الأربعاء، 17 أبريل 2019

قصائد د. أحلام الحسن

شكايةُ رَحِم ..

قتلُ السّيُوفِ عظيمُهُ ما أجرَمُوا
جاروا بنكرانِ الجميلِ استحكموا

مثلُ القتيلِ لشأنِهِ قد مزّقوا
لم يعرفوا أنّ الكلامَ سيهدمُ

تلك الصّروح وكظمُ غيظٍ مثلهُ
ولكلّ صبرٍ حدّهُ ويُحجّمُ

جرحُ السّهامِ دواؤهُ قد يُشترى
جرحُ الكلامِ منَ القريبِ يُسمّمُ

ماكان أقسى في المواقفِ نَزعةً
خذلانُ من عند الشّدائدِ  يَهزمُ

ما إن رمانا الدّهرُ من أوجاعِهِ
حتّى استوَت أحجارُ قومٍ قُزّمُ

تَرمي الجروحَ النّازفاتِ تشفّيًا
كلّ الضّمائرِ صَمتُها يتكلّمُ !

مافي الضّميرِ فلا خفتْ فلتاتُهُ
ومِنَ المواقفِ شاهدٌ كم يَرسمُ

لا تقذفوا القلبَ الوجيعَ تمرّدًا
فلكم سقاكم ودَّهُ كي تنعموا

تركوا الضّلوعَ كسيرةً واستَفردوا
ذاك الجريح لطعنهِ قد أبرَمُوا

خَسِأَت نفوسٌ لم تزل أذيالُها 
مثل الخفافيشِ الخفاءَ استظلموا

عقلًا لهم  لمَ أبدلوهُ ضلالةً !
عند الحسابِ عقابُ نارٍ تُضرمُ

يا بائعًا رحمًا لأجلِ المالِ قد
ضَيّعتَهُ عُمِيَت عيونٌ تُخّمُ

تمضي إذا مُكّنتَ من غير الهدى
مُتباهيًا  مُتعاليًا  تتقدّمُ

ونسيتَ أنّك كنتَ أعفنَ نُطفةٍ
وبحفيرةٍ  مُحدَوبَةٍ  ستُحطّمُ

رُحمٌ ومن أسمائِهِ الحُسنى بدت
من رحمةِ الرّحمانِ قال المُنعمُ

ومنَ الضّلالِ قطيعةُ الرُّحمِ التي
تعلو  مقامًا  عندهُ  تتكلّمُ

أللّهُ  ألزَمَ  عَبدَهُ  بعهودها
من صالحِ الأعمالِ فيها المَحرَمُ

ياويلتاهُ إذا شكت رحمٌ لهم
عُقبًا يَرى الوِلدَ الذي  يَتَهَجّمُ

نفسٌ عَتَت بُخلًا ومالاً أجمَعَت
ذاكَ النّفاقُ خليلُها هُو يَحكُمُ

وبعينِ حقدٍ للقريبِ ورزقِهِ
حتّى الكفافَ تُريدُهُ لو تَغنَمُ !؟

رحمٌ لبارئها شكت وَتَهَضّمَت
فهوَ العظيمُ العادلُ المَتَحَكّمُ

لا لن تخيبَ ظُلامَةٌ قد أُودعت
منها الأحِبّةِ  جُرّحوا  وَتَظَلّموا

ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء