الاثنين، 13 فبراير 2017

قضايا

قضايا .. الطّفولةُ المبتورة .. بقلم / د . أحلام الحسن الطفولة ذلك العنوان العريض الذي طالما سمعناه يتردد هنا وهناك ويحمل معه معانٍ للطّفولة نرسمها في واقعنا أو أذهاننا عن الأطفال .. فهم زهور حياتنا التي تفوح بشذاها حولنا .. وهم البسمة على شفاهنا والتي تنسينا متاعب الحياة .. وأحلامنا التي يسعى بعضنا لتحقيقها إيجابًا أو سلبًا .. الطّفلُ ذلك المخلوق البريء والعجينة اللينة التي يسهلُ تشكيلها .. والقلب النقي الخالي من الشوائب والذي يمكن حشوه بما يرغب به المشرفُ على تربية ذلك الطّفل .. تكلّم الكثيرون من الكتاب عن جمال مرحلة الطّفولة وما تطفي على المجتمع من بسمات شفاهم الصغيرة .. لكنّ للأسف كلّ تلك الأحلام والبسمات قد تبخرت أحرقتها عوامل غايات وغابات البشر ! في زمنِ الأنا الذاتية ، أو الأنا الطّائفية ، أو الأنا العنصرية ، أو الأنا السّياسية تغيّرت نظرة الكثير من البشر للطّفولة وخاصةً في المجتمع الثالث ( الدّول النّامية ) على خريطتنا العربية وبعض الدول الأسيوية .. وقد إمتهنَ الكثيرون في تلك الدّول صناعة الطّفل من جديد .. صناعة الطّفل : المنحرف سلوكًا وأخلاقا .. المنحرفُ فكرًا وعقيدة !!! إنّ العالمَ المتحضر في الدّول المتقدمة ترى بأنّ ثروتها البشرية تفوق قيمتها ثروتها المادية بدءًا من الطفولة وحتى الشباب والرجولة .. فكلا النقيضين الأول في الدول النامية والثاني في الدول المتقدمة يرى بأنّ الطفولة كنزٌ لابدّ من استثماره .. ولكن اختلفت النوايا مابين السّيئة التي تتاجر بالطفولة في الدول النامية وبين الذي النّوايا الطيبة في الدول المتقدمة التي ترعى الطفولة وتنشئ فيها روح الحبّ والألفة والتعاون كما في اليابان ولا تزرع في نفوسهم الحقد والغلّ وتسلبهم تلك المرحلة الوديعة من حياتهم .. وهنا تكون النتيجة متعاكسةً وتصنيع الإنسانَ الجيد والفعّال إيجابا لمجتمعه وللآخرين .. أو تصنيعَ المجرم الحاقد أو الإنسان الفاسد في مجتمعه ومجتمعات العالم .. وتصنيع الطّفل الضّائع الناقم على مجتمعه ! هناك مئات بل آلآف الجرائم المنتهكة في حقّ دول أطفال العالم الثالث وبما يسمى بالدول النامية .. فهناك ضحايا الجنس والمتاجرة بهم بناتًا أو صبيانًا دونما أدنى ضميرٍ أو خوفٍ من اللّه .. والبعض يمارس هذا تحت ظلّ مظلّة مسمياتٍ لجمعيةٍ ما ..أو مأوى بذريعة إيواء الأطفال المشردين .. وتتمّ عملية مسخ شخصياتهم تماما ! وهناك ضحايا حروب الشرق الأوسط فحدث ولا حرج تحتاج مئات المقالات لسرد جزءٍ ضئيلٍ منها على أيدي مجرمي العالم .. سواءً بالزّج بهم في الحروب وتدريبهم على ذلك .. أو مما يقع من دمارٍ على قرآهم وبلدانهم . وهناك حالات الإهمال الكثيرة والتي غالبا ما تكون تحت سن الثانية عشرة والعجب بأنّ أولى عتبات سلّم جرائم الإهمال بقصدٍ أو دون قصدٍ تأتي من المنزل وعلى يد الوالدين أو من يقوم مقامهما في تربية الطفل .. للأسف نرى الكثير من الأطفال يتعرضون لحالات الحريق أو السقوط أو الإختناق أو المرض بسبب إهمال الأسرة .. والعجب أنّ في دولنا النامية لا يعاقب القانون الأسرة على ذلك الإهمال الذي لحق بالطفل ويترك الجناة دونما عقاب !!! بينما نرى في الدول المتقدمة أحكامًا تختص بعقاب جرائم الإهمال وإن كانت عفوية .. فمتى يُطبق هذا القانون في بلداننا ؟! حوادث سيرٍ ووفاة أطفالٍ صغارٍ تحت إطارات السيارات ..تُركت أبواب المنازل مفتوحةً لهم ودون مراعاةٍ لهم ولسنهم الصغير الذي لا يدرك مخاطر الشوراع .. من المسئول في الدرجة الأولى وقبل السائق أليس الأهل وإهمالهم لطفلهم !!! وحالات أخرى كجرائم الخدم المتعددة والتي كثيرًا ما تفلتُ الخادمة من العقاب لعدم اكتشاف أمرها .. فهناك عملية حرق الأطفال وعملية قتلهم بطرقٍ مختلفةٍ وعمليه اغتصابهم أيضا .. وهناك من جرائم الخدم مالا تقع عليه إلاّ صدفةً من تغذية الطفل بمواد سامة وبصورةٍ تدريجية دون أن تكتشف الأمُ أو الأسرة ذلك .. وهناك جريمة غريبة وقعت وهي تربية الدود الناتج من اللحم النّيء وادخاله في أنف الطفل !! أمّا جرائم سوء التّربية الخاطئة واضطهاد الطفل وتعنيفه من قِبل أهله الجهلة فكثيرةٌ جدًا جدًا في الدول النامية في العالم الثالث وبحجة حسنِ تربيتهِ !!!!!!! وهذا النوع من التربية الخاطئة هو العامل الأول في هروب الأطفال وتشرّدهم ليكونوا لقمةً سائغةً في أفواه الأصناف التي تمّ ذكرها في بداية المقام .. أو سببًا لترك دراستهم والعمل الزهيد ولقمة العيش الزهيدة .. أو اختطافهم والمتاجرة بأعضاء أبدانهم لدى سماسرة الأعضاء البشرية . وسؤالٌ هنا أين حقوق الطفل على تلك الأسرة العنيفة ؟!! ومن سيقوم بتوجيهها فكريًا واخلاقيًا ودينيًا وإنسانيًا .. أوليست مسئولية المجتمع دولةً وفردًا مثقفًا واعيًا ! وما هو القانون الذي يعاقب هذه الأسرة إذا ما أصرت بعد التوجيهات والنصّح على مثل هذه الجرائم التربوية ؟! فما أكثر ضحايا الطّفولة المبتورة في عالمنا الثالث .. وما أقلّ طرق علاجها .