الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

حقيبةُ الرّحيل

القصيدةُ  5

حقيبةُ الرّحيل . .

تَجلّد للجوابِ أيا  لسانُ
تأمّلْ هل  لديكَ لهُ  بيانُ

لقد جئنا إلى الدُّنيا فُرادى
غُرورُ هواكَ  يتلوهُ  هوانُ

وعريانًا  أتيتَ  هُنا وليدًا
فلا ترجعْ  فقيرًا لا يُصانُ

وأَعمارٌ تمرُّ  فلن  تعودَ
وماتمضي الحياةُ فذا زمانُ

ويومًا ما سيصمتُ نبضُ قلبكْ
ويشهدُ جلدُك الفاني  تُدانُ

وساعاتٌ مضتْ هدرًا  أُفُولًا
كتابُكَ لن  يُغادرهُ  مكانُ

وداعي الموتَ يصْرخنا يُنادي
هلمّوا لي فقد حانَ  الأوانُ

حياةُ العُمرِ في مدّ ٍ  وجَزر ٍ
منَ المحتومِ  تُردينا  سنانُ

لبيبٌ أنتَ منْ أهلِ  العقولِ
تليقُ بهِ التّرائبُ والحسانُ

أتلهو عنْ  يقينكَ ذا  بلغوٍ
فدع لغوًا تحنُّ لكَ الجنانُ

وكبحُ النّفسِ إحدى المُنْجياتِ
وغدرُ النّفسِ ليس لهُ أمانُ

فهل جئنا إلى الدّنيا  ذئابًا !!
ونبعٌ في مشاعرنا  الحنانُ

أمَامُ النّاسِ تفْضحنا السّرائرْ
فيومئذٍ  فلا تُخفي  عَيَانُ 

وداعًا يا ذنوبي تُبْتُ منكِ
فِراري منكِ قلبٌ لا يُرانُ

صحائفهُ بياضٌ كالغمامِ
فقافلةُ الإيابِ لها  أوانُ

عزيزُ النّفسِ كم يأبى القذارةْ
عفيفُ الطُّهْرِ  طاعتهُ رِهانُ

يُراعي نظرةَ  الباري حياءً
يصونُ عهودَ خالقهِ  يُزانُ

لقد جاءتْ خطايانا وُفُودُ
ومنْ يَفِدُ الكريمَ فلا  يُهانُ

القصيدة بحر الوافر