الأحد، 23 أكتوبر 2016

دمعٌ على الحسين

القصيدةُ .. 21 / ديوان طوفان الحب

دمعٌ على الحُسين عليه السّلام ..

للّهِ درُّ منْ بكاهَ الرّسولُ
قبلَ مولدهِ .. وقبلَ مقتلهِ
بالدّموعِ الجارياتِ
وبفيضٍ منَ العبراتِ

وكيف لا يبكي حُسينًا
وجبريلُ وسائرُ الملآئكةِ بكتهُ
والإنسُ والجنُّ
ومن في السّبعِ السّمواتِ

فلا تلمْ أيٍها اللائمُ بُكائي
ولا تلمْ دموعًا كم رآق لها
أن تنسكبَ
جمرًا من مُقلتيَّ ومنْ ذاتي

فإنْ كان بُكائي ذنبٌ أشأن بهِ !
فلي أُسوةٌ في جبريلَ
وفي سيّدِ الخلقِ ..عظيمُ الخُلقِ 
  شفيعُ الأُممِ .. مُنقذُ الكُرباتِ

ِ منْ لا ينطقُ عن الهوى
ومنْ هو معصومٌ منَ الخطايا
منْ الخُلقُ رداؤهُ السّامي
منْ هو مطهّرٌ منَ الزّلاتِ

آهٍ لحرقةِ قلبهِ ودموعهِ
يومَ أتاهُ جبريلُ بالتّربةِ الحمراءْ
منْ هُناك ..
منْ أرضِ كربلاء
... أرضُ العرصاتِ

فيا دموعًا للنّبي محمّدٍ
هلّا كنتِ طوفانّا
كطوفانِ موسى
يُغرق كلُّ الطُغاةِ
ولا يَبقي بقايا العُتاةِ

وكنتِ يمًّا يبتلعُ فراعنةَ الأرضِ
من أرجاءِ المعمورةِ
ومنَ الجوِ والبحرِ
ومنَ الصّحاري والفلواتِ

وكَنتِ سحابةً للباكين
تخضرُ منها أوراقٌ وأشجارٌ
وقلوبٌ تحجّرتْ
وغصونٌ عٓدّتْ منَ اليابساتِ

يُدخلُ اللّهُ بها سرورًا
على قلوبٍ رقّتْ للحُسينِ
بكتهُ نادبةً رآثيةً
تزفّرتَ آلآفَ الزّفراتِ
ِ وسعتْ رغمَ المرارِ
لتلكَ العرصات

َ