الجمعة، 5 يناير 2018

الصّبر

الصّبر / د. أحلام الحسن

لمن أشكو بلائي أو أقولُ
وبعضُ القولِ يشمتُهُ عذُولُ

إذا بجفا الأحبّةِ قد بُلينا
وعند العوزِ أنجمُهمْ أُفُولُ

أيا ربّي سواكَ فلَستُ أرجو
لأهوالٍ تُزلزلُ بي تجولُ

رماني الدّهرُ من أعلا شموخٍ
إلى موتٍ يُسارعُني  عَجُولُ

بأنّاتٍ  وأوجَاعٍ  تمادت ْ
ومن وقعٍ فوارسُهُ خُيُولُ

ألا فارحم إلهي ذاكَ منّي
فذا ضَعفي ومن مِثلي جَهُولُ

تُداهمني ليالٍ عاصفاتٍ
وبالنّكباتِ تَرميني الفصُولُ

فتحرقني شهاباتُ الخفايا
ويُرهقُني على ذاكَ العوَيلُ

تُراقبُني على حذرٍ عيونٌ
وتبكيني على وجعٍ  يَصُولُ

ألا يا مُدركَ الهلكى بِعَفوٍ
بإحسانٍ فَجُد عفوًا  يَطُولُ

أحارُ وفي أساريري أَزِيزٌ
ومن وهنٍ إلى وهنٍ ذُهُولُ

ولم تُبق الليالي من رجاءٍ
لغيركِ لا يُراودني حِلولُ

أشدُّ العزمَ في ربّي بِصَبرٍ
فمن للعمرِ إن همّ السُدُولُ

ويَعصرني ويُحزنني غموضٌ
ويَخذلُني وفي زهوٍ خَذُولُ

ألا أنّي ببابكِ لي رجاءٌ
أيا مَولايَ ليسَ بهِ خُذُولُ

تُغازلُني المنايا كُلّ حِينٍ
فكُلّي في جراحاتي زَمُولُ

فَلَستُ بِمَريَمَ العذراءَ ربّي
وأنّى لي كما صَبَرَت بتولُ

كصَبرِ الفاطمِ الزّهراءِ حاشا
ولستُ كعُشْرِ عَشْرتِهِ أطولُ

بحرُ الوفر