الأحد، 2 سبتمبر 2018

خشان خشان يتهم الخليل بن أحمد الفراهيدي باللأشاعر

ثقافاتٌ ورؤي
بقلم / د. أحلام الحسن

العروضُ الخليلية بين الأصالة والتّهجين .. الخليل بن أحمد الفراهيدي وتهمة اللأشاعر
           " الحلقة الرّابعة "

لقد مرت مئات السنوات على على وفاة العالم الجليل والعروضي العالمي الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه اللّه وجزاه اللّه خيرًا عن الأمة العربية وعن الشعر العربي الأصيل ..
فهو استاذٌ في اللغة والنحو والصرف والفقه تخرج على يديه عمالقة النحو والصرف وله الفضل الأكبر بعد اللّه في صياغة الأوزان الشعرية العربية ووضعها في تفعيلاتٍ يحكم كل بحرٍ منها إيقاعٌ موسيقيٌ يحدد البحر لكون أن الكثير من التفعيلات متداخلة في بعضها ..
وعلم عروض الأوزان الخليلية وتفعيلاتها علمٌ غزيرٌ يحتاج لدقةٍ في تعلّمه لذلك لجأت كلّ الجامعات العربية في الدول العربية لجعله إحدى المقررات المهمة في الدراسات الأدبية واللغوية وادخلته بعض الجامعات كجامعة البحرين من ضمن المقررات الإعلامية أيضا فضلّا عن الآداب
فهو علمٌ يخضع الطالب فيه لكافة الإجراءات التعليمية من دراسةٍ وتقديم امتحانات ودرجات ..
ولقد اخرجت لنا جامعاتنا العربية بمصر والعراق والسودان ولبنان وسوريا وغيرها كبار أساتذة علم العروض والذي حصل بعضهم على درجة الأستاذية " البروفسرية " ينهل  الطالب من علومهم وآدابهم من مناهل اللغة والنحو والصرف والعروض والنقد وما إلى سواها ليتخرج على أيديهم مئاتٌ من أهل اللغة والآداب والنحو والصرف والعروض والنقد ليواصلوا ما بدأته تلك النخبة المميزة ..
= وللأسف الشديد خرج في زماننا احد الهادمين لقواعد اللغة وعلم العروض الخليلية يحمل فأسه وبكلّ وقاحةٍ داعيًا إلى نفسه في عالم أرقامه الوهمية معترضًا وبكل شراسةٍ طريق اللغة والنحو والصرف محاربًا للعروض الخليلية .. وفارضًا أرقامه الوهمية خ.خ .. وبعد البحث والتقصي عن مصدر هذه الأرقام لا يجد الباحث لها أيّ مصدرٍ حقيقيٍ أو أكاديميٍ يذكرها سوى مدوناته المتعددة الأسماء والتي يقوم من خلالها بعمل بهرجةٍ زائفةٍ لنفسه ..
وسأتطرق لأهم ما جاء به وأهم أكاذيبه ومفترياته لأكشف للمجتمع وبكل شفافيةٍ ماهية هذه الشخصية :
1/ أكذوبته الكبرى على الخليل بن أحمد الفراهيدي بأنه ليس بشاعر ولا يكتب الشعر !!
قائلا بعد فضح كسوره (( لم يكن الخليل شاعرا ولا أعتبر نفسي شاعرا )) محاولًا الإنتقاص من الخليل بن أحمد الفراهيدي والكذب عليه ومبررًا لفشله بأنه مثل الخليل بن أحمد يعلّم الناس الشعر ولا يكتبه !.. ولا أدري أهذا جهلٌ مركبٍ !!! أم أنّ خ.خ بعد هذا العمر لا يعلم بأنّ الخليل بن أحمد الفراهيدي كان شاعرًا ..فإن لم يك يعلم فهذه الطامة الكبرى والدليل الأكبر على أنّ دعوته الأوهام والأرقام تستهدف محو الشعر العربي من الوجود ومحاولة عرقلة امتداده لا غير .

2 /الدعوة لاتباعه واتباع الأرقام الوهمية بعيدًا عن العروض الخليلية .. وأنّ بالإمكان من خلال تعلمها إجادة الشعر في اسبوعٍ واحدٍ وأقصى ذلك شهر واحد !!!
وسؤالنا يا خ.خ  فلماذا لم تصنع منك الأوهام الرقمية شاعرًا من التسعينات للآن ؟!!!

3/ إدعاء خ.خ  الإستاذية جدلًا وافتراءً رغم عدم حصوله على أيّ مؤهلٍ في الآداب واللغة وعلم العروض والنّحو والصّرف او النّقد بل وكلّ علمٍ يتعلق بعلوم الآداب العربية .. وفاقد الشيء لا يعطيه وفاقد العلم أحوج للتعلم منه للتعليم .. فالأستاذية تعني الدراسات العليا والتعلم وعشرات الأبحاث والتدريس بالحرم الجامعي او المعاهد الأكاديمية تلك الإختصاصات الأدبية والتي تؤهل الإنسان ليكون استاذًا في علم اللغة والآداب والعروض .

4/ حنقهُ الفظيع على الخليل بن أحمد الفراهيدي ومحاولة طمس معالمه الفكرية والأدبية .. وحنقه على الأكاديمين تلامذة الخليل بن أحمد من أساتذة العروض الخليلية واللغة العربية بالجامعات العربية لا يخفى واتهامهم باللاشعراء وأن هناك من يكتب لهم قصائدهم !

5/ تقلبات أطواره الغريبة جدًا والمشبوهة والتراقص على حبال الدفاع عن الخليل بن أحمد الفراهيدي وفق ما تقتضيه مصالحه .. وعروضه الرقمية ومناهضة الخليل بن أحمد وكذبه عليه أكبر دليلٍ على ذبذبته النفاقية .

6/ وأدلّة أخرى على أنّ مايقوم به خ.خ من دعوة وهميةٍ رقمية ، الهدف الأساسي منها هو هدم هرم الأوزان الخليلية والتي هي أقوى عراقة ادبيةٍ عند العرب وشلّ حركتها بكلّ ما أوتي من قوة والأسباب شبه مجهولة !!
وأطرح هنا سؤالًا واستفسارًا فلكلّ اديبٍ وشاعرٍ مؤلفاته ودواوينه
فأين هي دواوين قصائدك يا خ.خ . وأين هي أشعارك ؟!!
يامن اطلق على نفسه صفة الأعلمية بالعروض ( عالم العروض العالمي ) وتحدّى الخليل بن احمد الفراهيدي وتحدّى كبار البروفيسرية  في علم العروض والآداب في كبرى الجامعات العربية هيّا أرنا إيّاها .. أم كلّها في قوقعة الوسواس القهري .. ففاقد الشيء لا يعطيه ..لقد بلغت من الكبر عتيا ولم تصبح شاعرًا .. تب إلى اللّه ونساله لك الهداية ..

7/ إتصاف الرجل خ.خ. بصفة الكذب والبهتان والتزوير على الناس وفق ماتقتضيه مصلحته وتضليل المجتمع ومن المستحيل أن تكون هذه الرذائل من مواصفات إنسانٍ سوي الدّين والعقل نزيه الوطنية .

وللقارئ الكريم أقدم الدليل على كذب خ.خ. على العالم الجليل الخليل بن أحمد الفراهيدي بأنّه ليس بشاعر !!
**  هذه بعض مقاطع من أشعار الخليل بن أحمد الفراهيدي أستشهد بها على الإدعاء الجائر من قِبل خ.خ. ضدّ هذا العالم الجليل الفراهيدي  :
أبيات من شعر الخليل بن أحمد الفراهيدي على البحر الكامل:

لَو كُنتَ تَعلَمُ ما أَقولُ عَذَرتَني   أَو كُنتَ تَعلَمُ ما تَقولُ عَذَلتُكا
لِكِن جَهِلتَ مَقالَتي فَعَذَلتَني   وَعَلِمتُ أَنَّكَ جاهِلٌ فَعَذَرتُكا
البحر الكامل:
أَبلِغ سُلَيمانَ أَنّي عَنهُ في سَعَةٍ  وَفي غِنىً غَيرَ أَنّي لَستُ ذا مالِ
سَخّى بِنَفسي أَنّي لا أَرى أَحَدًا   يَموتُ هَزلاً وَلا يَبقى عَلى حالِ
وَإِنَّ بَينَ الغِنى وَالفَقرِ مَنزِلَة   مَخطومَةً بِجَديدٍ لَيسَ بِالبالي
الرِزقُ عَن قَدَرٍ لا الضَعفُ يَنقُصُهُ   وَلا يَزيدُكَ فيهِ حَولُ مُحتالِ
إِن كانَ ضَنُّ سُلَيمانَ بِنائِلِهِ   فَاللَهِ أَفضَلُ مَسؤولٍ لِسُؤالِ
وَالفَقرُ في النَفسِ لا في المالِ نَعرِفُهُ   وَمِثلُ ذاكَ الغِنى في النَفسِ لا المالِ
وَالمالَ يَغشى أُناساً لا خَلاقَ لَهُم   كَالسيلِ يَغشى أُصولَ الدَندَنِ البالي
كُلُّ اِمرِىءِ بِسَبيلِ المَوتِ مُرتَهِنٌ   فَاِعمَل لِنَفسِكَ إِنّي شاغِلٌ بالي

إِنَّ الَّذي شَقَّ فَمي ضامِنُ   الرِزقِ حَتّى يَتَوَفّاني
حَرَمتَني خَيراً كَثيراً فَما   زادَكَ في مالِكَ حِرماني
شعر الخليل بن أحمد الفراهيدي من البسيط:
اعمَل بِعِلمي وَإِن قَصَّرتُ في عَمَلي   يَنفَعكَ عِلمي وَلا يَضرُركَ تَقصيري
وَاُنظَر لِنَفسِكَ فيما أَنتَ فاعِلُهُ   مِنَ الأُمورِ وَشَمِّر فَوقَ تَشميري
شعر الخليل بن أحمد الفراهيدي من المتقارب:
وَقَبلَكَ داوى الطَبيبُ المَريضَ   فَعاشَ المَريضُ وَماتَ الطَبيب
فَكُن مُستَعِدّاً لِداعي الفَناءِ   فَإِنَّ الَّذي هُوَ آتٍ قَريب
شعر الخليل بن أحمد الفراهيدي من الطويل:
سَأُلزِمُ نَفسي الصَفحَ عَن كُلِّ مُذنِبٍ   وَإِن كَثُرَت مِنهُ عَلَيَّ الجَرائِمُ
وَما الناسُ إِلّا واحِد مِن ثَلاثَة   شَريف وَمَشروف وَمَثَلٌ مُقاوِمُ
فَأَمّا الَّذي فَوقي فَأَعرِفُ فَضلَهُ   وَأُتبِعُ فيهِ الحَقَّ وَالحَقُّ لازِمُ
وَأَمّا الَّذي مِثلي فَإِن زَلَّ أَو هَفا   تَفَضَّلتُ إِنَّ الفَضل بِالعِزّ حاكِمُ
وَأَمّا الَّذي دوني فَإِن قالَ صُنتُ عَن   إِجابَتَهِ عَرضي وَإِن لامَ لائِمُ
من الوافر:
وَما شَيءٌ أَحَبَّ إِلى لَئيمٍ   إِذا سَبَّ الكِرامَ مِنَ الجَوابِ
مُتارَكَةُ اللَئيمِ بِلا جَوابٍ   أَشَدُّ عَلى اللَئيمِ مِنَ السِبابِ
من البسيط:
إِن كُنتَ لَستَ مَعي فَالذِكرُ مِنكَ هُنا   يَرعاكَ قَلبي وَإِن غُيِّبتَ عَن بَصَري
العَينُ تَفقِدُ مَن تَهوى وَتُبصِرُهُ   وَناظِرُ القَلبِ لا يَخلو مِنَ النَظَرِ
شعر الخليل بن أحمد الفراهيدي من المتقارب:
يَدَاكَ يَدٌ خَيرُهَا يُرتَجَى   وَأُخرَى لِأَعدائِهَا غائِظَه
فَأمَّا الَّتي خَيرُها يُرتَجَى   فأجود جوداً من اللافِظَه
وَأَمَّا الَّتي يُتَّقَى شَرُّها   فَنَفسُ العَدُوِّ لَها فائِظَه
من الطويل:
وَما بَلَغَ الإِنعامُ في النَفعِ غايَةً   مِنَ الفَضلِ إِلّا مَبلَغُ الشُكرِ أَفضَلُ
وَما بَلَغَت أَيدي المُنيلينَ بَسطَةً   مِنَ الطَولِ إِلّا بَسطَةُ الشُكرِ أَطوَل
وَما رَجَحَت بِالمَرءِ يَوماً صَنيعَةٌ   عَلى المَرءِ إِلّا وَهيَ بِالشُكرِ أَثقَل
من الوافر:
وَما بَقِيَت مِنَ اللَذاتِ إِلّا   مُحاوَرَةُ الرِجالِ ذَوي العُقولِ
وَقَد كانوا إِذا عُدّوا قَليلًا   فَقَد صاروا أَقَلَّ مِنَ القَليلِ
من البسيط:
رُزِقتُ جوداً وَلَم أُرزَق مُروءَتَهُ   وَما المُروءَةُ إِلّا كَثرَةُ المالِ
إِذا أَرَدتُ مُساماةً تُقاعِدني   عَمّا يُنَوِّهُ بِاِسمي رِقَّةُ الحالِ
من المتدارك:
سُئِلوا فَأَبَوا فَلَقَد بَخِلوا   فَلَبِئسَ لَعَمرُكَ ما فَعَلوا
أَبَكَيتَ عَلى طَلَلٍ طَرَبًا   فَشَجاكَ وَأَحزَنَكَ الطَلَلُ

فالحذر كلّ الحذر من اتباع نواعق الضلال أو التضليل .