السبت، 18 أبريل 2020

قصائد أحلام الحسن

القصيدة تحكي عن تشتت الشمل الذي أحدثته الأزمة الصحية "كورونا" وبالتحديد عن المعاناة النفسية التي يعاني منها الأطفال بسبب الخوف الذي يعيشونه وبسبب عدم أشباعهم بالحب والإحتضان كالسابق بسبب الخوف عليهم .. آلمني الوضع جدا فكتبت هذه القصيدة نسأل الله الفرج العاجل

شملٌ في مهبِ الرّيح
شعر/ أ.د أحلام الحسن

وقفت والحزنُ بعينيها
تتفكّرُ في حالٍ مغمومْ

وبِوَجهٍ  كالأقمارِ  بدت
من حُزنٍ مثل ركامِ غيومْ

ماعادت أفوَاهٌ تضحكْ
وبصمتٍ من دمعٍ وهمومْ

من صمتٍ لم تنطق حرفًا
في بَحثٍ عن ودّ ٍ مكظومْ
  
فالصّبرُ عليها لم يألف
تسْتشْفي عن أمرٍ مقلوبْ

عن شملٍ يبدو مبتورًا
عن وصلٍ يبدو كالمثقوبْ

ما بالُ النّاسِ كما الصّرعى
والكلّ على عجلٍ مَرعُوبْ

مابالُ الجمْعِ وقد  شُتّتْ
ولقاءُ الأهلِ كما المنكوبْ

فيُباعدُهم  ويُباعدُنا
ويُقطّعُ  شملًا كالعنقودْ

في عينيها مرسالٌ لي
في عينيها عتبٌ وورودْ

أبقِي من كان يُعاهدُني
حُبًّا ووصالًا لي موعودْ

يبست أطرافي لا أدري
فلديها عندي صكّ عُهودْ

وبُعادي  كان  يُخالفُهُ
بعواصفَ تَصعَقُني فأكونْ

وكأنّ  الموتَ  يُغازلني
بسهامٍ  تُفتّقُني بجنونْ

يرميني عنكِ يُباعدُني
فيمزّقني وتخيبُ ظنونْ

مثل الإعصارِ رمى كَبِدِي
  فيُعانقُني وكما المسجون

فجفاكِ اليومَ سيُهلُكُني
قد لازمني  ليلًا ونهارْ

هل ماتَ الحبُّ أجيبيني
هل طارَ الشّوقُ مع التّيّارْ

لمَ يَبعُدُ عَمْدًا عن دربي
أم لم يعرف عهدًا وقرارْ

ماطارَ هَوَاكِ  أيا عمري
ماكان بهِ ذرّاتُ غبارْ

إنّي في قيدٍ أرّقني            
يا أحلامَ القلبِ الملهوفْ

في العينِ كلامٌ تَكتُمُهُ
مرصوصٌ كالماسِ المصفوفْ

لغةٌ لن يُجدي فَهرسُها                                   
عُذرًا لفؤادٍ كان شغوفْ

تاريخٌ أنتِ من الماضي                                     
إنّي لولاكِ غبارَ رفوفْ
 
خطواتي قد خارت منّي
جمدت قدمايَ ودون دروبْ

بلهاءُ عقاربُ بَوصلتي
عُذرًا مَنَعَتني ريحُ هبوبْ

لو بات عناقي مرهونًا
بمساميرِ الفزعِ المعطوبْ

إن كان ودادي مَخفيًّا
فالشّمسُ أصيلٌ قبلَ غروبْ

فتجرّعتُ الصّبرَ العلقمْ
ورضِيتُ بعادًا لي مزعومْ !

وكَتَمتُ عذابي في صدري
وبنارِ الشّوقِ أنا المضرومْ

ويدورُ شريطٌ يَلسعُني
وكأنّي من ماءٍ محرومْ

هل عندكِ شكٌّ في حُبّي
فلقد أبدو بهواكٓ ظلومْ

صفحاتٌ من رُعبٍ قادمْ
وضَعتْ أقفالَ الصُّلبِ قيودْ

كلماتي في سجنٍ زُجّت
بِفَمِي وكما الحبلِ المعقودْ

أأقولُ وكُلّي في ولهٍ
لبّيكِ تعالي دون حدود ْ

أم كوني في بُعدٍ قاسٍ
قد خفتُ عليكِ منَ الموجود

ضاقت أنفاسي في صدري
ما عادت تُعطي بعضَ هوَاءْ

أنتِ الأنفاسُ ألم تدري
فعلى رئتي جُودي بهوَاءْ

قد صرتُ بلا طَعمٍ يُطعمْ
وبلا صوتٍ وبلا أصداءْ

أبوابُ مساجدنا صُكّت
والقومُ سُكارى دون دواءْ

وأذانٌ  يَفجعُ  مآذنَنا
صلّوا ببيوتكمو إفرادْ

والنّاسُ كما العهنِ المنفوشْ
واهتدّت بالنّاس الأوتادْ

سأعودُ إليكِ أيا زينبْ
بحنانٍ من دِفءِ الأكبادْ

سألتني عيناها عهدًا
والعهدُ يُصانُ كما الأولادْ

فوعُودي لا لن أُخلفَها
يا طيفَ الرّوحِ من الأحبابْ

فتعالي ندعو خَالقَنا
فالعبدُ الدّاعي سوفَ يُجابْ

سأعودُ إليكِ فلا تخشي
فخُذي بيدي من خَلفِ البابْ

سأعودُ إليكِ وإن باتت
ساعاتُ حياتي دون حسابْ

أ.د. أحلام الحسن
14 أبريل 2020

ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء
بحر المتدارك

ُ