الأحد، 23 أكتوبر 2016

لعينيك عباس

القصيدة  30 / ديوان طوفان الحب

لعينيك عباس . .

كيف لي لعينيك ياعباس
وكيف لي أن أُداري
وكيف لا يعبر شعوري
فلوات البراري

وأنا أرى
إلى عينيك سرّ ارتحالي
وأرى كفّيك
يحملا قلبي وبجواري

فدتْ عينايَ عينيكَ
المسهومة سُمًّا
وفدتكَ روحي
تنسلُّ من بين أستاري

فدتْ أكُفّي تلك الأكفَّ
الشّيماء حين البزوغِ
تشمّرُ  هاكم  بعض أعذاري

هاكَ حُسينًا  قلبي
بين كفّيكَ فهيّا خُذهُ
وبالخنصرِ المبتور
قم وأكتب فيه أذكاري

وخُذ كبدي منّي حسينًا
فداءً لكبدكَ الظّامي
لعلي بك
أبلغُ محلّةَ أسبابِ الإيثارِ

ذُخري حُسينًا
وأنا العباسُ لهُ ظهرُ
كرارُ الأبِ وفيُّ الأمِ
عضدً لك يابن صاحب المقامِ

حَسنيُ المَقدَمِ
حُسينيُ الدّمِ لا أُبالي
زينبيُ الصّبرِ   . . حيدريُ  الإنفارِ  

عباسُ خُذ بيدي
كي تُخبرُكَ ليالي وأقلامي
وتُخبركَ دفاتري
وتخبركَ محبرةُ قلبيَ عن مراري

عن حُزني الأسود
وعن حبريَ الأسود
تشهدُ بذلك الليالي وأسطُري
ويشهدُ دمعٌ بأشعاري

كيف لا !!
وأنت سلطانٌ تملّكَ رُشدًا
حتى تغلغلَ نهجُهُ بي
يرسمُ دستورًا لأفكاري

سيّدي . .
جئتُ وقد شقَّ الرّيقُ ظمأً
وبعينيك فراتي
وبكفّكَ ينبعُ سيدُ الأنهارِ

فهل لريقيَ بشربةٍ
من كفّكَ الرّاوي ترويني
فيها شفائي
وفيها إنفراجُ أكداري

لتروي ما درسَ
من بقايا زهر عمري
من إيمانٍ لي قلى
وهمّ ٍ وضنينَ وقاري

كم قد داريتُ
عن الخلائقِ ما حلَّ بي
وعن مِثلكَ عباسُ
لا لا فلستُ أُداري

فإذا لم أفض هَمّي لإبنِ عمّي
فلمن أفض ! 
ولمن أبوح بشكوايَ
ولمن أبوحُ بحزني وأسراري

هاقد دنوتُ منكَ عباس
لتُحيلَ رماديَ نورًا
من بعد اللهِ
ليس  لسواكم  فراري

هاهو يمينكَ شطًا
يستقبلُ اقبالي
ليروي لي اشتياقي
ويروي قلّة اصطباري

وعذبُ فراتٍ
بيسارك يهتفُ  تعالي  
تلاحقني كفّاكَ
في جميع مراحل أطواري

وأتأرجحُ بين جَزرِ الفرحِ
وبراكينُ الأحزانِ
لمنازل القمر الهاشميُ
سوف يكونُ إبحاري

قد عشعشَ الثاني  بوجداني
وقد هدّ كلّ أركاني 
فلا ثغرٌ يطربُ
غير صاعقةِ الأقدارِ

وكيف لقلبيَ الجريحِ
ببسمةِ الإلهام
حينما تبزغُ الأروحُ
هناك عند سيّد الأنهارِ  

حينما تُشعشعُ شمس الطّفوف ِ
مُعلنةً صرخاتها بالكون
قد أفلت اليوم
هاهنا شُمُوسُ لأطهارِ

********************

عباس يابن حيدر من قدّك اليوم بالميدان
زلزلت جوانبهم وزلزلت صفوف الشيطان