الأربعاء، 29 يناير 2020

ليلُ الرحيل

ليلُ الرّحيل

  هذا الفراقُ الذي قد هدّ لي بدني
  من غَيرُ فاطمةٍ  للقلبِ والسّكنِ

  من بعدها أظلمتْ أطلالُنا كبدًا
  غادرتُها مُرغمًا والعمرُ غادرني

صابَ الرّدى بضعةً واللهُ مُرشِدُهُ
ياليتَهُ صابني من ساعةِ الحَزَنِ

يا زهرةً لم تغب ذكراكِ عن مُقلي
أنتِ الضّلوعُ التي في السّرّ ِ والعلنِ

أنتِ الحياةُ التي قد غادرت جسدي
  قد صُرتُ كالميّتِ المقبورِ  بالغَبَنِ

  ياليتَهُ كفنًا  قد ضمّها  ومضت
  أيّامُهُ معها في لحظةِ  الكفنِ

  للهِ من رحلتْ دوني ولم ترني
  كيف الزّمانُ الذي من غدرِهِ مِحَنِي 

  تلكَ الجراحُ ومن نَزفِ الفؤادِ دمي
   أيُّ احتضارٍ على مَوتِي  يُنازعُني

  زهراءُ ليس لها بالكونِ من شبهٍ
  هذا الكرى  ليلُهُ يجفو ويهجرُني

  مُدّت أناملُهُ  خمشًا  تُداهمُني
  والنّبضُ بي مِنبرٌ في روضةِ المحنِ

أبكي المقامَ الذي في جُلّهِ كمدٌ
  دمعًا على مَدمعٍ ، آهٌ تُهدهدُني

  لم يبقَ في صدريَ الموجوع من فَرَحٍ
  يا مُهجةً أيقظتْ فجرًا منَ الدُّجنِ

  قد رَفرَفَت لوعةٌ بالقيدِ  آسرةً
  دكّت حُصُونًا وما كانت تُدكدِكُني

   قلبي به وجَعٌ لا يكتفي وطرًا
  في كلّ ناحيةٍ  تحدو منَ الزّمنِ

  هيهاتَ أن ينسلي الماضي يُلاحقُهُ
  عن طيفُكِ الأزهري دومًا يُحدّثُني

  آهاتكِ استعمَرَتْ قلبي تُمزّقُهُ
  والرّوحُ قد أبرَمَت عهدًا يُلازمُني

  يا ومضةً  لألأَتْ أركانَ  مِئذَنَتي
  قِدّيسةٌ كوثرُ الرّحمانِ  والمِنَنِ

  فلتقبلي فاطمٌ  ودًّا  أجولُ بهِ
من حيدرٍ جُلُّهُ شَرعًا منَ الشّجنِ

  قد قادني ريعُهُ نحوَ الودادِ إذا
  حانَ اللقاءُ الذي في جَنّةِ العَدَنِ

د . أحلام الحسن

ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء