الجمعة، 20 يوليو 2018

زوالٌ محتم

زوالٌ محتم .. د. أحلام الحسن

يا نفسُ قومي واجمعي للقائهِ
نورَ الجبينِ كذا اليمينِ يُشعشعُ

هذي النّفوسُ إلى زوالٍ محتمٍ
ولموعدٍ يومَ الورودِ تُشيّعُ

لا تتركي الأيّامَ تمضي واحذري
يومًا ستشهدُ أرجلٌ تتصدّعُ

قد أهلكَ الماضينَ ما قد أجرموا
كلّ الخطايا سُجّلت وتَضَعضعوا

يا واهنًا في دينهِ قم واستتب
قبل الضّياعِ وقبل دعني أرجعُ

ولتوبةٍ لُمّ الشّعاثَ وما بقى
من خلفِ أستارِ البرايا تَخضعُ

يأتي القضاءُ ونحن في شهواتنا
بخلاعةٍ  ودناءةٍ  نستمتعُ

نرمي العبادَ دواهيًا لم نرتدع
وعيوننا خلفَ الخلائقِ  تتبعُ

فتنًا نشيعُ وبالنّفوسِ خباثةٌ
ألعيبُ فينا  أُسّهُ  يترعرعُ 

بنميمةٍ  وذميمةٍ  تحلو لهُ
فاهٌ  ترجّلَ كذبةً أم ضفدعُ !

فحسابُهُ يومَ  المآبِ مُقيّدٌ
حقٌّ إلى المظلومِ لا يتزعزعُ

تُحصى الظُّلاماتُ التي أعدادُها
بلغت ألوفًا في الخلائقِ تُجمعُ

عمرٌ سيأتي لاحقًا فاعدد لهُ
تفنى المناصبُ كلّها لا تنفعُ

عطشٌ وجوعٌ كم يطولُ وقوفُهُ
كم وقفةٍ  كم رهبةٍ  لا تُدفعُ

لا المُلكُ ينفعها ولا عرشٌ لها
يُؤتى الكتابُ وكلّ نفسٍ تفزعُ

ناجيتُهُ  وسألتُهُ  مستوثقًا
ولعفوِهِ مستجديًا  أتضرّعُ

في عدلِهِ لطفٌ فكيف أعيفُهُ  !
إنّي ببابٍ جودُهُ  لا يُمنعُ

ألباسطُ الوهّابُ في عليائهِ
من غيرِهِ شأني الحقيرُ سيَطمعُ

من غيرهِ الكافي الودودُ لجاهلٍ
ألمالُكُ  الغفّارُ  والمُترفّعُ

عن نارِهِ أرجو  نجاةَ جوارحي
وأحبّةً  للقلبِ ذاكَ  المطمعُ 

يامن لهُ عنت الوجوهُ وسبّحت
مولايَ تعلمُ  أنّني أتوجّعُ
ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء

بحرُ الكامل
المُترفّعُ : المترفّعُ عن مجانسة مخلوقاته