السبت، 2 يوليو 2022

حكاية جرح

"  حكايةُ جُرح  " 

لا تفتحِ الجُرحَ إنّ الجُرحَ منفصمُ 
شطرٌ بهِ  لهبٌ  شطرٌ  غزاهُ  دمُ 

من أدمنَ الهجرَ لا تطلب مودّتَهُ 
شَحتُ المودّةِ فيهِ الذّلُّ والنّدمُ

لا تشتكِ الحالَ من ضعفٍ ولا حَزَنٍ 
كم شامتٍ فيكَ حالًا سوفَ يغتنمُ

فالصّبرُ  مكسبةٌ والبوحُ  مَنقصةٌ 
إنّ اللبيبَ  الذي  بالعقلِ  يَفتهِمُ 

دارِ الفؤادَ الذي في نبضِهِ وجعٌ 
لا تسكبِ الزّيتَ فوقَ النّارِ تَحتَطمُ

مثلَ اللهيبِ الذي في البحرِ مُشتعلٌ 
لا البحرُ  يُطفؤهُ  والغيثَ  يَلتهمُ 

لا يحرقُ  الجمرُ إلّا جسمَ حاضِنِهِ
لا يصرخُ  الآهَ  إلّا من  بهِ  ألمُ 

لا تظلمِ الجُرحَ إن هبّت مواجعُهُ
شكوى الكريمِ هوانٌ كُلّها ضرمُ

إدفن جروحكَ إنّ الجُرحَ مُرتهنٌ 
إن لم تبح  صُنتَهُ كالسّرّ ِ يُكتَتَمُ 

لا البوحُ يُشفيكَ من همّ ٍ ولا وجعٍ 
هوّن  مَصابًا  إذا ما ماتتِ  القِيَمُ 

هذا  الزّمانُ  الذي  أيّامُهُ  نكدٌ.
وحلٌ دوائرُهُ  إن دارتِ  التُّهمُ 

لا تَنكسر إن رماكَ الحاسدون دمًا 
كم ناجحٍ قد رماهُ  الحاقدُ العدمُ

لو أطبقَ  الفاهَ  لم تَسكُن  مآربُهُ
 غدرًا يسيرُ  كما الثّعبانِ  يَلتَهمُ 

حَصّن ضلوعَكَ عن عبءٍ يُباغتُها 
لو خابَ ظنٌّ بمن للوِدّ ِقد هدموا

إن حاكموا  مُهجةً لاذوا بِتَصفِيةٍ 
طعنًا ومن قسوةٍ جاروا وقد ظَلَموا 

يا قلبُ لا تبتئس من حاقدٍ بَرَقَت
أسنانُهُ   كِذبَةً  بالماءِ  تَصطَدِمُ 

فالصّبرُ لا صبرُ إن هُزّت مداركُهُ.
قولٌ وفعلٌ إذًا في وصفِهِ عَلَمُ

فالنّارُ   آكلةٌ   قلبًا   لشاعِلِها 
نحوَ  الإلهِ  فسر تَنجو  وتغتنمُ 

خيرُ اﻷمورِ التي من كان صاحبها 
في عِرضِهِ سالمٌ في فعلِهِ الشّيمُ 

لا شّرَّ  يدنو لهُ لا  حقدَ  يَقرَبُهُ
يخشى الإلهَ وإن قد نالهُ اللممُ 

يُحصي الذّنوبَ التي قد أورثت ندمًا
فالموتُ  مُدركُهُ  والرّوحُ  تُستلمُ

 تلكَ الضمائرُ لا رسمٌ  يُصوّرُها
 فاحذر ضميرًا إذا بالظّلمِ ينتقمُ

 إلّا الذي  همّهُ  مرضاةَ  خالقِهِ 
 أبشر  بهِ  رفقةً  بالرّوحِ ترتسمُ 

صافي الضّميرِ إذا حاكاكَ تعشقُهُ
ذاكَ الحليمُ الذي للغيظِ  يكتظمُ

أ.د. أحلام الحسن 
________________ 
ديوان ليالي الحُلم