الأحد، 21 أبريل 2019

قميصُ يوسف

قميصُ يوسف ..

يعاتبني وكأن الأيام 
كانت بمشيئتي
وكأنّني قد كتبت مقاديري
وأمليتُها فوق صفحتي

وكأنّ  بوصلة الدّهر
رهنٌ في إصبعي 
وكأنّ شفاه الإبتسامات
تكدّست في حقيبتي   

أيا معاتبي خفّ العتاب
عن قلبي وعن مدمعي 
تفننتْ أيّامي
في كؤوسِ مرارتي

و لم تنصفني
وبالجمر رمت روائعي
وباتت أعينُ الجمرِ
تنزعُ الحياة من أمنيتي

وتسعى لاحتراقي
واحتراق كلٍّ  قناديلي 
كي تنطفئ
كي تداهمني أحلكُ الليالي
وعند المساء تُخرسُ مواويلي
وتغتالُ أُغنيتي

وبتُّ كيوسفَ غريق الجبِّ
ّ رُميتُ طفلًا
صبرتُ حتّى ملّ الصّبر منّي
دون جدوى
أجمعُ قوايَ وقدرتي

وباتَ جُبّي
يسقي كلّ العابرينَ 
غريبٌ لستُ كإنسانٍ أنا
في خرائطِ العالم
صحرائي قاحلةٌ
قد هجرت الأمطارُ واحتي

ومنْ قميصيَ الملطخِ
بإكذوبة دمي
كثرتْ أكاذيبُ
وعلى أنياب ذئبي المُحكى عنه
تربّعتْ صفوفُ اخوتي  !

وضاعتٔ مع هبوب الرّياح
جميعُ أمنياتي
صرختُ  وبحّ صوتي
ولم تصل صرختي

وخلف القضبان أُزجُّ
  بالحبّ اليوسفي الملوٍّع
ويشهدُ قميصيَ الممزق
ولكن مامن أذنٍ تسمع
وبأيدي حُبّ اللا حبّ
خُنقتْ عبرتي

تَوزعَ  اخوَتي
شمالاً .. جنوباً .. شرقًا
وغربًا وبين السهول والهضاب
تنازعوا على قِطعِ قميصي
ودم يوسفيتي

و تُسرعُ خناجرُ
إلى خريطتي تُمزّقها إربًا
ويتغدى القريبُ بالقريب !
ويمزّقني الجهلُ إربا
كأنّهُ هندُ (للحمزة  )

وبأضلعي المحمومةِ دمعة
في جراحات الليل
تولولُ صارخةً إرحموا
بقايا من بَشَرِيتي

قتلتموني مرارًا
وأحرقتم قلبي
يا أحمق أحبّتي
وتبقى الذكريات في عُتيّها عنيدة
تنكث جراحاتي كلّ حين
تُركّزُ على جرحيَ الدّامي
بين أضلعي ورئتي

وفوق شواطئ عيني
تكاثرت نوارسُ جوعى
بمناقيرها الحادة
تطلبُ مهجتي !
 
وبالكرم العربيّ العظيم
تسكبُ الزّيتَ 
وتُشعلُ الفتيل
بأطرافِ خريطتي

وعلى حافةِ الطريق
ضاعتْ حساباتي وأرقامي
يعود مرارٌ مضت أيامُه
ليحرقَ زهوري وأوراقَ حديقتي

فمازال أنينُها يدوي
أسمعُ حفيفَ أشجارها
وفي وحدتي
أخافُ أن تنشطرَ الشّظايا بي
إلى نصفين
نصفٌ يُمزّقني
ونصفٌ يقتلني ويعتذر

ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء

نصٌّ نثريٌّ من ديواني الخاص بالسّجع والنّثر  " مرافئُ قلبي "