الأحد، 23 أكتوبر 2016

النهرُ العطِش

القصيدة .. 8 / ديوان طوفان الحب

ألنّهرُ العطِش . .

شمسُ كربلاء
أفلا نمتِ خلفَ الحجب
وأغمضتِ جفنًا بعينك
ُ وكففتِ حرّ اللهبِ
 
وانثنيتِ خجلًا للحسين
فوق  رمالكِ الدّامية
وصليتِ على نحرهِ
ذاك النَبعُ العَذبِ

وختمتِ التّوراة والإنجيل
ورتلتِ آياتَ الزبور لهُ
وسائر الذّكر والألواح
وفيضَ القرآن والكتب

قد هبّتَ رياحُ الكسوف
محمرّةً  غضبًا
فهلمي استغفري هيّا
وأقيمي العزاءَ لهُ واندبي
  
ولملمي  طاهرَ أشلائهِ
  بيديك الحانية
لعل هذا  يكفُّ عنكِ
لومي و مرارة عتبي

أأعاتبك  كربلاء !!!
وسجودي فوق ترابكِ !
ومن جراحِ دمِ الحُسين
كانت روابيكِ

أم أعاتبُ خيولًا
بحوافر الكعب هشّمتْ صدرًا لهُ
ومن ثمّ بأصداء صهيلها
في الفيافي نعتهُ 

أمْ أعاتبُ سيوفًا بكتْ عليه
بعدما أن قطّعتهُ !
آهٍ حتى الجماداتِ والحيوانات
قد تعلّمتْ النّفاق !

أما رققتِ كربلاء
لدم نحرهِ المنحورِ  من القفا
في حضنكِ أيّتها الأمّ
أيُّ أمّ ٍ أنتِ قولي كربلاء !

قد  رواكِ بدمهِ حتى ارتويتِ
وذُبحَ عند فراتكِ عطشانا
عتبي عليك فراتُ
سقيتَ الوجود إلّا الحسين !

أوما حننتَ لرضيعٍ لهُ
على صدرهِ عطشانا قتيلا
حنّتْ النّارُ على إبراهيم
وبين النّارِ والماءِ شّتّان 
وما حننت !

أوما رققتَ
لأبطالٍ لهُ صرعى
نازفةً جراحًا
على كتفِ الحسين

ولا من أكتافٍ
ينزفُ عليها الحسين !
غير ترابِ كربلاء
ومازال سجودي عليه !