السبت، 29 أبريل 2017

فن الإدارة المحاضرة الثانية

فنُ الإدارة .. المحاضرة  الثانية
الهيكلُ التنظيمي ..
بقلم : د . أحلام الحسن
خبيرة إدارة موارد بشرية

قبل الشروع في التكلّم عن الهيكل التنظيمي علينا أولاً معرفة ماذا يُقصد من مفهموم الهيكل التنظيمي وللتعريف به وبأهميته لكلّ مؤسسةٍ كبيرة أو صغيرة لا يُستثنى منها أيّة مؤسسة تعليميةٍ كانت أو إعلاميةٍ أو اقتصاديةٍ أو وزارات أومؤسسات فلا غنى عن الهيكل التنظيمي وأنّ أيّة مؤسسة قامت بدون وضع الهيكل التنظيمي لها ستواجه صعوباتٍ وعرقلاتٍ يصعب حلّها وستكلّف المؤسسة الكثير من الخسارة المادية والمهنية ..
ماهو الهيكل التنظيمي :
1- هو عبارة عن الهرم التنازلي والتسلسلي لمهام أفراد المؤسسة أو الوزارة أو غيرها  بدًّا من الرئيس إلى رؤساء الأقسام وما يندرج تحت مسمى كلّ قسمٍ أو إدارة من عدد الموظفين والمهام المسندة إليهم ..
يُعدُّ الهيكل التنظيمي بمثابة الشجرة الكبيرة التي تمتدٍ منها فروعها وتتدلّى ثمارها .. تلك الثمار إما مثمرة وأما مدمرة لبعض موارد المؤسسة ..
وللهيكل التنظيمي أهميةْ عظمى في نجاح المؤسسة وفي توزيع الأدوار المناسبة للعاملين في تلك المؤسسة من رأس المؤسسة المتمثلة في رئيسها أو مؤسسسها أو مديرها إلى أصغر عاملٍ فيها ..
2- يعتمد رسم الهيكل التنظيمي لكلّ مؤسسة على عدد الأقسام والإدارات والموظفين فكلما اتسعت رقعة المؤسسة اتسع حجم الهيكل وفروعه أفقيًا وعموديا .
3- يعتبر الهيكل التنظيمي بمثابة الخارطة التوضحية والمرشدة لكلّ أفراد المؤسسة تعريفا بكلّ دائرةٍ والمهام المُوكل لها .
أهم العوامل والأسس لإقامة مؤسسة واختيار الهيكل التنظيمي لها :

1- الخطة الموضوعة لعمل هذه المؤسسة وما هي الميزانية المرصودة لها ولكلّ قسمٍ فيها ولابد للجؤ للمحاسب المالي المتخصص في ميزانية المؤسسات .
2- اختيار الموقع الجغرافي للمؤسسة ووضع دراسةٍ شاملةٍ لمدى تكلفته يقوم عليها الخبير المالي وليس أيّ فرد وإلاّ كانت العواقب وخيمة .
3- وضع استراتيجية مستقبلية للمؤسسة ودراسة تقام عليها أعمدة نجاح المؤسسة وأهدافها.
4- يحتاج الهيكل التنظيمي للمؤسسة لتغيير خارطته كلما دخلت تغيرات إضافية واتسعت رقعة الإدارات والأقسام فيه .
5- فصلُ مهام كلّ إدارةٍ عن الأخرى وعدم تداخل المهام أو الإدارة في الإدارة الأخرى فهذا يعدّ من أكبر خطوات نجاح المؤسسة .
6- إنّ تداخل مهام وإدارة كلّ إدارة أو قسم في إدارة ٍ ثانية سيتسبب بالآتي :
أ- ضياع المهام الموكلة لكلّ موظف واهماله لها بسبب تدخله في وظيفة غيره وما يترتب عليه من مضيعةٍ للوقت وهدرٍ للمال .
ب- تداخل المهام وتدخل كلّ مدير قسم في قسمٍ آخرٍ سيولد الضغينة والمشاكل والحقد وخسارة الكفاءات .
ت- تدخّلُ مدير قسمٍ ما في قسمٍ آخرٍ ناتجٌ عن خللٍ فكريٍ في المُتدخّل يهدف فيه للطعن في مدير وإدارة ذاك القسم وعادةً ما يكون وراء ذلك الغيرة والحسد وزحزحة ذاك المدير ولربما لإبداعه ونجاحه في إدارة قسمه وليس لفشله .
ث- لابد من الرقابة على العمل من قبل المسؤول الموكل له مهام الرقابة ومن تحت يده فقط  لا غيره .
ج- قد يلجأ الرئيس أو المدير العام لللتفويض فيفوض بعض مهامه لشخصٍ ما فترة غيابه وغالبا ما يكون التفويض إدارايا لا ماليا .
ح- تقليل حشو المؤسسة بكمية موظفين زائدة قد لا تحتاج إليهم المؤسسة حيث سيتسبب هذا بالخسارة المالية لها .
خ- تحقيق السلطة المركزية لصاحب المؤسسة وعليه تقع مسؤولية اختيار الأكفأ والأفضل والأخلص لمؤسسته وفي حالة تعثّره في هذا الإختيار سيجني على مؤسسته وماله .
7- تقليل التكاليف وزيادة الأرباح وتجنب الخسارة .
8- زيادة الإنتاج والحرص على المعاملات من خلال التعامل السليم والحديث الذي يواكب العصر في كسب الزبائن وفن المعاملات .

المحاضرة من كتاب " فنُّ الإدارة " د . أحلام الحسن
حقوق الطبع محفوظة

الأربعاء، 26 أبريل 2017

لحظة تأمل الغيرة في حياتنا

لحظةُ تأمّل ..
بقلم / د. أحلام الحسن

الغيرةُ في حياتنا ..

ويأتي المعنى اللغوي لكلمة غيرة من غار يغير وهو تعلّقٌ يصفه أهل العلم بالشديد ..ولا أحد ينكر ما للغيرة من أهميةٍ في مدى استقرار الإنسان .. فلا أحد يستثنى منها مع تفاوت درجاتها وأسلوب ممارستها بين البشر .. وحتى الحيوانات فلا تخلو منها .. وهي شعورٌ طبيعيٌ في النفس إذا ما أُطّرَ في إطاره المحدد .. ولم يخرج عنه لمرحلة الشّك والشدّة ..
والغيرة أصنافٌ متعددة تكمن وراءها ظروفٌ مختلفة لدى الإنسان .. ولا تخرج الغيرة عن مواصفاتها الثلاثة /من / عن / على  / ..
الصنفُ الأول للغيرة (من ) :
وهي غيرةٌ مشمولةٌ بالحسد والبغضاء والغيرة الشديدة من تميّزٍ يمتلكه الطرف الآخر من جمالٍ أو مالٍ أو علمٍ أو منصبٍ يتمنى الغيور الحاسد زواله وتلفه .. وهي غيرةٌ مذمومةٌ جدا وقد تولد الجريمة بتفاوت أصنافها .. كالكذب والبهتان والإفتراء والتلفيق على الطرف الأول من أجل الطعن في مكانته ، أو علمه ، أو زوال نعمةٍ عنده ..  ولا يُقدم على هذه الأفعالَ إلاّ أصحاب النفوس المتهالكة بالذنوب والآثام والغير آبهة بانتقام اللّه أو عقابه أو آخرته .. وهذا النوع كالنار في الهشيم يحرق صاحبه أيضا فهو في تجسسٍ دائمٍ على الطرف الأول ومتابعة أقواله وأفعاله وأماكن تواجده لعله ولعل يرى ما يشينه فيسكب عليه زيوت غيه وحقده وحسده ليجعلَ من الحبة قبّة كما يقولون .. وإذا لم يجد ما يشينُ الطرف الأول اصطنع واختلق الدجل والأكاذيب .

الصنفُ الثاني للغيرة ( عن ) : 

وهي غيرة دفاعٍ عن وطنه وأهله وماله وعرضه  ودينه .. وهي غيرةٌ محمودة الخصال ضمن التأكد من أن الأمر فعلا يحتاج لمثل هذه الغيرة ، وقبل الشروع بإطلاق هذه الغيرة إلى فضاء الواقع .. وهذا الصنف من الغيرة لا يتعرض بالإيذاء النفسي أو الجسدي للمُغار عنه .. بل يتّسم بالدفاع عنه دون مساسه بقولٍ أو فعل من المتهجم عليه بأقصى ما يكون الدفاع .

الصنفُ الثالث للغيرة ( على ) :
وهو الصنفُ الأكثر اتساعا ونفوذا على سطح الكرة الأرضية وهي الغيرة الرومانسية " غيرة الحب " وهي استجابةٌ لشعورٍ يفرض نفسه .. شعور الخوف من خسارة الحبيب أو الحبيبة فهو حريصٌ على عدم خسارة ذلك الحبيب .. وهذا الغيرة بل كلّ أنواع الغيرة ذات نفوذٍ وسلطةٍ على الإنسان .. إلاّ أن مسارها غالبا ما يحتاج إلى ترويضٍ نفسيٍ وعقلي ليعلمَ الغيور بأن خوفه من خسران المحب وانصرافه لسواه يدفعه لهذه الغيرة .. ولكن إذا لم تكبح شدة الغيرة وبجرعاتها الطبيعة سيقع في المحذور ذاته وخسارة الحبيب الذي لم يعد يطيق هذه التهم والشكوك المستمرة .. والحقيقة بأنّ لا طعم للحبّ أيضا إذا لم تتملكه الغيرة على الحبيب ويفقد طعمه وحيويته ولونه ويصبح الطرف الثاني في حالة شكّ ٍ من مصداقية حبّ الطرف الأول والعكس كذلك هو الصحيح .. الغيرةُ كدفّتي الميزان فلابدّ من عملية الموازنة لا إفراط في الغيرة ولا تفريطٍ وعدم اهتمامٍ يولد معه فشل الترابط بين الطرفين ..
وهناك غيرة ليست في موضعها وهي الغيرة من الأصدقاء على صديقه !
وهي غيرةٌ مذمومة في محاولةٍ فاشلةٍ للإمتلاك .
وتختلف معايير الغيرة لدى المرأة وفق منظورها الفكري فهناك :

1- إمرأة تغار من إمرأة أخرى على حبيبها ولا يشترط تفوّق جمال أو مكانة الأخرى على الأولى .. بل الغيرة عند الأولى هي الغيرة على حبيبها فقط .. وهذا النوع من النساء قد ينفعل ويشاجر الحبيب وقد يشاجر المرأة الأخرى أيضا حيث فقدان التوازن  فيه سريعٌ جدا وذلك بسبب نوعية الثقافة والفكر البشري .

2- وهناك إمرأة تغار على عزّة نفسها وعلى حبيبها أيضا .. ولا تغار مطلقا من المرأة الأخرى وإن فاقتها جمالا أو مكانةً .. وترى بأنّ الرجل الذي خانها أو تلاعب مع أخرى خائنٌ بكلّ معايير الخيانة ..وإن لم يصل لمرحلة الخيانة " الشرعية والغير شرعية " ففي نظرها بأنّ كلتيهما خيانة .. وأنّ مثل هذا الرجل لا يستحق حبّها وغير جديرٍ به .. وأكثر الرجال تعرضا لهذه الغيرة الرجال الذين تضطرهم وظائفهم وأعمالهم للتعامل اليومي مع النساء .

أما الغيرة عند الرجل فتعني أكثر من ذلك فهي الغيرة على حبيبته .. الغيرة على عرضه وشرفه ..الغيرة على عزّة  نفسه كرجل .. لكن لابدّ أن تبقى الغيرة عند الرجل ذات حدودٍ لا يتجاوزها إلى مرتبة الإيذاء النفسي بالطعن في سمعة وعرض حبيبته .. فالمرأة العفيفة البريئة لن تغفر له ذلك مدى الحياة .. وفي أغلب الأحوال سترفضه كحبيبٍ وكزوجٍ بعد هذا الطعن ..
فكرامة المرأة من هذا الصنف فوق الحب .. وقد يتهور بعض الرجال بالإيذاء الجسدي الذي سيتسبب بالوقوع في المحذور وفي تمزق الحب والعاطفة والأسرة .

وللغيرة المفرطة أضرارها النفسية والصحية على كافة الأطراف دون استثناء .. بما فيها الأطفال والأسرة .



الخميس، 20 أبريل 2017

النقد والتحليل في دفتي الميزان

النقدُ والتحليل في دفّتي الميزان ' ..
الحلقة الثالثة
بقلم : د . أحلام الحسن

نقعُ أحيان بين الخيط الرافيع الرابط والفارق أيضًا بين التحليل  للنّص .. وبين النّقد الأدبي للنّص .. وقد يطرح أحدنا بسبب هذا الإلتباس سؤالا اسفساريًا وجيهًا وهو ..
((  مافائدة النقد إذا كان حسابات النقد هو بوحٌ لما في ذات الشاعر ؟
وللإجابة على ذلك علينا معرفة الآتي :
ماهو الفرق بين النّقد والتّحليل الأدبي للنّص ؟
النقد الأدبي علمٌ وفنٌّ وتذوّقٌ أدبي ولابدّ من الناقد أن يكون أديبًا ملمًّا بالمعرفة النقدية وكما يقال ( كلّ ناقدٍ أديبٍ وليس كلّ أديبٍ ناقد ) يكون النّص فيه عرضة للمدح والقدح وفق نظرة الناقد الأدبية وتحليله .. ولا يحقّ للفرد المفتقر لعلوم النقد والتحليل القيام بعملية النقد حيث إنها ذات أفقٍ وأبعادٍ أدبيةٍ بحتة ليس من السهولة ممارستها لغير المختص أو على أقل تقدير لغير الأديب الذي يمتلك ثقافةً في النقد وأصوله .. فالنقد هو توجيه صاحب النّص لاستكمال النّص وبنائه للمنهجية الأكثر إبداعا وسلامةً  .. وقد يجانب الصواب بعض النقاد فيخرج عن بناء النّص إلى هدمه بالكامل إو هدما جزئيا ضرره أكثر من فائدته  .
كما على الناقد الأدبي الإيجابي والفعّال في مجتمعه وكما يصلح من جمال النّص يتوجب عليه التصدى للنصوص المغرضة والمضللة للأخلاق ولنصوص الدعارة الفاسدة التي يقتات عليها أمثال الشعراء والمتطفلون على الشعر .. هنا يتحتم الواجب الأخلاقي على الناقد الأدبي التصدى لهذا النوع من نصوص الدعارة والفساد .
 
أما التحليل فينقسم إلى نوعين هما :
1- التحليل الأدبي من قِبل الناقد المختص نفسه من خلال التحليل الموضوعي والتوضيحي للنّص من خلال البنية اللغوية والبلاغية والجمالية وفكّ مفرداته وإبراز جمالياتها ومضامينها بصورةٍ أوضحٍ للمتلقي من خلال التدفق الواقعي لشعور الكاتب وانطباعاته في عالم باطنه .. فتنطلق هذا النزعة الباطنية من سكونها  فيخرج من خلال مفردات النّص للمتلقي وفق إبداع الشاعر ومدى نجاح استخدامه لأدواته الشعرية وملاحظة مدى الإستطراد لديه ..ومدى التأثير عليه والتأثر بالنّص أو القصيدة .
 
2-  الإيدلوجية ومسار النّص وفق توجهاتها الفلسفية، أو الدينية ، أو العاطفية ، أو الوطنية .

3- التحليل من قِبل الناقد المختص لابدّ من خضوعه للشفافية والضمير وعليه لا يكون وسيلة دعائيةً  واعلامية لشخصية معينة تربطها بالناقد مصلحة ما .. فيعطيها فوق حقها من المدح والثناء .. ويتقاضى عن الجانب الأدبي والأخلاقي لصاحب النّص  .

4- تحليلُ المتلقّي : ويعبّر المتلقي عن وجهة نظره للنص وعن مدى تأثره به ومدى اعجابه فيحلل مفردات النّص وفق نوعية شعوره هو فقط ومدى ما حققه النص من ردّة فعلٍ للمتلقّي .

الأربعاء، 19 أبريل 2017

الاثنين، 17 أبريل 2017

ليلُ شعب

قصيدة بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني البطل

ليلُ شعب // د .أحلام الحسن 

أيا ليلُ شعبٍ فلن تبتلي 
بسود ِالليالي ولا العلّلِ

فشعبٌ أبيٌّ سيأبى الفناءَ 
فلابدّ  للجورِ أن يصطلي

ولابدَّ  للبعثِ بعدَ المماتْ                            
ولابدّ  للظّلْمِ منْ  مثْكلِ

وحيثُ البطولةُ  تشتعلُ
فويلٌ  وويلٌ إلى الدّجلِ

فكلُّ اخْتناقٍ  لأنْفاسنا 
جنودُ لواءٍ لفي الجحفلِ

وكُلُّ  شهيدٍ  لنا  أمّةٌ 
فلن يهزموا أمّةَ المُثُلِ !

وكُلّ  رضيعٍ  لنا تُحفةٌ
وكُلُّ جدارٍ  فلن ينْسلي

وإنْ لاحَ سيفٌ منَ المُعتدي 
فموتي  حياةٌ  منَ المقتلِ

فهل يعلمُ الظّالمُ المُجرمُ 
بأنّ الحياةَ لفي محملي

وفي وسطِ قبري لهُ حفرةٌ
سيصلى بفِيها ولا يعتلي

وسمٌّ زقيمٌ  لهُ  في دمي
وغسْلينُ زادُ السّبيلِ يلي

وكُلُّ النّفوسِ الّتي أُزْهقتْ 
هياكلُ جُندِ  الوَفا  النّبّلِ

سيبلى البغاةُ وأولادهمْ 
وتعلو حقوقٌ على الحيّلِ

دهانا  على غفلةٍ  طامعٌ
فليسَ لغولٍ هنا منزلِ

وليسَ بجهلٍ ستحيَ الشّعوبْ 
فبعضُ  العقائدِ  كالسّلْسلِ

عزيزٌ   علينا شهيدُ  الوطنْ 
إذا داهمَ  الموتُ منْ جُهّلِ

تلقّى المماتَ بكأسِ الضّلالْ 
تلَقّي العروسِ إلى الخلْخلِ

بكلّ  جهولٍ  مضت  أزّمنة ْ 
ورينُ  القلوبِ فلنْ  ينْجلي

بحر المتقارب ..

الأحد، 16 أبريل 2017

إختطاف أطفال مصر ظاهرة أم مهنة

قضايا ..
بقلم د . أحلام الحسن

إختطافُ أطفالِ مصر ظاهرة أم مهنة ..

يقفُ بعضنا في حيرةٍ ودهشةٍ من اتساع رقعة اختطاف الأطفال في مصر لدرجةٍ مثيرةٍ ومرعبة .. ولماذا الطفل المصري هو أكثر الأطفال تهديدا بالإختطاف من ذات رعايا دولته !!
تساؤلات تحتاج لإجاباتٍ ولحلولٍ جذريةٍ لاقتلاع هذه الجريمة الشنيعة ومن المؤكّد عجز الدولة بمفردها عن اقتلاع هذه الجريمة .. فالتّعداد السكاني بالملايين مما يعرقل مسيرة الدولة والقانون في اجتثاث هذه الظاهرة الإجرامية الفظيعة في حقّ الطفل المصري ..
وأبرز دوافع هذه الجريمة هو الحصول على المال ..
وتبقى طريقة الحصول على المال في ذهن الخاطف أو الخاطفة أو العصابة وفقَ المُخطط الذهني المرسوم في أذهانهم السّقيمة بالإجرام والضحالة البشرية .. وتعددت طرقهم وأساليبهم في الحصول على المال من جراء اختطاف الأطفال وفق ماتوّفرت لهم من وسائل ..
وثمّة أسئلةٍ تطرح نفسها :
1- من وراء جريمة اختطاف الأطفال في مصر ؟
2- وما هي طرق تسويقهم ؟
3- ولماذا انتشرت هذه الظاهرة في مصر أكثر من غيرها .. رغم أنّ هناك العديد من الدول الشديدة الفقر والذي لا يجد الفرد فيها لقمة نفسه فضلا عن عياله في بعض دول العالم الثالث نرى نسبة اختطاف الأطفال فيها أقلّ بكثيرٍ من مصر ؟

4- على من تقع المسئولية في حماية الطفل المصري ؟

ومن جراء الأحداث المتسلسلة لهذه الجريمة الشنعاء في حقّ الطفل المصري نستنتج بعض الإجابات للأسئلة المطروحة أعلاه منها :
وللإجابة على السؤال الأول فهناك عدّة جهاتٍ من خلف هذه الجريمة أهمها :

1- عصابات تجارة الأعضاء .. وينقسمون إلى ثلاثة أقسام بطرق تسويقاتهم المختلفة :

أ - المجرم المباشر بعملية الإختطاف :
وهو الذي يستلم بضع جنيهاتٍ وربما لا تتعدى 500 جنيها مصريا .. وهذا المجرم الخاطف يُعدّ مجرما وضحية في آنٍ واحدٍ حيث أن المجرم الأكبر خلفه يشجعه ويغريه بالمال .

ب -  المجرمُ الأوسط والوسيط :
وهو المجرم المخفي والذي خلف القضبان يسرح ويمرح  وهم عصابات الأطباء وبالتحديد الذين يمارسون الجراحة .. حيث يقوم الخاطف المباشر بتسليم الطفل المسروق لهم مقابل مبلغٍ ضئيلٍ ليسرقوا أعضاءه ويبيعونها على المستشفيات المشاركة بالخارج ..

ج- المجرمُ الأكبر :
وهي تلك المستشفيات التي خلف الكواليس والتي لا يطالها القانون وهي كثيرة ومنتشرة في كثيرٍ من البلدان وأطباء يعملون بها .

والمستفيد الأكبر حصّة المجرم الوسيط والأكبر حيث تباع هذه الأعضاء بالملآيين ..
أما لإجابة السؤال الثالث المطروح حول انتشار ظاهرة اختطاف الأطفال في مصر أكثر الدراسات ترجح الفقر والحاجة والطمع ولكنّها تبقى أسبابا واهيةً لا مبرر لها .. فالإنسان الذي يخاف اللّه ويتمتع بضميرٍ حيّ ٍلا يُقدم على مثل هذه الجرائم .. فلا الجهل ولا الفقر ولا غيرها تعطي مبررا واحدا لإرتكارب جريمة الإتجار بالأعضاء .. ولكنه الجشع وعدم الإيمان باليوم الآخر وعقاب اللّه .

2- عصابات التّسول والسّرقة وهو النوع الثاني من مجرمي ظاهرة اختطاف الأطفال المصريين .. حيث يدربون هؤلاء الأطفال على التّسول والسّرقة .. ويسعون لتغيير أشكالهم وملابسهم .. وهذه المجموعة هي الأكثر وقوعا تحت يد القانون .

3- عصابات أوكار تجارة الجنس وهي وتندرج تحت منطلقين الأول باسم دارٍ أو جمعية إنسانية لإيواء الأطفال المشردين ! وتمارس عملها فترةً إلى أن ينكشف أمرها .. والثاني أكثر تسترا ونسبة النجاح في القبض عليهم أقلّ من الأولى وكلاهما تمارسان مهنة الدعارة والإستفادة من هؤلاء الأطفال  .

على من تقع المسئولية في إنقاذ هؤلاء الأطفال . .
وفي الحقيقة أن المسئولية تقع على الجميع من أبسط مواطن إلى أعلى مرتبة .. وليست المسئولية على الحكومة فقط والشرطة فقط كما يروّج لها البعض وكما يتهمها البعض . .  دور المسئولية تقع على الفئات الآتية وفق الأولوية الملزمة :
أ - دور الأسرة في الحفاظ على أطفالها وعدم تركهم يلعبون في الشوارع والحدائق وغيرها لوحدهم .
ب- ملاحظة ومراقبة الطفل وعدم الإبتعاد عنه في السوبر ماركت والمستشفيات والمطارات والمحطات والأماكن العامة .

ت- دور المدارس في توعية وتحذير الأطفال ، و دور الأسرة في البيت من وجود عصابات اختطاف الأطفال .. والشرح لهم عن مواصفات تلك العصابة وتحذيرهم من الإنجراف للعلب خلف أطفالٍ غرباء .

ث- وضع قوانين صارمة جدا في عقاب هذه العصابات تصل للسجن عشر سنواتٍ فما فوق .

ج - دور رجال الدين التوعوي للمواطنين والمواطنات من خلال الخطب والنصيحة .

ح- الدور الإعلامي التوعوي من خلال طرح برامجَ تثقيفيةٍ توعويةٍ للفرد المصري والمجتمع .. وجلب ذوي الخبرة في ذلك .. وبرامج تثقيفية قانونية عن صرامة القانون المصري في عقاب أمثال هذه العصابات .

خ- تعاون أفراد المجتمع  من خلال ملاحظة مثل هذه الظواهر والإبلاغ عنها فورا لجهات الأمن ..

ع- عمل برامج توعوية للأطفال في الحفاظ على أنفسهم ، وفي طرق انقاذ أنفسهم وإبلاغ الشرطة فيما لو تعرضوا لمثل هذه العصابات .