الثلاثاء، 30 يناير 2018

الرّبيع

السّلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
وافر الشّكر والتّقدير لجهودكم الطيبة والمبذولة في دعم الحرف الأدبي الجديد
وجزاكم اللّه عنّا وعن الأدب العربي ألف خير ..
تفضلوا مشاركتي المتواضعة وهي على وزن بحر الخفيف

الرّبيع / د. أحلام الحسن

ياربيعًا ما عادَ فيهِ ربيعُ
بعد أن صارَ الغدرُ فينا المبِيعُ

وودادًا أحوالهُ  كم تدانت ْ
من بقايا أوطانِ شعبٍ يضيعُ

في زمانٍ أوجاعهُ قد سقانا
من ضميرٍ في كُلّ شرّ ٍ ضليعُ

من هدايا ذئبٍ دمًا أغرقونا
رهنُ ريحٍ ذاكَ الأمانُ الوديعُ

عانقتهُ الأيّامُ  ظُلمًا حَوَتهُ
في تجنّ ٍ ذعرًا حقيرًا تُشيعُ

ألفُ آهٍ أدمتْ جفونًا تسامت
كُلّ شيءٍ عند الضّحايا وجيعُ

من رمالٍ كانت قصورُ الأماني
قد تساوت فالكلُّ فيها ضجيعُ

في وجودٍ  أمجادهُ  في هوانٍ
طالما غابَ الرّشْدُ عنهُ تضيعُ

كغثاءِ السّيلِ الذي دونَ خيرٍ
عذبُ قولٍ والسّمُّ  فيهِ نقيعُ

لا تلُمني أن لم أجد قوتَ يومي
لا تلُمني لو قُلتُ ماتَ الجميعُ

من ضياعٍ  أوزارُهُ  مزّقَتنا
قد تداعت أيدٍ وقال الشّفيعُ

من كيدِ حربٍ لُعبةً  دمّرونا
من فتنةٍ شبرًا فشبرًا  تُذيعُ

من شظايا أدوارُها في اختيالٍ
كم تدلّتْ والكلُّ فيها  نزيعُ

خلفَ أوهامٍ سارعوا ما تأنّوا
قد أضاعوا رُشدًا إذا لم يُطيعوا

نحنُ من ذاقَ المُرَّ فيهِ  مِرارًا
من جهولٍ أو مُغرضٍ كم يُشيعُ

دجلٌ في أفعالهِ كم  يُماري
من مراءٍ والفكرُ فينا المُطيعُ

دونَ رأيٍ ننساقُ دونَ اعتراضٍ
مثلُهُ من جوعٍ  يُساقُ القطيعُ

من مراسيمِ الموتِ شمعًا صنعنا
فاحترقنا والكُلُّ فينا وجيعُ

كم نظرنا للكون ما من زهورٍ
هل سنجني وردًا ويأتي الرّبيعُ !

وزنُ القصيدة : بحرُ الخفيف
د. أحلام الحسن / مملكة البحرين
ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء