنامْ !!
ضرّها السّهدُ وهمُّ الإنكسارْ

ودموعًا إستقرّت في المُقلْ
وعَزيزُ الدّمعِ يأبى الإنحدارْ

والنّساءُ النّادباتُ الباكياتْ
في صحارٍ دون مأوى لاقرارْ

ألفَ رُعبٍ قد سقوهُ  للنّساء
كُلّ ليلٍ  ونهارٍ  كأس نارْ

وطنٌ قد غادرتهُ  كَبدًا
رَحَلَ الأحبابُ عنهُ والصّغارْ

كيف ينعى الموتُ ينبوعَ الحياة
في احتضارٍ وانتظارٍ واستعار ْ

في عراءٍ  وبحورٍ  والتياع ْ
شَربَ الحُزنَ بصمتِ الإصطبار ْ

دونَ أمنٍ  دونَ رزقٍ  يُرتجى
دونَ فَرشٍ دونَ دفءٍ ودثار ْ

بشرٌ تلكَ الضّحايا أمْ جماد ْ !
ياضميرًا صارَ رهنَ الإحتضار ْ

ورصيدًا باسمهم كم  إمتلا
ولهم جوعٌ وسُقمٌ  لا خَيَار ْ

قِطَعُ الليلِ استهلّتْ  فتنًا
كم عُصاةٍ إدّعتْ رأيَ القرار ْ

كم نسوا أمنًا  لشعبٍ آمنٍ
وعدوًّا خلْفَ ظهرٍ يُستدار ْ

كم شربنا سُمّهُ في جُرعٍ
سلبتْ أوطانَنا منّا جِهار ْ

قد أضعنا بعضنا بعضًا هنا
ورجعنا فكرَ جهلٍ وغبار ْ

بحرُ الرمل