الثلاثاء، 21 فبراير 2017

الأدبُ في سطور بقلم : د. أحلام الحسن النقد الأدبي بين الفن والطّعن .. بالرجوع لعصر الجاهلية وما بعده من ظهور الإسلام وما تبعه فترة الدولة الأموية والعباسية والفاطمية لم تكن ظاهرة النقد الأدبي موجودة والأدب الأكثر شيوعًا ومازال هو الشّعر العروضي .. وقد ظهر في عصرنا الحالي النقد والتحليل وهو فنٌ من الفنون التابعة للأدب فلولا الأدب لما ظهر .. وقد أثبتت الدراسات النقدية جدارتها في إصلاح الضعف الأدبي لدى الأديب .. إلاّ أنّ هناك من النّقاد من يهدم كيان الأديب بكثرة تشريح النّص الأدبي والمبالغة في غربلته والتصغير من شأن صاحب النّص ( الأديب ) . وللنقد أسسٌ وقواعد وشروط يجب توفرها في الناقد والمحلل وأهمها : 1- الدراسة والموهبة الأكاديمية في مجال النقد . 2- الموهبة في ذات النّصوص المطروحة للنقد كالشعر العروضي والقصة بأنواعها والرواية والخاطرة والنثر .. وعلى الناقد بأن يكون مُلمًا بقواعد اللون الأدبي المراد نقده وبروائع الأدب العربي المعاصر ومدارسه . 3- الإلمام التام بالنحو والصرف . 4- أن تكون لديه المُكنة والخبرة في مجال النّص المراد نقده وإن لم يكن من أكاديمي النقد . 5- النزاهة والإنصاف التام وعدم التحيز والمحسوبية وفتل العضلات مع مراعاة عدم صناعة الإحباط لدي الكاتب . 6- إمتلاك الثقافة الإجتماعية والدينية ولباقة الحديث والطرح ليتمكن من إصلاح الفاسد في النّص وبصورةٍ لبقة . 7- القدرة على تحليل النّص واكتشاف خفاياه كالتورية وإيجابياته وسلبياته والتأني في قراءة النّص ولأكثر من مرةٍ قبل المبادرة بالتحليل والنقد . 8- إختيار الوقت الهادئ والمناسب للتحليل والنقد .. ولايغفل الناقد عن حالته النفسية أيضا بحيث يكون في حالته الطبيعية وليس في حالة الإنفعال . 9- عدم إضافة أيّة كلمةٍ على النّص والإلتزام بمفردات النّص ، والبحث عن جماليات النّص دون الإقتصار على عيوبه وتشكيك الكاتب في قدرته الأدبية وتثبيطه فلا يكون الناقد معولًا للهدم من خلال نقدٍ سقيمٍ يضرّ ولا ينفع . 10- البحث في النّص عن جمال اللغة كالبديعيات والمحسنات والإيقاع وإحداث الصّدمة لدى الكاتب من خلال نصّه .