الخميس، 19 سبتمبر 2024

قصيدة البردة المحمدية

{{ البردةُ المحمّديّة }}

شعر/ أ.د. أحلام الحسن 

المستهل :  
" إنَّ الصّلاةَ على الحبيبِ مفازةٌ 
 صلّوا عليهِ وآلهِ كي نَهتدي" 

١- ألغَادِيَاتُ الرّائِحَاتُ تَجسّدِي 
  في مَقدِمِ المَأمُولِ هَيّا واسجُدِي

٢- صَلِّي عَليهِ وسَلّمي بِتَحيّةٍ 
    فيها المُرادُ وبالوَفاءِ تزوّدِي 

٣- هَل مِثلُ أحمَدَ بالغٌ في مَجدِهِ
     فَمُباركٌ ومُبارَكٌ بالمَولِدِ 

٤- هٰذا الرّبيعُ لقد أتى في بَهجَةٍ
    فَمُحَمّدٌ شَبَهٌ لهُ لم يُوجَدِ

٥- فَتَبَدّدَت سُحبُ السّماءِ وأشرَقَت
   شَمسُ النّبوّةِ بالبَهَاءِ السّرمَدِي 

٦- عَكَسَت على وجهِ السّمَاءِ سِمَاتُهُ
    كُلَّ المَرَايا بالجَمَالِ الأنضَدِ 

٧- وكَأنّهُ حُلُمٌ تَحَقّقَ فَجْأَةً 
   حتّى بَدَت تِلكَ المَجَرّةُ باليَدِ 

٨- مِن سَاجِدٍ ولسَاجِدٍ صُلبٌ لهُ
   في السّاجِدينَ تَقَلّبًا والأَمهُدِ 

٩- مِن ربّهِ وحيٌ ظَلِيلٌ وقعُهُ
    جِبرِيلُهُ قد شَدّ أزرَ المُجهَدِ 

١٠- ولِخَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامِ كَرَامَةً 
     يَا مَكّةَ اﻷخيَارِ قُومِي وانشُدِي 

١١- مَا أوسَمَ الوَجهَ المَليحَ لأحمَدٍ 
     كَالبَدرِ كَانَ كَمَالُهُ المُتَوَرّدِ

١٢- مَا أعظَمَ الإلهَامَ في قَسَمَاتِهِ 
   مِن نُورِهِ جَمَعَ الصّفَاءَ العَسجَدي

١٣- خَرَّ الوَلِيدُ بسَجدَةٍ ثُمّ استوَى 
     سُبحَانُهُ من مُكرِمٍ للسُّجّدِ

               ا *** ا

١٤- يَا نَفسُ إن شِئتِ الوَجَاهَةَ لاحِقًا
   عَهدًا إلى ربّ ِ السّماءِ فَجدّدِي 

١٥- بِكِتَابِهِ قَامَ النّبيُّ مُجاهِدًا
    مِسكُ الخِتَامِ نِزَولُهُ كَي نَقتَدِي
 
١٦- ذَاكَ الّذي ضَاءَ الوُجُودَ بَيَانُهُ 
   نَهجًا مِنَ الدّينِ القَوِيمِ لِنَهتَدَي

١٧- يُملِي على تِلكَ القُلوبِ هِدَايَةً 
    قُرآنُهُ فِيهِ الهُدَى والسُّؤدَدِ 

١٨- طَاهَ الّذي جَحَفَ الجَهُولُ مَقَامَهُ
      لا تَستَقِيمُ هِدَايةُ المُتَرَدّدِ

١٩- قُرآنُهُ بِبَلاغةٍ وفَصَاحَةٍ  
      إعجَازُهُ فيهِ هَوَانُ المُلحِدِ 

٢٠- مَولايَ هَب لنبيّنا الأجرَ الّذي
    واعَدتَهُ ومِنَ العَطَاءِ الأزوَدِ 

٢١- فَهُوَ البَشِيرُ ومَن سُوَاهُ مُبَشّرٌ 
     وهُوَ النّذِيرُ بِعَزمِهِ المُتَوَقّدِ 

٢٢- فَتَبَارَكَ الفُرقَانُ فِي تَنزِيلِهِ
      آيَاتُهُ فِي قَلبِهِ كالأَوتُدِ 

٢٣- يَا أيّها المُزّمّلُ الهَادِي الّذي 
       لِلعَالمِينَ بِهِ نَجَاةُ المُهتَدِي 

٢٤- أُهدِيتَ مِن فَوقِ السّمَاءِ مَفَازَةً 
      ورِسَالَةً لِلعَالَمِ المُتَشَرّدِ 

٢٥- أدّبتَ تِلكَ النّفسَ دُونَ فَظَاظَةٍ 
     فِي مَعشَرِ المَعبُودِ والمُستَعبَدِ 

٢٦- فِي هَيبَةِ الوَحيِ الّذي بِنِزُولِهِ
     عَهدُ البداوَةِ فِيهُمو أضحَى نَدِي

٢٧- بِتَدَثّرٍ وتَزَمّلٍ وتَصَبّرٍ 
    كَانت خَدِيجَةُ كالمِهَادِ الأوسَدِ 

٢٨- كَم أسفَرَت عن حُبّها كم أظهَرَت
      نِعمَ النّسَاءِ لِقَلبِهِ المُتَجَرّدِ

٢٩- فِي طُورِهِ فِي رِقّهِ لَهِدَايَةٌ 
  شَفَتِ العَليلَ منَ الضّلالِ الأرمَدِ      

٣٠-يَقتَاتُ من نَفَسِ النّبوّةِ عَزمَهَا 
   فِي كُلّ نَازلةٍ تَحُومُ وتَعتَدِي 

٣١- -لا تَستَطِيبُ عبادةٌ في أرضِهِا 
       صَنَمٌ عَقِيمٌ واقِفٌ بالمَسجِدِ 

٣٢- حَلّت بِأَرضِ النّاسِكَينِ رِحَالُهُ 
      وكَأنّهُ عَودُ الخَلِيلِ الأوطَدِ

٣٣- لِيُوَطّدَ الأركَانَ بَعدَ خُمُولِها
    ويُكسّرَ الأصنَامَ كَسرَ الأَوبَدِ

٣٤- فَالذّارِيَاتُ الحَامِلاتُ تَوَهّجَت
   والجَارِيَاتُ فَقَد غَدَت كالمَرصَدِ  

٣٥- مَا إن تَلَوتَ لِسُورَةٍ فِيها الهُدَى 
     حَتّى تَعُودَ لِمِثلِهَا كَي تَبتَدِي 

٣٦- تِلكَ الفَضِيلَةُ جُلّهَا قد خَصّصَت
      عِبءَ الرّسَالَةِ لِلمَقَامِ اﻷمجَدِ 

                  ا***ا 
٣٧- سُبحَانَ من أُسرَى بِهِ فِي لَيلَةٍ 
     وبِرِفقَةِ الرّوحِ الأمِينِ الأَجوَدِ 
    
٣٨- حتّى دَنَا مِعرَاجُهُ مُتَدَلّيًا 
   بَل قَابَ قوسَينِ استَوَى بتهجّدِ 

٣٩-صَلّى عليكَ اللٰهُ في مَلَكُوتِهِ 
    مَن لم يُطعكَ تَكبّرًا لم يَهتَدِ 

٤٠- يا عَاتِقًا هٰذي الرّقَابَ شَفَاعَةً 
     ألمُذنِبُونَ تَرَاهُمُ بالمَوعِدِ 
                     
٤١- تِلكَ الشّفَاعَةُ بالمَعَادِ مَقَامُهَا
    أنتَ الّذي لِلمُذنِبِ المُستَنجِدِ 

٤٢- أنتَ الشّفيعُ إذا تَزَلزَلَ مَوقِفٌ 
    ولِتُدرِكَ العَاصِي ومَن بالمَوقِدِ

٤٣- وَتَوَالَتِ الأصوَاتُ أينَ المُصطَفَى 
     فِي أمرِهِ نَيلُ المُنى والمَقَصَدِ  

٤٤- مَا عَادَ مِثلِيَ أن يَلُوذَ بِغَيرِهِ
    مَن لِلعَتِيقِ المُذنِبِ المُتَوَجّدِ 

٤٥- فَتَبَارَكَ الرّحمَانُ جَادَ عَطَاؤهُ
     لِلعَالَمِينَ ولِلجُفَاةِ العُنّدِ 

٤٦- يَا رُوحُ جُودِي بالسّكِينَةِ واخضَعِي 
   ودَعِي الوَسَاوِسَ كُلّهَا واستَنجِدِي 

٤٧- بِمُحَمّدٍ وبآلِهِ خَيرُ الوَرَى 
    بَعدَ الإلٰهِ الوَاحِدِ المُتَوَحّدِ

٤٨- من لي سُوَى سُفُنِ النّجاةِ عَزِيمَةً
      يَنَجُو مَصِيرُ الخَاسِرِ المُتَكَبّدِ 

٤٩- فَالنّفسُ لم تَرغَب بِغَيرِ هُوَاهُمُ
      وَالقَلبُ لا يَسلُو ودَونَ تَرَدّدِ 

٥٠- يَا سَاكِنًا رُوحِي ومَرفَأَ مُهجَتِي 
  هَب لي دُعاءَكَ سيّدِي هٰذِي يدِي 

٥١- يَا نَفسُ أوفِي بَيعَةً لِلمُصطَفَى 
    فِيها الوَفاءُ وبِالوَلاءِ تَقَيّدِي

٥٢- لا تَغفَلي عن وصلِهِ لو سَاعَةً 
     لا تَبهَضِي حَقًّا لَهُ لا تَعمَدِي

٥٣- وتَقَاسَمِي حُلوَ الحَيَاةِ ومُرّهَا 
      في حُبّهِ ولِآلِهِ فَتَوَافَدِي 

٥٤- ألخَاشِعُونَ الثّابِتُونَ بِصَبرِهِم 
     والصّادقُونَ بعَزمِهِم بالمَوعِدِ 

٥٥- كَاللُؤلُؤِ المَرصُوصِ في بُنيَانِهِ
     هُم هٰكذا قد آمنوا بالأَرشَدِ 

٥٦- ألرّاحِلُونَ إليهِ لا لم يَخسَرُوا 
     رَبِحُوا وقد نَالوا ثَبَاتَ المَورِدِ 

٥٧- وبِأَحمَدَ المَحمُودِ في أوصَافِهِ
      خُلقٌ عَظِيمٌ أُسوَةَ المُتَهجّدِ 

٥٨- يَا أُمّةَ التّوحِيدِ قومي وابصُمِي 
     عَشرًا عَلَى عَهدِ البَقَاءِ وجدّدِي

٥٩- لمُحمّدٍ ومَقَامِهِ ذاكَ الهُدَى 
     بالبَاقِياتِ الصّالحَاتِ تَزَوّدِي

٦٠- طَبعُ الكَرِيمِ إذا تَظَاهرَ عَيبُهُ
أن يَستَفِيقَ منَ السُّباتِ المُفسِدِ

٦١- شَغَفُ الفُؤادِ مِنَ الهَوَى لا يَنتَهِي 
     فَلتَلجُمِي ثَغرًا لَهُ باﻷَصفُدِ 

٦٢- بِشَكِيمَةِ التّهذِيبِ هَيّا عَاجِلي
    فِي دَفتَرٍ هٰذي الخَطَايَا قَيّدِي 

٦٣- واستغفِرِي ألفًا وألفًا فَوقَهَا
  لِمَكَارمِ الأخلاقِ هِبّي واصعَدِي 

٦٤- صُحفٌ إذا نُشِرَت تَبَعثَرَ أهلُها 
    وكَمَا السُّكَارَى بَعدَ نَومِ الرُّقّدِ 

٦٥- ثَوبُ الخَلاعَةِ والدّنَاءَةِ فاهجُرِي
     أبَدًا لهُ لا تَقرَبي لا تَرتَدِي 

 ٦٦- هٰذِي الحَقِيقَةُ كُلّها فَتَفَهّمِي 
       لا لا تَكُوني لُعبَةَ المُتَمَرّدِ

٦٧- بِتَصَاعُدٍ وتَمَزّقٍ وتَفَرّقٍ 
     كم فِرقَةٍ صَارَت بَنِارِ المَوقِدِ 

٦٨- لا تَجرَحِي قَلبَ النَّبيّ ِ بِغَفلَةٍ
     لا تُخجِلِي وجَهًا لَهُ فِي المَورِدِ

٦٩- جَمَعَ الهُمَومَ بَيَانُهُ ومِعَادُهُ
     مُنذُ البِدَايَةِ للنّهَايَةِ والغَدِ 

٧٠- أهدَاهُ رَبُّ العَالَمِينَ مَكَانةً 
    ويَعِيشُ زُهدَ عِبَادَةِ المُتَعَبّدِ 

٧١- فَالوَحيُ فِيهِ مُلَازِمٌ شَعّ الهُدَى 
    مِن مُرشِدٍ للرّاشِدِ المُستَرشِدِ 

 ٧٢- لا يَستَرِيحُ إلى الرُّقَادِ وَكُلّما 
     جَاءَ المَسَاءُ فَصَحوَةُ المُتَعَبّدِ 

٧٣- فِي لَيلِهِ ونَهَارِهِ فِي سَعيِهِ
    نَحوَ الرّسالَةِ لِلرّجَاءِ الأَبعَدِ 

٧٤- وَالفَضلُ وَالأخلَاقُ وَالذّكرُ الّذِي 
       مَنَحَ الحَيَاةَ لِقَلبِهِ المُتَهَجّدِ 

٧٥- لا يَنثَنِي عَن أمرِ خَالقِهِ إذا 
   هَاجَت نُفُوسٌ بالغَبَاءِ المُلحِدِ 

٧٦- يَتلُوهُ شَاهِدُهُ ومَن أَولَى بِهِ 
     بَينَ الجُفُونِ مَكَانُهُ كَالأَثمَدِ 
 
٧٧- خَسِأَ الّذي مَن قَالَ عَنهُ أبتَرًا 
     ذَاكَ الحَقُودُ بِغَيّهِ المُتَعَربِدِ

٧٨- أيَكُونُ ظَمآنًا يُكبّلُهُ الأسَى 
    ولَهُ يَنَابِيعُ الفُرَاتِ الأرفَدِ

٧٩- أعطَاهُ ربُّ العَرشِ خَيرَ عِبَادِهِ
     مِن أَطيَبِ النّسلِ البهِيّ ِالأَخلَدِ 

٨٠- لم تُنجِبِ الأصلَابُ بِنتًا كَوثَرًا 
     فإذا رضَت رَضِيَ الإلٰهُ بِسُؤدَدِ

٨١- وإذا مَشَت ضَاءَ الدُّجَى بضِيَائِهَا
     وكَأنّهَا بدرٌ مضى بالفَرقَدِ 
        
٨٢- فِي كُلّ ِ أُفقٍ نَجمُهَا مُتَشَعشِعٌ  
     مِن مَشرِقٍ ولِمَغرِبٍ بالأَبجَدِ 

٨٣- أَسبَاطُهُ بَينَ الشّبَابِ سَادَةٌ  
     وسَطَ الجِنَانِ وبِالمَكَانِ الأوتَدِ 

٨٤- نَرجُو الوُصُولَ إلَيهُمُ بِشَفَاعَةٍ
     في المَحشَرِ المُتَلَاطِمِ المُتَلَبّدِ  

٨٥- ولِزَينَبَ الكُبرَى عَظِيمُ مَكَانَةٍ 
      يَمّمتُ نَحوَ جَبِينِهَا في مَقصَدِي

٨٦- حتّى أَفُوزَ بنَظرَةٍ فِيها المُنَى 
   تَشفِي الفُؤادَ وبالسّلامَةِ أَهتَدِي
          
٨٧- لِلمُصطَفَى أهدِي الوِدَادَ كُلّهُ
  يَالَيتَ نَفسِي في هَوَاهُم تَفتَدِي

٨٨- عُمرِي وجِسمِيَ فِي المُرَادِ لكَم بُلِي
      لا خُنتُ يَومًا عَهدِيَ المُتَعَهّدِ

٨٩- لَو كَانَ حَالِيَ في جِوَارِ دِيارِكُم  
       لَلَزَمتُكم دُونَ الفِرَاقِ المُجهِدِ 

٩٠- يَا زَائِرًا قَبرَ النَّبيّ ِ المُصطَفَى 
   قُم وارتَجِل نَحوَ البَقِيعِ المُبعَدِ 

٩١- إِقرَأ على طَاهَ السّلَامَ وقُل لَهُ 
     شَغَفِي إِليهِم لَم يَزَل هَوَ مُجهِدِي 
      
٩٢- يَا دَوحَةَ الأَقمَارِ قُومِي وانعَمِي
        بِمُحَمّدٍ وبِآلِهِ فَتَجَدّدَي 

٩٣- لَولَاهُ لَم نَعرِف سَبِيلًا لِلهُدَى 
      لَولَاهُ كُنّا كَالطُّفَيلِ الأَبلَدِ 

٩٤- أَكرِم بِهِ مُستغفِرًا لِذِنُوبِنَا
  طَمَعَي إلى طِيبِ الدّعَاءِ الأَحمَدِي                                              

٩٥- يمّمتُ نَحوَكَ طُلبتي يَا سيّدي
      عَتَبُ الفُؤادِ يَلُومُنِي وتَوَجُّدِي 
 
٩٧- من لي سوَاكََ لربَهِ متوَجّها
      لشفاءِ مُعضلةٍ سَعَت لِتَصيّدي

٩٨- لم تتركِ الجسمَ العليلَ لشأنِهِ
     أضنَت مقامَ نَوَافلي وتَعَبّدي 

٩٩- ذِكرُ الصّلاة عليكَ حينَ تمامها
      نورٌ يَشعُّ ضياؤهُ كالفرقدِ 

١٠٠ - فتسابقَت أفوَاهُنا ونفُوسُنا 
       ترجو نَجاةَ البعثِ والمُتَمَدّدِ 

١٠١- فتزوّدوا بِذكرِها وتودّدوا 
      صلّوا عليهِ وسلّموا للموردِ
ا__________________________
٢٥ - في مَعشَرِ المَعبُودِ والمُستَعبَدِ : زمنَ الجاهلية والرّقّ ِ والعبودية .
٣٢- النّاسِكَينِ : إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما سلام الله .
٥٥- الأرشَد : رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله الطاهرين.
٧١- مِن مُرشِدٍ للرّاشِدِ المُستَرشِدِ :
من مُرشِدٍ : المعني بها جبريل عليه السلام .
للرّاشِدِ المُسترشِدِ : المعني بها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله الأطهار.
٨٢- بالأبجَدِ : حروف الهجاء وفي ذلك إشارة لنسل فاطمة الزهراء عليها السلام المتكاثر والمتعدد اﻷسماء .
٨٣- إليهمُ : إشباع إليهمو .

ا====================

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2024

مخاطبة الرأس

5- " مخاطبة الرّأس "

 أنا العبّاسُ لو تدري
شديدُ البأسِ والفعلِ 

كؤوسُ الموتِ في كفي 
سأسقيكم  وبالعدلِ

فسيفي باتَ في شَوق ٍ
لصَدرِ  الباغي ِ النّذلِ

 وهٰذي  لامتي  تأبى 
سيوفَ الحقدِ والغلّ ِ

 وإن عادوا سأفنيهم 
فسل عنّي وعن أصلي 

فدا سيفي وذا رُمحي 
أصيبُ اليومَ مَن حولي

 فلا أنتم  مِنَ  الدّرِ
 ولا أنتم مِنَ الرّملِ

 تفاخرتم   بأسيادٍ 
مقامُ الدّمنِ في الوَحلِ

  تَنافرتم  تَراجعتم
كما الجُرذانِ مِن فِعلي

 فلم أجزع ولم أهرب 
 عن السّيفِ إلى الظلّ ِ

 ترى الفُرسانَ في فرّ ٍ
وعن سيفي كما الطّفلِ 

 جيوشُ القومِ قد فرّوا
  عليٌّ ذا  أمِ الشّبلِ  ؟!! 

  عليٌّ  جاءَ  من فورٍ 
  يَجُرُّ  السّيفَ للقتلِ 

  تشاورتم   تحيّرتم 
  كأنّ الشُّربَ مِن مُهلِ 

 فصوتُ جَمعُكم يُصدي 
 فمن هٰذا  على الخَيلِ !؟

  عليٌّ  ذاكَ أم  ماذا ؟! 
  كمثلِ  المثلِ  بالمثلِ 

  فكم مِن  غادر ٍ أمسى 
  لأهلِ  البيتِ  بالغلّ ِ

أفيدوا قومكم أنّي 
لدي الموتُ في رحلي  

 لئن شِئتُم قتالًا  لي  
على الرّحبِ إلى الثّكلِ

ترونَ  اليومَ  أجسادًا 
بها النّسفُ كما العِجلِ
 
  لنا النّصرُ إذا شَحّت 
 صُفُوفُ الغَدرِ والأُكلِ

أنا العبّاسُ مِن حَيدر 
 أنا  فردٌ  عنِ  الكُلّ ِ

 أتَيتُ الحَربَ عطشانًا 
  ولم أُدبر عنِ الحِملِ

حَملتُ الرّاية العظمى 
بصولاتٍ على الجهلِ

جديدُ القومِ في ريبٍ 
 ودونَ العلمِ بالأصلِ 

  تراقصتُم  تَمايلتُم
 وكَم دُقََ على الطّبلِ 

 بشَامُ الظُّلمِ قد سِرتم  
 بِطَمسِ الحقّ ِ والقولِ 

  فهذا  القتلُ  أحياني
على الأزمان مَن مِثلي

ولولا السّهمُ في عيني 
  لما طلتم  شَفا  نِعلي

  لئن رُدّت ليَ الرّوحُ 
  رميتُ القومَ بالنّصلِ 
ا=================
أ.د. أحلام الحسن 
ا  2-9-2024