الاثنين، 11 ديسمبر 2017

فن الإدارة الحلقة التاسعة

فنُّ الإدارة / الحلقة التّاسعة
بقلم / د. أحلام الحسن
استشارية إدارة أعمال
و إدارة موارد بشرية

علمُ النّفس الصّناعي والتنظيمي ..

حلقتنا اليوم من أهمّ الحلقات وربّما يندهش القارئ الكريم من العنوان وللإيضاح أورد هذه المعلومة عنه باختصار ..
علمُ النفس الصناعي والتنظيمي :
هو علمٌ  يُبني على مجموعة شواهدَ من الواقع والحقائق والنّظريات والمعارف أيضًا .. وهو علمٌ يقوم على دراسة علم النّفس وتحليل الإنسان لمعرفة جدارته في إدارة العمل الموكل إليه .. ولا يقوم بممارسته إلاّ الخبير المختصّ والمؤهّل لجمع نتائج تحليل نفسية هذا الإنسان المتقدّم للوظيفة تحليلًا صناعيًا وتنظيميًا .. وأن يكون أحد أفراد لجنة المقابلة التي تُجرى مع المتقدّم للوظيفة " وكما قُلت كلّما ازدادت أهمية الوظيفة كلما ازدادت الحاجة لهذا التحليل النفسي الصناعي التنظيمي " وفقًا للشروط الآتية :

أولًا : أن يكون المُحلل من ذوي الإختصاص بعلم النّفس الصّناعي التّنظيمي .

ثانيًا : لابدّ من تأدية هذه المهمة مع مختصّ ٍ آخرٍ في إدارة الموارد البشرية .

ثالثًا : يُشارك في لجنة المقابلة أهلُ الإختصاص بنوعية الوظيفة .. سياسية .. طبية .. إدارية .. تعليمية .. مهنية وما إلى سواه ولا تُستثنى أيّة مؤسسةٍ أو وزارةٍ من ذلك .

يقوم هذا العلم على دراسة الإنسان من خلال الآتي :

١- العقل

٢- السّلوك الظاهري وما خلف الظاهري بالعقل الباطن وما تحمله النّفس .

٣- الشّخصية وفي شتى حالاتها .

٤- طريقة التفكير .

ماهو الهدف من وراء دراسة هذا الإنسان من خلال علم النّفس الصناعي والتّنظيمي ؟

وللإجابة على هذا السؤال والذي من خلاله به نصف الإجابة " الصّناعي والتّنظيمي "
وبالتأكيد بأنّ هذا العلم يختصّ بالمتخصّصين فقط في علم النّفس الصّناعي والتّنظيمي والذي لا غنىً عنهم في تحليل الشّخصيات والتّنبوء بما سينتج عن هذه الشخصية أو تلك الشّخصية من مواقف مستقبلية .. إذن الهدف من هذا العلم  يتلخصُ في :

١/ تحليل نفسية شخصية الإنسان المرشّح لمنصبٍ معيّنٍ أو وظيفةٍ معينة ذات أهمية سياسيةٍ كانت أو اجتماعية  أو وظيفية  وفي شتى المجالات .. وكلّما كان دور تلك الوظيفة أكبر في المجتمع كلّما ازدادت أهمية هذا التّحليل .

٢/ كذلك لا تُستثنى بقية الوظائف عن هذا التّحليل النّفسي الصّناعي والتّنظيمي . 

٣/ تعوّدت المجتمعات إلى جعل الموظف المناسب من خلال تخصّصه التًعليمي المتجانس مع نوعية تلك الوظيفة .. وتناست بعضُها الجانب النّفسي الصّناعي والتّنظيمي لهذا الإنسان والذي قد يتسبب إهمالها في العديد من المشاكل بل في أكبر المشاكل .

مواصفات المُحلل النفسي الصّناعي التّنظيمي :

١/ أن يكون من أهل الإختصاص والخبرة الإستشارية .

٢/ أن يتحرّى النّزاهة والحيادية في قراراته ونتائج تحليلاته .. فلا مكان لرأيه الشّخصي ولا اعتبار لمعرفته الشّخصية بالمتقدّم للوظيفة .

أهمية التّحليل النّفسي الصّناعي والتنظيمي :

أولًا / جعل الشخص المناسب في الوظيفة المناسبة نفسيًا صناعيًا وتنظيميًا حاله حال جعله في الوظيفة المناسبة علميًّا ولا يقلّ بالأهمية عنها مطلقًا لما في السّلوك من دورٍ مساندٍ للعلم .

ثانيًا / تجنّيب المؤسسة الكثير من المشاكل كالإختلاس والتكاسل وخلق المشاكل بالعمل من خلال التّنبؤء لخلفيات هذا الإنسان الفكرية والنّفسية .

ثالثًا / تحسين واقع العمل والإداء الوظيفي .

رابعًا / زيادة الإنتاج والأرباح للمؤسسة .

خامسًا : معالجة الظّواهر السّلبية الطّفيفة للمتقدّم للوظيفة ولا يُجازفُ بالتوظيف مطلقًا بالتغاضي عن الظواهر المعقدة .

سادسًا / معرفة دوافع المتقدم للوظيفة ومدى قابليته النًفسية لمتاعبها ومشاقها .. ومدى اتزانه وقابليته للتّدريب والتّطوير والتّخلص من السّلبيات بجدّية .

سابعًا : توفير الشخص المناسب للقيادة وللإدارة .

المصدر : كتابُ فنّ الإدارة د. أحلام الحسن
الحقوق محفوظة للمؤلفة