الأربعاء، 11 يناير 2017

رسالةٌ دون حروف

رسالةٌ دون حروف ..

سأكتب لك رسالةً تخلو من الحروف
تخلو من الكلمات .. تخلومن  اللغات
بدون نقاطٍ أو حركات
فحروف الدنيا لا تسعها
لا تسعُ ترادفاتها وسكناتها وهفواتها
ولا تسع خوفها من مطبّات الطريق
قد تشتاقها وتحنُّ إليها
وقد تغضب منّي لأنّي لم أقلها
لم أتلفظ بها
رغم حنينك إليها وحنيني
كانت لا تعرف فارسًا لها
إلاّ في الخيال ..
رغم ماكتبتُ والذي قيل وقال
ودون أدنى محاولةٍ للبحث عنه
كان حُلمًا يستحيلُ المنال
حلمًا رغم محاولات الفرسان
ليس بينهم جميعا ذاك الفارس
حتى استحال وجودهُ استحال
ليس بينهم من يعي مابي
من يعرف مابي !
من يعرفُ أنّ فارسي مغيّبٌ
أم لم يُخلقهُ ربّي  !
فلا أدري                                                              
أيُّ الرّجال أنت .. لم تك بينهم
فمن أين جئت لتغزو معسكرًا
هابته فوارس الرّجال وتخاذلت عنه
بعد أن يئست المنال
من أين جئتَ أيّها الفارسُ ؟!!
هل وجدتك حقًّا !!
أم أنّك ضربٌ من الخيال
وما أنت إلّا مثل كلّ الرّجال
هل إلتقيتُ بك حقًّا !!
هل عرفتك حقًّا !!
لعلي أحلُم
سأتريث حتّى أستيقظ من سباتي
لعلكَ فارسًا تداعب منامي
خلف وساداتي
عاتبتك سنواتٍ في أحلامي
في قصائدي في انفعالاتي
لقد تأخرتَ عنّي كثيرا
اشتقتك .. خاصمتك .. عاندتك
لعدم وجودك بجانبي
وحنّتْ إليك نظراتي
وأرسلتُ لك من الرسائل عشرات
وطبعتُ فوقها ابتساماتي قبلات
لكنك لم تقرأها !
لم تردّ عليها !
هل كنت تبحث فيها عن حروف
رسائلي كلّها دون حروف
إن كنت فارس أحلامي
ستقرأ الصفحة بيضاء
وتعرف كلماتي
وتعرف حتى الآه
وتعرف بصمتي والإمضاء
وستبصمُ أنت عليها عشرًا
بحروفك المجنونة
هيهات منّي الفرار
ياجميلتي ألف هيهات