الاثنين، 21 مارس 2016

رسالةٌ في العيد

القصيدة تحكي مأسأة الأمهات الثّواكل  في يوم عيد الأمّ .. عيد الأرض عيد الحياة . .

رسالةٌ في العيد / أحلام الحسن

أقبلْ
فليس على الأعياد ممتنعُ
ثمّ أكتب التّهاني
حروفًا أيّها المتصدّعُ
وارسم صور الوفاء تهنئةً
لشبابٍ .. لأطفالٍ
كم لبّوا النّداء وكم شُيّعوا
لستَ تدري وإن
ً  اجتهدتَ مجتهدًا
أيُّ التّهاني .. أيُّ الأماني
للقلوب هي تُسرعُ
وارسمْ ببطاقات التّهاني قلوبًا
في كُلّ قلبٍ
قبرُ شهيدٍ . . قبرُ طفلٍ
فيه هناك يضجعُ
.. وخذ دموع الثُكالى حبرا
واكتبْ قصيدًا لنا يُوجعُ
علّنا نستيقظ من سباتٍ
علّنا من خرسٍ نتكلمُ
يُشهدُ التّأريخ بالذي قد صنعوا !
أمّاهُ .. كفّي البكاء
لا تبكيني وجلًا ولا ندما
فأنا الشّهيد وأنا الفتى الورع
أمّاهُ إنْ أبى الدّهر لنا
إلاّ ظلمًا وقتلا
ألقاك غدًا
عند ضفاف الكوثر
.. تحتَ قدميكِ ونجتمعُ
سوف ألقاكِ أمّاهُ
أحتضنكِ وأقبّلُ محياكِ
فاحملي قميصيَ ممزقًا
من دمائي يقطرُ ويلمعُ
هيّا كفكفي البكاء أُمّي
ببسمة الأمل عند المليك
هاهو دمي دليلٌ
عند يديكِ دعيهِ يندفعُ
واطلبي حقّكِ من جبّارٍ
لا يُردُّ بأسهُ ولا يمتنعُ
أعلمُ كم بكيت وأنا مُغيّبٌ
وسْط السّجون أو تحت الثرى
لا تغفو لكِ عينٌ
في الليالي ولا تهجعُ
عانقي صورتي أمّاهُ
يوم العيد وأطفيء اللوعة
أكرميني برضاكِ
فالعينُ منّي لعفوكِ تطمعُ
أمّاهُ سأعودُ إليكِ
فلا لا لا تجزعي
سأعود لدفء صدركِ
بي حنينٌ كطفلٍ يرضعُ
واختي التي لم تنسني
يأبى حُسنُها التّزيين
عنه كم وكم يمتنعُ
سوف أرجع أُمازحها
وتمازحني
مثل طفلٍ مشاغبٍ لها
فيما تفعلُ وتصنعُ
.. وحبيتي معشوقتي ملاكي
التي تنتظرني
تدرينَ أنّي في العواصف
لستُ أخافُ ولا أفزعُ
معشوقتي بشوق
ٍ انتظريني سأعودُ إليكِ
احتضنكِ وتحتضنيني
سوف أعود لأصنعَ
أحلى القبلاتِ بشفتيكِ وأطبعُ