الثلاثاء، 3 سبتمبر 2024

مخاطبة الرأس

5- " مخاطبة الرّأس "

 أنا العبّاسُ لو تدري
شديدُ البأسِ والفعلِ 

كؤوسُ الموتِ في كفي 
سأسقيكم  وبالعدلِ

فسيفي باتَ في شَوق ٍ
لصَدرِ  الباغي ِ النّذلِ

 وهٰذي  لامتي  تأبى 
سيوفَ الحقدِ والغلّ ِ

 وإن عادوا سأفنيهم 
فسل عنّي وعن أصلي 

فدا سيفي وذا رُمحي 
أصيبُ اليومَ مَن حولي

 فلا أنتم  مِنَ  الدّرِ
 ولا أنتم مِنَ الرّملِ

 تفاخرتم   بأسيادٍ 
مقامُ الدّمنِ في الوَحلِ

  تَنافرتم  تَراجعتم
كما الجُرذانِ مِن فِعلي

 فلم أجزع ولم أهرب 
 عن السّيفِ إلى الظلّ ِ

 ترى الفُرسانَ في فرّ ٍ
وعن سيفي كما الطّفلِ 

 جيوشُ القومِ قد فرّوا
  عليٌّ ذا  أمِ الشّبلِ  ؟!! 

  عليٌّ  جاءَ  من فورٍ 
  يَجُرُّ  السّيفَ للقتلِ 

  تشاورتم   تحيّرتم 
  كأنّ الشُّربَ مِن مُهلِ 

 فصوتُ جَمعُكم يُصدي 
 فمن هٰذا  على الخَيلِ !؟

  عليٌّ  ذاكَ أم  ماذا ؟! 
  كمثلِ  المثلِ  بالمثلِ 

  فكم مِن  غادر ٍ أمسى 
  لأهلِ  البيتِ  بالغلّ ِ

أفيدوا قومكم أنّي 
لدي الموتُ في رحلي  

 لئن شِئتُم قتالًا  لي  
على الرّحبِ إلى الثّكلِ

ترونَ  اليومَ  أجسادًا 
بها النّسفُ كما العِجلِ
 
  لنا النّصرُ إذا شَحّت 
 صُفُوفُ الغَدرِ والأُكلِ

أنا العبّاسُ مِن حَيدر 
 أنا  فردٌ  عنِ  الكُلّ ِ

 أتَيتُ الحَربَ عطشانًا 
  ولم أُدبر عنِ الحِملِ

حَملتُ الرّاية العظمى 
بصولاتٍ على الجهلِ

جديدُ القومِ في ريبٍ 
 ودونَ العلمِ بالأصلِ 

  تراقصتُم  تَمايلتُم
 وكَم دُقََ على الطّبلِ 

 بشَامُ الظُّلمِ قد سِرتم  
 بِطَمسِ الحقّ ِ والقولِ 

  فهذا  القتلُ  أحياني
على الأزمان مَن مِثلي

ولولا السّهمُ في عيني 
  لما طلتم  شَفا  نِعلي

  لئن رُدّت ليَ الرّوحُ 
  رميتُ القومَ بالنّصلِ 
ا=================
أ.د. أحلام الحسن 
ا  2-9-2024