الثلاثاء، 7 مايو 2019

فن الإدارة الحلقة 40

فنُّ الإدارة
الجزء الثاني الحلقة 40
بقلم / د.أحلام الحسن
إستشارية  إدارة موارد بشرية
وإدارة أعمال
رئيس القسم الثقافي بالجريدة

" معالجة أزمة الديون المتراكمة بين الدائن والمدين "

تطرقت الحلقات الأخيرة إلى أسباب اشهار إفلاس وتصفية المؤسسة وإلى أهمّ الطرق المعالجة وفي هذه الحلقة سأتطرق إلى مابعد الإشهار والتصفية من عملية إعادة الهيكلة الإدارية والمالية للمؤسسة لتستعيد نشاطات أعمالها من جديدٍ وتستعيد زبائنها .. وهناك عدة طرقٍ هي الأكثر أهميةً في إعادة مثل هذه الهيكلة الشاقة بالخطوات التالية  :

1- إبرام اتفاقٍ جديدٍ وعملية صلحٍ بين الدائن والمدين تحت إشرافٍ رسميٍ وتعهدٍ من المدين بالسّداد في الوقت المتفق عليه بعيدًا على المحاكم والجلسات ومثل هذا الإتفاق يحتاج إلى تأنّي وروية الدّائن وثقته بالمدين وتأكده من عدم المماطلة أو الإحتيال وتقديرًا لظرف الشركة المديونة .

2- إطالة الفترة الزمنية لتسديد الأقساط وتقليل مبلغ القسط بحيث لا يصعب سداده على الشركة المديونة .

3- عقد اتفاقٍ من نوعٍ آخرٍ بين الدائن والمدين لحين استعادة المدين أوضاعه المالية .. وهي عملية تأجيل دفع الديون لما بعد عامٍ أو أكثر لتسديد الديون للدائن  مقسطة أو كاملة أو وفق الإتفاق بين الدائن والمدين .. وعلى الشركة المدينة في هذه الفترة مضاعفة نشاطها التجاري وزيادة انتاجها والحدّ من الإسراف والتبذير وكسب الصفقات التجارية كلّ ذلك سيدعم موقفها ويسانده للإلتزام بدفع الديون كاملةً .. أو البدء في تسديد الأقساط للمدين .

4- النوع الثالث من الإتفاقات هو اللجؤ إلى إجراء اتفاقٍ رسميٍ يحفظ للدائن حقّ استرجاع ماله من المدين وهو القيام باصدار أسهمٍ تمليكية باسم الدائن بما يساوي مبالغ الديون أو أقل وفق ما يتناسب مع المدين ورغبته بذلك حيث أنه صاحب الحقّ .

5- إعادة الهيكلة المالية من أساسيات إعادة هيكلة الشركة بعد اشهار افلاسها وبعد التصفية وهنا يجب مراعاة عدد المشاركين الفعليين القدامى والجدد بالشركة ومدى رغبتهم الفعلية في استعادة الشركة لأوضاعها المالية .

6- "إعادة الهيكلة الإدارية بعد اشهار الإفلاس " :

أ-  الإدارة الحكيمة هي رأس الهيكلة التفعيلية لأعمال الشركة والتي تحتاج لدقةٍ كبيرةٍ وعقلٍ راشدٍ متميّزٍ متخصصٍ فيها يستطيع انتشالها من براكين الإفلاس السابق ..  ومن الأفضل عدم ترك الإدارة كما هي بيد المدير السابق .

ب- الإدارة السابقة للشركة المفلسة بالتأكيد إنها لا تخلو من السلبيات التي أدت للإنهيار المالي للشركة وهذا طبع البشر ربما لجهلٍ بحسن التصرف في ايجاد الحلول للأزمات المالية .. وإهمال وضع دراساتٍ ونظرياتٍ مُسبقة للأسباب التي قد تؤدي في يومٍ ما لمديونية الشركة وإفلاسها .

ت- على مؤسسي الشركة المفلسة البحث عن العيوب الفسادية والإدارية عند مدراء الأقسام ولا يستثنى من ذلك أيّ مديرٍ مهما كانت درجته وقرابته من المؤسسين .. ويتمّ استبعاد أيّ مديرٍ
ثبتت عليه أدلّة الفساد الإداري واللجؤ لتبديل وظيفته إلى موظفٍ مكتبيّ ٍ .. أو احالته للقضاء فيما لو ثبت عليه الفساد الإداري عن قصدٍ وترصّد .

" للمزيد من المعلومات ومعالجة المشاكل الإدارية الرجاء الرجوع للحلقات السابقة من حلقات فنّ الإدارة .

المصدر : كتاب فنّ الإدارة د. أحلام الحسن
الحقوق محفوظة يمنع النسخ إلاّ مع الإحتفاظ بحقّ التأليف للمؤلفة