الخميس، 8 يونيو 2017

في رثاء الجدة الحبيبة

في رثاء الجدّةُ الحبيبة / د . أحلام الحسن

دموعُ العينِ كم تأسى عيونًا
لكم أبكتْ وكم عشقتْ سكيبا

فذا رمضانُ يحكي من جديدٍ
يُحدّثُ عن مزاياها خطيبا

جميلُ الخُلقِ يجحدهُ حقودٌ
أيا  دفئًا  يُداوينا  طبيبا

أيا عينًا  فما زالتْ  حنانًا
يشعُّ بنا ويرعانا  رقيبا

يخافُ عليَّ من وجدٍ ويخشى
أيا حُبًّا  فقدناهُ صوِيبا

تصافت من دعاكِ لنا قلوبٌ
فما كانت لأن تصفوا مهيبا

أيا قلبًا لكم يدعو مرارًا
لربِّ الكونِ يُنجينا حسيبا

فلولا ذاك ما سرنا طريقًا
وما كنّا  لنُفلحَ أو  نُصِيبَ

أراكِ هنا حنانًا لم يزل بي
يُعانقني  يُلملمني  قريبا

بأطفالي أرى تلك المزايا
شفاهٌ منكِ كم رسمت دبيبا

أيا حضًنا لكم  نهفو إليهِ
وحلمًا نقتدي فيهِ  لبيبا

سلي قلبي فهل يجفو فؤادي
وعن ذكراكِ لا يلهو رتيبا

وحولَ القبرِ كم صُفّت سجايا
تُخلّدُ من شمائلكِ نصيبا

خُذي منّي أيا أمًّا تسامتْ
عهودًا ما بقيتُ فلن تخيبَ

إذا كشفتْ زوايا الرّوحِ همًّا
فذاك الشّوقُ أدماها نحيبا

لئن درستْ قبورٌ بالمعاني
فقبركِ في ضلوعي لن يغيبا

إذا ما مُتُّ سُوّينا  بلَحدٍ
شبابًا نبضُ قلبي أو مشيبا

6/7/ 2017