السبت، 23 أبريل 2016

لحظة تأمل ..

لحظة تأمّل / أ. أحلام الحسن - باحث دكتوراة .

السلوكُ التنظيمي ..
إنّ  السّلوك التنظيمي لحياة الإنسان والمجتمع  يقوم على أنظمة سلوكيات مختلفة ومتبايبنة ، وأعمدته ثلاثية الإعتماد الفرد ..المجتمع .. المنظمة ، وعندما نقول منظمة يعني كلّ كيانٍ مؤلفٍ من أفرادٍ ، أو جماعات يؤدي أعمالاّ ما يسمى منظمة ، سواء متظمة أسريّة ، أو تجارية أو ثقافية أو تعليمية أو غيرها .
وبناءً على هذا الأساس يكون لهذه المنظمة أو تلك تنظيمٌ يقوم على وظائف الأفراد في هذه المنظمة .
ومن أجل نجاح هذه المنظمات لابدّ من السلوك التنظيمي لتسيير دفّة هذه المنظمة بإتقانٍ يُعطي مردوداته الإيجابية في محيط الأسرة ، أو محيط العمل ،  أو محيط المجتمع بصور الحياة المتعددة ، على مستوى الفرد والجماعة ..
لو سألنا أنفسنا ماهو السّلوك التّنظيمي ؟
السّلوك التّنظيمي هو علمٌ يُركّزُ على ممارسات وأخلاقيات وسلوك الفرد في مجتمعه ، أو في متظمته ، وهو علمٌ له أهميةٌ كبرى في توجيه سلوك الفرد من خلال معالجة المشكلة التي تعترض هذا الفرد ومنها تنطلق للمجتمع أو المنظمة أو الأسرة .
فوجود فردٍ في اإحدى تلك المنظمات يثبر المشاكل فيها بالتفعيل بإثارة المشاكل  أو بعدم التفعيل بإهمال الواجب والعمل الذي يقع عليه  .. إنّ مهمة السّلوك التنظيمي هو إصلاح هذا الفرد والبحث عن سبب المشكلة فيه وإيجاد الحلّ المناسب لها دون التّوبيخ والزجر والعنف وإلاّ فشلتْ هذه المعالجة بردّة فعلٍ لا يُحمد عقباها .
قبل أيّ توجيهٍ علينا دراسة سلوك الفرد المحتاج للتوجيه فثمّة طرقٍ مختلفةٍ في أسلوب التوجيه فما ينجح مع فرد قد لا يلاقي النجاح مع فردٍ آخر وإن كانت المشكلة ذات المشكلة .
إنّ علم السّلوك التنظيمي يأتي لمعالجة القضايا بين مؤثرٍ ومتأثرٍ بالمؤثر ودراسة لما في ذهن ذاك الفرد من أخلاقياتٍ وأفكار لضمان معالجة الإعوجاج الكامن فيه ، فلا يُصلح المعوجُ معوجا آخر .. وعليه فإنّ من تقع عليه مهمة التوجيه والمعالجة لابدّ من تمتعه بفطنةٍ ومهارة ٍ وفنٍ في الكلام وطريقة التّوجيه وإيجاد التفسير المناسب للمشكلة ودوافعها وأسبابها لمعرفة الحلّ الآمثل لها وتحقق المعالجة المطلوبة .